يلعب هرمون الإستروجين أدواراً مختلفةً في الجسم وخصوصاً عند الإناث؛ حيث أنه يساعد في الحفاظ على كل من خصائص الجهاز التناسلي الأنثوي والخصائص الأنثوية.
فما هو هذا الهرمون وما سبب أهميته للجسم؟ وماذا يحدث اذا اضطربت مستوياته؟
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبما هو هرمون الإستروجين؟
إستروجين هو واحد من اثنين من الهرمونات الجنسية المرتبطين بشكل شائع مع الإناث؛ ويلعب الإستروجين جنباً إلى جنب مع بروجسترون دوراً رئيسياً في الصحة الإنجابية.
كما أنَّ تطور الخصائص الجنسية الثانوية (الثدي، الوركين، إلخ)، والحيض، والحمل، وانقطاع الطمث تحدث كلها جزئياً بسبب الإستروجين.
ولهذا الهرمون دور مهم لأجهزة الجسم الأخرى لذلك تصنعه أجسام كلا الجنسين، على الرغم م أن وجوده عند الإناث أساسي.
ويتم انتاجه بسكل أساسي في المبيض عند الإناث والخصيتين عند الذكور، وأيضاً تنتجه في كلا الجنسين الغدة الكظرية والنسيج الدهني.
ما هي أنواع هرمون الإستروجين؟
قبل أن تصل المرأة إلى سن اليأس، ينتج جسدها الأنواع الأربعة المختلفة من إستروجين، وتشمل:
- إسترون (E1): يتكون في المبيضين، وينخفض إنتاجه أثناء الحمل ومع انقطاع الطمث؛ وله تأثيرات ضعيفة على الجسم بما في ذلك الحفاظ على صحة العظام.
- إستراديول (E2): كما في النوع السابق، يُصنَع في المبيضين؛ وهو أكثر أنواع إستروجين انتشاراً في الجسم في سن الإنجاب؛ وتتمثل وظيفته الرئيسية في الحفاظ على الجهاز التناسلي ونضجه، بالإضافة إلى أن أجساد الذكور تنتج هذا النوع أيضاً.
- إستريول (E3): ويوجد بكميات صغيرة عند النساء قبل انقطاع الطمث.
- هو الإستروجين الرئيسي الذي تنتجه المشيمة أثناء الحمل.
- كما أنه أحد الهرمونات التي يتم قياسها في اختبار الشاشة الرباعية، وهو اختبار دم يستخدم أثناء الحمل لتقييم مخاطر تشوهات الجنين.
- يلعب إستريول أيضاً دوراً في المساعدة في علاج أمراض المناعة الذاتية المزمنة. (١)
- إستيترول (E4): يُنتَج هذا الهرمون من قِبل الجنين النامي، ولا يتم إنتاجه إلا أثناء الحمل. (٢)
وظائف هرمون الإستروجين
إنَّ إستروجين مثل جميع الهرمونات رسول كيميائي يخبر الجسم بموعد البدء والتوقف عن العمليات التي تؤثر على الصحة الجنسية والإنجابية، وتسبب هذه العمليات تغييرات مهمة في الجسم هي:
١- البلوغ
ترتفع مستوياته خلال فترة البلوغ؛ حيث تؤدي زيادته إلى ظهور الخصائص الجنسية الثانوية مثل زيادة حجم الثديين والتغيرات في التكوين العام للجسم (مثل ظهور الإنحناءات).
٢- الدورة الشهرية
يلعب الهرمون دوراً مهماً في الدورة الشهرية، جنباً إلى جنب مع الهرمونات المنتجة في الغدة النخامية (FSH وLH) وبروجسترون؛ وتعمل هذه الهرمونات بتوازن دقيق للحفاظ على دورات منتظمة.
كما له دور في الإباضة (إطلاق المبيض للبويضة) وأيضاً يزيد سماكة بطانة الرحم لتحضيره للحمل.
