يعد الارتجاع الحمضي خلال الحمل من الأعراض التي يمكن أن يتعرض لها جسم الحامل وخاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
فما هي الإجراءات التي يمكن أن تتبعها الحامل لتخفيف الأعراض؟
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبالارتجاع الحمضي خلال الحمل
يمكن تعريف الارتجاع الحمضي بدايةً بأنه عودة حموض المعدة إلى المريء، وتعتبر هذه الحالة شائعة جداً بين الناس، وتزداد نسبة الإصابة بها لدى النساء خلال فترة الحمل. وتزداد نسبة الإصابة بشكل تصاعدي حيث:
- تبلغ نسبة النساء الحوامل المصابات حوالي 26.1% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
- ثم تزداد هذه النسبة لتصل إلى 36.1% خلال الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل.
- وتصل هذه النسبة إلى حوالي 51.2% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
أعراض الارتجاع الحمضي خلال الحمل
قد لا تتعرض كل النساء لحالة الارتجاع الحمضي أو الأعراض المرافقة لها.
وفي حال الإصابة بهذه الحالة يمكن تقسيم أعراض الارتجاع الحمضي خلال فترة الحمل إلى درجات مختلفة:
- درجة خفيفة: لا تتكرر الأعراض فيها أكثر من مرة إلى مرتين خلال الأسبوع.
- درجة متوسطة إلى شديدة: تتكرر فيها الأعراض أكثر من مرتين خلال الأسبوع أو تكون مستمرة.
ومن الأعراض المرافقة للارتجاع الحمضي ما يلي:
- ألم في منطقة الصدر يشبه الحرق، والذي ينتج عن تأثير الحموض على المريء
- الإحساس بالشبع أو الامتلاء والثقل في منطقة البطن لأوقات طويلة رغم قلة تناول الطعام أحياناً
- التجشؤ والحازوقة المتكررة
- عودة بقايا طعامية غير مهضومة جيداً إلى الفم
- تظهر الأعراض بعد تناول الطعام أو الشراب عادةً إلا أنها من الممكن أن تظهر بشكل متأخر في الفترات بين الوجبات.
أسباب الارتجاع الحمضي خلال الحمل
يمكن تقسيم الأسباب المؤدية للارتجاع الحمضي خلال الحمل ضمن مجموعتين من الأسباب.
١- أسباب متعلقة بالحمل
أ- التغيرات الهرمونية
يزداد خلال الحمل إفراز هرمون "البروجسترون" استجابةً لوجود الجنين، ولهذا الهرمون دور في إرخاء العضلات اللاإرادية في الجسم وبالتحديد عضلة الرحم بهدف توسيعها أثناء نمو الجنين.
إلا أنّ هذا الهرمون يؤثر أيضاً على العضلة المريئية السفلية التي تفصل المريء عن المعدة وتمنع عودة الحموض إلى المريء أثناء الهضم، وبالتالي فإن الزيادة في هرمون "البروجسترون" تزيد من نسبة حدوث الارتجاع الحمضي، كما تُبْطِئ حركة الجهاز الهضمي بشكل عام.
ب- زيادة الضغط على المعدة
مع استمرار الحمل وزيادة حجم الجنين والرحم، يزداد الضغط على المعدة بشكل متزايد، وهذا الضغط يزيد من تسرب الحموض من المعدة إلى المريء.
تحدث مع طبيب الآن
وخاصةً عند تناول وجبة كبيرة من الطعام، مما يؤدي لزيادة الضغط على المعدة.
