ابر البوتوكس وعلاج الشقيقة: حقيقة أم أسطورة!

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

من المتعارف عليه أن العلاج بابر البوتوكس يمكن أن يساعد على تخفيف التجاعيد وتحسين المظهر، ولكن هنالك اشاعات أنه قد يستخدم في علاج الشقيقة أيضا. فما هي صحة هذا الادعاء؟ وهل فعلاً تساعد إبر البوتوكس مرضى الشقيقة بتخفيف الأعراض؟

إن البوتوكس (Botox) هو في الأساس اسم تجاريّ لدواءٍ تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وله الكثير من الاستخدامات المختلفة التجميلية والطبية. والبوتوكس هو اختصار لمصطلح "بوتولينوم توكسين"، وهو مادة سامة تنتجها بكتيريا تسمى "Clostridium botulinum". كما وبدأ استخدامه للمساعدة في منع الصداع لدى البالغين الذين يعانون من الشقيقة المزمنة.

تعتبر الشقيقة "Migraine" والتي تعرف أيضا بالصداع النصفي حالة عصبية مزمنة تظهر على شكل صداع يأتي بشكل نوبات. وهي تسبب العديد من الأعراض المختلفة حسب المرضى بما في ذلك الصداع الشديد الذي يمكن أن يكون نابضاً وموهناً.

تصيب الشقيقة في أغلب الأحيان جانباً واحداً من الرأس، ويمكن أن تستمر من ساعاتٍ إلى أيام. وتصبح الشقيقة حالةً مزمنة (طويلة الأمد) إذا استمر الصداع 4 ساعاتٍ على الأقل في 15 يوماً أو أكثر من كل شهر.

من الجدير بالذكر أن البوتوكس لا يُستخدم للشقيقة النوبية التي تحدث في 14 يوماً أو أقل في الشهر.

كيف يعالج البوتوكس الشقيقة؟

إن الآلية التي يعمل بها البوتوكس لعلاج الشقيقة معقدة، حيث يُعتقد أنه يعمل من خلال تقليل إطلاق الناقلات العصبية والبروتينات الالتهابية والمحرضة.

والناقلات العصبية هي عبارة عن مواد كيميائية يستخدمها الجهاز العصبي لنقل الإشارات بين الخلايا العصبية؛ أما البروتينات فهي جزيئات بيولوجية كبيرة تقوم بوظائف بنيوية ووظيفية وتنظيمية مهمة.

ومن هذه الناقلات العصبية هناك ناقل معين يدعى الببتيد المرتبط بمورثة الكالسيتونين "CGRP"، وعند مرضى الشقيقة يمكن أن يرتفع مستوى هذا الناقل، كما تكون النهايات العصبية الحسية مفرطة النشاط.

وهنا يأتي دور البوتوكس، حيث يساعد على منع إرسال إشارات الألم إلى الدماغ من الأعصاب المحيطية، ويعتقد أيضاً أنه يقلل من نشاط CGRP. يقي ذلك من حدوث نوبة الشقيقة قبل أن تبدأ، لكنه يستغرق وقتاً حتى يعمل.

حيث يتم حقن مادة البوتوكس حول ألياف الألم المسؤولة عن الصداع، ويدخل البوتوكس إلى النهايات العصبية حول مكان الحقن.

هل ابر البوتوكس فعالة في علاج الشقيقة؟

أثبتت التجارب السريرية أن ابر البوتوكس علاج فعال في محاربة الشقيقة، وفي حين أن الطبيب قد ينصح بأخذ أدوية أخرى وإجراء تغييرات في نمط الحياة، إلا أنه عند تشخيص الإصابة بالشقيقة المزمنة يمكن أن يصبح المريض مرشحاً لهذا العلاج بحسب توصية الطبيب.

