أهمية الشرايين الإكليلية واضطراباتها

الكاتب - 17 أغسطس 2023

القلب هو العضو المسؤول عن ضخ الدم وتزويد كل خلايا وأنسجة الجسم بالتروية الدموية والأوكسجين اللازم لعملها، وبطبيعة الحال كغيره من أعضاء الجسم يكون القلب بحاجة للحصول على تروية دموية لتتمكن خلاياه من القيام بعملها في ضخ الدم، وهذه التروية الدموية تؤمنها الشرايين الإكليلية، فما هي الشرايين الإكليلية المغذية للقلب وما هي الاضطرابات التي يمكن أن تصاب بها؟

ما هي الشرايين الإكليلية؟

تعرف الشرايين الإكليلية "Coronary Arteries" بأنها شبكة من الأوعية الدموية تؤمن التروية الدموية ووصول الدم الغني بالأوكسجين لخلايا وأنسجة عضلة القلب.

تتفرع هذه الشرايين من الشريان الأبهر "The Aorta" وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم من القلب لأعضاء الجسم المختلفة. حيث يتصل وينشأ هذا الشريان من البطين الأيسر للقلب ويسير ضمن الصدر والبطن ليعطي فروع الشرايين المختلفة التي تغذي كل أعضاء الجسم دون استثناء ومن ضمنها القلب.

يتفرع من الشريان الأبهر شريانين اكليلين رئيسين عادةً، ويصدر من كل شريان فروع أخرى تروي أجزاء القلب المختلفة بالدم، والشريانين الاساسين هما:

  • الشريان الإكليلي الأيسر "The left coronary artery" وهو يغذي الجزء الأيسر من القلب.
  • الشريان الإكليلي الأيمن "The right coronary artery" وهو يغذي الجزء الأيمن من القلب.

لمحة عن تشريح الشرايين الإكليلية

تنشأ الشرايين الإكليلية من الشريان الأبهر على شكل فرعين رئيسين الأيسر والأيمن. وكل فرع مسؤول عن تروية جزء معين من القلب، حيث يصدر من كل فرع رئيسي عدة شرايين ثانوية تسير على سطح القلب وتخترق طبقاته لتقوم بإيصال الدم الغني بالأوكسجين لكل أجزاء عضلة القلب.

وتتضمن أبرز الشرايين الفرعية الصادرة عن الشرايين الإكليلية الرئيسية ما يلي:

  • الشريان الاكليلي الأيسر أو ما يعرف بالجذع الاكليلي الأيسر (Left main coronary artery) ووظيفته هي إيصال الدم للقسم الأيسر من القلب والذي يتضمن الأذينة اليسرى والبطين الأيسر للقلب. وينقسم إلى فرعين رئيسين هما:
    • الشريان الأمامي النازل الأيسر (The left anterior descending artery) مسؤول عن تروية القسم الأمامي من القلب، البطين الأيسر، والحاجز بين بطينات القلب.
    • الشريان المنعكس (Circumflex artery) يوصل الدم للجزي البعيد من البطين الأيسر، وأيضاً للقسم الخلفي من القلب.
  • الشريان الإكليلي الأيمن ووظيفته بإيصال الدم للأذينة اليمنى والبطين الأيمن للقلب، ومسؤول عن تروية القسم السفلي من القلب.

الأهمية

تأتي أهمية الشرايين الإكليلية من كونها المسؤولة عن إيصال الدم والأوكسجين إلى جدران وأنسجة العضلة القلبية، بالتالي هي العامل المحوري الذي يسمح لخلايا عضلة القلب بالقيام بعملها بشكل مستمر ومنتظم.

في حال حدوث إصابات أو اضطرابات على مستوى هذه الشرايين سيتأثر تدفق الدم، بالتالي سيحدث نقص في عملية تروية خلايا القلب بالدم والأوكسجين في مناطق الشرايين الإكليلية المصابة.

تتأثر خلايا عضلة القلب وتتأذى بشكل ملحوظ في حال حدوث نقص التروية الدموية الناتج عن إصابة الشرايين الاكليلية. ويمكن أن تصل هذه الأذية إلى موت وتنخر خلايا عضلة القلب في حال حدوث انسداد أو تشكل جلطة، وهذا سيؤدي لظهور أعراض احتشاء العضلة القلبية وسوء وظيفة القلب ويمكن أن يصل لتهديد الحياة.

الأمراض والاضطرابات

تصاب الشرايين الاكليلية المغذية للقلب بمجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على عملها في تروية عضلة القلب، ومن هذه الاضطرابات:

١- مرض الشرايين الإكليلية "Coronary artery disease"

يصنف مرض الشرايين الإكليلية من الأمراض القلبية الأكثر شيوعاً بشكل عام. ويحدث فيه تضيق تدريجي في قطر الشرايين وهو الأمر الذي يؤدي لنقص وإعاقة جريان الدم ضمن الشرايين بالتالي حدوث ضعف ونقص في تروية أجزاء القلب المختلفة.

