الصداع في النصف الأيمن من الرأس هو ظاهرة شائعة يمكن أن تؤثر على أي شخص في أي عمر. يمكن أن يكون هذا النوع من الصداع ناتجاً عن العديد من العوامل، مثل التوتر أو الصداع النصفي أو مشاكل في الأذن أو الأسنان.
في هذا المقال سنتعرف على الأسباب العديدة لهذا الصداع وكيف يمكن علاجها.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبما هو الصداع؟
الصداع هو عبارة عن ألمٍ أو انزعاجٍ في الرأس أو الوجه، يختلف الصداع بشكلٍ كبيرٍ من حيث موقع الألم وشدته، وعدد مرات حدوثه. في الواقع لا تحتوي أنسجة المخ على أليافٍ عصبيةٍ حساسةٍ للألم، لكن أجزاءً أخرى من الرأس يمكن أن تكون مسؤولةً عن حدوث الصداع.
في بعض الأحيان يمكن أن يحدث الصداع في جانبٍ واحدٍ من الرأس، وفي هذا المقال سنخص بالذكر الصداع في النصف الأيمن من الرأس.
أسباب الصداع في النصف الأيمن من الرأس
غالباً ما يحدث الصداع على الجانب الأيمن بسبب الشقيقة "Migraine" أو التوتر أو الصداع العنقودي "Cluster headache"، كما يمكن أن يكون أحد أعراض الحالات الصحية المزمنة مثل التهاب المفاصل "Arthritis" أو ألم العصب الثلاثي التوائم " Trigeminal neuralgia".
يمكن تقسيم الأسباب المؤدية للصداع النصفي الأيمن بالشكل التالي:
١- المشاكل العصبية
هنالك العديد من الحالات العصبية التي يمكن أن تسبب ألماً في جانب واحد منا لرأس نذكر منها:
- الألم العصبي القذالي " Occipital neuralgia": يحدث عندما تتضرر أو تلتهب الأعصاب القذالية التي تمتد من أعلى النخاع الشوكي إلى فروة الرأس؛ تتضمن الأعراض ألماً حاداً في الجزء الخلفي من الرأس والرقبة والحساسية للضوء أيضاً.
- التهاب الشرايين الصدغي " Temporal arteritis": تلتهب الشرايين الموجودة في الرأس والرقبة؛ ويسبب ذلك آلاماً في العضلات وصداعاً شديداً على جانب الرأس، كما تتضمن الأعراض الأخرى التعب وألم الفك.
- ألم العصب الثلاثي التوائم " Trigeminal neuralgia": وهو يسبب ألماً شديداً في الوجه والرأس؛ يصيب الألم عادةً جانباً واحداً فقط في كل مرة؛ ويحدث ذلك نتيجةً لخلل في العصب الثلاثي التوائم الموجود في قاعدة الدماغ.
٢- بعض الأدوية
يمكن أن يكون الصداع أحد الآثار الجانبية للأدوية التي يتم استهلاكها، كما يمكن أن يحدث أيضا بسبب الإفراط في أخذ الأدوية، بما في ذلك مسكنات الألم مثل:
- أسيتامينوفين "Acetaminophen" والمعروف باسم باراسيتامول
- أسبرين "Aspirin"
- ايبوبروفين "Ibuprofen"
وهذا النوع شائع من الصداع، وقد يصيب حوالي 0.5-2.6% من سكان العالم، وغالباً ما يكون الصداع الناتج عن الإفراط في استخدام الأدوية في أسوأ حالاته عند الاستيقاظ.
٣- أسباب إضافية
يمكن أن تؤدي الأسباب الأخرى للصداع إلى الشعور بالألم في الرأس بأكمله أو في جانبٍ واحدٍ فقط، وتتضمن:
- الصداع التالي للعدوى مثل العدوى الفيروسية كالأنفلونزا أو كوفيد-19.
- الصداع التالي للصدمة بعد إصابة الدماغ ويمكن أن يصاحبه أيضا الدوخة والغثيان ومشاكل في التركيز.
- الصداع الناجم عن ورمٍ في الدماغ ويمكن أن يكون مستمراً ويزداد سوءاً في الليل أو في الصباح الباكر.