٣- الحمل والخصوبة
يبلغ الهرمون ذروته في الأيام التي تسبق الإباضة؛ وتكون تلك أكثر الفترات خصوبةً لدى الأنثى؛ وفي الوقت نفسه، يخفف من مخاط عنق الرحم، باعتبار أنَّه يتعين على الحيوانات المنوية أن تسبح للوصول إلى البويضة لتخصيبها، وهذه التغييرات التي يسببها تجعل الحمل ممكناً.
وبغض النظر عن يوم الدورة الشهرية، فإنَّ وجود هرمون إستروجين يجعل الجماع أكثر راحةً؛ حيث يحافظ على جدران المهبل سميكة مرنة ورطبة.
ويساعد هرمون إستروجين في وقف تدفق الحليب من الثديين بعد الفطام.
٤- سن اليأس
تنخفض مستويات استروجين خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، وهو الوقت الذي يسبق انقطاع الطمث مباشرة؛ وقد تستمر فترة ما قبل انقطاع الطمث لعدة سنوات حتى الوصول إلى سن اليأس.
ويبدأ سن اليأس رسمياً عند انقطاع الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً؛ ويحدث ذلك وسطياً في سن 51 عاماً.
تحدث مع طبيب الآن
ومع انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هرمون إستروجين وتتوقف عملية الإباضة؛ وقد يؤدي انخفاضه إلى أعراض مثل جفاف المهبل وتغيرات الحالة المزاجية والتعرق الليلي والهبات الساخنة.
ويتغير هرمون إستروجين المسيطر في الجسم من إستراديول (E2) إلى إسترون (E1) أثناء انقطاع الطمث.
٥- وظيفة هرمون إستروجين عند الذكور
يؤثر إستروجين على الصحة الإنجابية عند الذكور أيضاً، ويمكن أن يؤدي انخفاض مستوياته إلى انخفاض الدافع الجنسي، كما يمكن أن يسبب ارتفاع مستوياته إلى العقم وضعف الانتصاب.
بينما يمكن أن يسبب تضخم الثدي في حال ارتفاعه بشكل كبير ومفرط.
الوظائف الأخرى لهرمون الإستروجين (غير التناسلية)
ينظم العمليات المهمة في الهيكل العظمي والقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي والتي تؤثر على الصحة العامة؛ حيث يؤثر على:
- مستويات الكوليسترول
- مستويات السكر في الدم
- كتلة العظام والعضلات
- وظيفة القلب والدورة الدموية وتدفق الدم (٣)
- إنتاج الكولاجين وترطيب البشرة
- وظيفة الدماغ بما في ذلك القدرة على التركيز والصحة الإدراكية (٤)
مستويات هرمون الإستروجين
تختلف مستوياته بين الأفراد؛ كما أنها تتقلب أثناء الدورة الشهرية وخلال حياة المرأة وعند دخولها مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
ومن العوامل التي يمكن أن تؤثر على مستواه ما يلي:
- الحمل والولادة والرضاعة
- الدخول في سن البلوغ
- سن اليأس
- التقدم في العمر
- زيادة الوزن
- اتباع نظام غذائي شديد أو الإصابة بفقدان الشهية العصبي
- التمرين أو التدريب الشاق
- استخدام بعض الأدوية بما في ذلك ستيروئيدات وأمبيسلين والأدوية الحاوية على إستروجين ومجموعتي فينوثيازين وتتراسكلين.
- ارتفاع ضغط الدم
- الغدة النخامية غير النشطة
- أورام المبيض أو الغدة الكظرية
١- انخفاض مستويات هرمون إستروجين
غالباً ما يكون انخفاض هرمون استروجين علامة منبهة على اقتراب المرأة من سن اليأس؛ وقد يشير انخفاض هرمون استروجين أيضاً إلى مشكلة في الخصوبة ونقص التغذية وحالة مثل متلازمة "تيرنر" وغيرها.
