نصائح الأشهر الأولى من الحمل

الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2022

تعد الأشهر الأولى من الحمل مميزة في حياة كل امرأة بمختلف التغيرات التي تطرأ على الجسم بأكمله وعلى نمط الحياة الخاص بالمرأة الحامل، وأيضاً لتحقيق متطلبات الجنين المختلفة خلال تشكله ونموه.

وتعتبر الأشهر الأولى أهم مرحلة في تكوين الجنين نظراً لتشكل الأجهزة الرئيسية في جسمه خلال هذه المرحلة.

آلية التغيرات الهرمونية والجسدية للحامل

قبل معرفة وجود الحمل حتى قد تشعر المرأة ببعض الأعراض التي تعود لارتفاع هرمون الحمل المفرز من المشيمة والذي يسمى موجهة الغدد التناسلية المشيمائية "HCG"، وهو يحفز إطلاق هرمونين آخرين من المبيض هما إستروجين وبروجسترون.

يكشف هرمون HCG في بول الحامل بعد 12- 15 يوم من الإباضة، أي بعد فترة وجيزة من انغراس الجنين بجدار الرحم.

يتضاعف هرمون HCG كل يومين لثلاثة أيام حتى يبلغ ذروته في الأسبوع العاشر، ثم ينخفض لاحقاً في الثلث الثاني من الحمل مما يفسر تلاشي الأعراض التي يسببها.

تحديد الأشهر الأولى من الحمل

لتحديد الأشهر الأولى بدقة يتم حساب فترة الحمل التي تمتد لأربعين أسبوعاً تقريباً بدءاً من اليوم الأول لآخر دورة شهرية وحتى الولادة.

كما تقسم هذه المدة لثلاثة أثلاث:

  • يمتد الثلث الأول من الأسبوع الأول وحتى الأسبوع الثاني عشر ويمثل الأشهر الثلاثة الأولى.
  • ويمتد الثلث الثاني من الأسبوع الثالث عشر حتى الأسبوع السابع والعشرين.
  • بينما يمتد الثلث الثالث من الأسبوع الثامن والعشرين وحتى الولادة.

أهمية الأشهر الأولى من الحمل

تحدث الإباضة بعد اليوم الأول لآخر دورة شهرية بحوالي 11- 21 يوم، وفي حال حدوث جماع في هذه الفترة فمن الشائع حدوث الحمل، أي بحلول الأسبوع الثالث تكون البيضة الملقحة قد تشكلت.

كما تنقسم بسرعة لتشكل عدة طبقات من الخلايا حتى تنغرس في جدار الرحم في الأسبوع الرابع فتبدأ مرحلة الجنين.

تعد الأشهر الأولى من الحمل مهمة بسبب التأثير الشديد للمواد الضارة والأدوية على الحامل وتطور الجنين.

فخلال الأشهر الثلاث الأولى يكون التطور الطبيعي للجنين يشمل:

  • الدماغ والحبل الشوكي
  • السبيل الهضمي
  • القلب
  • الأطراف
  • الأعضاء الرئيسية كالرئة
  • العظام والعضلات
  • بعض ملامح الوجه
  • الأعضاء التناسلية الخارجية

الأعراض في الأشهر الأولى من الحمل

تختلف الأعراض من امرأة لأخرى ومن حمل لآخر، ومنها الشائع ومنها ما تختبره قِلة من النساء.

