الحساسية الموسمية: الأعراض والعلاج

الكاتب - 14 يونيو 2023

تعتبر الحساسية الموسمية "Seasonal Allergies" أحد الأمراض الشائعة التي يعاني منها الكثيرون حول العالم. وتُعرف أيضا باسم "الحساسية الأنفية" أو "الحمى القشعريرة"، وهي استجابة مفرطة لجهاز المناعة تجاه مواد محددة في البيئة. تعتبر الحساسية الموسمية مشكلة صحية مزعجة وقد تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة للأشخاص المتأثرين بها. وسنتعرف في هذا المقال على أعراضها وسبل علاجها والوقاية منها.

ما هي الحساسية الموسمية؟

يمكن تعريف الحساسية بأنها رد فعلٍ يقوم به الجسم تجاه بروتينٍ غريبٍ عنه؛ وعادةً ما يكون هذه البروتين غير ضار. ولكن عندما يعاني الشخص من حساسية لبروتين معين فإن جهاز المناعة في الجسم لديه يبالغ في رد فعله تجاه هذا البروتين، والذي يسمى هنا مسبب الحساسية.

وهناك بعض الأشخاص الذين يصابون بما يسمى بالحساسية الموسمية، وفيها يُصاب المرء بالحساسية في أوقات معينة من السنة، ويكون ذلك عادةً عندما تطلق الأشجار والأعشاب حبوب الطلع الصغيرة في الهواء.

عندما يواجه الجهاز المناعي حبوب الطلع يطلق مواد كيميائية مثل الهيستامين في مجرى الدم للدفاع عن الجسم. ويتسبب إطلاق هذه المواد الكيميائية في ظهور أعراض الحساسية.

يمكن أن يكون لدى الفرد حساسية من نوعٍ أو أكثر من حبوب الطلع، مما يفسر تكرر الأعراض في أوقات معينة من السنة.

تتطور الحساسية الموسمية تتطور غالباً بحلول سن العشرين، إلا أنها يمكن أن تبدأ في أي عمر تقريباً، ولكن ليس لدى الأطفال تحت السنتين.

أعراض الحساسية الموسمية

يمكن أن تسبب الحساسية الموسمية أعراضاً مختلفة، بما في ذلك ما يلي:

  • حكة في الأنف وسقف الفم وظهر الحلق والعينين، وقد تبدأ الحكة تدريجياً أو بشكل مفاجئ.
  • سيلان مائي واضح من الأنف، ويمكن حدوث انسدادٍ فيه. كما قد يؤدي انسداد الأنف عند الأطفال إلى إصابة الأذن بالعدوى.
  • قد تصبح بطانة الأنف منتفخة وذات لون أحمر مزرق
  • انسداد الجيوب الأنفية والذي يؤدي إلى الصداع وأحياناً إلى التهابات الجيوب الأنفية
  • العطاس
  • سيلان الدمع من العين وأحياناً بغزارة. كما قد يصبح بياض العين أحمر اللون، مع احمرار وتورم الأجفان أيضا. كما يمكن أن يصبح ارتداء العدسات اللاصقة مهيجاً للعينين.
  • السعال والوزيز، وذلك بشكل خاص عند الذين يعانون من الربو
  • تهيج وصعوبة في النوم

أسباب الحساسية الموسمية

تختلف مسببات الحساسية الموسمية من فصلٍ إلى آخر. فمثلاً في فصل الربيع تعتبر الأشجار هي المسؤولة عن معظم حالات الحساسية الموسمية. أما في الصيف فإن المسببات الأساسية تكون الأعشاب عادةً.

وفي الخريف تنتشر الدمسيسة "Ragweed"، وهي نباتاتٌ يصعب السيطرة عليها، وحبوب الطلع الخاصة بها تسبب الحساسية على نحو شائع للغاية، ويمكن أن تكون أعراض الحساسية بها شديدة. ها بالإضافة إلى نباتاتٍ أخرى تنشر حبوب الطلع في الخريف كالقراص، والحماض البستاني.

بحلول فصل الشتاء تكون معظم مسببات الحساسية هامدة، ولذلك فإن الطقس البارد يريح الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية.

كما يوجد هناك بعض الأشخاص الذين يصابون بالحساسية الموسمية نتيجة التعرض لمسببات الحساسية الداخلية في المنازل على سبيل المثال العفن، ووبر الحيوانات (وهي مادة يطرحها جسم الحيوان ذي الفراء، وتشبه قشرة الرأس)، وعث الغبار، والصراصير.

التشخيص

يعتمد تشخيص الحساسية الموسمية على الأعراض المشاهدة على المريض بالإضافة إلى الظروف والأوقات التي تحدث فيها.

