اختبار الجهد القلبي (Stress Tests)

الكاتب - أخر تحديث 26 ديسمبر 2023

يعتمد اختبار الجهد القلبي "Stress Tests" على قياس الوظيفة القلبية مع إجراء تخطيط قلب كهربائي ومراقبة مستويات ضغط الدم أثناء إجراء التمارين الرياضية. ويساعد هذا الاجراء الطبيب على أخذ فكرة عن مدى الجهد الذي يتحمّله القلب أثناء أدائه لوظائفه الأساسية.

ويعتبر هذا الاختبار عنصراً أساسياً في تشخيص العديد من أمراض القلب، حيث أنه يسهل من قدرة الطبيب على كشف الأمراض التي قد تصيب القلب، ومن ثم الوصول إلى التشخيص الأنسب لحالة المريض.

أنماط اختبار الجهد القلبي

لا بد من الإشارة إلى وجود نمطين أساسيين من الجهد المطبق أثناء إجراء اختبار الجهد القلبي، وهما:

١- الجهد الفيزيائي

يطلب الطبيب من المريض أن يمشي على جهاز مشي رياضي وبسرعاتٍ معينة أو أن يستخدم دراجة رياضية ثابتة. ومن ثم يتم قياس وتسجيل الفعالية القلبية أثناء إجراء التمارين الرياضية من خلال مجموعة من الشرائط والأدوات المثبتة على المريض.

غالباً ما يستمر اختبار الجهد لمدة 10-15 دقيقة، ومن ثم يتم التوقف عند الوصول إلى المعدل القلبي الهدف والذي يختلف من شخص لآخر تبعاً لمجموعة من العوامل كالعمر والجنس والحالة الصحية وغيرها من الأمور.

٢- الجهد الدوائي

يتم في هذه الطريقة تسجيل الفعالية القلبية بعد إعطاء المريض دواء معين نذكر منهل على سبيل المثال:

  • الدوبوتامين "Dobutamine"
  • الأدينوزين "Adenosine"
  • ديبيريدامول "Dipyridamole"

تسبب هذه الأدوية تأثيرات مشابهة لتأثيرات التمارين الرياضية على القلب. وغالباً ما تستخدم هذه الطريقة لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون إجراء التمارين الرياضية أو الذي يعانون من انخفاض في الوظيفة القلبية.

ولكن لا بد من التنويه إلى أن اختبار الجهد الفيزيائي هو الأكثر شيوعاً والأكثر استخداماً بالمقارنة مع الاختبار الدوائي.

التخطيط الكهربائي

بعد الانتهاء من اختبارات الجهد سواء كان الفيزيائي أو الدوائي فغالباً ما يخضع المريض لمراقبة تخطيطية لكهربائية القلب لمدة 15 دقيقة حتى يعود النظم القلبي للوضع الذي كان عليه قبل إجراء الاختبار.

غالباً ما تتضمن اختبارات الجهد إجراء قياسات متعددة للمريض، ومنها:

  • جريان الدم ضمن القلب والأوعية الدموية
  • ضغط الدم الشرياني
  • معدلّ ضربات القلب
  • تخطيط كهربائية القلب "ECG" ومراقبة النظم الكهربائي للقلب وتحديد فيما إذا كان المريض يعاني من أي اضطرابات نظم قلبية.

إضافةً لما سبق، فلا بد من التنويه إلى أن العناصر السابقة تعتبر أمراً أساسياً في اختبار الجهد لدى كل المرضى. ولكن هناك بعض الحالات التي يتم فيها إجراء اختباراتٍ إضافية مرافقة لما سبق أثناء تطبيق الجهد على المريض، ومنها:

  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)
  • التصوير بالرنين المغناطيسي
  • التصوير بالعناصر المشعة، والذي يسهم في تقدير الفعالية القلبية تبعاً لكمية الإشعاع الصادر عن خلايا العضلة القلبية بعد امتصاصها للعناصر المشعة الداخلة إلى الجسم.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن هذه الطرق غالباً ما يتم إجراءها بعد تطبيق الجهد الدوائي على المريض.

أهمية اختبار الجهد القلبي

يساعد اختبار الجهد القلبي في تشخيص أمراض الشرايين التاجية للقلب، ولا سيما لدى الأشخاص الذين لديهم تخطيط قلب كهربائي سوي أو شبه طبيعي خلال الراحة والذين يستطيعون أداء التمارين الرياضية ويتحملونها بشكل جيد.

