متلازمة الأيض الغذائي: الأسباب والعلاج

الكاتب - 23 نوفمبر 2022

ما هي متلازمة الأيض الغذائي؟

متلازمة الأيض الغذائي وتعرف بالمتلازمة الاستقلابية "Metabolic syndrome" وهي عبارة عن مجموعة من خمسة اضطرابات تحدث معاً أو تباعاً.

وتؤدي عند اجتماع ثلاثة منها على الأقل، لارتفاع خطر تطور الأمراض القلبية والسكري والسكتة الدماغية وغيرها من المشاكل الصحية.

وتتكون هذه الأمراض الخمسة التي تشكل مع بعضها متلازمة الأيض الغذائي:

  • ارتفاع سكر الدم (حالة ما قبل الداء السكري)
  • انخفاض نسبة الكولسترول الجيد في الدم "HDL"
  • ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية في الدم
  • زيادة محيط الخصر والبدانة
  • ارتفاع ضغط الدم

ناقشت دراسة عام 2021 المتلازمة الاستقلابية، وقدرت نسبة شيوعها بحوالي 25% بين البالغين، و19% بين الأطفال، وتصل هذه النسبة إلى 80% بين مرضى الداء السكري النمط الثاني.

أعراض وعلامات متلازمة الأيض الغذائي

لا توجد أعراض واضحة لمتلازمة الأيض الغذائي، وإنما تتبع الأعراض والعلامات الاضطرابات المكونة للمتلازمة، كالبدانة وأعراض فرط سكر الدم.

أسباب وعوامل خطر متلازمة الأيض الغذائي

أسباب المتلازمة الاستقلابية معقدة وغير مفهومة جيداً، وتشمل السمنة ومقاومة الجسم للإنسولين وقلة النشاط البدني، بالإضافة لمجموعة من العوامل الوراثية المتعلقة بطرق حل الشحوم وعمل الإنسولين في الجسم والتقدم بالعمر.

فمع التقدم في العمر يميل الفرد ليصبح أقل نشاطاً وقد يكتسب وزناً زائداً، ويتم تخزين هذا الوزن بشكل عام حول البطن، مما قد يؤدي إلى مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين.

وتشمل الأسباب وعوامل الخطر بشكل عام:

  • مرضى السكري
  • أحد أفراد العائلة مصاب بمرض السكري
  • النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (كيسات المبيض)
  • الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تسبب زيادة الوزن أو تغيرات في ضغط الدم وكوليسترول الدم ومستويات السكر في الدم
  • النساء المصابات بداء السكري أثناء الحمل (سكري الحمل)
  • الضغوط النفسية والعصبية
  • تجاوز سن اليأس
  • الحمية الغذائية مرتفعة الدهون

تشخيص متلازمة الأيض الغذائي

متلازمة الأيض الغذائي ليست مرضاً في حد ذاتها، ولكنها مجموعة من الاضطرابات أو عوامل الخطر التي تحدث غالباً معاً.

ويتم تشخيص إصابة الشخص بمتلازمة الأيض الغذائي عندما يكون لديه ثلاثة أو أكثر من هذه الاضطرابات.

وهي وفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم "NHLBI":

١- السمنة المركزية

السمنة المركزية هي تجمع الدهون في الجسم حول البطن والجزء العلوي من الجسم، وكلما زاد محيط الخصر زادت المخاطر.

كما يختلف خطر إصابة الشخص بالسمنة المركزية تبعاً للطول وشكل الجسم والخلفية العرقية.

ولكن يمكن القول كقاعدة عامة أنها زيادة محيط خصر الذكور عن 102 سم، والإناث عن 88 سم مع العلم أن جمعية السكري تعرف زيادة محيط الخصر بتجاوزه 94 سم بالتالي يحتاج الفرد لإنقاص بعض الوزن.

إن زيادة الوزن أو السمنة هي عامل خطر بحد ذاته لحالات مثل ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.

٢- ارتفاع ضغط الدم

يعتبر ضغط الدم المثالي ذو القيمة أقل من 130/80 ملم زئبقي، ولكن يمكن القول أنه في حالة عدم وجود عوامل خطر أخرى، يكون هنالك حالة ارتفاع ضغط الدم عندما يكون ضغط الدم لدى الشخص أعلى من 140/90 ملم زئبقي.

