الصداع العنقودي: الأعراض المرافقة والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 23 أكتوبر 2023

يعد الصداع العنقودي أحد أشكال الصداع وهو الأكثر إيلاماً وازعاجاً للمصاب به، وفي هذا القال سنتعرف أكثر على هذا النوع بالإضافة إلى الأعراض المرافقة له وطرق التشخيص والعلاج.

ما هو الصداع العنقودي؟

يعرف الصداع العنقودي بأنه شكل نادر من أشكال الصداع يتصف بأنه مؤلم جداً ويحدث على شكل هجمات متكررة. يحدث خلال هجمات الصداع العنقودي نوبات متكررة من الصداع الشديد، وتتصف هذه النوبات بأنها:

  • متكررة بشكل يومي أو عدة مرات خلال اليوم.
  • تحدث نوبات الصداع والألم في نفس الوقت خلال اليوم.
  • تستمر هذه النوبات من أسبوع حتى عدة أشهر، ومن ثم تمر بفترة هجوع وتراجع وتختفي النوبات بشكل كامل لفترة من الزمن، لتعود للظهور بشكل مفاجئ لاحقاً.

لا يعاني الشخص خارج أوقات الهجمات من الصداع العنقودي، لكن في حالات نادرة قد يأخذ الصداع العنقودي شكل مستمر ومزمن، أي يحدث بشكل يومي.

ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن الصداع العنقودي يحدث عند واحد من كل 1000 شخص، يعد والرجال هم الأكثر تأثراً بهذا النوع من الصداع.

أسباب وعوامل الخطورة للإصابة بالصداع العنقودي

العامل المسبب الرئيسي لحدوث الصداع العنقودي غير معروف ولم يكتشف بشكل واضح رغم وضع عدة فرضيات لتفسيره. ولكن بالمقابل تم فهم الآلية التي يحدث فيها الصداع العنقودي وملاحظة عدة عوامل خطر ترتبط بتطور هذا النوع من الصداع.

الآلية التي يحدث فيها الصداع العنقودي هو نتيجة تنبيه لعصب موجود في الوجه يعرف باسم العصب مثلث التوائم "Trigeminal nerve" وهو مسؤول عن إحساس الألم والحرارة في الوجه. ويمر هذا العصب بجانب العين ويعطي فروع للجبهة في مقدم الرأس، والخد، والفك في كل جهة.

يتم تحريض وتنبيه هذا العصب بشكل مفرط وغير طبيعي من قبل مركز عصبي موجود في الدماغ يعرف باسم الوطاء "Hypothalamus" والذي يعتبر المسؤول عن الساعة البيولوجية الداخلية في الجسم "Internal biological clock" أي انه يتحكم بدورة النوم والاستيقاظ الخاصة بالجسم. ويسبب تنبيه العصب مثلث التوائم المتكرر من قبل الوطاء ظهور أعراض الألم الشديد واحساس الحرقة والحرارة في الجلد خلال نوبة الصداع العنقودي، وأيضا يمكن أن يفسر تكرار نوبات الصداع بنفس الموعد والتوقيت يومياً.

أما بالنسبة لعوامل الخطر ومحرضات نوبات الصداع العنقودي فهي تتضمن ما يلي:

  • استهلاك الكحول
  • التدخين
  • التعرض للضوء الساطع
  • الإرهاق والتعب
  • التعرض للحرارة سواء من الطقس أو خلال الاستحمام مثلاُ
  • تناول بعض الأطعمة

الأعراض المرافقة لنوبة الصداع

يحدث خلال نوبة الصداع العنقودي مجموعة من الأعراض تتضمن:

  • بدء مفاجئ لألم وصداع غالباً في منطقة العين أو خلفها في جهة واحدة.
  • تطور الألم وازدياد حدته بشكل سريع ويصل ذروته خلال 15 دقيقة.
  • حدوث احمرار في العين في جهة الإصابة.
  • نزول الدموع من العين بشكل لا ارادي.
  • احتقان الأنف في جهة الإصابة أو الجهتين معاً.
  • حدوث تعرق غير مفسر في الجبهة.
  • قد يحدث هبوط لجفن العين في جهة الصداع والألم إضافة لتورم فيه.