الأعراض الشائعة في بداية الحمل:
  • قد يشاهد نزيف الانغراس وهو نزيف خفيف بشكل بقع دم، يظهر عند انغراس البويضة الملقحة في الرحم.
  • قد تكون العلامة الأولى للحمل هي غياب الدورة الشهرية، وتتأخر عادة بعض النساء في ملاحظة ذلك إذا لم تكن دورتهن الشهرية منتظمة.
  • تورم الثديين بسبب نمو الغدد الثديية كاستعداد للإرضاع، وتغير لون الهالة حول حلمة الثدي، كما قد تغطيها نتوءات صغيرة بيضاء هي غدد عرقية متضخمة تسمى غدد مونتغمري.
  • إفرازات حمل بيضاء حليبية من المهبل، وقد تستمر هذه الإفرازات طوال فترة الحمل.
  • غثيان مع أو بدون تقيؤ، ويكون أكثر شيوعاً في الصباح.
  • زيادة كثافة الشعر ونمو الأظافر بسرعة أكبر من المعتاد بتأثير هرمون الاستروجين.
  • نفور من بعض الأطعمة أو رغبة ببعضها الآخر بسبب تغيرات حاسة الشم والتذوق.
  • تقلبات مزاجية تشابه متلازمة ما قبل الحيض التي تتميز بتغيرات في المزاج وتهيج قبل الدورة الشهرية عادةً.
  • تعاني بعض الحوامل من الصداع، وقد يستمر عند البعض طوال فترة الحمل.
  • تغيرات الروتين اليومي في النوم.
  • تعاني الحامل من شعور بالتعب ناتج عن المتطلبات الجسدية والعاطفية للحمل.
الأعراض الشائعة في نهاية الثلث الأول
  • خلال الثلث الأول من الحمل يعود تغير حجم البطن لوجود الغازات المرتبطة بالحمل وكذلك لاكتساب زيادة بسيطة في الوزن تصل لحوالي 1,8 كغ.
  • يزداد حجم الدم حوالي الأسبوع التاسع لتلبية متطلبات الجنين، ويتسرع النبض مما يؤدي لشعور بالتعرق والدوار والعطش وهو ما تشعر به حوالي 35% من النساء الحوامل. (1)
  • إمساك وشعور بالانتفاخ، بسبب ضغط الرحم على الأمعاء، وكذلك بسبب هرمون البروجسترون الذي يبطئ حركة الأمعاء مؤدياً للغازات.
  • الحاجة للتبول المتكرر، بسبب ضغط الرحم النامي على المثانة وبسبب زيادة حجم الدم مما يزيد الحاجة للإطراح.
  • حرقة المعدة وعسر الهضم بسبب ضغط الرحم على المعدة وبسبب هرمون البروجسترون الذي يسبب ارتخاء الحلقة بين المعدة والمريء التي تكون عادة مغلقة بإحكام لمنع ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء.
  • قد يظهر في الشهر الثالث خط غامق على البطن يمتد من العانة لأعلى الرحم.
  • إن حجم البطن في نهاية الثلث الأول يختلف تبعاً لوزن المريضة قبل الحمل، عدد الولادات السابقة وقوة العضلات في جدار البطن أي أن نمو الجنين لا يتضح حتى بداية الثلث الثاني من الحمل.
  • تبدأ قرب نهاية الثلث الأول للحمل آلام في البطن بسبب تمدد الأربطة المستديرة الناتج عن نمو الجنين وتأثير الهرمونات، وهي الأربطة التي تصل الرحم بجدار الحوض.

مخاطر الأشهر الأولى من الحمل

يوجد العديد من السلوكيات اليومية التي قد لا يصلح فعلها عند الحمل، لاسيما في الأشهر الأولى من الحمل التي لها أهميتها الخاصة بالنسبة للجنين لمراعاة تكونه السليم.

ومن هذه السلوكيات الخطرة:

١- تأثير التدخين

التأثير الأكثر ثباتاً للتدخين أثناء الحمل هو نقص النمو قبل الولادة إذ أنه يعوق النمو، كما يسبب العديد من العيوب الخلقية في القلب والدماغ والمخاض المبكر والإسقاط وموت الجنين داخل الرحم. (2)

٢- تأثير شرب الكحول

قد يسبب شرب الكحول الإجهاض أو ولادة جنين ميت، وأيضاَ يسبب إعاقة عقلية سلوكي، والتي تعرف بمتلازمة الجنين الكحولي التي تتظاهر بمشاكل في السمع والرؤية والانتباه إضافة لانخفاض وزن الجسم. ومن الممكن أيضاً مشاهدة العيوب الخلقية في الوجه والأطراف. (3)

٣- تناول اللحوم النيئة أو المصنعة

تناول اللحوم المصنعة كاللحوم الباردة والنقانق أو اللحوم النيئة والبيض غير المطهو جيداً أو المأكولات البحرية.

إذ قد تحمل اللحوم النيئة واللحوم المعالجة والبيض خطر الإصابة بداء المقوسات أو داء "ليستيريا" مؤديةً لأمراض مهددة خطيرة أو تشوهات أو إجهاض. (4)

في حين تحتوي العديد من الأسماك على نسبة عالية من الزئبق الذي يعتبر ساماً للجنين. (5)

ومن هذه الأسماك الأكثر ضرراً مثل "الماكريل" وسمك "القرميد" وسمك "القرش" وسمك "أبو سيف" و"المارلين".

٤- تجنب تنظيف فضلات القطط

يتواجد فيها أحياناً طفيلي "توكسوبلازموز" الذي قد يؤدي لموت الجنين أو إجهاضه أو حتى مشاكل متعددة بحال ولادته تشمل العمى والصمم والتخلف العقلي. (6)

٥- تناول فيتامين A

يعد فيتامين هام في نمو الجنين ويتواجد في الأغذية الحيوانية والنباتية، إلا أن زيادة تناوله بشكله الحيواني خلال الحمل لاسيما تناول الكبد مرتبط بالعيوب الخلقية. (7)

كما يتواجد بشكله الصناعي في منتجات البشرة المستخدمة في علاج حب الشباب التي تحوي "ريتينول" أو "ايزوتريتينون".

