وداعاً للأدوية: جراحة إنقاص الوزن تعيد الأمل لمرضى السكري!

الكاتب - أخر تحديث 7 مارس 2024

كشفت دراسة جديدة فوائد مذهلة لجراحة إنقاص الوزن في علاج مرض السكري. وأظهرت نتائج الدراسة أن هذه الجراحة تحدث تحولاً في حياة هؤلاء المرضى وتقلّل من الحاجة إلى الأدوية.

ما هي السمنة؟

تعد السمنة "Obesity" تراكم مفرط للدهون أو الأنسجة الدهنية في الجسم التي تضعف الصحة لارتباطها بخطر الإصابة بداء السكري.

ويستخدم لتحديد الإصابة بالسمنة مقياس خاص يعرف باسم مؤشر كتلة الجسم "Body Mass Index" ويرمز له اختصاراً (BMI).

ويقيس هذا المؤشر نسبة الدهون في الجسم من خلال قسمة وزن الشخص بالكيلو غرام على طوله بالمتر المربع، وتصنف النتائج وفق ما يلي: (1)

طبيعة الوزنمؤشر كتلة الجسم
نقص الوزنأقل من 18.5
الوزن الصحي18.5 إلى 24.9
الوزن الزائد25 إلى 29.9
السمنة30 إلى 39.9
السمنة المفرطة40 أو أكثر
جدول يوضح نوع الوزن تبعاً لمؤشر كتلة الجسم

دراسة تربط بين جراحات السمنة والتحكم في السكري

أجريت دراسة حديثة قدمت نافذة أمل للمصابين بالسمنة والسكري. حيث كشفت أن الجراحات الخاصة بالسمنة تسهم في التحكم بمرض السكري. (2)

وشملت الدراسة التي أصدرتها دورية الجمعية الطبية الأمريكية "JAMA" نتائج جُمعت من مرضى في مستشفى كليفلاند كلينك وثلاثة مراكز طبية أخرى في الولايات المتحدة جرى متابعتهم على مدى 12 عاماً.

وكشفت الدراسة أن جراحات السمنة تسهم في تحسين مستويات السكري بشكل أفضل مقارنة بالتدخلات الطبية الأخرى وتغييرات نمط الحياة.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن المرضى الذين خضعوا لجراحة إنقاص الوزن احتاجوا إلى أقل كمية من أدوية السكري. كما كان هناك تحسناً ملموساً في حدة المرض لديهم أكثر مقارنة بالذين اعتمدوا على الأدوية وتغيرات نمط الحياة.

العلاقة بين السكري وجراحات السمنة

أجرت الدراسة البحثية مقارنة بين السمنة ونتائج تحاليل سكر الدم التراكمي (A1C) للمشاركين. حيث تقيم هذه التحاليل متوسط مستويات السكر في الدم على مدار ثلاثة أشهر، وتصنف حالة السكري عند تحقيق نسبة 6.5%.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين خضعوا لجراحات السمنة سجلوا تحسناً في نتائج تحاليل سكر الدم التراكمي بنسبة 1.4% بعد سبع سنوات. بينما سجلوا 1.1% بعد اثني عشر عامًا مقارنة بالمجموعة التي اعتمدت على الأدوية أو أدخلت تغيرات في نمط حياتها.

بالإضافة إلى ذلك كان استخدام الإنسولين أقل بشكل ملحوظ في مجموعة جراحات السمنة. حيث كانت النسبة 16% بعد سبع سنوات مقابل 56% في المجموعة الأخرى.

وشملت الدراسة أيضا تقييم نسبة المرضى الذين شهدوا تحسناً في حالتهم ولم يعودوا بحاجة إلى استعمال الإنسولين أو أي أدوية أخرى لضبط مستوى السكر في الدم. حيث تحسنت حالتهم بنسبة 18.2% بعد جراحات السمنة في غضون سبع سنوات مقابل نسبة تحسن بلغت 6.2% لدى المجموعة التي اعتمدت الأدوية.

وأظهر نحو 12.7% من أفراد مجموعة جراحات السمنة تحسناً ملموساً تجاه حدة الإصابة بمرض السكري بعد اثني عشر عاماً مقارنة بنسبة 0.0% في المجموعة الأخرى.

ورغم توفر فئات جديدة من أدوية السكري تساعد في إنقاص الوزن أوضحت الدراسة أن هذه الأدوية قد تكون مكلفة. كما بيَّنت عدم قياس فاعليتها بشكل دقيق على المدى الطويل.

فوائد إضافية من جراحات السمنة

أظهرت الدراسة فوائد إضافية أخرى طويلة المدى لجراحات السمنة مقارنة بالتغيرات في نمط الحياة وتناول الأدوية.

وتمثلت هذه الفوائد في تحسين مستويات الكوليسترول لدى مجموعة جراحات السمنة وكذلك تقليل مرضى ارتفاع ضغط الدم من تناول كميات من الأدوية لضبط ضغط الدم لديهم.

ويعلق الدكتور علي أمينيان، مدير معهد السمنة والتمثيل الغذائي في مستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة، والمشارك في هذه الدراسة، قائلاً إن السمنة والسكري يشكلان تحدياً مشتركاً حيث يمكن أن تؤدي الدهون الزائدة إلى تفاقم السكري من النوع الثاني.

وأشار أمينيان إلى أن السيطرة على السمنة يمكن أن يؤدي إلى تحسين واضح في حالات مرض السكري ومشكلات صحية أخرى مثل ارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم.

نصائح

يتوقع الدكتور علي أمينيان حدوث تحسن ملموس في الحالات المرتبطة بالسمنة مثل مرض السكري عند تطبيق أسلوب فعّال لعلاجها. كما أكد أن جراحات السمنة تظهر تأثيرات إيجابية على مستوى الهرمونات.

وأردف قائلًا: «لقد هدفنا من خلال هذه الدراسة إلى مقارنة تأثير جراحة إنقاص الوزن على مرض السكري مقابل الأدوية أو تغيرات نمط الحياة».

لكنه ينصح قائلاً: «الدراسة لا تشجع على إجراء جراحة إنقاص الوزن بشكل عاجل لمرضى السمنة والسكري». وأشار إلى أن تغيير نمط الحياة وتناول الأدوية يجب أن يكونا الخيار الأول للعلاج.

واستدرك قائلاً: «لكن في حالة عدم تحقيق استجابة كافية باستخدام هاتين الطريقتين، قد تكون جراحة السمنة خياراً جيداً لهؤلاء المرضى».

وشدد على أهمية عدم تأجيل هذه الخطوة لفترة طويلة نظراً لطبيعة تطور مرض السكري ومخاطر مضاعفاته طويلة المدى. وأشار إلى أنه كلما كانت مدة إصابة المريض بالسكري أقصر زادت فرصة الشفاء على المدى الطويل بعد جراحة السمنة.

وبيَّن أن جراحة إنقاص الوزن يمكن أن تكون الخيار الأمثل للمرضى الذين يعانون السمنة والسكري خاصةً الذين يظهرون استجابة غير كافية للأدوية.

من ناحية أخرى أوضح الدكتور أمينيان أن هذه الفوائد السابقة تكتسب أهمية خاصةً في ظل صعوبة تعديل جرعات الإنسولين لبعض المرضى بما يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة لديهم في حالة انخفاض مستويات السكر في الدم إلى معدلات متدنية.