- الصداع الناتج عن السكتة الدماغية والذي يحدث عند انسداد الشريان الذي يزود الدماغ بالدم.
- الحساسية
- أم الدم "Aneurysm" وفيها يكون جدار الشريان ضعيفاً أو منتفخاً.
- التعب
- تقلبات مستويات السكر في الدم بسبب تخطي تناول بعض وجبات الطعام.
- إجهاد العضلات في الرقبة
أنواع الصداع التي تؤثر في الجانب الأيمن من الرأس
هناك أكثر من 200 نوع من الصداع. بعضها عبارة عن صداع أولي، حيث يكون الصداع هو العرض الرئيسي، بينما يكون بعضها الآخر ثانوي، حيث يحدث الصداع كعرضٍ من أعراض حالةٍ أخرى.
يعد كل من الشقيقة والصداع العنقودي الأسباب الأكثر احتمالاً للصداع على جانب واحد من الرأس. قد يسبب الصداع التوتري أيضا ألماً في جانبٍ واحدٍ لدى بعض الأشخاص.
١- الشقيقة
الشقيقة أو الصداع النصفي وهي نوع من الصداع الشديد الذي يسبب إحساساً نابضاً أو ألماً خافقاً في الرأس، وقد يؤثر على جانب معينٍ من الرأس دون غيره، وعادةً ما يكون مصحوباً بما يلي:
- عدم وضوح الرؤية
- الغثيان
- الحساسية للضوء
- الحساسية للصوت
- الإقياء
يعاني ما يصل إلى ربع الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي من اضطراباتٍ بصريةٍ أو فقدان مؤقت للرؤية قبل ظهور الألم. ويمكن أن تستمر الأعراض لمدة تصل إلى 72 ساعة أو أكثر.
٢- الصداع العنقودي
يعتبر الصداع العنقودي نادراً، وهو صداع شديد يحدث في أنماط دورية، وعادةً ما يكون حول عينٍ واحدة، كما قد ينتشر أيضا إلى مناطق أخرى من الرأس والوجه، وكذلك الرقبة والكتفين.
كما تتضمن الأعراض الأخرى للصداع العنقودي ما يلي:
- تعرق الوجه
- يصبح الجلد شاحباً أو محمراً
- احمرار العينين
- الدماع
- انسداد أو سيلان الأنف
- التورم حول العين المصابة
يميل الذكور إلى الإصابة بالصداع العنقودي أكثر من الإناث، والسبب الدقيق لذلك غير معروف؛ ولكن عموماً قد يزيد كل من التدخين وتعاطي الكحول والتاريخ العائلي من احتمال حدوث الصداع العنقودي.
٣- الصداع التوتري
الصداع التوتري يعد أحد أكثر أنواع الصداع انتشارًا، حيث يتأثر به حوالي واحد من كل خمسة أشخاص.
قد يعاني بعض الأفراد من الصداع التوتري المزمن، حيث يصيب الشخص لفترات تتجاوز 15 يوماً في الشهر، ويمتد لعدة ساعات أو يمكن أن يظهر ويختفي.
تحدث مع طبيب الآن
عادةً ما يكون للصداع التوتري تأثير على كلا جانبي الرأس، ولكن بعض الأفراد قد يشعرون بالصداع في النصف الأيمن أو الأيسر من الرأس فقط، ومن الأعراض:
- الألم الكليل
- ألم في فروة الرأس
- ألم أو شد في عضلات الكتف والرقبة
- شد أو ضغط على الجبهة أو الجانبين أو الجزء الخلفي من الرأس
تستمر هذه الأعراض عادةً بضع دقائق إلى بضع ساعات، وتكون خفيفةً إلى متوسطة الشدة.
ويمكن علاج صداع التوتري العرضي باستخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو بعض العلاجات المنزلية. وقد يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بشكل متكرر إلى تغيير نمط حياتهم أو تحديد المحفزات وتجنبها، أو استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب.
٤- الصداع عنقي المنشأ
الصداع عنقي المنشأ ينتج عن مشكلةٍ في العظام أو المفاصل أو الأنسجة الرخوة في الرقبة. يسبب هذا النوع من الصداع ألماً في جانبٍ واحدٍ يبدأ في الرقبة وينتشر إلى مقدمة الرأس.
