اختبار البيليروبين الكلي (Bilirubin Test)

الكاتب - 20 سبتمبر 2023

يقدر العمر الوسطي للكرية الحمراء في الدم بحوالي 120 يوم ، تخضع بعدها هذه الكرية لعمليات من التفكيك والتحطم منتجة العديد من المواد ومن أهمها البيليروبين، وهو صباغ أصفر بني اللون، ينتج عن تحطم الكريات الحمراء في الدم.

ويطلق على هذا النوع اسم البيليروبين غير المباشر وهو عبارة عن صباغ غير منحل بالماء، وهو النمط الأكثر خطورة من البيليروبين لأنه يعتبر مركباً غير قابل للطرح خارج الجسم. وللتغلب على هذه الخطورة فإن بروتين الألبومين "Albumin"  يحمل جزيئات البيليروبين غير المباشر الموجودة في الدم، وينقلها إلى الكبد.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

يعالج الكبد مادة البيليروبين عبر مجموعة من الأنزيمات المتنوعة لينتج البيليروبين المباشر (المنحل بالماء) الذي ينقل عبر الصفراء (وهي عصارة تنتج من الكبد والمرارة) ليتم طرحه خارج الجسم.

أهمية اختبار البيليروبين الكلي

يهدف اختبار البيليروبين إلى قياس كمية البيليروبين الكلي في الجسم (بنوعيه المباشر وغير المباشر)، ومن ثم التوجه نحو تشخيص العديد من الحالات المرضية المتعلقة بآلية عمل هذا المركب في الجسم. فالمستويات المرتفعة من البيليروبين تساهم في تشخيص الإصابة باليرقان والذي يتصف غالباً بتلون الجسم ولا سيما الجلد والعينين باللون الأصفر.

ويستخدم هذا الاختبار في حالات عديدة حيث:

  • تقييم وظيفة الكبد والمرارة، والمساهمة في تشخيص العديد من الأمراض المتعلقة بهما، ومن أهمها:
    • التهابات الكبد"Hepatitis" على سبيل المثال التهابات الكبد الفيروسية والتهابات الكبد المناعية الذاتية.
    • تشمع الكبد"Cirrhosis" وهي مرحلة متقدمة من الإصابة الكبدية غير العكوسة والتي تتصف بعدم قدرة الكبد على أداء وظائفه في الجسم.
    • أمراض المرارة
  • تشخيص اليرقان لدى الأطفال حديثي الولادة.
    • حيث أن الإصابة باليرقان لدى حديثي الولادة تعتبر حالة طبية هامة تتطلب التداخل العلاجي المناسب، لأنها قد تؤدي إلى مشاكلٍ خطيرة على صحة الطفل في حال تم إهمالها دون علاج.
  • المساهمة في تشخيص انسداد القناة الصفراوية
    • هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى سوء تصريف وانسداد القناة الصفراوية، على سبيل المثال الإصابة بحصيات المرارة "Gallstones" أو أورام البنكرياس"Pancreatic Tumors".
  • المساهمة في تشخيص العديد من الأمراض التي قد تؤدي إلى زيادة تحطم الكريات الحمراء في الدم كالإصابة بفقر الدم الانحلالي "Hemolytic Anemia". وهي حالة تتصف بانحلال شاذ ومتسارع لكريات الدم الحمراء، كما قد تنجم عن أسباب عديدة كالأسباب المناعية الذاتية، وفيها يهاجم الجهاز المناعي للشخص كريات الدم الحمراء مسبباً زيادة في تخربها.

أسباب إجراء الاختبار

يُطلب اختبار البيليروبين الكلي إلى جانب مجموعة من الاختبارات الإضافية وبشكل خاص الاختبارات المتعلقة بتقييم وظيفة الكبد وذلك للوصول إلى تشخيص أشمل وأدق لحالة الشخص.

ومن أكثر الحالات والأعراض التي تستدعي إجراء هذه الاختبارات:

  • الاستهلاك المفرط للكحول
  • استهلاك كميات كبيرة من الأدوية التي قد تؤثر سلباً على وظيفة الكبد
  • الأشخاص المصابين بإحدى التهابات الكبد الفيروسية
  • اصفرار الجلد والعينين
  • البول الغامق أصفر اللون
  • البراز شاحب اللون
  • الحكة الجلدية فالإصابة باليرقان قد يسبب الشعور بحكة جلدية والتي غالباً ما تنجم عن تراكم صباغ البيليروبين تحت الجلد.
  • الغثيان والإقياء
  • الألم البطني
  • تورم البطن
  • التعب العام

شروط اختبار البيليروبين

عادةً لا يتطلب اختبار البيليروبين الكلي أي تحضيرات خاصة يجريها المريض، ولكن لا بد من اتباع إرشادات الطبيب فيما يتعلق بآلية استهلاك الدواء قبل إجراء الاختبار، فقد يطلب التوقف عن استهلاك بعض الأدوية التي قد تؤثر على نتائج الاختبار.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