لذا يجب استشارة الطبيب عند تناول هذه الأدوية أو تناول مكملات غذائية تحتوي هذا الفيتامين.

٦- التعرض لمنتجات التنظيف وكرات النفتالين

تعرض الحامل للنفتالين قد يؤثر على الجنين ويسبب إتلاف خلايا الدم (8)

أما فيما يخص منتجات التنظيف يجب ملاحظة تحذيرات الاستعمال على الملصقات، حيث تحتوي بعضها على مواد كيميائية خطرة يمكن أن تؤدي لتشوهات جنينية، كما يمكن أن تؤثر بعض الأبخرة السامة على صحة الجهاز التنفسي. (9)

فاحتوائها على مواد مثل "غليكول الايتر" يرتبط بالإجهاض والعيوب الخلقية واحتوائها على الفثالات الموجود في معطرات الجو يرتبط بزيادة مخاطر التشوهات التناسلية الخلقية لدى الأجنة الذكور.

٧- استهلاك الكافئين

يؤثر الكافئين في معدل ضربات قلب الجنين، وينصح بشرب كمية آمنة لا تتجاوز كوبين من القهوة.

ويضاف لقائمة المخاطر ما يلي:
  • حمامات البخار وأحواض المياه الساخنة: يتضاعف فيها خطر الإجهاض.
  • الألبان غير المبسترة: كالجبن الطري وجبن الماعز والعصائر غير المبسترة، قد تحمل خطر العدوى بالليستيريا.
  • ممارسة الرياضة المجهدة: كالجري وكرة المضرب وتمارين القوة تكون ممارستها لأول مرة خلال الحمل خطرة نظراً لأن الحمل يغير مركز الجسم وكذلك يسبب ارتخاء المفاصل.
  • زيادة الوزن: تحمل الزيادة الشديدة غير الصحية خطر زيادة وزن الطفل لاحقاً في حياته، كذلك ترتبط بمخاطر صحية على الأم تشمل الضغط والسكري.

أعراض تستوجب الرعاية الطبية

إن الوعي بالمخاطر المحتملة خلال الأشهر الأولى من الحمل يعزز الانتباه للأعراض الخطيرة عند الأم الحامل، ومن الأعراض التي تستوجب طلب الرعاية الطبية:

١- الإجهاض التلقائي

أول ما يتبادر إلى الذهن في الحديث عن مخاطر الأشهر الأولى للحمل هو فقدان الحمل المبكر او كما يطلق عليه "الإجهاض التلقائي"، والذي يبلغ ذروة حدوثه خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

وتحدث نصف الحالات نتيجة عدد غير طبيعي من "كرموسومات" التي تحمل الجينات الموجودة في كل خلية من خلايا الجسم، وذلك نتيجة لمشكلة عند التقاء البويضة مع النطفة واحتواء أحدها عدد غير طبيعي من "كروموسومات".

كما تزداد نسبة حدوث ذلك مع تقدم المرأة في السن ومعظم الحالات عندهن تحدث للسبب السابق ذكره، ويضاف لذلك العديد من الأسباب الأخرى ومنها العدوى والسكري غير المنضبط ونقص هرمون "بروجسترون".

ويظهر الإجهاض بتقلصات أسفل البطن أو تقلصات الرحم أو آلام الظهر أو إفرازات مهبلية أو نزيف أو غثيان أو الإقياء.

٢- النزيف

يحدث عادةً وبشكل طبيعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى نزيف بسيط أو بقع دم، لكن لابد من استشارة طبيب لإمكانية كونه عرض خطير كأن يدل على الإجهاض الوشيك.

٣- الغثيان والتقيؤ الشديد

رغم أن جميع الحوامل تقريباً يعانين من التقيؤ، إلا انه في حال كان مفرطاً ومستمراً فقد يؤدي لفقدان الوزن وفقد الفيتامينات والمعادن وبالتالي يضر نمو الطفل.

إضافة للجفاف الذي يشمل الدوخة وتسرع النبض وجفاف الفم والعطش وانخفاض التبول والتعرق فهي بمثابة علامات تحذيرية لطلب المساعدة.

٤- الحمل خارج الرحم

إذ يحدث انغراس البيضة الملقحة في مكان خارج جوف الرحم، فتحدث حالة الحمل خارج الرحم وهي حالة طارئة تعاني فيها المريضة من آلام أسفل البطن والتشنجات والنزيف وقد يحتاج للجراحة.

٥- الحمل العنقودي

يحدث نتيجة تطور غير طبيعي لخلايا المشيمة وبالتالي عدم قدرتها على أداء وظيفتها في دعم نمو الجنين، ويتسبب في ذلك خلل "كروموسومات" في النطفة أو البويضة أو كليهما.