بغض النظر عن سبب ارتفاع ضغط الدم إن كان وراثياً أو بسبب نمط الحياة أو بسبب أمراض أخرى مثل أمراض الكلى أو القلب والأوعية الدموية، فارتفاعه يزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.

تساعد التغييرات في نمط الحياة مثل النشاط البدني المنتظم، وعدم التدخين، وتقليل كمية الملح في النظام الغذائي، وتحقيق وزن صحي، في ضبط ضغط الدم والحد من ارتفاعه.

ولكن في بعض الحالات يكون هنالك حاجة للعلاج الدوائي للحفاظ على القيم الطبيعية من ضغط الدم.

٣- الكوليسترول والدهون الثلاثية

الكوليسترول مادة دهنية نصنعها في الكبد، ولها نوعين:

  • الكولسترول منخفض الكثافة "LDL" أو الكولسترول السيء
  • الكولسترول مرتفع الكثافة "HDL" أو الكولسترول الجيد

يمكن أن يؤدي الكولسترول السيء "LDL" إلى سد الشرايين (تصلب الشرايين) عن طريق بناء لويحات دهنية على جدران الأوعية الدموية، بينما يساعد الكولسترول الجيد "HDL" على الحماية من تراكم هذه الانسدادات الدهنية.

وتكون عوامل الخطر للإصابة بمتلازمة الأيض الغذائي هي عندما تكون المستويات منخفضة من الكوليسترول الجيد "HDL" بأقل من 40 ملغ/دل للرجال، وأقل من 50 ملغ/دل للنساء، أو كان الشخص يتناول علاجاً منظماً للكولسترول.

كما أن للدهون الثلاثية دور أيضاً بهذه المتلازمة وذلك عند ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم لمعدل يعادل أو يتجاوز 150 ملغ/دل أو إن كان الشخص يتناول علاجاً خافضاً للدهون الثلاثية.

كما يمكن أن يساهم شرب الكحول الزائد في زيادة الدهون الثلاثية وأيضاً إذا كان الشخص يعاني من مقاومة للإنسولين فمن المحتمل أن تكون مستويات الدهون الثلاثية لديه أعلى من المعدل الطبيعي.

٤- ضعف تحمل فرط سكر الدم (ما قبل الداء السكري)

يشار أحياناً إلى اختلال نسبة السكر أثناء الصيام وضعف تحمل فرط سكر الدم باسم "حالة ما قبل الداء السكري".

وتحدث عندما يكون مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل المثالي، ولكن ليس بما يكفي ليتم تشخيص المريض بالداء السكري.

ويعتبر هذا عامل لحصول متلازمة الأيض الغذائي إن كان مستوى السكر في الدم يعادل أو يتجاوز 100 ملغ/دل، مما يعكس اضطراباً في قيمة سكر الدم وخاصةً الصباحية دون أن يكون هنالك تشخيصاً للداء السكري.

٥- متلازمة الأيض الغذائي ومقاومة الإنسولين

تعني مقاومة الإنسولين أن الجسم لا يستخدم هرمون الإنسولين بشكل فعال كما ينبغي، مما يزيد من عمل البنكرياس الذي يضطر إلى إنتاج وإفراز الإنسولين أكثر من المعتاد للحفاظ على مستويات السكر في الدم الطبيعية.

ومع مرور الوقت ترتفع مستويات سكر الدم ويعجز الإنسولين على خفضها وتتحول الحالة إلى الداء السكري من النمط الثاني.

بالإضافة إلى دور الإنسولين في منع حل الشحوم، الأمر الذي يفاقم من ارتفاع مستويات الشحوم في الدم مع مقاومة الجسم لعمل الإنسولين ويؤدي لزيادة الخطر بالإصابة بمتلازمة الإيض الغذائي.

مضاعفات الإصابة

تشمل أهم المضاعفات الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة الأيض الغذائي من ضعفي خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية مقارنة بغير المصابين.
  • السكتة الدماغية
  • مرض السكري من النمط الثاني

تشمل الحالات الأخرى التي قد تتطور نتيجة لمتلازمة التمثيل الغذائي ما يلي:

  • متلازمة تكيس المبايض
  • الكبد الدهني
  • حصى المرارة الكوليسترولية
  • الربو
  • مشاكل النوم

العلاج وسبل الوقاية

على الرغم من أن متلازمة الأيض الغذائي حالة خطيرة، إلا أنه يمكن تقليل مخاطرها بشكل كبير عن طريق الالتزام بممارسة الرياضة وفقدان الوزن، واتباع نظام غذائي صحي للقلب.

