يبدأ الحمل بشكلٍ عام بالبويضة الملقحة، والتي تلتصق عادةً ببطانة الرحم بشكلٍ طبيعي؛ ولكن في بعض الأحيان قد تنغرس البويضة الملقحة وتنمو خارج التجويف الرئيسي للرحم، فيحدث الحمل خارج الرحم.
فما هي أعراض الحمل خارج الرحم وهل يشكل مخاطر على المرأة وما هي طرق العلاج المتبعة؟
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبكيف يحدث الحمل خارج الرحم؟
يحدث الحمل خارج الرحم غالباً في إحدى قناتي "فالوب" (والتي تنقل البويضات من المبيض إلى الرحم)؛ ويسمى هنا هذا النوع من الحمل خارج الرحم "الحمل البوقي".
بينما في بعض الأحيان، يحدث الحمل خارج الرحم في مناطق أخرى من الجسم، مثل المبيض أو تجويف البطن أو الجزء السفلي من الرحم (عنق الرحم) والذي يتصل بالمهبل.
أعراض الحمل خارج الرحم
تظهر أعراض الحمل خارج الرحم عادةً بين الأسبوعين الرابع إلى الثامن من الحمل.
وقد لا تظهر أي أعراضٍ في البداية عند بعض النساء، فقد لا يكتشفنَ أنَّ لديهنَّ حملاً خارج الرحم حتى تظهر المشكلة من خلال إجراء فحصٍ مبكر، أو تظهر عليهن أعراض أكثر خطورة في وقت لاحق.
كما
يدل غياب الدورة الشهرية مع وجود اختبار حمل إيجابي وعدم وجود كيس الحمل داخل الرحم بعد اجراء الفحص بالموجات الصوتية للرحم على حدوث حمل خارج الرحم. وذلك بالإضافة لوجود أعراض إضافية تشمل:
- الألم البطني: والذي يكون عادةً في جانب واحد من البطن، ويمكن أن يكون مستمراً وشديداً، كما يمكن أن يحدث ألم في الأمعاء قد تشعر به المرأة عند التبول أو التبرز.
- النزيف المهبلي: يختلف النزيف المهبلي عن النزيف في الدورة الشهرية العادية؛ فهو غالباً ما يبدأ ويتوقف ويمكن أن يكون لونه أحمر فاتح أو داكن.
- ألم الكتف: غير معروف بالضبط سبب حدوث هذا الألم، ولكنه يحدث عادةً عند الاستلقاء وهو علامة على أنَّ الحمل خارج الرحم يسبب نزيفاً داخلياً. يعتقد الباحثون أنَّ النزيف يسبب تخريش العصب الحجابي الموجود في الحجاب الحاجز والذي يسبب بدوره ألماً راجعاً في عظم لوح الكتف.
- الإسهال والغثيان: يمكن أن يسبب الحمل خارج الرحم أعراضاً مشابهةً لأمراض الجهاز الهضمي وغالباً ما يرتبط بالإسهال والغثيان.
- الدوار والإغماء
مضاعفات الحمل خارج الرحم
تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
- تلف قناة "فالوب" التي حدث فيها الحمل، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة الحمل في المستقبل، ولكن قد تعمل قناة "فالوب" الأخرى لدى المرأة بشكل كافٍ للحمل.
- النزيف الداخلي: نتيجة انفجار قناة "فالوب"، ويمكن أن تحدث صدمة مما يقود إلى نتائج خطيرة، ويكون الخطر أعلى عندما يتأخر العلاج.
فيمكن أن تكون تلك الحالة طارئةً ومهددةً الحياة وتحتاج إلى جراحة فورية.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة
من عوامل الخطر التي تزيد احتمال حدوث حمل خارج الرحم عند النساء:
تحدث مع طبيب الآن
- وجود حملٍ سابق خارج الرحم
- إجراء جراحةٍ على قناة "فالوب"
- إجراء جراحةٍ في الحوض أو البطن
- بعض أنواع الأخماج المنقولة جنسياً (STIs)
- داء الحوض الالتهابي (وهي حالة يمكن أن تسبب التهاباً في قناتي فالوب)
- الانتباذ البطاني الرحمي (وهو حالة تنجم عن ظهور أنسجة بطانة الرحم في مناطق خارج الرحم وتسبب عادةً ألماً في الحوض).
وتشمل العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر إصابة المرأة بالحمل خارج الرحم ما يلي:
- التدخين
- أن يكون عمر المرأة 35 عاماً أو أكثر
- وجود حالة عقمٍ في القصة المرضية
- استخدام التقنيات المساعدة على الإنجاب، مثل التلقيح الصناعي
- تناول الأدوية التي تحفز الإباضة
- حدوث الحمل أثناء استخدام اللولب الرحمي لمنع الحمل
العلاج
الحمل خارج الرحم ليس آمناً على الأم، وأيضاً لن يكون الجنين قادراً على التطور حتى النضج؛ ولذلك من الضروري إزالة الجنين في أسرع وقت من أجل الحفاظ على صحة الأم والحفاظ على خصوبتها على المدى الطويل.
