الصداع في النصف الأيسر من الرأس: ما هو وكيف تعالجه؟

الكاتب - 15 فبراير 2024

هل تعاني من ألم نابض في نصف رأسك الأيسر؟ قد يكون ذلك علامة على الصداع النصفي أو الصداع العنقودي. في هذا المقال، سنغوص في عالم الصداع في النصف الأيسر من الرأس ونُقدم لك معلومات شاملة عن هذه الظاهرة، بما في ذلك أنواعها وأعراضها وأسبابها وطرق علاجها.

تعريف الصداع في النصف الأيسر من الرأس

الصداع ظاهرة شائعة يعاني منها الكثيرون في مرحلة ما من حياتهم. كما تتنوع شدة الصداع، فبعضها خفيف يمكن علاجه بالمنزلي، بينما يكون البعض الآخر أكثر حدة ويتطلب رعاية طبية.

من المهم استشارة الطبيب فوراً إذا ترافق الصداع مع أعراض أخرى مثل عدم وضوح الرؤية أو الغثيان أو أي أعراض مقلقة أخرى. كما أن الصداع المفاجئ والشديد، والمصحوب بضعف في أحد جانبي الجسم أو تخليط ذهني، يستدعي رعاية طبية طارئة.

يعد الصداع في النصف الأيسر من الرأس من الأعراض الشائعة التي يمكن أن تشير إلى العديد من الحالات المختلفة. ومن أهم هذه الحالات الصداع النصفي والصداع العنقودي. حيث يسبب الصداع النصفي ألماً نابضاً في نصف الرأس، بينما يسبب الصداع العنقودي ألماً حاداً في منطقة العين والصدغ.

ومن الجدير بالذكر أن الأطباء يصنفون الصداع إلى "أولي" أو "ثانوي". بالنسبة للشخص الذي يعاني من الصداع الأولي يكون الألم هو العرض الرئيسي، أما الصداع الثانوي فهو ينتج عن مشكلةٍ صحيةٍ أخرى، مثل:

  • ورم في المخ
  • السكتة الدماغية
  • العدوى

أنواع وأسباب الصداع التي تصيب النصف الأيسر من الرأس

فيما يلي نذكر أهم أشكال الصداع التي تحدث في الجانب الأيسر من الرأس وأسباب وأعراض كل منها:

١- الصداع التوتري

يعتبر الصداع التوتري النوع الأكثر شيوعاً من الصداع وهو ناجم عن التوتر والضيق الجسدي والنفسي.

وتتضمن الأسباب الشائعة للصداع التوتري ما يلي:

  • تخطي تناول وجبات
  • الإرهاق
  • الاكتئاب
  • القلق
  • عدم كفاية النوم

عادةً ما يكون هذا النوع من الصداع خفيفاً إلى متوسط الشدة، وعادةً ما يؤثر على جانبي الرأس، إلا أنه يمكن أن يصيب جانباً واحداً مثل النصف الأيسر على سبيل المثال. بالإضافة إلى ذلك قد يترافق الصداع مع الشعور بالضغط على الوجه أو الرقبة.

٢- الشقيقة

تسبب الشقيقة أو الصداع النصفي صداعاً متوسطاً إلى شديداً في الجانب الأيسر من الرأس، وتصيب الحالة حوالي 12% من الأشخاص في الولايات المتحدة، بما في ذلك 17% من النساء و6% من الرجال.

قد يكون الألم في الشقيقة نابضاً كما يكون شديداً في جانبٍ واحد من الرأس، ويمكن أن يبدأ الألم حول العين أو الصدغ ثم ينتشر عبر الرأس.

تتضمن بعض الأعراض الأخرى للصداع النصفي ما يلي:

  • التغيرات في الرؤية
  • الغثيان والإقياء
  • الدوخة
  • الحساسية الشديدة للصوت أو الضوء أو اللمس أو الرائحة
  • الخدر أو الإحساس بالوخز في الوجه أو الأطراف

يمكن أن تكون أعراض الشقيقة شديدةً لدرجة أن المصاب يرغب فقط أن يذهب إلى غرفةٍ مظلمة ويستلقي دون حراك.

