يعد ألم الورك من المشكلات الصحية المؤلمة والمزعجة التي تؤثر سلباً في الحركة وأداء الأنشطة اليومية. لذلك تتطلب هذه الحالة فهماً عميقاً وبحثاً في وسائل الوقاية والعلاج لضمان توفير الرعاية الصحية للمصابين.
ما هو ألم الورك؟
يصيب ألم الورك "Hip pain" أغلب الفئات العمرية نتيجة حدوث مجموعة متنوعة من الأسباب. ويمكن أن تتحسن الحالة المرضية عن طريق الراحة وتناول مضادات الالتهاب بينما قد تتطلب الإصابات الشديدة إجراء عملية جراحية.
أعراض ألم الورك
تختلف أعراض ألم الورك تبعاً للحالة المسببة له مثل ما يلي:
1- الإصابات الرياضية
تتسبب الإصابات الناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية المكثفة والمتكررة في الشعور بالألم وظهور تورم أو كدمات مع إمكانية حدوث التواء في مفصل الورك.
2- هشاشة العظام
يزداد الألم سوءاً لدى المصابين بهشاشة العظام (Osteoporosis) الذين تجاوزوا 45 عاماً مع ممارسة المشي. حيث يشعر المريض بتيبس في مفصل الورك بعد الحركة.
3- التهاب المفاصل الروماتويدي
تزداد حدة الألم والتيبس في مفصل الورك عند عدم الحركة لفترة طويلة لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) خاصةً بعد الاستيقاظ من النوم.
4- التهاب المفاصل الإنتاني
يعاني المريض بالتهاب المفصل الإنتاني (septic arthritis) من سخونة وتورم في الورك بالإضافة إلى ارتفاع في درجات حرارة الجسم وقشعريرة.
5- كسور الورك
ينتج عن كسر الورك آلام شديدة وعدم القدرة على المشي خاصةً بعد السقوط أو حدوث الإصابة.
الأسباب الشائعة لألم الورك
ينشأ ألم الورك عن مجموعة متنوعة من العوامل بعضها بسيط وسهل العلاج بينما يتطلب البعض الآخر تدخلاً طبياً مثل ما يلي:
أولاً: مشكلات في مفصل الورك
1- التهاب المفاصل التنكسي
يعدّ التهاب المفاصل التنكسي (osteoarthritis) أكثر أنواع التهابات المفاصل شيوعاً ويسبب تآكلًا في الغضروف بما يؤدي إلى ألم وتيبس في حركة المفصل.
2- احتكاك عظام الورك
يتسبب احتكاك عظام الورك في الشعور بآلام شديدة في هذه المنطقة. ويحدث هذا الاحتكاك نتيجة تشوه خلقي أو إصابة سابقة.
3- تمزق الشفا الوركي
يحدث تمزق الشفا الوركي (Hip labral tear) نتيجة تمزق الحلقة الغضروفية التي تسمى الشفا المحيطة بالحافة الخارجية لتجويف مفصل الورك.
4- خلل التنسج الوركي
يعد خلل التنسج الوركي (Hip dysplasia) عيباً خلقياً حيث يكون شكل مفصل الورك غير طبيعي منذ الولادة. (1)
5- كسر الورك
تزداد الإصابة بكسر الورك عند كبار السن الذين يعانون هشاشة العظام. (2)
6- العدوى
تتسبب الإصابة بعدوى في العظم أو المفصل مثل التهاب المفاصل الإنتاني أو التهاب العظم والنقي (osteomyelitis) في الشعور بآلام في الورك.
7- نخر العظام
تحدث حالة نخر العظام (osteonecrosis) نتيجة تلف في أنسجتها بسبب نقص تدفق الدم إلى مفصل الورك
8- التهاب الجراب المفصلي
تحدث حالة التهاب الجراب المفصلي (bursitis) نتيجة التهاب وتورم لكيس مليء بالسائل يحيط بمفصل الورك. (3)
ثانياً: مشكلات في العضلات والأوتار
1- إصابة العضلات المأبضية
تعد إصابات العضلات المأبضية من أكثر الإصابات شيوعاً في رياضة كرة القدم. وتعرف بأنها تمزق في العضلات الكبيرة التي تمتد بطول الجهة الخلفية من الفخذ.