وتختلف خيارات العلاج اعتماداً على موقع الحمل خارج الرحم وتطوره.
وتتضمن خيارات العلاج الرئيسية:
- التدبير التوقعي: تتم مراقبة حالة الأم بعناية لمعرفة ما إذا كان العلاج ضرورياً، فإذا لم تظهر على الأم أي أعراض أو عند ظهور أعراض خفيفة فقط وكان الحمل صغيراً جداً أو لا يمكن العثور عليه فقد تحتاج فقط إلى المراقبة عن كثب، توجد فرصة جيدة لأن يتحلل محصول الحمل من تلقاء نفسه.
- العلاج الدوائي: حيث يستخدم الميثوتريكسات (Methotrexate) لوقف نمو الحمل.
- الجراحة: تستخدم لإزالة الحمل، وعادةً مع إزالة قناة "فالوب" المصابة أيضاً، وإذا تمت إزالة القناتين تبقى تقنيات الإخصاب المساعد خياراً للأشخاص الذين يرغبون بالإنجاب.
ويمكن توقع حدوث نزيف مهبلي خفيف وخثرات دموية صغيرة بعد الجراحة، ويمكن أن يحدث ذلك حتى ستة أسابيع بعد الإجراء الجراحي.
تدابير الرعاية الذاتية
تشمل تدابير الرعاية الذاتية الأخرى التي يمكنك اتخاذها ما يلي:
- يجب الامتناع عن الجماع في الفترة التي تلي العلاج وذلك لمدة 3 أسابيع
- بعد هذه الفترة يجب استخدام عازل أثناء الجماع وأيضاً استخدام وسائل منع الحمل لمدة 6 أشهر في حالة علاج الحمل خارج الرحم باستخدام الميثوتريكسات (Methotrexate)
- عدم رفع أي شيء ثقيل
- شرب الكثير من السوائل للوقاية من الإمساك
- إراحة الحوض بما في ذلك الامتناع عن الجماع واستخدام السدادات القطنية
- الاستحمام بالماء الدافئ
- الاستراحة قدر الإمكان في الأسبوع الأول بعد الجراحة ومن ثم زيادة النشاط في الأسابيع التالية كما هو مسموح به.
مضاعفات العلاج
يمكن أن نتوقع بعد العملية الجراحية حدوث ما يلي:
- التعب: من المحتمل أن تشعر الأم بالتعب خلال فترة الـ 24 ساعة بعد التخدير، وقد تشعر بالإرهاق من عدة أيام إلى بضعة أسابيع بعد الجراحة وخاصةً إذا فقدت كمية كبيرة من الدم.
- الألم: تشعر الأم أيضاً بعد العملية ببعض الألم، فبعد إجراء الجراحة التنظيرية من الشائع جداً الشعور بألم في الكتف بالإضافة إلى ألم في البطن. وأفضل طريقة للتعامل مع هذا الألم تكمن في التحرك باكراً ما أمكن بعد الإجراء الجراحي مع مساعدة الممرضات في ذلك.
- بالنسبة للجراحة المفتوحة يستمر الألم لبضعة أسابيع ويكون المشي مؤلماً.
- الالتهاب والعدوى: يمكن أن يصبح الجرح مؤلماً أو ساخناً أو أحمراً أو نازّاً، وهنا يجب مراجعة الطبيب.
بالنسبة للعلاج الدوائي بالمثوتريكسات فتتضمن بعض الآثار الجانبية ما يلي:
- ألم في البطن: عادة ما يكون خفيفاً ويجب أن يزول خلال يوم أو يومين
- دوار
- شعور بالوهن
- إسهال
- هناك احتمال لتمزق قناة "فالوب" بعد العلاج
بشكلٍ عام ومهما كان نوع العلاج قد يستغرق الأمر بضع دوراتٍ طمثية حتى يعود الرحم والدورة الشهرية إلى وضعها الطبيعي.
الوقاية
لا توجد طريقةً لمنع الحمل خارج الرحم ولكن فيما يلي بعض الطرق للتقليل من المخاطر:
- الحد من عدد الشركاء الجنسيين
- الحفاظ على الصحة الإنجابية الجيدة
- استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس (لمنع انتقال الأخماج المنقولة جنسياً، كما أنه قد يقلل من خطر الإصابة بداء الحوض الالتهابي)
- تجنب التدخين والإقلاع عنه قبل التفكير بالحمل
- الحفاظ على الزيارات المنتظمة للطبيب بما في ذلك فحوصات أمراض النساء المنتظمة والفحوصات المنتظمة للأمراض المنقولة بالجنس
- لتقليل مخاطر الحمل البوقي عند المرأة المصابة بتلف أحد قناتي "فالوب" يجب أن يكون استئصال البوق هو العلاج الجراحي المفضل بدلاً من محاولة إنقاذ وإصلاح البوق.