أنواع الاختبارات قبل الولادة وأهميتها

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

إن فترة الحمل تتطلب المراقبة الطبيبة الدقيقة للتأكد من صحة كل من الأم وجنينها خلال تلك الفترة ومتابعة صحة الحمل باستمرار خلال ٩ أشهر. ولذلك يتم التشديد على أهمية اجراء اختبارات ما قبل الولادة بانتظام. فما هي هذه الاختبارات وما أهميتها؟

تقدر المدة الطبيعية للحمل بحوالي 40 أسبوع حملي أو 280 يوم، ويقسم الحمل تبعاً لذلك إلى ثلاثة أقسام أساسية، وهي:

  • الثلث الأول: يمتد من الأسبوع الأول للحمل وحتى الأسبوع 13
  • الثلث الثاني: يمتد بين الأسبوع 14 و 26
  • الثلث الثالث: يمتد بين الأسبوع 27 و 40

أهمية اختبارات ما قبل الولادة

تأتي أهمية الفحوص الخاصة بالحمل في تشخيص العديد من الأمراض، وغالباً ما تطلق على هذه الفحوص تسمية اختبارات ما قبل الولادة "Prenatal Tests".

تقدم هذه الاختبارات العديد من المعلومات الضرورية للطبيب التي تساعد بتقييم حالة الأم والجنين، إضافة لأهمية هذه الاختبارات في التشخيص المبكر للعديد من الأمراض، مثل:

١- العيوب الخلقية

تعتبر اختبارات ما قبل الولادة اختبارات بالغة الأهمية في تشخيص العيوب الخلقية للجنين، حيث تساعد في كشف التغيرات التي قد تؤثر على الشكل الخارجي لأعضاء الجنين أو التغيرات المتعلقة بآلية عمل تلك الأعضاء.

٢- التغيرات الصبغية

وهي التغيرات التي تصيب الصبغي أو الكروموزوم، والذي يعرف على أنه تركيب يحمل الجينات أو المورثات الخاصة بالجسم. وبناءً على ذلك تساهم تلك الفحوص في تشخيص العديد من الأمراض الوراثية لدى الإنسان، ومن أهمها:

  • التليف الكيسي (CF): وهو أحد الأمراض الوراثية التي تصيب خلايا الجسم، ويصيب هذا المرض بشكل أساسي الرئتين والجهاز الهضمي.
  • فقر الدم المنجلي (SCC): يعتبر أحد أشهر الأمراض الوراثية التي قد تصيب الجسم، والذي يتصف بوجود كريات حمراء شاذة الشكل، حيث تأخذ هذه الكريات شكل المنجل مما ينعكس بشكل سلبي على أداء وظائفها الطبيعية.
  • أمراض القلب الوراثية
  • متلازمة داون "Down Syndrome": أحد أشهر الأمراض الصبغية التي تصيب الجسم، والذي ينجم عن تلف في الصبغي رقم 21.

أنواع اختبارات ما قبل الولادة

هناك العديد من الاختبارات التي تجرى قبل الولادة، ومن أهم هذه الاختبارات:

١- الفحص بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound"

إن الفحص بالأمواج الصوتية يعتبر من أشهر اختبارات ما قبل الولادة، حيث يساعد في الحصول على العديد من المعلومات المهمة المتعلقة بالجنين، مثل:

  • تقييم معدل النمو لدى الجنين
  • معدل ضربات قلب الجنين
  • حركات الجنين
  • مقوية عضلات الجنين
  • كمية السائل الأمنيوسي: وذلك للأهمية الكبيرة التي يملكها هذا السائل في الحفاظ على صحة الجنين

٢- فحص السائل الأمينوسي "Amniocentesis"

السائل الأمنيوسي هو السائل الموجود في الكيس المحي الذي يحيط بالجنين، ويملك هذا السائل أهمية كبيرة في الحفاظ على صحة الجنين داخل بطن الأم، ومن هنا تأتي أهمية فحص هذا السائل في تشخيص العديد من الحالات المرضية.

غالباً ما يجرى هذا الفحص بين الأسبوعين 15 و 18 للحمل. ولا بدّ من التنويه إلى ضرورة إجرائه لدى النساء ذوات الحمل مرتفع الخطورة (كالحوامل المتقدمات بالعمر).

كما أنه يطلب في حال أظهرت الاختبارات الأخرى وجود اضطرابات معينة على سبيل المثال الاضطرابات المشاهدة على التصوير بالأمواج الفوق صوتية.