يحدث التضيق في الشريان الإكليلي بسبب حدوث ترسب لمواد شحمية (الكوليسترول) بشكل رئيسي ومواد أخرى ضمن جدار الشريان. هذا الترسب والتجمع المستمر للمواد في جدار الشريان يشكل طبقة قاسية وصلبة في الجدار تعرف باسم اللويحة العصيدية "Plaque"، يزداد حجم هذه اللويحة مع الزمن لتسبب في النهاية تضيق أو انسداد في الشريان الاكليلي وحدوث نقص التروية القلبية أو الجلطة القلبية كنتيجة للانسداد.

ووفقاً لإحصائيات مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة (CDC) فإن 7.2% من البالغين مصابين بهذا المرض بدرجات مختلفة.

٢- المتلازمة الاكليلية الحادة "Acute coronary syndrome"

يحدث في المتلازمة الإكليلية الحادة تبدل وفقد مفاجئ لجريان الدم في الشرايين الإكليلية، وذلك بسبب حدوث مشكلة أدت لسد الشريان وتضيقه بشكل حاد وسريع.

يعد التصلب العصيدي وتصلب الشرايين "Atherosclerosis" مسبب رئيسي لهذه المتلازمة. كما يعد احتشار العضلة القلبية والجلطة القلبية "Heart Attack" أحد أشكال هذه المتلازمة.

٣- أم الدم الإكليلية "Coronary Aneurysms"

أم الدم الشريانية هي عبارة عن توسع وانتفاخ يصيب جدار الشريان ويؤدي لتوسعه وزيادة قطره. وفي حال حدوثها على مستوى الشرايين الإكليلية تؤدي لتوسع في قطر الشريان وتؤثر على جريان الدم فيه. ويمكن أن يحدث تخثر للدم وجلطات ضمن أم الدم المتوسعة بالتالي تؤهب لحدوث الجلطات القلبية. وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث تمزق لأم الدم وبالتالي تمزق للشريان وهو أمر مهدد للحياة.

٤- تشنج الشرايين الإكليلية "Coronary spasms"

تحوي بنية جدار الشرايين الإكليلية على ألياف عضلية، تؤمن هذه الألياف العضلية الدعم والمرونة والمقاومة للضغط العالي ضمن الشريان. ولكن في بعض الحالات قد تصاب هذه الألياف والخلايا العضلية في جدار الشريان بالتشنج.

تتقلص هذه الألياف العضلية في جدار الشريان الإكليلي بفعل التشنج وتؤدي لحدوث شد على جدران الشريان وحدوث تضيق في قطره. بالتالي تسبب إعاقة لمرور الدم وجريانه فيه، وهذا يمكن أن يعطي أعراض مشابهة لأعراض نقص التروية القلبية.

٥- تشوهات الشرايين الاكليلية الولادية "Congenital abnormalities"

يمكن أن تصاب الشرايين الإكليلية بالتشوهات نتيجة الأمراض والعوامل الوراثية. حيث يضطرب الموقع التشريحي الذي تنشأ منه عادة هذه الشرايين الإكليلية أو يحدث تبدل في الفروع التي تعطيها الشرايين الاكليلية أو تغيير في المناطق التي تغذيها هذه الشرايين وغيرها من التشوهات.

نصائح للحفاظ على صحة الشرايين الإكليلية

يعد الحفاظ على صحة الشرايين الإكليلية أمراً بالغ الأهمية وذلك لتجنب حدوث نقص التروية القلبية وتأثر وظيفة وعمل القلب، ويمكن من خلال اتباع بعض التعليمات والعادات الصحية ظط على صحة الشرايين الإكليلية أو ابطاء تطور أي أمراض فيها على الأقل.

وتتضمن أبرز النصائح للحفاظ على صحة الشرايين الإكليلية ما يلي:

  • الحمية والنظام الغذائي الصحي الذي يجب أن يكون متنوعاً معتدل الدهون والملح.
  • الحفاظ على النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية.
  • محاولة الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة والبدانة.
  • تجنب التدخين والاقلاع عنه.
  • تجنب تناول الكحول.
  • التخفيف من التوتر والقلق والضغط النفسي.
  • الحصول على قدر كاف من النوم والراحة.

الملخص

تشكل الشرايين الإكليلية مصدر تغذية وتروية القلب، بالتالي لا بد من التأكيد على الاهتمام بصحة الجسم بشكل عام والقلب بشكل خاص من خلال اتباع الحمية الغذائية المناسبة وممارسة الرياضة ومراجعة الطبيب في حال الشعور بأي أعراض غير اعتيادية، وذلك لتجنب الاضطرابات والامراض التي تهدد صحة القلب وقد تهدد حياة الشخص أيضا في حال إهمالها.