وقد تم علاج الآلاف من المرضى في جميع أنحاء العالم بنجاح، حيث أن العلاج بابر البوتوكس أظهر:

  • انخفاضاً متوسطاً في عدد الأيام التي يحدث فيها الصداع وبدء النوبات
  • معدل استجابة عال والتي تتمثل بانخفاض بنسبة 50٪ على الأقل في عدد الأيام التي يحدث فيها الصداع كل شهر
  • انخفاض في استخدام كل من الأدوية الفموية الحادة والوقائية
  • تحسن في نوعية الحياة وانخفاض عدد أيام غياب المرضى عن العمل أو المدرسة

طريقة العلاج

يتألف علاج الشقيقة المزمنة بابر البوتوكس من 31 حقنةً كل 12 أسبوعاً. تستغرق كل جلسة علاجٍ أقل من 10 دقائق، ويتحمل المرضى الحقن بشكل جيدٍ عموماً.

وتشمل مواقع الحقن الجبهة والصدغ (المنطقة الواقعة خلف العين وأمام الأذن) ومؤخرة الرأس وأعلى الرقبة والكتفين.

ومن الجدير بالذكر أن المريض قد لا يلاحظ أي تحسن في البداية؛ بل تظهر التأثيرات بعد أسبوع أو أسبوعين. وبعد ذلك ومع العلاجات اللاحقة تصبح التأثيرات أكثر وضوحاً وأطول.

الآثار الجانبية المحتملة للعلاج

عند علاج الشقيقة باستخدام ابر البوتوكس، يتم الحقن غالباً حول الوجه والرأس والعنق والكتفين فيمكن أن يتسبب في حدوث آثار جانبية مثل:

  • تدلي الجفن أو الحاجب
  • ضعف الرقبة
  • ضعف الكتف

ويجب تجنب فرك مواقع الحقن لمدة 24 ساعة للمساعدة في الحد من حدوث هذا الضعف.

إلا أن الضعف يكون عابراً في كثيرٍ من الأحيان، وعادةً ما يحدث في غضون 12 أسبوعاً في حال حدوثه.

بينما تتضمن الآثار الجانبية المحتملة الأخرى ما يلي:

  • الصداع
  • ألم في الرقبة
  • حدوث أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا
  • الألم العضلي

كما يمكن أن في حالات نادرة أن يحدث رد فعل تحسسي على البوتوكس ، مما يؤدي إلى ظهور علامات مثل الشرى أو ضيق التنفس أو تورم في الساقين.

وعلى الرغم من عدم وجود حالةٍ تؤكد انتشار البوتوكس إلى أجزاء أخرى من الجسم إلا أنه أمر ممكن الحدوث، وقد يسبب مخاطر عديدة للجسم.

هل يمكن لجميع مرضى الشقيقة الخضوع للعلاج بابر البوتوكس؟

ليس جميع مرضى الشقيقة مؤهلون للعلاج بابر البوتوكس. علاج الشقيقة بابر البوتوكس يعتمد على تقييم الحالة الفردية وتوصية الطبيب المعالج.

يمكن أن يسبب البوتوكس آثاراً جانبيةً خطيرة، ولذلك من المهم إخبار الطبيب عن أي حالاتٍ طبية أخرى يعاني منها المريض وعن أي أدوية يأخذها.

حيث إذا كان يعاني الشخص من حالاتٍ عصبيةٍ عضلية - مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS)، أو الوهن العضلي، أو متلازمة لامبرت إيتون - فيمكن أن يكون أكثر عرضةً للآثار الجانبية الخطيرة، مثل صعوبة البلع أو التنفس.

في الختام يعتبر علاج الشقيقة بابر البوتوكس اختياراً شائعاً عندما يكون هناك تكرار متكرر للنوبات وتجاوب ضعيف مع العلاجات الأخرى.

في العادة، يعتبر البوتوكس خياراً علاجياً للشقيقة النصفية (الشقيقة العادية) وللشقيقة العابرة الأخرى، وقد يكون فعالاً في تقليل تكرار النوبات وشدتها. ومع ذلك، قد يكون العلاج غير فعال لبعض الأشخاص أو قد يكون لديهم استجابة غير ملائمة للعلاج.

من المهم أن يتم تقييم كل حالة بشكل فردي واستشارة الطبيب المعالج لتحديد ما إذا كانت حقن البوتوكس مناسبة للمريض وما هي الجرعة المناسبة وموقع الحقن. كما يجب أن يتم إجراء المعالجة بابر البوتوكس بواسطة مقدمي الرعاية الصحية المؤهلين وفقاً للتوجيهات الطبية المناسبة.