العلاجات المنزلية لألم أسفل الظهر

الكاتب - أخر تحديث 16 مايو 2023

يعتبر ألم أسفل الظهر من المشاكل الشائعة، والتي يمكن أن تنجم عن أسباب عديدةٍ وغالباً ما يتحسن الألم مع العلاج المناسب واتباع بعض النصائح والعلاجات المنزلية.

يمكن أن ينتج شعور الألم في أسفل الظهر عن العديد من الإصابات أو الحالات أو الأمراض المختلفة، وغالباً ما تحدث بسبب إصابة العضلات أو الأوتار في الظهر. كما قد يتراوح الشعور بالألم من الخفيف إلى الشديد، وفي بعض الحالات قد يسبب هذا الألم صعوبة في المشي أو النوم أو العمل أو القيام بالأنشطة اليومية.

وعادةً ما يتحسن الألم مع الراحة واستخدام مسكنات الألم ويمكن أيضا اللجوء للعلاج الفيزيائي، إلا أن بعض الإصابات والحالات الطبية تتطلب تدخلاً جراحياً.

أشكال الألم وتموضعه

يمكن أن تكون الأعراض المرافقة لألم أسفل الظهر خفيفة ومزعجة في بعض الأحيان، إلا أنها قد تكون شديدة وتسبب الوهن والتعب للمريض في أحيان أخرى. كما يمكن أن تبدأ بشكل مفاجئ أو قد تبدأ ببطء وتزداد سوءاً مع مرور الوقت.

واعتماداً على السبب الأساسي للألم يمكن أن يكون له أشكال وامتداد مختلف على الشكل التالي:

  • شعور بالألم وعدم الراحة في منطقة أسفل الظهر
  • ألم لاسع وحارق ينتشر من أسفل الظهر وحتى القسم الخلفي من الفخذين، وأحياناً إلى الساقين أو القدمين، ويمكن أن يترافق بالخدر أو الوخز
  • تشنجات العضلات وشد في أسفل الظهر والحوض والوركين
  • ألم يزداد سوءاً بعد الجلوس أو الوقوف المطول
  • صعوبة في الوقوف بشكل مستقيم أو المشي أو الانتقال من وضعية الوقوف إلى الجلوس

كما أنه عادةً ما يتم توصيف أعراض آلام أسفل الظهر تبعاً لكيفية بدء الشكوى ومدتها كما يلي:

  • الألم الحاد: والذي يأتي عادةً فجأةً ويستمر لبضعة أيام أو أسابيع، وهو يعتبر استجابةً طبيعيةً للجسم تجاه إصابة أو تلف في الأنسجة؛ ويتراجع هذا الألم تدريجياً مع شفاء الإصابة.
  • الألم تحت الحاد: وهو يدوم ما بين 6 أسابيع و3 أشهر، وعادةً ما يكون ميكانيكياً بطبيعته ولكنه يدوم وقتاً طويلاً.
  • الألم المزمن: يدوم أكثر من 3 أشهر، وعادةً ما يكون شديداً ولا يستجيب للعلاجات الأولية، ويتطلب إجراءات وفحوصات طبية شاملة لتحديد المصدر الدقيق للألم.

أسباب ألم أسفل الظهر

يمكن للعديد من الإصابات والحالات والأمراض أن تسبب آلام أسفل الظهر، وتشمل ما يلي:

  • الالتواء: والذي يعتبر من أكثر الأسباب شيوعاً لآلام الظهر، ويحدث بسبب إصابة العضلات أو الأوتار أو الأربطة عن طريق رفع شيء ثقيل جداً أو رفعه بطريقة خاطئة.
  • الكسور: حيث يمكن أن تنكسر العظام في العمود الفقري نتيجة حادثٍ ما، على سبيل المثال حوادث السير، كما تزيد بعض الحالات الصحية مثل هشاشة العظام من خطر حدوث الكسور.
  • مشاكل الأقراص الفقرية: وهي البنى التي تفصل الفقرات عن بعضها، وقد تبرز الأقراص من مكانها في العمود الفقري وتضغط على العصب المجاور، كما قد تتمزق أيضاً وتسبب حالة تدعى فتق النواة اللبية، ومع التقدم في العمر قد تتسطح هذه الأقراص وتوفر حماية أقل.
  • متلازمة ذيل الفرس: حالة نادرة تحدث عندما تنضغط حزمة من الأعصاب في الجزء السفلي من النخاع الشوكي.
  • المشكلات البنيوية: مثل التضيق الشوكي، وفيه يصبح العمود الفقري ضيقاً جداً بالنسبة للنخاع الشوكي، مما يسبب ألم العصب الوركي؛ بالإضافة إلى ذلك فإن حالة الجنف قد يؤدي إلى الألم والتصلب وصعوبة الحركة كذلك.
  • التهاب المفاصل: ولا سيما التهاب المفاصل التنكسي، والتهاب الفقار المقسط.
  • الأمراض: مثل الأورام الشوكية والعدوى أو السرطان والحصيات الكلوية وأم الدم في الأبهر البطني.
  • انزلاق الفقار "Spondylolisthesis": وتتسبب هذه الحالة في خروج الفقرات من مكانها، مما يؤدي إلى آلام أسفل الظهر وآلام الساق.
  • العدوى: يمكن أن تنتقل العدوى من أجزاء أخرى من الجسم إلى العمود الفقري، كما أنها تحدث بعد الجراحة على العمود الفقري، أو كمضاعفات لحالات مثل مرض السكري والسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية.