عادةً ما تهدأ نوبة الشقيقة عن طريق الراحة في غرفة مظلمة أو تناول الأدوية المتاحة دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين "Ibuprofen".

محفزات الشقيقة

تتضمن المحفزات الشائعة التي يمكن أن تثير نوبة الشقيقة ما يلي:

  • الإجهاد
  • التغيرات الهرمونية
  • بعض الأطعمة، مثل الكحول، والجبن، والشوكولاتة
  • النوم لمدة طويلة أو قصيرة جداً
  • الأضواء الساطعة أو الأضواء التي تومض
  • الروائح مثل العطور أو البخور

٣- الصداع العنقودي

يمكن أن يسبب الصداع العنقودي ألماً شديداً في جانبٍ واحدٍ من الرأس، وغالباً ما يكون حول العين.

يميل الصداع العنقودي إلى الظهور في عدة نوباتٍ لمدةٍ تتراوح بين 4 و12 أسبوعاً، ثم يتوقف ربما لعدة سنوات، وغالباً ما يصيب نفس الجانب في كل مرة.

ومن ميزات الصداع العنقودي ما يلي:

  • الألم خلف عين واحدة أو من الجبهة أو جانب واحد من الرأس على سبيل المثال الصداع في النصف الأيسر فقط.
  • الألم الذي يبدأ في الليل، عادةً بعد 1-2 ساعة من النوم
  • الألم الذي يصل إلى ذروته بعد 5-10 دقائق
  • ألم شديد يستمر لمدة 30-60 دقيقة
  • ألم أقل شدة قد يستمر لمدة تصل إلى 3 ساعات

السبب الدقيق للصداع العنقودي غير معروف، ولكن يعتقد الخبراء أنه يعود إلى منطقة ما تحت المهاد والأعصاب والأوعية الدموية في الجهاز ثلاثي التوائم ضمن الدماغ، مما يؤثر على العينين والوجه.

٤- الصداع رقبي المنشأ

يمكن أن ينجم هذا النوع من الصداع عن إصابةٍ في الرقبة، مثل الإصابة الفيزيائية أو التهاب المفاصل أو تغيرات أخرى في الفقرات في الجزء العلوي من العمود الفقري.

ومن الممكن أن تتضمن الأعراض:

  • ألم متوسط إلى شديد يبدأ في الرقبة وينتشر إلى العينين والوجه على جانب واحد
  • تيبس الرقبة وانخفاض نطاق الحركة
  • ألم حول العينين والرقبة والكتفين والذراعين
  • الغثيان
  • عدم وضوح الرؤية
  • الحساسية للضوء والصوت

٥- التهاب الأوعية الدموية

في بعض الحالات يهاجم الجهاز المناعي الأوعية الدموية عن طريق الخطا، مما يسبب التهاباً في الأوعية الدموية.

ومن الأنواع الشائعة لالتهاب الأوعية الدموية التهاب الشرايين ذات الخلايا العملاقة، والذي يسمى أيضاً التهاب الشريان الصدغي، وهو يصيب الأوعية الدموية في الرأس، وعادةً ما يحدث في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.

يمكن أن يسبب التهاب الأوعية الدموية صداعاً يشبه "صداع قصف الرعد"، حيث يكون الألم شديداً، وغالباً لا يكون هناك سبب واضح لذلك.

يمكن أن تتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:

  • الفقدان المفاجئ للرؤية
  • الصداع والألم على جانبٍ واحدٍ من الرأس على سبيل المثال في النصف الأيسر أو خلف العين
  • الألم عند مضغ الطعام

ينصح الأشخاص الذين يعانون من أي من هذه الأعراض باستشارة الطبي بحيث يمكن أن يؤدي عدم علاج التهاب الأوعية الدموية إلى فقدان البصر الدائم.

٦- أم الدم في الدماغ

أم الدم عبارة عن وجود نقطة ضعفٍ في الأوعية الدموية، وعندما يصيب أوعية الدماغ ويتمزق يمكن أن يؤدي إلى نزيفٍ قد يهدد الحياة.