١- ممارسة الرياضة

تفيد ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل خمسة أيام من كل أسبوع، بخفض ضغط الدم ونسبة الكوليسترول الضار وتساعد في الوقاية من مرض السكري من النمط الثاني.

كما تساعد بتحسين الصحة النفسية وتقلل من الشهية وتحسن النوم.

وينصح بتجنب قضاء فترات طويلة من الوقت في الجلوس ومحاولة الوقوف أو المشي لمدة دقيقة إلى دقيقتين كل ساعة.

يعتبر المشي هو التمارين الرياضية الممتازة لأي شخص، يمكن البدء بالمشي لمدة 30 دقيقة يومياً لبضعة أيام في الأسبوع، ثم الزيادة تدريجياً.

٢- استخدام الدهون الصحية

تساعد الدهون المتعددة غير المشبعة والأحادية في الحفاظ على صحة القلب، وتوجد هذه الدهون الصحية في المكسرات والبذور وبعض أنواع الزيوت مثل الزيتون.

أما الدهون الضارة والتي ترفع من مستويات الكوليسترول الضار فهي الدهون المشبعة الموجودة في الزبدة، والحليب كامل الدسم، والجبن كامل الدسم، واللحوم الدهنية، وجلود الدواجن، وزيوت النخيل وجوز الهند والمثلجات.

٣- استخدام الحبوب الكاملة

استخدام الحبوب الكاملة مثل الأرز البني وخبز القمح الكامل بدلاً من الأرز الأبيض والخبز الأبيض.

فالأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة غنية بالعناصر الغذائية مقارنة بالأطعمة المصنعة.

كما تحتوي الحبوب الكاملة على نسبة عالية من الألياف لذلك يمتصها الجسم بشكل أبطأ، وهي بذلك لا تسبب ارتفاعاً سريعاً في الأنسولين وتطيل الشعور بالشبع.

٤- الأدوية

قد تكون الأدوية مطلوبة في بعض الحالات للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم أو الحفاظ على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية ضمن الحدود الموصى بها.

إذا تم التوصية بالعلاج الدوائي، فعادةً ما يتم ذلك باستخدام الميتفورمين وهو من الأدوية المنظمة لسكر الدم فهو يساعد بعض الفئات المعرضة للخطر، وله دور فعال في الوقاية من السكري من النمط الثاني والحد من تطوره.

وخاصة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم والذين يعانون من السمنة التي لا يمكن التحكم فيها من خلال تعديلات النظام الغذائي ونمط الحياة.

٥- جراحة إنقاص الوزن

تعد جراحة إنقاص الوزن (جراحة علاج البدانة) علاجاً فعالاً للسمنة المرضية. وخاصةً الأشخاص الذين لم يتمكنوا من إنقاص الوزن من خلال النظام الغذائي أو التمارين الرياضية أو الأدوية.

ويمكن أن يساعد هذا الإجراء الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات خطيرة من السمنة.

٦- نظام DASH الغذائي

يوصي البعض باستخدام نظام DASH الغذائي للوقاية من متلازمة الأيض الغذائي وعلاجها وهذا النظام مشهور بخفض ضغط الدم المرتفع.

يركز نظام DASH الغذائي على ما يأكله الأشخاص بدلاً من كيفية تقليل السعرات الحرارية.

فهو غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة قليلة الدسم والتي تحوي على نسب جيدة من البروتين مثل الأسماك والدواجن.

الملخص

في الختام يجب معرفة أن متلازمة الأيض الغذائي لا تحدث فجأة بل تتطور ببطء. وهذا يعني وجود فرصة جيدة لمنع تطورها والوقاية منها باتباع أسلوب حياة صحي معتدل.

وإن هذا الجهد المبذول في ذلك وأسهل من عناء علاج الاضطرابات المترافقة مع متلازمة الأيض الغذائي ومضاعفاتها الخطرة.