حبوب منع الحمل: الآثار الجانبية وكيف تختارين الأفضل؟

الكاتب - 2 أكتوبر 2023

حبوب منع الحمل الفموية "Oral contraceptive pills" هي نوع من الأدوية الحاوية على مجموعة من الهرمونات والتي تستخدم حول العالم كوسيلة آمنة وفعالة لتحديد النسل. تُباع هذه الأدوية بأسعار معقولة لتكون بمتناول الجميع، كما أن لها فوائد صحية عديدة إلى جانب منع حدوث الحمل عند المرأة مثل تخفيف الدورة الطمثية الشديدة.

الأنواع والآلية

هناك حالياً ثلاث أنواع من حبوب منع الحمل:

  • الحبوب المركبة، وتحوي على كل من هرموني الاستروجين والبروجسترون، وهي الأكثر شيوعاً.
  • حبوب تحوي على هرمون البروجسترون فقط.
  • الحبوب ذات الاستخدام المستمر أو المديد: ويتم أخذها مرة واحدة خلال فترات زمنية معينة.

تعمل هذه الأدوية بشكلٍ أساسي على منع الحيوانات المنوية من تلقيح البويضة، بالتالي لا يحدث الإخصاب. فالهرمونات الموجودة في هذه الحبوب توقف عملية الإباضة بشكل آمن، وعندما لا توجد بويضة ليتم تلقيحها من قبل الحيوانات المنوية لا يمكن أن يحدث الحمل.

كما أن الهرمونات في حبوب منع الحمل تسبب زيادة سماكة المخاط في عنق الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من التقدم، بحيث لا تتمكن من السباحة نحو البويضة.

الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل

تؤثر حبوب منع الحمل على مستويات هرمونات المرأة، مما قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية مختلفة، وعادةً ما تختفي هذه الآثار في غضون 2-3 أشهر، لكن يمكن لها أن تستمر أكثر من ذلك.

وإذا استمرت الآثار الجانبية لفترة طويلة أو كانت غير محتمَلة فمن الأفضل التحدث إلى الطبيب لوصف حبوبٍ مختلفة أو استخدام طريقةٍ أخرى لتحديد النسل.

ومن الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:

١- النزف الخفيف

يعد التمشيح (النزف الخفيف) بين الدورات الشهرية من الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لتناول حبوب منع الحمل، وقد يبدو كنزف خفيف أو على شكل إفرازات بنية. ولكن في الواقع يمكن أن يساعد تناول حبوب منع الحمل بالشكل الصحيح كما يصفها الطبيب والالتزام بالمواعيد المحددة في منع حدوث هذا النزيف الخفيف بين الدورات.

٢- الغثيان

تعاني بعض النساء من الغثيان عند تناول حبوب منع الحمل لأول مرة، ولكنه يتراجع عادةً، وقد يساعد أخذ الحبوب مع الطعام أو في وقت النوم في تجنب حدوث ذلك. ولكن إذا كان الغثيان شديداً أو دام لبضعة أشهر فينصح باستشارة الطبيب وتغيير الدواء.

٣- ألم في الثدي

غالباً ما يتسبب تناول هذه الأدوية في الشعور بألم في الثديين، ويمكن أن يساعد ارتداء حمالة صدر داعمةٍ في تقليل هذا الشعور. كما يمكن للهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل أن تجعل الثديين أكبر.

عموماً يجب التحدث إلى الطبيب في حال الشعور بآلام الثدي الشديدة أو حدوث تغيرات أخرى في الثدي، وخاصةً في حال ظهور كتلة جديدة أو متغيرة.

٤- الصداع والشقيقة

يمكن أن تزيد حبوب منع الحمل من تواتر الصداع والشقيقة. إذ أن التغيرات في هرمون الاستروجين وهرمون البروجسترون قد تؤدي إلى تحريض هذه الحالة. ولكن من غير المرجح أن تسبب الجرعات المنخفضة من هذه الحبوب إلى تحريض الشقيقة. (1)

من ناحيةٍ أخرى إذا كانت الشقيقة مرتبطةً بمتلازمة ما قبل الحيض "PMS" فإن تناول حبوب منع الحمل قد يساعد في تخفيفها.

٥- زيادة الوزن

يمكن أن تسبب حبوب منع الحمل زيادةً في الوزن، على الرغم من أن الأبحاث لم تؤكد ذلك بعد ما إذا كانت تركيبة الهرمونات الموجودة في هذه الحبوب لها دور فعلاً في زيادة أو إنقاص الوزن. ولكن من المحتمل أن هذه الحبوب قد تسبب زيادةً في الاحتفاظ بالسوائل، وزيادةً في كتلة الدهون أو العضلات. (2)

٦- تغير المزاج

تؤثر الهرمونات الموجودة في تركيبة حبوب منع الحمل على مزاج المرأة وعواطفها، كما وتشير إحدى الدراسات إلى أن هنالك صلة بين تناول هذه الحبوب والاكتئاب. (3)

٧- غياب الحيض

يمكن أن يسبب تناول حبوب منع الحمل قلة في الحيض أو غيابه تماماً، وذلك بسبب الهرمونات الموجودة في تركيبتها.

