دراسة: تناول الأدوية المضادة لحموضة المعدة تزيد خطر الإصابة بالسرطان

الكاتب - 5 نوفمبر 2023

تعتبر الأدوية المضادة لحموضة المعدة من الأدوية الشائعة التي يتناولها الملايين حول العالم للتخفيف من حرقة المعدة وحموضتها المفرطة. إلا أن هناك قلقاً متزايداً بين الباحثين ومحترفي الرعاية الصحية حول تأثير تناول هذه الأدوية على الصحة العامة. ولا سيما فيما يتعلق بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

ما هي الأدوية المضادة لحموضة المعدة؟

تعد الأدوية المثبطة لمضخة البروتون"PPI-Proton Pump Inhibitors" من أهم الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض الهضمية. حيث تعتمد هذه الأدوية في مبدئها على تخفيف تركيز الحمض المعدي قدر الإمكان. بالتالي المساهمة في تخفيف العديد من الأعراض المزعجة المرافقة للأمراض الهضمية، كالحرقة والألم البطني وغيرها.

تثبط هذه الأدوية مضخة البروتون الموجودة في الخلايا الجدارية للمعدة، حيث تحوي هذه الخلايا على أنزيم H+/K+ ATPase. ويشكل هذا الإنزيم الخطوة الأخيرة في إفراز الحمض المعدي، وبناءً عليه تعمل هذه الأدوية على تثبيط هذا الأنزيم. بالتالي تقلل بدورها من تركيز الحمض المعدي المفرز من هذه الخلايا الجدارية. ومن ثم تساهم في علاج العديد من أمراض الجهاز الهضمي عامةً، وأمراض المعدة والمريء خاصةً.

دواعي استخدام الأدوية المضادة لحموضة المعدة

من أكثر الحالات التي تستدعي استخدام الأدوية المضادة للحموضة وخاصة الأدوية المثبطة لمضخة البروتون"PPI-Proton Pump Inhibitors" ما يلي:

  • التهاب المريء"Esophagitis"
  • داء القلس المعدي المريئي "GERD" والذي يتصف بحدوث ارتجاع لمحتويات وعصارة المعدة باتجاه المريء.
  • علاج القرحة الهضمية"Peptic Ulcer" تتنوع الأسباب التي تؤدي للإصابة بالقرحة الهضمية. ولكنها غالباً ما تنجم عن الإصابة بجرثومة الملتوية البوابية أو الإفراط في تناول المسكنات ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية"NSAIDS".
  • الوقاية من الإصابة بالقرحات الهضمية ولا سيما لدى الأشخاص الخاضعين للعلاج بأحد الأدوية التابعة لزمرة"NSAIDS".
  • متلازمة زولنجر-أليسون "Zollinger-Ellison Syndrome" وهي متلازمة تتصف بحدوث إفراز متزايد لهرمون الغاسترين "Gastrin". وذلك لوجود مجموعة من الأورام المفرزة في كلّ من رأس البنكرياس والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.

الآثار الجانبية

تعتبر الآثار الجانبية للأدوية المضادة لحموضة المعدة وخاصة المثبطة لمضخة البروتون "PPI" نادرة الحدوث. حيث أنّ الاستهلاك المحدود لها وتحت مراقبة الطبيب قد لا يسبب أي مشاكل أو أعراضاً جانبية.

ولكن هنالك مجموعة من الأعراض والتأثيرات التي قد ترافق استخدام هذه الأدوية "PPI"

  • الصداع
  • الإسهال
  • الإمساك
  • الغثيان
  • الحكة

لا بد من التنويه إلى أن الاستهلاك طويل الأمد لهذه الأدوية يومياً ولسنوات عديدة قد يزيد من المخاطر المتعلقة بهذا الصنف من الأدوية، فهناك مخاوف عديدة من أنّ الاستهلاك المديد للأدوية المضادة لحموضة المعدة وخاصة المثبطة لمضخة البروتون "PPI" حيث تزيد من خطورة الإصابة بسرطان المعدة لدى الشخص.

فعلى الرغم من أنّ مثبطات مضخة البروتون تنقص من تركيز الحمض المعدي، إلا أن الدراسات تشير إلى احتمالية زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة تبعاً للأسباب التالية:

  • زيادة مستويات هرمون الغاسترين "Gastrin" في الجسم، حيث أن هذا الهرمون قد يزيد بدوره من نمو الخلايا المعدية وبشكل شاذ، وهذا ما يعتبر أحد مراحل الإصابة بالسرطان.
  • نقص كلوريد الدم.
  • التأثير على الجراثيم والكائنات الدقيقة الموجودة في المعدة، وذلك لأن هذه الأدوية ستغيّر من درجة حموضة العصارة المعدية وتنقص من تركيز الحمض المعدي، وتعتبر جرثومة الملتوية البوابية "Helicobacter Pylori" من أهم الجراثيم التي قد تتأثر بهذا الأمر.

إن الأسباب السابقة مجتمعة قد تزيد مع مرور الوقت من خطورة الإصابة بالسرطان لدى هؤلاء الأشخاص.

الدراسة

تشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2021 إلى أنّ الاستهلاك المديد للأدوية المثبطة لمضخة البروتون "PPI" قد رفع من نسب الإصابة بسرطان المعدة بحوالي 82%. (1)

وتشير واحدة من آخر الدراسات التي أجريت عام 2023 على أنه رغم المخاوف العالية للعلاقة ما بين استهلاك الأدوية المضادة لحموضة المعدة والمثبطة لمضخة البروتون وبزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة إلى أن الأمر لم يثبت بعد ولاتزال بحاجة للمزيد من الأبحاث. حيث أن هذه الدراسة تشير إلى زيادة في حالات الإصابة بسرطان المعدة لدى الأشخاص الذين يستهلكون مثبطات مضخة البروتون بشكل مستمر -منذ أكثر من 10 سنوات-. (2)

توضح الدراسة السابقة أيضا أنّ الأشخاص ذوو الوضع الاجتماعي والاقتصادي المرتفع والمستهلكين لأدوية "PPI" قد أصيبوا بالسرطان بشكل أكبر من الأشخاص الآخرين. وذلك قد يعود إلى أن الأشخاص الأغنياء وتبعاً للفحوص الدورية التي يجرونها قد يكونون قد اكتشفوا مشكلة هضمية ما في مراحلها المبكرة. وبدأوا باستهلاك أدوية "PPI" بشكل مبكر أيضا في محاولة منهم لكبح هذه المشكلة. بالتالي سيكونون معرضين أكثر من غيرهم للآثار الجانبية لأدوية "PPI" مع مرور الوقت.