13 سبباً لألم الصدر.. تعرف عليها

الكاتب - أخر تحديث 21 فبراير 2024

يعدّ ألم الصدر من الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى حالاتٍ طبيةٍ متنوعة، تشمل أمراض القلب، والعضلات، والجهاز الهضمي، فما هي أسبابه وكيف يمكن معالجته؟

ألم الصدر

يعرّف ألم الصدر "Chest pain" على أنه شعورٌ مزعجٌ في هذه المنطقة، يختلف في شدته من خفيفٍ حارقٍ إلى حادٍ شبيه بالطعنة.

ويشعر المريض، في هذه الحالة، بوخز مؤلم في الصدر، يصل إلى الذراعين، والكتفين، والرقبة، والفك، أو الظهر وربما يستمر هذا الألم لعدة دقائق متصلة أو متفاوتة.

وتجدر الإشارة إلى أن ألم الصدر قد يؤشر إلى حالةٍ طبيةٍ خطيرة، مثل النوبة القلبية.

أسباب ألم الصدر

توجد أسباب متنوعة لألم الصدر، وفيما يلي نعرض بعضاً منها، مثل:

1- النوبة القلبية

قد يشير الألم الشديد المفاجئ في الصدر إلى حدوث نوبةٍ قلبيةٍ، نتيجة إطلاق نبضاتٍ كهربائيةٍ خاطئةٍ في القلب، أو انسدادٍ يمنع الدم من الوصول إليه.

وتتضمن العلامات التحذيرية للنوبة القلبية ما يلي:

  • الشعور بألم أو ضغط في منطقة وسط الصدر
  • استمرار الألم لفترةٍ طويلة
  • انتشار الألم في الكتف أو الرقبة أو الذراعين أو الظهر أو الفك
  • الغثيان
  • الدوار
  • ضيق في التنفس
  • التعرق الزائد

وتختلف الأعراض السابقة حسب الجنس، حيث يتعرض الإناث بنسبة أكبر مقارنةً بالذكور، لما يلي: (1)

  • الغثيان
  • الدوار
  • ضيق في التنفس
  • آلام في الظهر أو الفك

لذلك تعد النوبة القلبية حالة طبية طارئة، وينبغي طلب الإسعاف على الفور، إذا اشتبه المريض بإصابته بألم في الصدر، أو شعر بآلام أخرى لم تحدث من قبل.

وتجدر الإشارة إلى وجود بعض العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بنوبةٍ قلبية، مثل ما يلي: (2)

  • أمراض الشرايين التاجية
  • وجود تاريخ سابق للإصابة بالنوبات القلبية
  • السمنة
  • السكري

2- الذبحة الصدرية

تحدث الذبحة الصدرية عندما لا يحصل القلب على كميةٍ كافيةٍ من الدم، إذ يشعر المريض خلالها بالتوتر وبالضغط في منطقة الصدر، ويمتد الألم إلى الفكين.

ويشبه ألم الذبحة الصدرية، النوبة القلبية، ويمكن أن تكون أحد أعراض مرض القلب التاجي (CHD) الذي يحدث عند انسداد الشرايين.

3- اضطرابات في الجهاز الهضمي

يمكن أن يصاب الجهاز الهضمي باضطرابات عدة، تؤدي إلى حدوث آلام في الصدر أو بالقرب من الأضلاع، مثل ما يلي:

  • الارتجاع الحمضي: يسبب إحساساً حارقاً في الصدر، وفيه يميل الألم إلى أن يكون أكثر حدةً بعد تناول الطعام بفترةٍ قصيرة، ويكون أسوأ بعد شرب الكحوليات أو تناول الأطعمة الدهنية (3)
  • حصوات المرارة: تسبب ألماً مفاجئاً وشديداً يستمر من ساعة إلى خمس ساعات، ثم يختفي ويعود
  • القرحة الهضمية

لذلك ينبغي مراجعة الطبيب المختص، إذا شعر المريض بأن ألم الصدر يرتبط باضطراب في المعدة أو الجهاز الهضمي.

