علامات تجلط الدم في الذراع وكيفية العلاج

الكاتب - 22 فبراير 2024

تتشكل الجلطات في الأوعية الدموية في مختلف أجزاء الجسم. ويعد تجلط الدم في الذراع حالة طبية تتطلب عناية فورية، فما هي أسبابها وعوامل خطورتها وطرق علاجها؟

التجلط الدموي

تعد الجلطة الدموية "Blood clot" كتلة شبه صلبة تتكون من الدم وتلعب دوراً هاماً في إيقاف النزيف من الجروح لكن ماذا لو تشكلت هذه الكتلة داخل أحد الأوردة؟ هنا تكمن الخطورة حيث تعيق تدفق الدم كما تسبب مضاعفات خطيرة.

وتصنف الجلطات الدموية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • التهاب الوريد الخثاري السطحي: حيث تتشكل هذه الجلطة في الوريد بالقرب من سطح الجلد وعادة ما تكون الأعراض خفيفة.
  • الخثار الوريدي العميق (DVT): إذ تتشكل هذه الجلطة في الوريد في المناطق العميقة من الذراع وتكون أعراضها أكثر حدة.
    • وتكشف إحدى الدراسات الطبية أن حوالي 4٪ إلى 10٪ من حالات الخثار الوريدي العميق (DVT) تحدث في الذراع كما تصيب هذه الحالة شخصٍ من كل ألف في العام الواحد.
  • الانصمام: تعد هذه الحالة خطيرة حيث تنتقل الجلطة من جزء من الجسم لتسبب انسداداً في جزءٍ آخر منه.

علامات تجلط الدم في الذراع

يحدث الخثار الوريدي العميق عندما تتشكل جلطة دموية داخل أحد الأوردة للجسم كما يمكن أن تحدث في الذراع وتظهر حينها العلامات والأعراض التالية:

  • التورم: يحدث التورم عادةً في ذراع واحدة
  • الألم: يوصف الألم على أنه تشنج
  • تغير لون الجلد: يتحول جلد الذراع إلى الأحمر أو الأزرق
  • ارتفاع درجة حرارة الجلد: تصبح الذراع دافئة عند لمسها
  • تضخم الأوردة: تصبح الأوردة في الذراع أكثر وضوحاً وبروزاً
  • ألم في العنق أو الكتف: إذ يشعر المريض بألم في العنق أو الكتف
  • الضعف والخدر: يشعر المريض بضعف وتخدير في الذراع

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تحدث هذه الأعراض في الساق لذلك ينبغي الاتصال فوراً بالطبيب المختص عند الشعور بهذه الأعراض. (1)

أنواع تجلط الدم في الذراع

عندما تتشكل جلطة دموية في الذراع، يصنف الأطباء الحالة إلى نوعين رئيسيين، هما الجلطة الأولية والجلطة الثانوية.

1- الجلطات الأولية

  • تعد نادرة نسبياً، مقارنة بالجلطة الثانوية (2)
  • من أسبابها المعروفة:
    • متلازمة باجيت شروتر "Paget-Schroetter syndrome" التي تحدث عادةً بعد نشاطٍ شاق باستخدام الذراع مثل التجديف.
    • النمو الزائد للعضلات.
    • نمو العظام.
    • كسور العظام.

من جهة أخرى يمكن أن يصبح سبب الجلطة الأولية غير معروف.

2- الجلطات الثانوية

  • تعد الأكثر شيوعاً وتشكل 80٪ من حالات الخثار الوريدي العميق.
  • تكون نتيجة حدثٍ ما يؤدّي إلى تشكل الجلطة مثل:
    • زرع جهاز تنظيم ضربات القلب داخل الجسم.
    • نمو الأورام.
    • القسطرة الوريدية.