2- التهاب أربطة الفخذ
يحدث التهاب أربطة الفخذ نتيجة إصابة الوتر السميك الذي يمتد من الورك إلى الجزء الخارجي من الركبة نتيجة المشي أو الجري لمسافات طويلة. ويصيب العدائين الرياضيين وراكبي الدراجات، وتعرف هذه الحالة باسم متلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي (iliotibial band syndrome).
ثالثاً: حالات نادرة
1- داء بيرتس
يعد داء بيرتس (Perthes disease) اضطراب في الورك يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 10 سنوات. (4) وتؤثر هذه الحالة النادرة في تدفق الدم إلى رأس عظمة الفخذ التي تتفكك تدريجياً وقد تفقد شكلها المستدير بما يسبب آلاماً في الورك. وتعرف هذه الحالة أيضاً باسم (داء ليغ كالفيه بيرثيز).
التشخيص
ينصح بزيارة الطبيب في حال استمرار ألم الورك لأكثر من أسبوعين دون تحسن. حيث يحدد الطبيب السبب الرئيسي للألم ويقدم خطة علاجية للمريض.
ويعتمد تشخيص الطبيب للإصابة على ما يلي:
1- الفحص السريري والتاريخ المرضي
يطرح الطبيب على المريض بعض الأسئلة حول طبيعة الألم وشدته وتوقيته والحركات التي تُفاقم حدته وبداية ظهور الأعراض وتأثير الألم في أداء المريض للأنشطة اليومية، ثم يفحص الطبيب الورك لتقييم حركته.
2- الفحوصات الإضافية
قد يطلب الطبيب في بعض الحالات إجراء اختبارات إضافية لتحديد التشخيص بدقة تشمل هذه الفحوصات التالية:
- التصوير بالأشعة السينية (X-ray) حيث تظهر حالة عظام الورك والحوض
- التصوير الطبقي المحوري (CT-scan) حيث يقدم معلومات تفصيلية عن شكل مفصل الورك وتجويفه
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) يقدم صورة واضحة للأنسجة الرخوة داخل الورك مثل العضلات والأوتار
- اختبارات الدم: يطلب الطبيب في بعض الحالات إجراء بعض التحاليل الطبية عند الاشتباه بوجود عدوى أو الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي
العلاج
يعتمد علاج ألم الورك على مدى حدته والتشخيص الدقيق لحالته. وإليك لمحة عامة عن الخيارات العلاجية المتاحة:
1- العلاجات الأولية
- اتباع طريقة RICE: تعد هذه الطريقة فعالة في تخفيف ألم الورك أو التورم. وتعتمد هذه الاستراتيجية على الراحة (Rest) وتطبيق كمادات الثلج (Ice) والضغط (Compression) والرفع (Elevation).
2- العلاجات الدوائية
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): قد تستخدم أدوية مثل الأيبوبروفين أو نابروكسين لتخفيف الألم والالتهاب خاصة في الإصابات الخفيفة.
- أدوية البيسفوسفونات: تستخدم أدوية البيسفوسفونات (Bisphosphonates) في علاج داء باجيت (Paget’s disease) وهشاشة العظام حيث تساعد على تقوية العظام وتقليل خطر كسور الورك.
- الأدوية الستيروئيدية مثل حقن الكورتيزون التي تستخدم لتخفيف الألم الناتج عن التهاب الجراب المفصلي أو الالتهاب في الورك.
3- العلاج الفيزيائي
يستخدم العلاج الفيزيائي في حالات التهاب المفاصل، وتساعد تمارين العلاج الفيزيائي على تحسين حركة المفصل.
4- العلاج المهني
يقدم هذا العلاج الدعم للمرضى الذين يعتقدون أن عملهم هو سبب الألم حيث يساعدهم المعالج المهني على كيفية أداء الأنشطة اليومية بطريقة آمنة.
5- العمليات الجراحية
- إصلاح تمزق الأوتار: قد تتطلب الإصابة بالتمزق في الأوتار إلى إجراء عملية جراحية بسيطة.
- استبدال مفصل الورك: يعد الخيار الأخير في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