بالإضافة إلى ذلك فإن اختبار الجهد له أهمية في تشخيص الحالات التالية:

  • داء الشريان التاجي
  • الخناق الصدري أو الذبحة الصدرية
  • اضطرابات النظم الكهربائية للقلب
  • القصور القلبي
  • أمراض صمامات القلب
  • اعتلال العضلة القلبية

كما أن هذا الاختبار يفيد في تقدير مدى خطورة الأمراض القلبية لدى المريض، ومدى احتمالية إصابته بأحد هذه الأمراض في المستقبل. إضافةً مراقبة العلاج الأمثل لحالة المريض في بعض الحالات.

الأسباب

يرتبط إجراء اختبار الجهد القلبي مع تشخيص العديد من أمراض القلب التي قد تصيب الجسم. ولكن لا بد من الإشارة إلى مجموعة من الاعراض السريرية التي توجه لوجود مشكلة قلبية لدى الشخص، والتي قد تزيد من احتمالية إجراء اختبار الجهد لديه مستقبلاً مثل وجود:

  • ألم الصدر أو الذبحة الصدرية الناجمة عن سوء تدفق الدم إلى العضلة القلبية.
  • ضيق النفس
  • التعب والضعف العام
  • اضطرابات النظم القلبي، كالخفقان والارتعاش
  • زيادة أو تفاقم الأعراض السريرية لدى الأشخاص المصابين سابقاً بأحد أمراض القلب التاجية.

موانع إجراء اختبار الجهد القلبي

هناك مجموعة من الحالات المرضية التي تمنع إجراء اختبار الجهد القلبي للمريض، وهنالك نوعان من هذه الحالات:

١- الموانع المطلقة (مضادات الاستطباب المطلقة)

عند وجود موانع مطلقة فإن الحالة أو الحالات المتواجدة لدى المريض هي أسباب لا يمكن التغاضي عنها بالتالي يمنع اجراء اختبار الجهد بتاتاً. وهي تشمل الحالات التالية:

٢- الموانع النسبية (مضادات الاستطباب النسبية)

عند وجود موانع نسبية لدى المريض فيفضل الطبيب عندها مناقشة الحالة الصحية بشكل كامل ودقيق مع المريض ويوزان ما بين الفوائد التي سيقدمها اختبار الجهد في تشخيص المرض، وبين المخاطر المتعلقة بإجرائه، ومن أهم حالات الموانع النسبية نذكر:

  • حصارات العقدة الأذينية البطينية عالية الدرجة، وهي أحد أنماط حصارات نقل الفعالية الكهربائية ضمن القلب.
  • ارتفاع التوتر الشرياني الشديد ويكون الضغط الانقباضي أعلى من 20 mmHg والانبساطي أعلى من 110 mmHg.
  • عدم القدرة على أداء التمارين الرياضية تبعاً لمجموعة من الأسباب كالبدانة المفرطة أو وجود حالة من الإعاقة الجسدية او النفسية.
  • تضيق الشرياني الإكليلي (التاجي) الرئيسي الأيسر.
  • التضيق المتوسط في صمامات القلب.
  • اضطرابات النظم الكهربائية (التسارعية أو التباطئية).
  • اعتلال العضلة القلبي الضخامي "Hypertrophic Cardiomyopathy "، وفيها تكون جدران البطين زائدة السماكة.

شروط الاختبار

لا بدّ من اتباع نصائح الطبيب فيما يتعلق بالشروط والتحضيرات الواجب اتباعها قبل إجراء الاختبار، ولكن لا بد من التنويه إلى أنه من المفضل الصيام عن الطعام والشراب في الساعات السابقة لإجراء الاختبار. وينصح أيضا التوقف عن التدخين لبضعة ساعات قبل إجراء الاختبار.

وقد يطلب الطبيب بالإضافة إلى ما سبق التوقف عن استهلاك المشروبات الحاوية على الكافيين كالقهوة، والشاي والمشروبات الغازية لمدة معينة من الزمن.

النتائج

يقارن الطبيب المختص نتائج اختبار الجهد، ويقيّم بناء عليه مدى قدرة القلب على تحمّل التمارين الرياضية، والتي تساعد في تقييم الوظيفة القلبية لدى الشخص وتحديد كمية الجهد الذي يتحمّله الشخص.

حيث قد يختبر بعض الأشخاص تغيرات في نبضات القلب ونشاطه، بالإضافة إلى الشعور بالتعب أو الألم في الصدر أو ضيق التنفس. ويعد ظهور أي من هذه الأعراض علامات تحذيرية يجب الانتباه لها عند تقييم الوظيفة القلبية. وهذا ما يفيد بدوره في تحديد حالة الشخص وتقدير العلاج الأمثل له.