ولكن إذا كانت المرأة تشك في حدوث الحمل فمن الأفضل إجراء اختبار الحمل. فعلى الرغم من أن حبوب منع الحمل فعالة للغاية يمكن أن تحدث حالات حملٍ أحياناً، خاصةً عند الاستخدام غير الصحيح أو المناسب.

ويمكن أن تسبب العديد من العوامل تأخر الحيض أو غيابه، بما في ذلك ما يلي:

  • الضغط النفسي
  • المرض
  • السفر
  • المشاكل الهرمونية
  • مشاكل الغدة الدرقية
٨- تغيرات في الرغبة الجنسية

يمكن أن يؤثر تناول هذه الأدوية على الرغبة الجنسية عند المرأة، مما يؤدي إلى انخفاضها أو زيادتها حتى في بعض الحالات نتيجة زوال الخوف من إمكانية حدوث الحمل بالإضافة إلى تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض.

٩- تغيرات في الإفرازات المهبلية

قد تحدث تغيرات في الإفرازات المهبلية عند تناول حبوب منع الحمل، على سبيل المثال زيادة أو انخفاض التزليق المهبلي أو تغير طبيعة المفرزات.

وفي حال تسبب تناول هذه الحبوب في جفاف المهبل يمكن استخدام المزلقات للمساعدة في جعل العلاقة الجنسية أكثر راحةً.

وتعتبر هذه التغيرات غير ضارةٍ عادةً، ولكن عند حدوث تغيرٍ في لون أو رائحة المفرزات يمكن أن يشير ذلك إلى الإصابة بالعدوى بالتالي ينصح باستشارة الطبيب المختص.

١٠- آثار جانبية في العينين

هنالك رابط بين التغيرات الهرمونية الناتجة عن تناول حبوب منع الحمل وزيادة سماكة القرنية في العين، ولا يعني ذلك ارتفاع خطر الإصابة بأمراض العين، ولكن قد يسبب انزعاجاً عند استخدام العدسات اللاصقة.(4)

ومن هذا المنطلق يمكن التحدث إلى طبيب العيون عند ملاحظة أي تغيرات في الرؤية أو تقبل العدسات.

نصائح لاختيار حبوب منع الحمل

إن اختيار حبوب منع الحمل المناسبة تعتمد على احتياجات وظروف كل امرأة بشكل فردي. حيث أن بعض النساء قد تهتم بإيجاد أنواع لا تسبب زيادة الوزن، بينما قد تهتم أخريات بإيجاد أنواع تساعد في إزالة حب الشباب. كما يختار البعض حبوب تخفف من الدورة الطمثية الغزيرة أو الشديدة وفي هذه الحالة ينصح باختيار الأنواع الحاوية على هرمون الاستروجين.

أما من ترغب في تقليل الآثار الجانبية للجرعات العالية يمكن أن تستخدم الحبوب المنخفضة الهرمونات. وإذا كان عمر المرأة أكثر من 35 عاماً أو كانت مدخنةً أو معرضةً لخطر كبير لحدوث جلطات الدم فمن المحتمل أن يكون الخيار الأكثر أماناً هو الحبوب الخالية من هرمون الاستروجين.

ومن النصائح العامة عند اختيار حبوب منع الحمل المناسبة نذكر:

  • الاستشارة الطبية: قبل شراء أي نوع يجب استشارة الطبيب لتقديم نصائح بالاستناد إلى التاريخ الصحي والاحتياجات الفردية.
  • نوع الهرمونات: يجب الانتباه لنوع الهرمونات الداخلية في التركيب الدوائي لهذه الحبوب، كما يجب التعرف على تأثيرها على الجسم. بشكل عام ينصح باختيار أدنى جرعة من هرمون الاستروجين والبروجسترون التي يمكن أن توفر التحكم الجيد في الدورة. ولكن يختلف ذلك بحسب تأثير الهرمونات على جسم كل امرأة، فقد تضطرلتحريب أكثر من نوع قبل التوصل للنوع المناسب لها وذلك تحت اشراف طبي.
  • تحمل الآثار الجانبية: قد يسبب تناول هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان أو تغيرات في الوزن أو انتفاخ الثدي. لذلك يجب استشارة الطبيب وسؤاله عن الآثار الجانبية المحتملة وفي حال كانت شديدة يمكن تغيير النوع والجرعة الدوائية.
  • تناولها بانتظام: حبوب منع الحمل يجب أن تؤخذ بانتظام وبجرعات محددة. إذا كانت المرأة لا تستطيع الالتزام بذلك، فقد يكون من الأنسب اختيار الأشكال البديلة من موانع الحمل مثل اللولب.
  • التفاعلات الدوائية: يمكن أن تحدث بعض التفاعلات الدوائية في حال كانت المرأة تأخذ أدوية أخرى لحالات صحية مختلفة يجب التأكد من إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تستخدمها حتى يتمكن من تقديم التوجيه الصحيح.