4- آلام العضلات

يمكن أن يسبب ألم العضلات الناجم عن التوتر أو الإصابة البدنية بالشعور بألمٍ في الصدر.

وتختلف أعراض آلام العضلات بشكلٍ كبير، فقد يكون الألم:

  • حاداً أو كليلاً  (ألم التهابي)
  • ينتشر في منطقة الصدر أو يتركز في مكان واحد

ويزداد احتمال ارتباط ألم الصدر بالعضلات، في الحالية التالية:

  • اختفاء الألم تدريجياً مع التدليك
  • تفاقم حدة الألم عند استنشاق الهواء بشكلٍ مفاجئ
  • تكرار حدوث الألم مع الضغط على منطقة الصدر
  • يماثل آلام العضلات التي حدثت في الماضي

5- نوبة الهلع

يعد ألم الصدر أحد الأعراض المصاحبة لنوبة الهلع، التي تنتج عن ازدياد مشاعر القلق لدى الشخص.

وتتضمن نوبات الهلع غالباً أعراضا جسدية تبدو كأنها نوبة قلبية، مثل ما يلي: (4)

  • الارتجاف
  • صعوبة في التنفس
  • الدوار
  • التعرق
  • القشعريرة
  • وخز أو تخدير في اليدين
  • الغثيان
  • آلام في المعدة

وتجدر الإشارة إلى إمكانية حدوث نوبات الهلع بشكل متكرر عدة مرات في اليوم.

ويمكن أن تختفي أعراضها، مع ممارسة التنفس البطيء والعميق. وقد تستمر لبضع دقائق فقط، بينما تستمر نوبات أخرى لمدة تصل إلى 30 دقيقة أو أكثر. لكن، في بعض الأحيان، قد لا يزول الألم؛ مما يُصعّب التمييز بين نوبة الهلع، والنوبة القلبية، دون مساعدة الطبيب.

6- أمراض الرئة

تُعد أمراض الرئة من أبرز الأسباب الشائعة لألم الصدر، التي تتمثل أعراضها فيما يلي: (5)

  • أن يكون الألم حاداً
  • أن يزداد الألم عادةً مع الشهيق والزفير
  • أن يترافق الألم مع أعراض أخرى مثل صعوبة في التنفس والسعال

7- عدوى الجهاز التنفسي

يمكن أن تسبب العدوى في الجهاز التنفسي ألماً في الصدر. ويصاب البعض بحالة تسمى ذات الجنب "pleurisy" بعد التعرض لهذه العدوى، وهي حالة مرضية تلتهب فيها الجنبة، وهي نسيج من طبقتين رقيقتين يفصل الرئتين عن جدار الصدر.

8- التهاب الثدي

ينجم التهاب الثدي عن الإصابة بعدوى في أنسجته، الذي يسبب آلاماً في الصدر تكون مؤلمة، ويترافق مع أعراضٍ أخرى، مثل:

ويعد التهاب الثدي ظاهرة شائعة أثناء الرضاعة الطبيعية، نتيجة تراكم الحليب. وقد تُشفى بعض الحالات منه تلقائيًا، بينما تحتاج حالات أخرى إلى استخدام المضادات الحيوية "antibiotics".

9- الرضاعة الطبيعية

تعد الرضاعة الطبيعية أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ألم في الصدر، وحول الثديين، كما توجد أسباب أخرى متعلقة بها، مثل:

  • تضخم الثديين
  • زيادة كمية حليب الثدي
  • انسداد القنوات اللبنية
  • خراج الثدي
  • الفطريات

10- الانصمام الرئوي

ينتج الانصمام الرئوي عن انسداد أحد الأوعية الدموية المركزية في الرئتين بشكل مفاجئ.

ويحدث عادةً نتيجة انفصال جلطة دموية في الأوردة العميقة تكونت في إحدى الساقين، وانتقلت باتجاه الرئتين، تسبب ألماً شديداً في الصدر وضيقاً في التنفس. ويعد الانصمام الرئوي حالة طارئة تشكل خطراً على حياةِ المريض.