وقد تشمل الأعراض:
- ألم في الثدي
- ضعف أو هشاشة العظام
- الهبات الساخنة والتعرق الليلي
- عدم انتظام الدورات الشهرية أو غيابها
- الصداع وصعوبة التركيز
- التعب والنعاس وصعوبة النوم
- تغيرات في المزاج وسرعة الانفعال والاكتئاب
- جفاف المهبل مما يؤدي إلى ألم أثناء الجماع
٢- ارتفاع مستويات هرمون إستروجين
يمكن أن يرتبط الإستروجين الزائد في الجسم بحالات متعددة كالأورام الحميدة والأورام الليفية وتكيس المبايض (متلازمة المبيض عديد الكيسات)، والآلام الناجمة عن بطانة الرحم الهاجرة وأورام المبيض.
وقد يكون السبب تناول الأدوية التي تحتوي على هرمون إستروجين أيضاً.
وتشمل الأعراض:
- انخفاض الدافع الجنسي
- زيادة الوزن وخاصة في منطقة الخصر والوركين
- عدم انتظام الدورات الشهرية (توقيت غير متوقع، وقد تترافق مع نزيف خفيف أو شديد)
- تفاقم الأعراض المصاحبة لمتلازمة ما قبل الحيض (PMS) والاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD).
الاضطرابات الشائعة المرتبطة بهرمون إستروجين
يلعب إستروجين دوراً في معظم الحالات التي تقع تحت بند صحة المرأة؛ وتشمل أشهرها ما يلي:
- سرطان الثدي
- الانتباذ البطاني الرحمي
- الخلل الوظيفي الجنسي عند الإناث (FSD)
- الثدي الكيسي الليفي
- العقم
- السمنة
- هشاشة العظام
- متلازمة المبيض عديد الكيسات (PCOS)
- قصور المبيض الأولي
- متلازمة ما قبل الحيض (PMS) والاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD)
- متلازمة "تيرنر"
- سرطان الرحم
- أورام الرحم الليفية
- ضمور المهبل
العلاجات للحالات المتعلقة بهرمون الاستروجين
يعتبر العلاج بالهرمونات البديلة (HT) علاجاً شائعاً لانخفاض مستوى هرمون استروجين، وخاصةً للنساء الذين يعانين من انقطاع الطمث.
ويصف الطبيب جرعات صغيرة من إستروجين لزيادة مستوياته، أو قد يصف مزيجاً من إستروجين وبروجسترون.
ومع ذلك فإنَّ هذا العلاج غير مناسب للجميع وتكثر مضاعفاته ومخاطره.
كيف يمكن الحفاظ على مستويات صحية؟
لا يمكن دائماً منع الحالات المرتبطة بالاختلالات الهرمونية؛ ومع ذلك يمكنك ممارسة بعض السلوكيات الجيدة للمساعدة في الحفاظ على مستويات الهرمونات بشكلٍ عام مثل:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم
- التحكم في التوتر: حيث يمكن أن يتسبب الإجهاد المرتفع في إفراز الجسم للكثير من هرمونات التوتر والتي تسبب اختلال التوازن الهرموني مما يؤثر سلباً على مستويات هرمون إستروجين.
- ممارسة التمارين الرياضية
- الحد من تناول الكحول: حيث يمكن أن يرفع الكحول مستويات هرمون إستروجين
- عادات الأكل الجيدة: يمكن أن يساعد تقليل الأطعمة التي تحتوي على السكر وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف والدهون الصحية (زيت الزيتون والمكسرات والبذور والأسماك) في توازن الهرمونات.
مصادر
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4491541
- https://www.cancer.org/cancer/breast-cancer/treatment/hormone-therapy-for-breast-cancer.html
- https://journals.lww.com/menopausejournal/Abstract/2017/09000
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK538260
- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/ptr.6115
- https://www.britannica.com/science/estrogen