عوامل الخطورة

هنالك مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تزيد في حال وجودها من فرص الإصابة بآلام أسفل الظهر وهي تشمل:

  • العمر: الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاماً
  • الوزن: الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن أو البدانة
  • الصحة العامة: بما في ذلك ضعف عضلات البطن والتدخين وشرب الكحول أو العيش بنمط حياة قليل الحركة
  • الوظيفة وأسلوب الحياة: يمكن أن تزيد الوظائف والأنشطة التي تتطلب رفع أوزان ثقيلة أو الانحناء من خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر
  • الصحة العقلية: حيث يمكن أن تنتج آلام الظهر عن الاكتئاب والقلق

زيارة الطبيب

لا يوجد دائماً سبب واضح لآلام أسفل الظهر، وغالباً ما يختفي الألم ويتحسن المريض بشكل طبيعي أو بعد اتباع بعض العلاجات المنزلية. ولكن يجب التشديد على أهمية استشارة الطبيب في حال كان ألم الظهر مستمراً ولا يتحسن أو عند وجود أعراض مرافقة للألم مثل التنميل والخدر.

يجب على الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر أن يطلبوا رعاية طبية فورية إذا كانوا يعانون أيضا من أحد الأعراض التالية:

  • صعوبة في المشي أو حركة الساقين
  • فقدان وظائف الأمعاء أو المثانة
  • فقدان الإحساس في الساقين
  • آلام شديدة جداً ولا يمكن احتمالها حتى مع تناول المسكنات

يمكن للطبيب مساعدة المريض في تحديد أسباب الآلام في أسفل الظهر المحتملة وتوصية بالعلاج المناسب بعد تشخيص حالته بدقة.

تشخيص ألم أسفل الظهر

إن الوصول للتشخيص المناسب والسبب وراء الإصابة بألم أسفل الشهر هو من الأمور الهامة التي تساعد الطبيب في وصف العلاج المناسب، بالتالي تحسين حياة المريض.

وتشمل مراحل التشخيص ما يلي:

  • أخذ التاريخ الطبي الشامل بما في ذلك الإصابات الحديثة والتاريخ العائلي للأمراض وعمل المريض وأنشطته ونمط الحياة العام.
  • إجراء الفحوصات البدنية والتي قد تشمل تقييم المنطقة المؤلمة أو المنعكسات أو الاختبارات العصبية الأخرى.
  • تخطيط كهربية العضلات "Electromyography" وهو اختبار يقيس وظيفة العضلات والأعصاب.
  • الاختبارات التصويرية، بما في ذلك:
    • التصوير بالأشعة السينية "X-rays" ويمكن من خلالها رؤية النتوءات العظمية والأضرار التي لحقت بالعظام.
    • التصوير الطبقي المحوسب "CT scans" و أيضا التصور بالرنين المغناطيسي "MRI" واللذان يظهران الأضرار في الأنسجة الرخوة كالأقراص أو الأربطة.
    • تنظير القرص الفقري "Discography"

السبل العلاجية

هنالك نوعان من الإجراءات العلاجية التي تساعد في حالة آلام أسفل الظهر، وهما العلاج غير الجراحي والعلاج الجراحي.

١- العلاج غير الجراحي

عادةً ما يبدأ الطبيب بالعلاجات البسيطة منخفضة التكلفة ومن ثم ينتقل إلى الأساليب الأكثر تعقيداً لاحقاً. وذلك بعد التأكد من حالة المريض ومقدار التحسن الذي يشعر به. ومن المهم معرفة أن العديد من العلاجات غير الجراحية تستغرق وقتاً للوصول إلى نتيجتها النهائية.