وعادةً لا يتم إجراء أي اختبار، ولكن في بعض الأحيان يتم فحص السائل الذي يخرجه الأنف لمعرفة ما إذا كان يحتوي على الحمضات، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تنتج بأعداد كبيرة أثناء التفاعل التحسسي.

كذلك يمكن أن يطلب الطبيب إجراء اختبار وخز الجلد لتأكيد التشخيص وتحديد مسببات الحساسية. وفي هذا الاختبار توضع قطرات من مواد مختلفة على مواضع مختلفة من جلد الشخص. ومن ثم يتم وخزه بإبرة في أماكن القطرات، ثم يراقب الطبيب تلك المواضع لمعرفة ما إذا كان هناك تفاعل تحسسي. حيث يظهر رد الفعل التحسسي على شكل تورم مرتفع قليلاً عن سطح الجلد ويكون محاطاً بمنطقة حمراء.

أما في حال كانت نتائج الاختبار غير واضحةٍ يمكن إجراء اختبار الغلوبولين المناعي الخاص بمسبب الحساسية (IgE)، وهو يتم بسحب عينة من الدم واختبارها.

العلاج

إن أفضل استراتيجية لعلاج الحساسية الموسمية تكمن في تجنب المواد المثيرة للحساسية التي تسبب الأعراض للشخص، فمثلاً يمكن تطبيق ما يلي:

  • استخدم مكيف الهواء مع مرشح "HEPA" لتبريد المنزل في الصيف بدلاً من مراوح السقف
  • التحقق من نشرة الطقس المحلية للتوقعات حول حبوب الطلع، والبقاء في الداخل عندما تكون مستويات حبوب الطلع مرتفعة أو ارتداء كمامة

وفي أوقات السنة التي يُصاب بها الشخص بالحساسية الموسمية يجب عليه:

  • إبقاء النوافذ مغلقة
  • الحد من الوقت الذي يمضيه في الهواء الطلق
  • ارتداء قناع الغبار في الخارج، وخاصةً أثناء هبوب الرياح
  • من المهم أيضا تجنب دخان السجائر، والذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض

أما بالنسبة إلى مسببات الحساسية الداخلية فغالباً ما يكون تجنبها أسهل، وفيما يلي بعض النصائح لتحقيق ذلك:

  • غسل الفراش بماء ساخن جداً مرة واحدة على الأقل في الأسبوع
  • تغطية الفراش والوسائد بأغطية مقاومة لمسببات الحساسية
  • التخلص من السجاد والأثاث المنجد
  • إزالة الألعاب المحشية من غرف نوم الأطفال
  • إصلاح تسربات الماء وتنظيف المكان الذي تسربت عليه المياه والذي يمكن أن يساعد على نمو العفن والآفات المختلفة
  • تنظيف الأسطح المتعفنة والأماكن التي قد يتشكل فيها العفن، بما في ذلك أجهزة الترطيب، وأجهزة التبريد التبخيري، ومكيفات الهواء، والبرادات
  • استخدام الأجهزة المزيلة للرطوبة لتخفيف الرطوبة الزائدة

العلاج الدوائي

عندما لا يمكن تجنب مسببات الحساسية يمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي، بما في ذلك ما يلي:

  • مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين، مثل سيتيريزين "cetirizine" والأدوية الحاوية على أسيتامينوفين "acetaminophen"، ودايفنهيدرامين "diphenhydramine"، وفينيلفرين "phenylephrine".
  • الأدوية التي يصفها الطبيب مثل البخاخات الأنفية الستيروئيدية
  • في الحالات الشديدة قد يوصي الطبيب بأخذ حقن الحساسية، وهي نوع من العلاج المناعي يمكن أن يساعد في إزالة الحساسية من الجهاز المناعي تجاه المواد المسببة للحساسية

ومن الجدير بالذكر أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب آثاراً جانبيةً غير مرغوب فيها، مثل النعاس والدوار والتخليط الذهني.

العلاجات البديلة

هناك دراسات قليلة حول العلاجات البديلة للحساسية الموسمية، ويعتقد البعض أن هنالك بعض العلاجات التي قد تساعد على علاج الأعراض، وتشمل:

  • كويريستين "Quercetin"، وهي مادة نباتية تعطي الفواكه والخضروات لونها
  • العصيات اللبنية الحمضية "Lactobacillus acidophilus" وهي جراثيم جيدة توجد في اللبن
  • مكمل سبيرولينا "spirulina" الحاوي على نوع من الطحالب
  • فيتامين C وهو يحتوي على بعض خصائص مضادات الهيستامين

ولكن عموماً ما تزال هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من البحث لمعرفة ما إذا كانت هذه العلاجات البديلة فعالة.