الغلوبولينات المناعية هي مجموعة من البروتينات التي ينتجها الجهاز المناعي للجسم في التصدي للأجسام الغريبة التي قد تهاجمه (كالفيروسات والجراثيم)، وغالباً ما يطلق على هذه البروتينات تسمية الأجسام المضادة "Antibodies". وهنالك عدة أنواع لاختبارات الغلوبولينات المناعية، وسنتحدث في مقالنا عن اختبار الغلوبولين المناعي م.
أنواع اختبارات الغلوبولينات المناعية
إن العوامل الممرضة الداخلة إلى الجسم تحمل على سطحها مركبات بروتينية يطلق عليها اسم المستضد "Antigen"، حيث تعمل فيما بعد الخلايا البلازمية "Plasma Cells" من خلايا الجهاز المناعي للجسم، على التصدي لذلك المستضد عبر إنتاج كميات مختلفة من الأجسام المضادة.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبتهدف التحاليل المخبرية إلى كشف الأنماط المختلفة لتلك الغلوبولينات المناعية في الدم، ومن ثم التوجّه نحو تشخيص العديد من الحالات المرضية، وهناك العديد من أنماط الغلوبولينات المناعية في الجسم والتي تساهم القيم المخبرية لكل منها في تشخيص العديد من الأمراض.
ولكن بشكلٍ عام فإن تحليل الغلوبولينات المناعية تتضمن ثلاث أنماط أساسية وهي:
١- الغلوبولين المناعي م "Immunoglobulin M"
يملك الغلوبولين المناعي م أهمية كبيرة في التصدي للأجسام الغريبة التي تهاجم الجسم، حيث أنه يعتبر أول الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي في التصدي للإنتانات، بالتالي تساهم القيم المرتفعة من هذا الغلوبولين في تشخيص الإصابة الحديثة بالمرض.
٢- الغلوبولين المناعي ج "Immunoglobulin G"
تأتي أهمية هذا النمط من كونه النمط الأكثر انتشاراً في الجسم، حيث يشكل الغلوبولين "IgG" النسبة العظمى من الغلوبولينات الموجودة في الدم.
إضافةً إلى أن هذا الغلوبولين يملك ميزة الذاكرة ضد الإنتانات القديمة التي أصابت الجسم سابقاً، حيث أن إصابة الشخص بإنتان كان قد أصيب به سابقاً ، يفعل الغلوبولين "IgG" بشكل مباشر لكونه يحتفظ بالمعلومات الخاصة بهذا الإنتان بشكل مسبق.
تحدث مع طبيب الآن
٣- الغلوبولين المناعي أ "Immunoglobulin A"
يهاجم هذا الغلوبولين بشكل عام الإنتانات الغريبة التي قد تصيب الجسم، ولكنه يواجه يعمل بشكل أساسي الإنتانات التي تصيب كلاً من الجهاز الهضمي والتنفسي.
أسباب إجراء اختبار الغلوبولين المناعي م
يتم إجراء اختبار الغلوبولين المناعي م عندما يعاني الشخص من أعراض الإصابة بإحدى أمراض العوز المناعي أو سوء وظيفة الجهاز المناعي، حيث أن تكرار الإصابات الإنتانية لدى الشخص قد يوجه لوجود مشكلة في جهازه المناعي.
كذلك يطلب هذا التحليل إذا كان الشخص يعاني من حالة التهاب مزمنة استمرت لفترة طويلة من الزمن دون أن تشفى، حيث أن الاضطراب في إنتاج الغلوبولينات المناعية في الجسم، قد يكون السبب وراء تلك الحالة.
إضافةً لما سبق، قد يطلب هذا الاختبار عند الإصابة بإحدى الأمراض التالية:
- التهابات الأذن والحنجرة والجيوب الأنفية
- إنتانات الجهاز التنفسي كالإصابة بذات الرئة "Pneumonia" أو التهاب القصبات "Bronchitis"
- إنتانات الجهاز الهضمي، ويعتبر الإسهال من أهم الأعراض التي قد توجه نحو الإصابة بتلك الإنتانات
- الإصابة بإحدى الأمراض الفطرية
- الأمراض التحسسية
- أمراض المناعة الذاتية "Autoimmune Diseases" على سبيل المثال مرض الذئبة "Lupus" ، والداء الزلاقي "Celiac Disease"، والتهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب.