نتائج الاختبار

قد تختلف نتائج الاختبار من مختبر لآخر، ولكن تبعاً للبورد الأمريكي للطب الباطني فإن القيم الطبيعية من البيليروبين تكون على الشكل التالي:

  • البيليروبين الكلي: 0.3 -1.0 ميلي غرام/ ديسيليتر أو أقل من 1 ميلي غرام/ ديسيليتر
  • البيليروبين المباشر: 0.1 – 0.3 ميلي غرام/ ديسيليتر
  • البيليروبين غير المباشر: 0.2 – 0.7 ميلي غرام/ ديسيليتر

كما أن هنالك العديد من الأسباب المؤدية إلى ارتفاع كمية البيليروبين في الدم، وبشكل عام فإن هذه الأسباب تصنف تبعاً لموقعها بالنسبة للكبد على الشكل التالي:

١- الأسباب قبل الكبدية

مثل الإصابة بفقر الدم الانحلالي الذي يتّصف بتحطم متزايد للكريات الحمراء في الدم، ومن ثم الزيادة في كمية البيليروبين.

٢- الأسباب الكبدية

والتي غالباً ما تنجم عن سوء وظيفة الكبد وعدم قدرته على تركيب البيليروبين المباشر أو المنحل بالماء، ومن أهم الأسباب المؤدية لهذه الحالة:

  • أمراض الكبد الفيروسية كالتهاب الكبد الفيروسي "Hepatitis A".
  • الداء الكبدي الكحولي
  • الاستهلاك المتزايد لبعض الأدوية كالأسيتامينوفين "Acetaminophen" أو السيتامول.
  • الأمراض المناعية الذاتية: حيث يخطئ الجهاز المناعي في تمييز خلايا الجسم الطبيعية كالكبد مثلاً ويهاجمها مسبباً العديد من المشاكل على مستواها.
٣- الأسباب بعد الكبدية

كانسداد الأقنية الصفراوية التي قد تنجم عن الإصابة بحصيات المرارة.

٤- أسباب إضافية

هناك مجموعة من الأسباب الأخرى التي قد ترفع من مستويات البيليروبين في الدم، ومن أهمها:

  • التهاب أو سرطان المرارة.
  • التهاب البنكرياس
  • متلازمة جلبرت: وهي إحدى أمراض الكبد الوراثية، التي يكون فيها الكبد عاجزاً عن تحويل البيليروبين إلى مركب منحل بالماء.
  • اليرقان عند حديثي الولادة: وهنا لا بد من التنويه إلى أن 50% من الأطفال حديثي الولادة و 80% من الأطفال الخدج (المولودين قبل إتمام الحمل) لديهم قيماً مرتفعة من البيليروبين في الأيام الأربعة الأولى من حياتهم. والذي غالباً ما يفسّر بعدم نضج الخلية الكبدية بشكل تام لدى هؤلاء الأطفال. 

كما أنه وبشكلٍ عام فإن حالة انخفاض بيليروبين الدم تعتبر أقل شيوعاً من ارتفاعه، وهي تنجم غالباً عن استهلاك مجموعة من الأدوية، ومن أهمها:

  • الفيتامين C
  • الفينوباربيتال
  • الثيوفيللين

الاختبارات الإضافية

غالباً ما يتم إجراء اختبار البيليروبين الكلي إلى جانب مجموعة من الاختبارات الإضافية التي تساهم في الوصول إلى تقييم أدق وأشمل لحالة الفرد، ومن هذه الاختبارات:

  • الفحص السريري للشخص: حيث يساهم هذا الفحص السريري للبطن في كشف تورم أو استسقاء البطن (الحبن) إضافة لأهميته في كشف الضخامة الكبدية.
  • اختبارات وظائف الكبد"Liver Function Tests": يبين هذا الاختبار مجموعة من الأنزيمات التي ينتجها الكبد والتي تساهم في أداء وظائفه، على سبيل المثال ناقلات أمين الأسبارتات"AST" وناقلات أمين الألانين"ALT".
  • فحص بيليروبين البول.
  • استخدام تقنيات التصوير الشعاعية، ومن أهمها:
    • فحص الكبد والطرق الصفراوية والبنكرياس بالأمواج فوق الصوتية"Ultrasound".
    • تصوير البطن بالأشعة السينية"X-ray".
    • التصوير الطبقي المحوري للبطن"CT-scan".
    • التصوير بالرنين المغناطيسي"MRI".
  • خزعة الكبد"Liver Biopsy": والتي يتم فيها الحصول على عينة من الخلايا الكبدية، التي ستخضع للفحص النسيجي تحت المجهر، ومن ثم تساهم في تشخيص العديد من الأمراض الكبدية.