٢- أسباب غير متعلقة بالحمل
- وجود فتق في عضلة الحجاب الحاجز
- السمنة
- الربو
- بعض الأطعمة التي ترخي العضلة المريئية أو تلك التي تزيد من إفراز الحموض المعدية
- الحميات الغذائية عالية الملح
نمط الحياة
يمكن لبعض التغيرات في نمط الحياة وأسلوب تناول الطعام أن يخفف من أعراض الارتجاع الحمضي خلال فترة الحمل، وتشمل هذه التغيرات:
١- تناول الطعام بكميات مناسبة
عادةً ما تقوم الحوامل بتناول كميات كبيرة من الطعام ظنّاً منهنّ أنّ ذلك سوف يعود بالفائدة عليهنّ وعلى الجنين، إلا أن هذا التصرف سوف يزيد من حالة الارتجاع الحمضي، كما أنه لا يعود بالفائدة على الجنين. لذلك ينصح الأطباء بتناول كميات معتدلة من الطعام الصحي.
٢- تغيير العادات المتعلقة بتناول الطعام
- ينصح بتناول وجبات أصغر على فترات متباعدة خلال فترة الحمل، بذلك تستطيع المعدة التعامل مع هذه الوجبات بشكل أفضل.
- يجب الانتظار على الأقل ثلاث ساعات قبل النوم بعد تناول آخر وجبة.
- تنصح الحامل بالابتعاد عن المشروبات الحاوية على الكافيئين كالمشروبات الغازية والقهوة والشاي فهي تزيد من حالة الارتجاع الحمضي.
- كما يجب التقليل قدر المستطاع من المأكولات عالية الدهون والأطعمة المقلية والحارة، لأنها تزيد من حدة الأعراض المرافقة للارتجاع الحمضي.
٣- وضعية الجلوس والنوم
تنصح الحامل بتناول الطعام والشراب بوضعية الجلوس؛ وذلك للتخفيف من الضغط المطبق على المعدة وبالتالي التقليل من الارتجاع الحمضي.
كما ينصح برفع الرأس أثناء النوم بمقدار 10 إلى 15 سم باستخدام وسادات عالية أو أسرّة مخصصة لهذا الغرض.
٤- إيقاف التدخين
تنصح كل الحوامل بالتوقف عن التدخين خلال فترة الحمل، سواءً كنّ يعانين من الارتجاع الحمضي أو لا.
حيث يؤثر النيكوتين الموجود في السجائر على عمل العضلة المريئية السفلية ويضعفها، بالتالي يزيد من حالة الارتجاع الحمضي بشكل كبير.
إضافةً لتأثير التدخين السلبي على نمو وتطور الجنين، وارتباطه ببعدة مضاعفات مثل حالة الموت المفاجئ للجنين، وتحديد نمو الجنين، وولادة الجنين المبكرة.
العلاج
يمكن للحوامل أخذ الأدوية الخاصة بالارتجاع الحمضي والآمنة خلال الحمل خاصةً عند وجود أعراض شديدة، وذلك بعد استشارة الطبيب المختص، ومن هذه الأدوية:
- مضادات الحموضة: تعمل هذه الأدوية على تعديل درجة حموضة المعدة فقط.
- مضادات الهيستامين: تقلل هذه الأدوية من إفراز الحموض من المعدة.
- مثبطات مضخة البروتون PPIs: تعتبر الأدوية الأقوى التي تعمل على إضعاف إفراز الحموض من خلايا المعدة وتستمر لمدة 24 ساعة.
في الختام لا تعتبر حالة الارتجاع الحمضي خلال الحمل من الحالات الخطرية ويمكن التعامل معها بسهولة بعد استشارة الطبيب المختص، بالتالي تخفيف قلق الحامل وانزعاجها خلال هذه فترة الحمل.
مصادر
- The National Health Service NHS in England, The Biggest health website
https://www.nhs.uk/pregnancy/related-conditions/common-symptoms/indigestion-and-heartburn/ - UT Southwestern Medical Center
https://utswmed.org/medblog/heartburn-gerd-pregnancy/ - National Australian Government service providing support and information for expecting parents
https://www.pregnancybirthbaby.org.au/indigestion-and-heartburn-in-pregnancy - Kids Health founded in 1995, most-viewed site for dependable information on children's health
https://kidshealth.org/en/parents/heartburn.html - NCBI, National Library of Medicine, National Centre for Biotechnology Information
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2821234/