دور الحمية الغذائية في الوقاية من الأمراض القلبية

الكاتب - أخر تحديث 16 أغسطس 2023

مع التطور السريع في أساليب الحياة وتغيرات عادات الأكل أصبحت الأمراض القلبية تشكل تحدياً صحياً هاماً في جميع أنحاء العالم. وتبرز الحمية الغذائية كعامل أساسي في الوقاية من الأمراض القلبية وذلك من خلال تحديد نوعية الطعام الذي نتناوله يومياً.

فتناول الأطعمة الغنية بالمواد المغذية الرئيسية مثل الألياف، والأحماض الدهنية الأوميغا 3، والفيتامينات والمعادن، يساعد في خفض احتمالية تطور أمراض القلب.

في هذا المقال، سنكتشف كيفية تأثير العناصر الغذائية على وظيفة القلب، ونسلط الضوء على الأطعمة التي يُنصح بتناولها أو تجنبها للوقاية من الأمراض القلبية.

الأمراض القلبية وخطورتها

تشكل الأمراض القلبية السبب الأول للوفاة في العالم عموماً وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، حيث قدر أن حوالي 32% من الوفيات حول العالم كانت ناجمة عن مرض قلبي وعائي "Cardiovascular disease" في عام 2019. وفي الولايات المتحدة فإن واحدة من كل أربع وفيات تكون ناجمة عن مرض قلبي وفق تقرير مركز التحكم بالأمراض (CDC).

تشمل الأمراض القلبية طيف واسع من الاضطرابات والاصابات التي تشمل أي جزء من أجزاء القلب، ويمكن تلخيص الأنواع الرئيسية للأمراض القلبية بما يلي:

ونظراً للخطورة التي تشكلها الأمراض القلبية على الصحة بشكل عام كان لا بد من إعطاء الاهتمام والاولوية لطرق الوقاية وتجنب الإصابة بالأمراض القلبية بالدرجة الأولى، حيث ولحسن الحظ يمكن تجنب الكثير من أمراض القلب والمضاعفات الناجمة عنها من خلال اتباع خطوات معينة، وتعد الحمية الغذائية ونمط الغذاء واحدة من هذه الخطوات.

عوامل الخطر للإصابة بالأمراض القلبية

هناك الكثير من العوامل والأسباب التي ترفع من نسبة حدوث وتطور أمراض القلب عند الأشخاص، تقسم هذه العوامل بشكل رئيسي إلى نوعين:

١- عوامل خطر للإصابة بالأمراض القلبية لا يمكن تغييرها أو التحكم بها

تشمل هذه العوامل الأسباب الخارجة عن سيطرة المريض ولا يمكن عكسها أو ايقافها وتتضمن:

  • التقدم بالعمر
  • الجنس (ذكر أو أنثى)
  • الخلفية العرقية للشخص "Ethnicity"
  • العوامل الوراثية والسوابق العائلية للإصابة بأمراض القلب
٢- عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب يمكن تغييرها والسيطرة عليها

هناك مجموعة من الأسباب التي ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب وهي مرتبطة بشكل رئيسي بالعادات اليومية ونمط الحياة للأشخاص بالتالي يمكن الحد منها وتجنبها من خلال الالتزام ببعض الإجراءات الصحية. وتتضمن عوامل الخطر القابلة للسيطرة ما يلي:

  • التدخين
  • نمط الحمية الغذائية
  • ارتفاع ضغط الدم
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم
  • البدانة
  • الإصابة بمرض السكري
  • قلة النشاط الفيزيائي

دور الحمية الغذائية في الوقاية من الامراض القلبية

يساهم النظام الغذائي ونوعية الأطعمة المستهلكة في التأثير على صحة القلب وخطر الإصابة بالأمراض القلبية لذلك ينعكس نمط الحمية والأغذية المتناولة على صحة القلب والجسم بشكل عام.

تقدم الحمية الغذائية المتوازنة والنمط الصحي للطعام فوائد مهمة في التخفيف من أمراض القلب من خلال الآليات التالية:

١- ضبط مستويات الصوديوم المتناولة

عند ارتفاع مستويات وتركيز شوارد الصوديوم في الجسم يمكن أن يرتفع الضغط الشرياني، بالتالي يمكن من خلال الحمية تحديد كميات الصوديوم الداخلة للجسم والتجكم بها وبذلك يمكن الوقاية من حدوث ارتفاع الضغط.

٢- التقليل من مستويات الدهون والكوليسترول

تشكل المستويات العالية من الكوليسترول في الدم ولا سيما الكوليسترول السيئ (LDL) عامل خطر لتطور تصلب الشرايين وتضيق الشرايين الإكليلية المغذية للقلب.

وتساعد الحمية الغذائية على ضبط مستويات الشحوم والكوليسترول في الدم وبالتالي تقليل نسبة خطر الإصابة بأمراض الشرايين.

٣- التحكم بوزن الجسم

تشكل البدانة وزيادة الوزن عامل خطر لتطور الأمراض القلبية حيث ترتبط البدانة بزيادة معدل الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الشحوم في الدم وهذه كلها عوامل خطر تزيد من نسبة الإصابة بالمشاكل القلبية.

تساعد الحمية المتوازنة على ضبط الوزن والتحكم به وتخفيفه في حال زيادته بالتالي تجنب خطر أمراض القلب مستقبلاً.

الأطعمة المفيدة لصحة القلب

هناك العديد من الأطعمة والمواد الغذائية التي تعتبر صديقة للقلب وتساهم في الحفاظ على صحته، ويساعد إضافة هذه الأغذية للحمية في الوقاية من الأمراض القلبية، وهي تشمل بشكل رئيسي ما يلي:

١- الفاصولياء السوداء "Black Beans"

تعد حبوب الفاصولياء غذاء مفيد للقلب لأنها غنية بالفيتامين B9، والألياف، والعوامل المضادة للأكسدة "Antioxidants" إضافة أيضا للمغنيزيوم وهي كلها عناصر تساهم في الحفاظ على ضغط الدم والسكر في الجسم.