١- الأدوية

يمكن استخدام مسكنات الألم العادية لتخفيف آلام الظهر، ولكن في حال لم تكن كافية يمكن أن يوصي الطبيب بمجموعة أدوية مختلفة قد تشمل:

  • الأدوية المضادة للاختلاج مثل غابابنتين "Gabapentin" أو بريغابالين "Pregabalin".
  • المرخيات العضلية مثل باكلوفين "Baclofen" أو كاريسوبرودول "Carisoprodol".
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل سيليكوكسيب "Celecoxib" أو ديكلوفيناك "Diclofenac" أو فينوبروفين "Fenoprofen".
  • الأفيونيات مثل أوكسيكودون "Oxycodone" أو هيدروكودون "Hydrocodone"، وهي تؤخذ على المدى القصير.
٢- العلاج الفيزيائي

يهدف العلاج الفيزيائي إلى بناء القوة العضلية وتحسين المرونة الفقرية ونطاق الحركة واكتساب الوضعيات الصحيحة وغيرها. قد تشمل جلسات العلاج الفيزيائي ما يلي:

  • ممارسه الرياضة
  • العلاج بالثلج والحرارة
  • التدليك
  • تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد
  • الموجات فوق الصوتية
٣- حقن الستيروئيد

إن حقن الستيروئيد "Steroid" فوق الجافية أو حصار الأعصاب الانتقائي يخفف من الألم على المدى القصير عندما تسبب آلام أسفل الظهر أعراض ألم العصب الوركي، كآلام الساق مثلاً.

٢- العلاج الجراحي

لا تعتبر جراحة العمود الفقري ضرورية في معظم الحالات، ولكن قد تكون أحياناً العلاج الوحيد الناجح. وتشمل جراحات العمود الفقري الشائعة ما يلي:

  • دمج الفقرات "Spinal Fusion": وفيها يتم دمج فقرتين أو أكثر معاً بشكل دائم للحد من الحركة الزائدة في العمود الفقري. ويمكن إجراء دمج الفقرات لتصحيح تشوهات العمود الفقري أو لزيادة ثباته في الحالات الشديدة من التهاب المفاصل التنكسي أو فتق النواة اللبية.
  • استئصال الصفيحة الفقرية "Laminectomy": وهي عملية جراحية تهدف إلى توفير مساحة أكبر للنخاع الشوكي أو الأعصاب الأخرى.
  • بضع الصفيحة الفقرية "Laminotomy": وفيها يقوم الجراح بإزالة قطعة صغيرة من العظم من الجزء الخلفي من الفقرة.
  • استئصال القرص الفقري "Discectomy" واستئصال القرص الفقري المجهري "Microdiscectomy": عندما يتسبب القرص الفقري في أسفل الظهر في ظهور أعراض شديدة. مثل الألم أو فقدان الإحساس فقد يقوم الجراح بإجراء عملية لإزالة جزء من القرص التالف.

العلاجات المنزلية لحالة ألم أسفل الظهر

تساعد العلاجات المنزلية في الحالات البسيطة لألم أسفل الظهر، حيث ينصح بتجربة بعض استراتيجيات الرعاية الذاتية البسيطة في البداية:

١- تجنب الراحة في الفراش

وجدت العديد من الدراسات السريرية أن المرضى الذين التزموا بالراحة في الفراش قد عانوا بالفعل من ألم أكثر وتعافوا بشكل أبطأ من المرضى الذين بقوا نشيطين نوعاً ما.

٢- استخدام الثلج أو الحرارة

إن استخدام الكمادات الثلجية أو الباردة لفترات تصل إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة قد يساعد في التخفيف من الألم والتورم. علماً أنه يجب لف الثلج أو الكمادات الباردة في منشفة رقيقة قبل وضعها على الجسم لتجنب أذية الجلد.

بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام وسادة التدفئة أو الحمامات الدافئة تساعد أيضا بتخفيف الألم.

كما ويوصى باستخدام الثلج في أول 48 ساعة بعد أي إصابة ومن ثم يمكن تجربة الاثنين بالتتالي للحصول على الراحة والتخلص من الألم.

٣- الأدوية التي لا تستوجب وصفة طبية

يمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف آلام أسفل الظهر، مثل إيبوبروفين  ونابروكسين.

كما يمكن اللجوء إلى الكريمات أو الجِل أو اللصاقات أو البخاخات التي توضع على الجلد، حيث أنها تحفز الأعصاب في الجلد وتمنح شعوراً بالدفء أو البرودة بحسب النوع المستخدم ذلك لتخفيف الإحساس بالألم.