عوامل خطورة تجلط الدم في الذراع

تسهم عوامل عديدة في زيادة خطر الإصابة بجلطة دموية في الذراع وتشمل ما يلي:

  • التدخين
  • التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بجلطات الدم خاصة بعد سن 60 عامًا.
  • التاريخ العائلي: يزيد وجود تاريخ عائلي من الجلطات الدموية من خطر الإصابة بها.
  • السمنة
  • مرض السكري
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الخمول وعدم الحركة: مثل الراحة لساعات أو الجلوس لفترات طويلة.
  • مشكلات في الدورة الدموية: مثل المشكلات التي تسمح للدم بالتجمع داخل الأوردة.
  • حبوب منع الحمل
  • العلاج الهرموني التعويضي
  • إصابات الأوعية الدموية: تسبب إصابات بطانة الأوردة الناتجة عن الجراحة أو التهاب الأوعية الدموية في زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم.
  • الحالات الطبية التي تزيد من قدرة الدم على التجلط
  • الشذوذات الهيكلية في منطقة عظم الترقوة: إذ تتسبب في الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الذراع مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
  • متلازمة مخرج الصدر

المضاعفات

يمكن أن تتحلل الجلطة الدموية في الذراع وتهاجر إلى الرئتين عبر مجرى الدم، وتشكل انصماماً في الأوعية. وتكون في هذه الحالة مهددة لحياة الإنسان وتشمل علاماتها ما يلي:

  • ضيق في التنفس
  • ألم في الصدر
  • تسارع معدل ضربات القلب
  • خفة الرأس
  • الدوار
  • غياب الوعي

لذلك ينبغي طلب العناية الطبية الفورية عند ظهور مثل هذه الأعراض.

تشخيص تجلط الدم في الذراع

يعد التشخيص الصحيح والمبكر لحالة تجلط الدم في الذراع من أهم الخطوات في رحلة العلاج مما يحسّن من فرص الشفاء كما يقلّل من مخاطر حدوث مضاعفات. ويشخص الطبيب الحالة المصابة، عن طريق ما يلي:

1- التاريخ المرضي

يسأل الطبيب عن شكوى المريض والأعراض التي يعاني منها، مثل الألم في الذراع أو إصابته بالتنميل أو التخدير وغيرها من العلامات كما يسأل عن:

  • موعد الأعراض
  • حدة الأعراض
  • الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض
  • الأدوية التي يتناولها المريض

2- الفحص السريري

يجري الطبيب فحصاً جسدياً شاملاً ويركز على الذراع التي يعاني منها المريض كما يبحث عن مكان التورم وعن التغير في لون الجلد إلى جانب التأكد من دفء المنطقة المصابة.

3- الفحوصات التصويرية

يعدّ اللجوء إلى الفحوصات التصويرية خطوة أساسية لتأكيد تشخيص الإصابة وتحديد موقعها بدقة، وتشمل ما يلي:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) "Ico"
  • التصوير بالأشعة المقطعية (الطبقي المحوري) "CT scan"
  • تصوير الوريد مع التباين " Contrast venography"
  • التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI"

علاج تجلط الدم في الذراع

تهدف خطة العلاج إلى تحقيق ما يلي:

  • إيقاف نمو الجلطة
  • منع الجلطة من الانتقال إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم
  • الشفاء من الأعراض: مثل الألم والتورم

كما تتضمن الطرق النموذجية لعلاج تجلط الدم في الذراع ما يلي:

  • رفع الذراع للمساعدة في تقليل التورم والألم
  • ضغط الذراع تدريجياً لزيادة تدفق الدم من اليد إلى القلب
  • تناول الأدوية المضادة للتجلط

من ناحية أخرى قد يضطر الطبيب إلى اللجوء لإجراءات أكثر فاعلية لإزالة الجلطة إذا لم تستجب للتدابير السابقة مثل إزالة الجلطة جراحياً أو تفتيتها عن طريق الحقن.

بالإضافة إلى ذلك قد يضطر المصاب إلى الاستمرار في تناول أدوية مضادة للتجلط لمنع تشكل جلطة أخرى في الذراع كما يوصي الطبيب بالعلاج المستمر لفترةٍ محددةٍ من الزمن تصل إلى عدة أشهر. (3)

الوقاية

يمكن الوقاية من جلطات الدم في الذراع من خلال اتباع خطواتٍ بسيطة تقلل من عوامل الخطر مثل ما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • إنقاص الوزن.
  • ممارسة الرياضة والأنشطة الجسدية بانتظام.
  • استشارة الطبيب إذا كان لدى المصاب تاريخ عائلي من جلطات الدم.

في الختام ينبغي المتابعة مع الطبيب المختص حال حدوث أية أعراض سبق ذكرها كما يفضل الاستمرار في تناول الأدوية التي يحددها الطبيب خاصة المضادة لتجلط الدم لتفادي تشكل تجلطات دموية في الذراع.