هل تناول سكر الفركتوز يسبب السمنة؟

الكاتب - أخر تحديث 21 فبراير 2024

ارتفع معدل استهلاك سكر الفركتوز بشكل كبير، مصحوباً بزيادة ملحوظة في حالات السمنة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الفركتوز قد يعد من الكربوهيدرات التي تسهم في الإصابة بها.

ما هي السمنة؟

تعد السمنة "Obesity" تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون في الجسم، تشكل خطراً على الصحة. وتقاس باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يحدد من خلال قسمة الوزن على مربع الطول.

وجدير بالذكر أن معدلات السمنة في الولايات المتحدة ارتفعت بشكلٍ ملحوظٍ خلال العقود الماضية، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). وطبقاً للإحصائيات بلغت معدلات السمنة نسبة 41.9% في عام 2020. (1)

أسباب السمنة

تؤدي مجموعة من العوامل المتشابكة، إلى الإصابة بالسمنة، تشمل ما يلي: (2)

  • أنماط الأكل
  • أنماط النوم
  • مستويات النشاط البدني
  • العوامل الوراثية
  • الظروف البيئية في المنزل والعمل والمجتمع

مخاطر السمنة

تكمن خطورة السمنة في تسببها بزيادة فرص الإصابة بأمراضٍ مزمنةٍ مثل:

لذلك تعد السمنة، مشكلة صحية خطيرة تتطلب مزيداً من البحث الطبي والفهم لعلاجها.

تأثير سكر الفركتوز في الإصابة بالسمنة

يلعب النظام الغذائي دوراً هاماً في خطر إصابة الشخص بالسمنة كما تشير دراسات إلى أن مجموعات غذائية محددة، مثل الدهون والسكريات، تزيد من خطر الإصابة بها. بينما تركز دراسات أخرى على دور السعرات الحرارية الزائدة في تراكم الدهون.

وفي دراسة جديدة نشرت في مجلة Obesity ركز الباحثون على عنصر غذائي رئيسي قد يسبب السمنة، هو: سكر الفركتوز (3)

وتعتمد فرضية بقاء الفركتوز في الجسم عند تناول الطعام، على تحول جزء كبير من الطاقة التي نحصل عليها إلى أدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو الجزئ الذي يزود الخلايا باحتياجاتها.

لكن عند الإفراط في تناول الطعام، تخزن الطاقة الزائدة على شكل دهون.

وإذا كان الطعام غنيًا بالفركتوز، فإنه يخضع لنفس العملية ويتحول إلى ATP لتغذية وظائف الجسم. ومع الإفراط في تناول الفركتوز، يضعف نشاط المتقدرات، مما يقلل من إنتاج ATP في النهاية. (4)

بالتالي تُرسل انخفاض مستويات ATP إشارة إنذار للخلايا بنقص الطاقة كما يحفز من حدوث استجابات بيولوجية متعددة، مثل ما يلي:

  • الشعور بالجوع
  • العطش
  • زيادة استهلاك الطاقة
  • مقاومة هرمون الأنسولين
  • زيادة امتصاص الطعام
  • تقليل الاستقلاب أثناء الراحة

من ناحية أخرى يسهم الإفراط في تناول الطعام، خاصةً الغني بالفركتوز، إلى حدوث تغيرات تؤدي إلى زيادة الوزن.

ما هي الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز؟

يعد الفركتوز، سكر طبيعيّ موجود في الفواكه والخضروات، ولا يشكل خطراً على صحة الإنسان عند تناوله من مصدره الأصليّ.

فمعظم الفواكه الكاملة، على الرغم من احتوائها على الفركتوز، لا تسبب السمنة أو زيادة الوزن، وذلك بفضل الألياف الغذائية والمركبات النشطة بيولوجياً والمواد المغذية الأساسية الموجودة فيها، التي تقاوم تأثيرات سكر الفركتوز في الشبع وحساسية الأنسولين.

لكن تكمن الخطورة في معالجة الفواكه أو إضافة الفركتوز المصنع إلى الأطعمة، خاصةً على شكل شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS) الذي يستخدم كمُحلٍ رخيص في معظم الأطعمة المصنعة كما يسبب هذا النوع من الفركتوز المُصنع مخاطر صحية، مثل السمنة وزيادة الوزن. (5)

ويوجد الفركتوز في عديد من الأطعمة، مثل ما يلي:

  • الخبز
  • الحساء المعلب
  • حبوب الإفطار
  • الأطعمة السريعة
  • المشروبات الغازية
  • العصائر المحلاة
  • الحلويات
  • سكر المائدة: يتكون من الغلوكوز والفركتوز

كما يمكن للجسم تحويل الجلوكوز إلى فركتوز عبر مسارٍ محدد، ينشط بفعل محفزاتٍ مختلفة، تشمل ما يلي:

  • مرض السكري أو ارتفاع نسبة السكر في الدم
  • تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الكربوهيدرات أو الملح
  • تناول كمياتٍ قليلةٍ من الماء
  • حالات التوتر

من ناحية أخرى يتسبب تحويل الجلوكوز إلى فركتوز في تراكم الدهون، مما يزيد من خطر الإصابة السمنة كما يكثّف الكحول هذه العملية، ويزيد من إنتاج الفركتوز ممّا يفاقم مشكلة السمنة.

كيفية تناول الفركتوز المعتدل لمنع الإصابة بالسمنة

لا توجد كمية محددة من الفركتوز ينصح بتناولها يومياً، لأن الإنسان لا يحتاجه للبقاء على قيد الحياة.

كما ينصح بالتخفيف من استهلاكه نظراً لقيمته الغذائية المنخفضة وكاستراتيجية أساسية للتحكم في الوزن والوقاية من السمنة.

وإليك بعض النصائح لتحقيق ذلك:

  • تناول المزيد من الأطعمة ذات مؤشر جلايسمي منخفض: هي الأطعمة التي لا ترفع معدلات السكر في الدم بسرعة، مثل الخضروات غير النشوية، والفواكه الكاملة، والبقوليات.
  • اشرب كمية كافية من الماء: للحفاظ على رطوبة الجسم وتسهيل وظيفة الاستقلاب.
  • قلل من الأطعمة والمشروبات عالية الفركتوز: مثل المشروبات السكرية، والحلويات، والأطعمة فائقة المعالجة.
  • قلل من استهلاك الصوديوم، والكربوهيدرات المكررة وعالية نسبة السكر في الدم: مثل الحلويات والنشويات البيضاء.
  • قلل من تناول الأطعمة الغنية بالبيورين: مثل اللحوم الحمراء المصنعة، والكحول.