دراسة: تأثير حمية البحر المتوسط على النمط الثاني من السكري

الكاتب - أخر تحديث 31 أكتوبر 2023

يعتبر النمط الثاني من السكري مرضاً شائعاً ويصيب الكثير من الأشخاص، وهناك عوامل مختلفة تساهم في حدوثه وتؤثر على مستويات السكر في الدم. وفي هذا المقال سوف نناقش تأثير الحمية الغذائية وخاصةً حمية البحر المتوسط على النمط الثاني من السكري.

النمط الثاني من السكري

في مرض السكري من النمط الثاني "Type 2 diabetes" لا يتمكن الجسم من استخدام هرمون الأنسولين "Insulin" بكفاءة، ثم يفقد تدريجياً القدرة على صنع ما يكفي من هذا الهرمون.

يتحكم هرمون الأنسولين في مستويات سكر الغلوكوز في الدم، ويساعد على انتقال الغلوكوز الناتج عن هضم الكربوهيدرات من الدم إلى خلايا الجسم، لتستخدمه هناك كمصدرٍ للطاقة.

ولكن في مرض السكري من النمط الثاني لا تستجيب خلايا الجسم بشكل فعالٍ للأنسولين. وهذا ما يعرف باسم مقاومة الأنسولين "Insulin resistance". مما يؤدي في المحصلة إلى بقاء الغلوكوز في الدم، بالتالي ارتفاع مستويات السكر في الدم.

يوجد كثير من الأشخاص المصابين بمرض السكري من النمط الثاني دون أن يعانوا من أية أعراض في البداية، وقد يبقى المرض دون تشخيصٍ لسنوات؛ ولكن في حال وجود الأعراض فإنها يمكن أن تتضمن ما يلي:

  • العطش الشديد
  • زيادة كميات البول
  • الشعور بالتعب
  • الشعور بالجوع
  • شفاء الجروح ببطء

وبمرور الوقت قد يؤدي مرض السكري إلى حدوث مضاعفات، والتي يمكن أن تسبب أعراضاً ومشاكل أخرى مثل تلف الأعصاب، ومشاكل الكلى، وأمراض القلب. ولذلك يعد اختبار سكر الغلوكوز في الدم أمراً مهماً للكشف عن حالة ما قبل السكري "Pre-diabetes"، والتي تسبق مرض السكري من النمط الثاني.

الأسباب

إن السبب الدقيق لمرض السكري من النمط الثاني غير معروف، ولكن هناك بعض عوامل الخطر التي تساهم في الإصابة به، وتتضمن ما يلي:

  • وجود شخص في العائلة مصاب بمرض السكري من النمط الثاني
  • زيادة الوزن أو السمنة (ارتفاع مؤشر كتلة الجسم)، خاصةً مع الوزن الزائد حول الخصر.
  • المستوى المنخفض من النشاط البدني (أسلوب الحياة الخامل)
  • الحمية السيئة وتناول السكريات والدهون
  • تجاوز 55 عاماً من العمر
  • النساء اللواتي أصِبن بالسكري الحملي أو المصابات بمتلازمة المبيض عديد الكيسات "PCOs"، أو اللواتي أنجبن طفلاً يزن أكثر من 4.5 كغ

تأثير حمية البحر المتوسط

هنالك اهتمام واسع حول فائدة الحمية الغذائية عند الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري أوعند الأشخاص الذين المصابين بمرض السكري.

وأظهر أحد الأبحاث أن حمية الأبيض المتوسط يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني. حيث تعتبر هذه الحمية من الخيارات التي توفر فوائد معينة، إذ تركز على تناول المصادر النباتية والتقليل من استهلاك الأطعمة المصنعة.

وتتكون حمية البحر المتوسط من:

  • الأطعمة النباتية مثل الخضار والفاصولياء والمكسرات والبذور والفواكه والحبوب الكاملة.
  • بالإضافة إلى الأسماك والمأكولات البحرية وغيرها، كما تتضمن أيضاً اللبن (الزبادي) والجبن.
  • ونادراً ما يتم استهلاك اللحوم الحمراء والسكريات المركزة أو العسل.

وقد أظهر هذا النمط الغذائي فوائد تشمل:

  • تقليل خطر الإصابة بمرض السكري
  • انخفاض سكر الدم الصيامي والخضاب A1c (الذي يعبر عن مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاث الماضية)
  • انخفاض مستويات الدهون الثلاثية
  • تناقص مشاكل القلب والأوعية الدموية

فوائد حمية البحر المتوسط لمرضى النمط الثاني من السكري

في دراسة 2020 أراد الباحثون إيجاد طريقةٍ أكثر موضوعيةٍ لفحص التزام الأشخاص بحمية البحر المتوسط في المقام الأول، ولذلك قاموا بإنشاء نظام تسجيل يستند إلى عدة مكونات في دم الشخص. وقد استخدموا بياناتٍ من تجربةٍ للحصول على قيمةٍ تعبر عن درجة مواد تدعى الواسمات الحيوية التي توجد في دم الشخص.

في هذه التجربة اتبع قسم من المشاركين حمية البحر المتوسط، بينما اتبع آخرون نظاماً غذائياً عادياً.

وقد شارك في الدراسة 22202 ألف مشاركاً، منهم 9453 مصابون بالسكري من النمط الثاني. وقد تمت متابعة 13313 مشاركاً لحوالي 9.7 أعوام .

واستناداً إلى مستويات بعض العناصر في دم المشاركين مثل الكاروتينات والأحماض الدهنية. واستطاع الباحثون التمييز ببعض الدقة بين من كان يتبع حمية البحر المتوسط ومن واصل اتباع نظامه الغذائي الاعتيادي. ثم فحص الباحثون الواسمات الحيوية المتعلقة بمرض السكري من النمط الثاني. ووجدوا أنه كلما ارتفع مستوى درجة الواسمات الحيوية انخفض خطر الإصابة الجديدة بمرض السكري من النمط الثاني.

وقد تمت هذه الدراسة مع مراعاة مجموعةٍ من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على النتائج. مثل العمر أو الجنس أو مستويات النشاط البدني أو التدخين أو مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر.

وفي المحصلة أفاد الباحثون أن الالتزام العالي بحمية البحر المتوسط قد ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني بنسبة 11٪ تقريباً.

ولا زال هنالك حاجة لمزيد من الدراسات الجديدة لجمع المزيد من البيانات وإجراء المزيد من البحث قبل استخدام الواسمات الحيوية الغذائية على نطاق واسع في الممارسات السريرية والبيئة الواقعية.