وتتضمن أعراضه التقيؤ الشديد وعدم انتظام الدورة الشهرية لثلاثة أو أربعة أشهر والنزيف البني.

٦- نقص الحديد

قد يتطور فقر الدم بسبب نقص الحديد عند المرأة الحامل إذ تزداد كمية الدم في الجسم خلال الحمل بشكل طبيعي ولتصنيع المزيد من "هيموغلوبين" وهو البروتين الأساسي في الكريات الحمراء يتطلب ذلك مزيداً من الحديد.

ففي حال نقص الحديد يظهر ذلك أحياناً بالرغبة الملحة في تناول أشياء غريبة كالطين أو الثلج والشعور بالتعب والاكتئاب.

لذا من المهم عدم التغافل عن مثل هذه الأعراض لأنه قد يؤدي لولادة طفل ميت أو خفيف الوزن أو ولادة مبكرة.

٧- حالات العدوى

بعض حالات العدوى قد تسبب العيوب الخلقية او الإجهاض كجدري الماء والتهاب الكبد وداء المقوسات والحصبة والهربس البسيط والسفلس وعدوى الفيروس المضخم للخلايا. (10)

ومن المهم التوجه للطبيب بحال مواجهة تقلصات شديدة أو حمى تزيد على 38 درجة مئوية أو إفرازات مهبلية أو نزيف مهبلي أو مرور أنسجة أو تدفق سوائل من المهبل أو تبول مؤلم أو إقياء شديد.

كما تجرى عادةً اختبارات ما قبل الولادة التي تشمل أخذ عينة من المشيمة لكشف عن متلازمة "داون" والاضطرابات الوراثية الأخرى، ويجري فحص مصل الأم للبحث عن العيوب الخلقية، كما يتم تحري التشوهات الصبغية.

نصائح وعادات صحية

عادات صحية ينصح بها:

  • ممارسة بعض الرياضات كالمشي والسباحة لإدارة الوزن ومنع تطور السكري في الحمل.
  • تناول الخضار والفواكه لغناها بالفيتامينات.
  • تناول البروتينات كونها مصدر طاقة هام كاللحوم النظيفة الطازجة والعدس والبيض والمكسرات والبقوليات.
  • تناول الحبوب الكاملة إذ تساعد في معالجة الإمساك لاحتوائها على الألياف.
  • تناول الألبان التي تسهم في بناء العظم.
  • تعد الدهون غير المشبعة مثل "أوميغا 3" ضرورية لنمو الجهاز العصبي.
  • شرب كميات كافية من المياه: إذ يسهم الماء في دعم كل وظائف الجسم، ويلبي المتطلبات المتزايدة في حجم الدم خلال الحمل، كما يخفف من الإمساك والتهابات المجاري البولية.
  • تناول فيتامينات ما قبل الولادة التي تحوي حمض الفوليك الذي يسهم في منع تشوهات الجهاز العصبي، والحديد ليس لفائدة الجنين فقط بل لتجنب فقر الدم عند الحامل أيضاً، بالإضافة لفيتامين د.
  • زيادة الوزن: تختلف الزيادة الطبيعية في الوزن تبعاً لوجود توائم ووزن الأم السابق، وتكمن أهمية ذلك في أن عدم اكتساب وزن كافي يعرض الجنين لخطر الولادة الباكرة.
نصائح أخرى
  • الحماية من العدوى:
    • الحذر من السفر للمناطق الموبوءة بفيروس "زيكا" أو لدغات الحشرات أثناء السفر.
    • الغسل الجيد لليدين بالماء والصابون بعد ملامسة الأطعمة النيئة أو التربة أو الحيوانات.
    • الحد من ملامسة اللعاب والبول للأطفال الصغار لاحتمال انتقال الفيروس المضخم للخلايا عبرها.
    • التأكد من عدم الإصابة بالتهاب الكبد B أو فيروس نقص المناعة البشرية.
    • الحصول على اللقاحات المناسبة في الوقت المناسب.
    • تجنب الأشخاص المصابين بالعدوى.
  • النوم: تزداد الحاجة للراحة والنوم خلال الحمل لاسيما بالأشهر الثلاثة الأولى، لذا من الضروري التكيف مع هذه التغيرات الوظيفية والحصول على نوم كاف.
  • حزام الأمان: من المفيد استخدامه عند الحوامل بوضعه بشكل منخفض أسفل البطن.
  • العمل: يحفز العمل الشعور بالإنجاز، ولا مانع من الاستمرار بالعمل مع مراعاة ارتداء ملابس مريحة وطلب الراحة في حال التعب، وفي حال كان العمل يتطلب التعامل مع الآلات الثقيلة أو المواد الكيميائية من الأفضل استشارة الطبيب حول سلامة ذلك.