وفي النهاية لا بد من التنويه إلى أن هذا الاختبار يُطلب لدى الاشخاص الذين يملكون قصة عائلية سابقة للإصابة بإحدى أمراض العوز المناعي.
النتائج المرتفعة لاختبار الغلوبولين المناعي م
تشير القيم المرتفعة من الغلوبولين المناعي م "IgM" إلى الإصابة بإحدى الأمراض الآتية:
- الإنتانات الحادة والمزمنة
- اضطرابات المناعة الذاتية "Autoimmune Disorders" يخطأ الجهاز المناعي للجسم في تمييز خلايا الجسم الطبيعية ويعاملها على أنها خلايا غريبة، بالتالي ينتج بذلك كميات زائدة من هذه الغلوبولينات المناعية في الدم.
- التشمع الكبدي "Cirrhosis" والذي يوصف على أنه تموت الخلية الكبدية، وعدم قدرتها على أداء وظائفها الطبيعية
- الإصابة بإحدى الإنتانات الخلقية مثل
- السفلس
- داء المقوسات "Toxoplasmosis"
- الحصبة الألمانية "Rubella"
- الفيروس المضخم للخلايا
- الورم النقوي العديد (MM) وهو أحد الأورام الدموية التي تصيب الخلايا البلازمية للدم
- ابيضاض الدم اللمفاوي (CLL) ورم ينشأ على حساب الدم ونقي العظام
- اللمفوما "Lymphoma" ورم يصيب الجهاز اللمفاوي للجسم كالعقد اللمفاوية
- داء والدنستروم "Waldenstrom Disease" نوع من أورام الدم التي تنشأ على حساب خلايا الدم البيضاء.
- متلازمة ويسكت-ألدريتش "Wiskott-Aldrich Symndrome" عبارة عن مرض وراثي يترافق مع زيادة في إنتاج غلوبولينات مناعية غير طبيعية في الدم.
النتائج المنخفضة
تترافق القيم المنخفضة من الغلوبولين المناعي م "IgM" مع الإصابة بإحدى الأمراض التي تمنع إنتاج هذا الغلوبولين في الجسم، ومن أهم الحالات التي تترافق مع انخفاض هذا الغلوبولين في الدم:
- أمراض الكليتين
- السكري
- المتلازمة النفروزية "Nephritic Syndrome" إحدى الأمراض الكلوية التي تسبب تسرباً لكميات كبيرة من البروتين في البول، بالتالي نقص كمية هذا البروتين في الدم.
- استهلاك بعض الأدوية: كالفينتوئين "Phenytoin" والكاربامازيبين "Carbamazepine"
- تأخر النمو لدى الخدج (الأطفال المولودين قبل الأسبوع 37 من الحمل)
- أمراض الجهاز الهضمي: حيث تترافق الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي مع نقص امتصاص المواد المغذية من الطعام كالبروتينات.
مصادر
- Immunoglobulins Blood Test
https://medlineplus.gov/lab-tests/immunoglobulins-blood-test/ - Immunoglobulins (IgA, IgG, IgM Blood Test)
https://www.testing.com/tests/immunoglobulins-iga-igg-igm/ - Blood Test: Immunoglobulins (IgA, IgG, IgM)
https://kidshealth.org/en/parents/test-immunoglobulins.html - IMMUNOGLOBULIN M BLOOD TEST
https://www.walkinlab.com/products/view/immunoglobulin-m-blood-test - Immunoglobulin M Test
https://www.portea.com/labs/diagnostic-tests/immunoglobulin-m-test-223/ - Immunoglobulins (IgA, IgG, IgM)
https://www.exeterlaboratory.com/test/immunoglobulins-iga-igg-igm/ - Immunology Laboratory
https://www.ouh.nhs.uk/immunology/diagnostic-tests/tests-catalogue/immunoglobulins.aspx