أساليب التشخيص

يعتمد تشخيص الإصابة بالصداع العنقودي على الأعراض والقصة المرضية للمصاب إضافة لنفي وجود سبب مرضي أخر للصداع والأعراض المرافقة الأخرى وذلك لأن الصداع عرض شائع ومشترك لكثير من الحالات المرضية. وتتضمن إجراءات التشخيص:

١- القصة المرضية

يسأل الطبيب المختص المريض عن

طبيعة الصداع ونمطه، المحرضات، ومدة النوبات وتكرارها هل هو منتظم وفي نفس الجهة من الرأس أم لا. بالإضافة إلى ذلك يتم الاستفسار عن وجود أمراض أخرى والأدوية التي يتم تناولها بشكل دائم.

٢- الفحوص المخبرية للدم

يتم اجراء فحوص مخبرية لعينات من الدم بهدف الاطلاع على الحالة العامة للجسم وعمل اجهزته المختلفة، إضافة للبحث عن اضطراب أو مرض كامن مسبب للأعراض.

٣- الفحوص الشعاعية

يمكن اجراء تصوير طبقي محوري للدماغ (CT) أو رنين مغناطيسي (MRI) عند المصاب، وذلك للبحث عن إصابات عصبية غير مكتشفة. 

الوسائل العلاجية

لا يوجد علاج شاف تماماً لحالة الصداع العنقودي لكن تهدف المعالجة إلى تقليل حدوث النوبات والحد من شدتها ومدتها، بالإضافة لزيادة مدة التباعد بين الهجمات.

يعتمد العلاج على الأدوية بشكل رئيسي والتي يمكن تصنيفها حسب طريقة استخدامها إلى المجموعات التالية:

١- أدوية العلاج السريع

تشمل هذه المجموعة الأدوية التي تستخدم خلال نوبة الصداع العنقودي وذلك في المرحلة الحادة منه، لتخفيف الألم والتخلص من الأعراض، وتتضمن هذه الأدوية بشكل عام ما يلي:

  • استنشاق الأوكسجين النقي 100%: يفيد الاستنشاق المستمر لغاز الأوكسجين بواسطة قناع من 7 حتى 10 دقائق في تخفيف وكبح أعراض الصداع بسرعة وخلال ربع ساعة أحياناً، لكنه قد لا يفيد في إيقاف النوبة فقط يخفف الأعراض.
  • دواء سوماتريبتان "Sumatriptan": وهو أحد الزمر الدوائية التي تستخدم في علاج صداع الشقيقية "Migraine"، وتفيد أيضا في نوبة الصداع العنقودي.
  • دواء ديهدروإريغوتامين "Dihydroergotamine": يريح الألم عند بعض الأشخاص خلال نوبة الصداع، ويتواجد بشكل حقن أو بخاخ انفي.
  • التخدير الموضعي للمنطقة: يستخدم من أجل ذلك دواء يدعى ليدوكائين "Lidocaine" يأتي على شكل قطرة أنفية تقوم بتخدير المنطقة من الوجه المؤلمة وتخفيف الأعراض.
٢- الأدوية الوقائية

تضم هذه المجموعة الأدوية التي يمكن أخذها للوقاية من حدوث هجمات الصداع العنقودي وتجنب تكرارها وتتضمن ما يلي:

  • الستيروئيدات القشرية "Corticosteroid"
  • الإيرغوتامين "Ergotamine"
  • حاصرات أقنية الكالسيوم "calcium channel blockers"
  • كربونات الليثيوم "Lithium carbonate"
٣- الجراحة

في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي يمكن اللجوء للجراحة لعلاج الصداع العنقودي، ويتضمن هذا الاجراء الوصول للعصب مثلث التوائم التي تسبب التنبيهات فيه حدوث الأعراض ومن ثم قطع جزء منه، وهو الجزء المتواجد في منطقة خلف العين.