يبدأ الألم في هذه الحالة أو يزداد سوءاً مع حركة الرقبة وعادةً ما يكون مصحوباً مع تصلب وألم في الرقبة وألم في الذراع أو الكتف في نفس الجانب الذي يعاني منه المريض من ألمٍ في الرأس.
٥- متلازمة SUNCT
متلازمة SUNCT أو الصداع الشبيه بالألم العصبي وحيد الجانب قصير الأمد، وهو أيضاً اضطراب يمكن أن يسبب صداعاً في الجانب الأيمن.
تسبب هذه المتلازمة نوباتٍ قصيرةً ومكثفةً من الألم على جانب واحد من الرأس، وعادةً حول عين واحدة.
يمكن أن يبدأ الصداع في الجانب الأيمن من الرأس من هذه المتلازمة أيضا وتصاحبه أعراض أخرى بما في ذلك:
- الإطراق (تدلي الجفن)
- تمزق العين
- انسداد الأنف
- تعرق الوجه
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من صداع في النصف الأيمن من الرأس، يجب عليك زيارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كان الصداع شديداً أو مستمراً.
- إذا كان الصداع مصحوباً بأعراض أخرى مثل الغثيان والقيء أو تشوش الرؤية.
- إذا كنت تعاني من صداع لأول مرة في حياتك.
- إذا كان لديك أي مخاوف بشأن الصداع.
السبل العلاجية
يعتمد علاج الصداع في النصف الأيمن من الرأس على السبب. تشمل بعض العلاجات الشائعة ما يلي:
١- العلاج الدوائي
هناك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج أنواعٍ مختلفةٍ من الصداع الذي يحدث في الجانب الأيمن من الرأس.
أ- علاج الشقيقة
عادةً ما يتم علاج الشقيقة الخفيفة إلى المتوسطة باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، بما في ذلك ايبوبروفين "Ibuprofen".
بينما تتطلب النوبات الأكثر شدةً عادةً تناول أدوية تريبتان "Triptan"، مثل سوماتريبتان " Sumatriptan"، أو مزيج من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وتريبتان.
ب- علاج الصداع العنقودي
لا يوجد علاجٌ شافٍ لهذه الحالة، وتتوفر علاجات يمكن أن تقلل من تواتر وشدة الصداع العنقودي.
عادةً ما يتم علاجه أولاً عن طريق استنشاق الأوكسجين، وإذا لم يكن مفيداً فعادةً ما يتم تجربة دواء التريبتان الذي يؤخذ حقناً أو بالاستنشاق عبر الأنف.
ج- علاج متلازمة SUNCT
يصعب علاج متلازمة SUNCT، ولكنها قد تستجيب للستيروئيدات القشرية (الكورتيكوستيرويدات).
د- علاج ألم العصب ثلاثي التوائم
عادةً ما يتم علاج ألم العصب الثلاثي التوائم بأدويةٍ مثل كاربامازيبين "Carbamazepine"، أو غابابنتين "Gabapentin"، أو أوكسكاربازيبين "Oxcarbazepine".
ه- علاج تمزق أم الدم في الدماغ
يعتبر تمزق أم الدم في الدماغ حالةً طبيةً طارئةً تتطلب إجراء جراحةٍ فورية.
٢- العلاج المنزلي
هناك بعض العلاجات المنزلية التي قد تكون مفيدة في تخفيف أعراض الصداع في النصف الأيمن من الرأس وذلك بالاعتماد على نوع الصداع:
- يمكن تخفيف الشقيقة عن طريق الراحة في غرفة مظلمة وهادئة، ووضع كمادة باردة أو الضغط على منطقة الألم.
- يمكن السيطرة على الصداع العنقودي من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق والحفاظ على جدول نوم ثابت؛ كما قد يكون الحد من تعاطي الكحول وعدم التدخين مفيداً أيضا في الوقاية.
- يمكن الوقاية من الصداع عنقي المنشأ عن طريق القيام بتمارين نطاق الحركة والتمدد تحت إشراف أخصائي العلاج الفيزيائي.
- ويمكن تهدئة آلام الرقبة والرأس عن طريق تطبيق إما الضغط البارد أو وضع منشفة رطبة ساخنة لمدة 10 إلى 15 دقيقة.