قد يصاب الشخص نتيجة لهذه الحالة بصداع قصف الرعد أيضا، والذي يتضمن ألماً مفاجئاً وشديداً. وقد يشعر الشخص كما لو أنه قد تعرض لضربةٍ قويةٍ على الرأس، وقد يعاني أيضا من ضعفٍ في أحد جانبي الجسم؛ كما تتضمن الأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:

  • تغيرات الرؤية
  • ألم أو تصلب في الرقبة
  • الغثيان والإقياء
  • الحساسية للضوء
  • التخليط الذهني
  • فقدان الوعي
  • الاختلاج

٧- الأسباب الإضافية للصداع في النصف الأيسر من الرأس

هناك أسباب أخرى يمكن أن تسبب الصداع في النصف الأيسر من الرأس، مثل:

  • عوامل نمط الحياة: النظام الغذائي، والعوامل البيئية، والمجهود البدني
  • الحالات الصحية: مثل التهاب الجيوب الأنفية، والحساسية، وارتفاع ضغط الدم، والزرق
  • الأدوية: مثل العلاج بالهرمونات البديلة وحبوب منع الحمل والنترات والكافيين وبعض أدوية الألم
  • الأسباب العصبية كالألم العصبي القذالي
  • عدوى الأذن: حيث قد تسبب عدوى الأذن في الجانب الأيسر صداعاً في هذه المنطقة، وتتضمن الأعراض المحتملة الأخرى الحمى وإفرازات الأذن.

الوسائل العلاجية

هناك العديد من الأدوية والإجراءات الطبية المختلفة المتاحة لعلاج الصداع في النصف الأيسر، بالإضافة إلى تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في منع أو تقليل شدة الصداع.

١- الأدوية

يمكن أن تكون الأدوية المتاحة دون وصفة طبية فعالةً في تخفيف الصداع الخفيف إلى المتوسط مثل الصداع التوتري، على سبيل المثال:

  • الأسيتامينوفين "Acetaminophen"
  • الإيبوبروفين "Ibuprofen"

يمكن استخدام الأدوية التالية التي يتم وصفها من قبل الطبيب لعلاج الصداع الأكثر شدة مثل الشقيقة:

  • أدوية التريبتان "Triptan"
  • الإرغوتامين "Ergotamine"
  • المواد الأفيونية "Opioids"

كما يمكن استخدام الأدوية الوقائية مثل حاصرات بيتا "Beta blockers" ومضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج لتقليل تكرار وشدة الصداع لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع المتكرر.

بالإضافة إلى ذلك يمكن اللجوء للعلاج بالأوكسجين ودواء السوماتريبتان "Sumatriptan" لعلاج الصداع العنقودي.

٢- الإجراءات الطبية

يمكن الاستعانة بأجهزة التحفيز العصبي بالإضافة لأخذ حقن البوتوكس لعلاج الصداع المزمن الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى.

تعمل حقن البوتوكس عن طريق منع إطلاق إشارات الألم من الأعصاب، بينما تقوم أجهزة التحفيز العصبي بتوصيل صدمات كهربائية أو موجات مغناطيسية خفيفة لتحفيز الأعصاب المرتبطة بالصداع، مما قد يساعد في تقليل الألم.

٣- تغيير نمط الحياة

يمكن لتغييرات نمط الحياة أن تساعد في الوقاية من أو تقليل شدة الصداع، وتتضمن ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب الصداع
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
  • السيطرة على التوتر والإجهاد
  • تجنب التدخين والكحول
  • اللجوء تقنيات الاسترخاء والتدليك

الوقاية

يمكن الوقاية من العديد من أشكال الصداع في النصف الأيسر بالتدابير التالية:

  • تجنب أو السيطرة على الإجهاد
  • وضع نمط نوم منتظم
  • تجنب المحفزات المعروفة من المأكولات والمشروبات أو الأضواء الوامضة وغيرها