يتم الحصول على عينة من هذا السائل باستخدام الإبرة، وترسل بعد ذلك إلى المختبر لتخضع للفحوص الضرورية، حيث تساهم هذه الفحوص فيما يلي:

  • تشخيص إصابة الجنين بإحدى التشوهات الخلقية، وبشكل أساسي تشوهات الدماغ والنخاع الشوكي
  • تشخيص الاضطرابات الصبغية: ومن أهمها متلازمة داون
  • كشف التطور الغير طبيعي للرئتين
  • تشخيص إصابة الجنين بإحدى الأمراض الإنتانية (الفيروسية، الجرثومية، وغيرها)

٣- خزعة الزغابات الكوريونية "Chorionic Villus Sampling"

تشكل الزغابات الكوريونية أحد أهم أقسام المشيمة. والمشيمة هي العضو الذي يؤمن التروية الدموية الضرورية لحياة الجنين، حيث يساهم في نقل المواد الغذائية والأكسجين من الأم إلى جنينها بالإضافة لنقل الفضلات وغاز ثنائي أكسيد الكربون من الجنين إلى أمه. ولذلك يعد اختبار الزغابات الكوريونية من اختبارات ما قبل الولادة الهامة التي تساعد في تشخيص العديد من الأمراض المتعلقة بالجنين.

غالباً ما يجرى هذا الاختبار بين الأسبوعين 11 و 14 للحمل، حيث يتم الحصول على عينة من تلك الزغابات إما عن طريق عنق الرحم أو عن طريق جدار البطن، باستخدام إبرة تصل إلى المشيمة ومن ثم الحصول على عينة من الزغابات المشيمية ليتم فحصها.

٤- اختبارات الدم

وتتركز أغلب فحوص الدم لدى الحامل على ما يلي:

أ- تعداد الدم الكامل (CBC)

يعطي هذا التحليل تعداداً لكل من الكريات الحمراء (RBS)، والبيضاء (WBC)، والصفيحات الدموية (Platelets)، بالإضافة لمجموعة من القيم المخبرية الهامة في الجسم كالهيموغلوبين "Hemoglobin" . 

بالتالي يساهم هذا التحليل في تشخيص إصابة الأم بالعديد من الأمراض: كفقر الدم، والالتهابات والإصابة بأحد اضطرابات التخثر.

ب- تحديد زمرة الدم  وعامل الريزوس لدى الأم 

عامل الريزوس هو مستضد يوجد على سطح الكريات الحمراء لدى الإنسان إيجابي الريزوس، بينما يغيب لدى الأشخاص سلبيي الريزوس.

ولا بد من معرفة زمرة دم كل من الأم والأب، ولاحقاً الجنين بعد ولادته، حيث يسبب انتقال مستضدات من الجنين (الإيجابي الريزوس) إلى أمه (سلبية الريزوس) أثناء الولادة، وتشكيل الأم أضداداً لهذه المستضدات المنتقلة إليها، والتي قد ترص دم الجنين وتسبب العديد من المضاعفات. 

ج- تشخيص الإصابة بإحدى الإنتانات

تأتي أهمية هذه الاختبارات في الكشف المبكر عن عدوى الجنين ومن ثم تجنب الاختلاطات الخطيرة التي قد تنجم عن ذلك، ومن أهم الإنتانات التي تخضع للفحص خلال الحمل:

  • الحصبة الألمانية "Rubella"
  • التهاب الكبد من النوعين B و C
  • الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس "STD": مثل الإيدز "AIDS"، والكلاميديا "Chlamydia"، والسفلس "Syphilis"، والسيلان البني "Gonorrhea".

أسباب اجراء الاختبارات

غالباً ما تجرى اختبارات ما قبل الولادة بشكل روتيني لدى كل النساء الحوامل، وذلك لأهمية هذه الفحوص في الاطمئنان على صحة كل من الجنين والأم. ولكن هناك بعض الحالات التي تتطلب إجراء مثل هذه الفحوص بشكل أكثر من غيرها، ومن هذه الحالات:

  • الحوامل الأكبر من 35 عام
  • الحوامل المراهقات
  • النساء الذي يملكون قصة سابقة لولادة جنين خديج (ولادة جنين قبل الأسبوع 37) أو جنين مصاب بإحدى التشوهات الخلقية
  • الحوامل  بأكثر من جنين (الحمل التوأمي)
  • النساء الذين يملكون قصة عائلية للإصابة بإحدى الاضطرابات الوراثية
  • النساء المصابات بإحدى الأمراض التالية:
    • ارتفاع الضغط الدموي
    • السكري
    • الذئبة الحمامية الجهازية (SLE) وهي أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تصيب الجسم، والتي يخطأ فيها الجهاز المناعي في تمييز خلايا الجسم الطبيعية، حيث تصف بالتهاب في العديد من أعضاء الجسم: الكليتين، المفاصل، الجلد، الرئتين.
    • أمراض القلب
    • أمراض الكليتين
    • السرطانات
    • الأمراض المنتقلة بالجنس (STD)
    • الربو "Asthma"

في الختام، نستنتج أهمية اختبارات ما قبل الولادة في أخذ فكرة واسعة عن وضع الجنين وصحته خلال فترة الحمل ومن ثم أخذ فكرة عن حالته الصحية في المستقبل، إضافةً لمتابعة صحة المرأة الحامل وأهمية التشخيص المبكر لأي مرض ومن ثم تجنب المضاعفات المحتملة على الحمل أو على صحة الجنين بعد الولادة.