وتتضمن أعراض هذه الحالة ما يلي:

  • الدوار
  • الألم في الظهر
  • التعرق الزائد
  • تحول الأظافر أو الشفتين إلى اللون الأزرق

11- التهاب التامور

يعد التامور كيساً محيطاً بالقلب لحمايته، وعند حدوث التهاب به يمكن أن يسبب ألماً مفاجئاً وحاداً في الصدر، وعادةً ما يزداد عند الاستلقاء.

12- التهاب الغضروف الضلعي

ينتج التهاب الغضروف الضلعي "Costochondritis" عن التهاب في مفاصل الأضلاع بالقرب من عظمة القص التي تقع في منتصف الصدر.

ويسبب ألمًا حادًا في الصدر، يمكن أن يزداد مع:

  • التنفس العميق
  • السعال
  • الضغط على المنطقة المصابة
  • تحريك الجزء العلوي من الجسم

13- الهربس النطاقي

يعد الهربس النطاقي "herpes zoster" عدوى يمكن أن تسبب ألماً في الصدر تسبق ظهور الطفح الجلدي في الجسم.

تشخيص ألم الصدر

يمر التشخيص الطبي لألم الصدر بعدة مراحل، كالتالي:

1- الاستماع إلى التاريخ الطبي للمريض

يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل:

  • مكان وشدة الألم
  • طبيعة الألم
  • مدة استمرار الألم
  • العوامل التي تزيد أو تقلل من الألم
  • الأعراض المصاحبة للألم: مثل ضيق التنفس، الغثيان، الدوار

ويتحقق الطبيب من التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك:

  • وجود أمراض في القلب أو أمراض أخرى
  • العوامل الوراثية
  • نمط الحياة من النظام الغذائي، والتدخين، وممارسة الرياضة

2- الفحص البدني العام

يجري الطبيب فحصاً شاملاً للمريض، يتضمن الخطوات التالية:

  • قياس درجة الحرارة: التحقق من ارتفاع درجة الحرارة، خاصةً عندما تكون أكثر من 38.5 درجة مئوية
  • فحص القلب والأوعية الدموية: عبر سماع أصوات القلب، والحصول على قياس النبض، ومعدلات ضغط الدم
  • فحص جدار الصدر: يقيّم الطبيب إذا ما كانت حركة جدار الصدر هي سبب الألم
  • المظهر العام: للتحقق من الشحوب والتعرق
  • فحص البطن: للتحقق من وجود ألمٍ في البطن

3- الفحوصات الإضافية

قد يرى الطبيب ضرورة لإجراء المريض بعض الفحوصات الإضافية، تشمل ما يلي:

  • تخطيط كهربائية القلب "ECG": لقياس النشاط الكهربائي للقلب
  • اختبارات الدم: مثل اختبار التروبونين لقياس مستويات الإنزيمات التي تطلق في الدم عند تلف عضلة القلب
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية "x-ray"
  • التصوير المقطعي المحوسب للصدر "CT scan": لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للأعضاء والهياكل الموجودة في الصدر بما في ذلك القلب والرئتين
  • تصوير الأوعية التاجية: لمعرفة ما إذا كانت الشرايين التاجية ضيقة أو مسدودة

العلاج

يختلف علاج ألم الصدر اعتماداً على السبب المؤدي له.

ويتطلب ألم الصدر الناتج عن نوبة قلبية علاجاً سريعاً لاستعادة تدفق الدم إلى القلب، لتلاشي تضرر عضلته.

وتجدر الإشارة إلى أهمية طلب الرعاية الطبية الطارئة؛ إذا كان الألم:

  • شديداً ولا يزول
  • يصاحبه دوار، أو صعوبة في التنفس
  • يرافقه إحساس بالضغط في وسط الصدر
  • يدوم لأكثر من بضع دقائق