٢- سمك السلمون "Salmon"

يعد سمك السلمون مصدر غني بالبروتين إضافة لعنصر الأوميغا 3، كما أنه يصنف من ضمن الدهون الجيدة والمفيدة لصحة القلب والجسم.

٣- سمك التونا (Tuna)

يعد سمك التونا أيضا من مصادر الأوميغا 3 والبروتين وهو متوفر بشكل أكبر وأرخص نسبياً من السلمون.

٤- زيت الزيتون "Olive Oil"

يشكل زيت الزيتون الطبيعي مصدر ممتاز للدهون المفيدة لأنه غني بمضادات الأكسدة بالتالي يعد مفيداً للحفاظ على صحة الأوعية الدموية.

٥- الجوز "Walnuts"

يساعد الجوز على تقليل مستويات الكوليسترول في الجسم إضافة لتقليل حدوث الالتهاب في جدران الأوعية الدموية وهو ما يساهم في الوقاية من أمراض القلب.

٦- اللوز "Almonds"

إن اللوز مصدر غني بالألياف والدهون المفيدة للجسم والقلب.

٧- البطاطا الحلوة "Sweet potatoes"

تتميز البطاطا الحلوة عن البطاطا البيضاء أو العادية بأنها لا تسبب ارتفاع كبير في مستويات سكر الدم. إضافة لأنها غنية بالألياف والفيتامين A.

٨- البرتقال

يساهم البرتقال في تقليل مستويات الكوليسترول في الجسم مما يساهم في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية للقلب، إضافة لأنه يحوي معدن البوتاسيوم بكميات جيدة مما يساهم في ضبط ضغط الدم.

٩- الشوفان "Oatmeal"

تساعد حبوب الشوفان على ضبط مستويات سكر الدم عند مرضى السكري وعند من يتبعون حمية لتخفيف الوزن. وذلك لأن تناولها يسبب الشعور بالشبع والامتلاء لعدة ساعات إضافة لغناها بالألياف. وهذا الآمر يساعد في ضبط مستويات السكر من خلال تقليل الوجبات بالتالي الحفاظ على صحة الجسم والقلب.

١٠- الكرز

يعد الكرز من الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة التي تساهم في حماية القلب والأوعية الدموية.

١١- الخضار الخضراء والورقيات

تشكل الخضار الخضراء مثل الخس، والسبانخ، والبقدونس والبروكلي مصادر هامة للمعادن والفيتامينات إضافة للألياف المفيدة لصحة القلب.

أطعمة يجب تجنبها والحد منها لتخفيف خطر الإصابة بأمراض القلب

يجب أن يقترن الاعتماد على حمية غذائية غنية بالأطعمة المفيدة للقلب بالابتعاد عن المكونات والعناصر التي تسبب الضرر والأذية للقلب والأوعية الدموية وذلك لتحقيق أفضل النتائج في الوقاية من الأمراض القلبية. وتتضمن أهم العناصر الغذائية التي ينصح بالابتعاد عنها في حالة أمراض القلب ما يلي:

١- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالصوديوم

يعتبر ارتفاع مستويات معدن الصوديوم في الجسم من العوامل المسببة لارتفاع التوتر الشرياني وعدم القدرة على ضبط ضغط الدم وخصوصاً عند مرضى ارتفاع الضغط، لذلك ينصح بالتحكم والسيطرة على مستويات الصوديوم المتناولة في الحمية الغذائية.

يتم هذا الأمر من خلال الابتعاد عن الأطعمة المالحة والمحفوظة والاعتماد على تناول الأطعمة الطازجة، إضافة لتجنب إضافة الملح بشكل مفرط للطعام.

٢- تقليل استهلاك الدهون المشبعة "Saturated fats"

تشكل الدهون المشبعة المصدر الأساسي للكوليسترول السيئ (LDL) والذي يساهم في رفع خطورة الإصابة بأمراض الشرايين الاكليلية المغذية للقلب. لذا يجب الحد من تناول الأغذية الغنية بهذه الدهون مثل الزبدة، الجبنة، واللحم الأحمر الغني بالدسم.

٣- الحد من استهلاك السكريات

يجب تجنب المشروبات والاطعمة الغنية بالسكريات الصنعية المضافة، أي التي يتم تحليتها بالسكر والمحليات الصنعية الغير طبيعية. وذلك من أجل التحكم بكمية السعرات الحرارية ضمن النظام الغذائي والتقليل من خطر الإصابة بمرض السكري مستقبلاً والذي يشكل عامل خطر لتطور الأمراض القلبية.

٤- الابتعاد عن تناول الكحول

يرفع الاستهلاك المفرط للكحول من خطر الإصابة بأمراض القلب. حيث يسبب تناول الكحول الحصول على سعرات حرارية إضافية زائدة عن حاجة الجسم، يساهم في رفع مستويات ضغط الدم، كما يرفع مستويات الشحوم في الجسم. وهي كلها عوامل تساعد على حدوث اضطرابات القلب لذلك ينصح بالحد أو التوقف كلياً عن تناول الكحول.

الملخص

يشكل الغذاء والحمية المتوازنة عامل وقاية هام من تطور وحدوث الأمراض القلبية ويساهم بشكل فعال في الحفاظ على صحة القلب إلا أنه لا يكفي بشكل كامل، بل يجب أن يتكامل هذا النظام الغذائي مع الالتزام بالعادات الصحية والمتابعة الطبية الدورية لتحقيق أفضل النتائج في حماية القلب والجسم.