يعتبر هشاشة العظام مرضاً شائعاً يصيب الكثير من الأشخاص، وهو يتسبب في رقة وضعف العظام، مما يجعلها هشة وسهلة الكسر.
ولكن ما أسبابه؟ ومن هم الأكثر عرضة للإصابة به؟
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبما هي هشاشة العظام؟
تصل العظام إلى ذروة قوتها بعمر ال ٣٠ عاماً؛ ومن ثم يبدأ المرء تدريجياً بخسارة العظام وفقدان الكتلة العظمية.
وفي الواقع يحدث ذلك للجميع، ولكن بعض الناس قد يصابون بهشاشة العظام ويفقدون العظام أسرع بكثير من المعتاد.
يعرف مرض هشاشة العظام أيضاً باسم تخلخل العظام وأيضاً ترقق العظام.؛ وبمجرد الإصابة به يصبح المرء معرضاً بشكل أكبر لكسور العظام المفاجِئة وغير المتوقعة التي يمكن أن تحدث بكل الجسم.
غالباً ما يتطور المرض دون أي أعراض أو ألم، وعادةً لا يتم اكتشافه حتى تحدث كسور مؤلمة؛ وتكون معظم تلك الكسور في الورك والمعصم والعمود الفقري.
الفئات المعرضة للإصابة
يمكن لهشاشة العظام أن تصيب النساء والرجال من جميع الأجناس والأعراق؛ ويمكن أن تحدث في أي عمر؛ إلا أن احتمال الإصابة بالمرض يزداد مع التقدم في العمر.
كما أن هناك فئات معينة معرضة بشكل أكبر من غيرهم، والتي يمكن أن تشمل:
- النساء عموماً معرضات لخطر الإصابة أكثر من الذكور مع تقدمهن في العمر، ولا سيما النساء البيض والنساء الآسيويات. ويبدأ المرض في التطور قبل عام أو عامين من سن اليأس عند العديد من النساء بعد انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
- الذين يتناولون بعض الأدوية، مثل الأدوية السرطانية والستيروئيدات القشرية، والتي قد تزيد من خطر الإصابة.
- الأشخاص النحيفون
- الذين قد أصيب أحد أفراد عائلتهم سابقاً بهشاشة العظام
- من يتناولون نظاماً غذائياً فقيراً بالكالسيوم وفيتامين D
- المصابون ببعض الحالات الصحية مثل:
- أمراض الغدد الصماء
- أمراض الجهاز الهضمي
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- بعض أنواع السرطان
- فيروس نقص المناعة البشرية المسبب للإيدز
- انخفاض النشاط البدني
- الاستلقاء المطول في السرير، على سبيل المثال الاستلاقاء بسبب المرض لمدة شهر، قد يؤدي لحدوث كسور في الفقرات.
- وهناك شكل نادر من المرض يصيب بعض الأطفال والمراهقين وهو مجهول السبب؛ إلا أن معظم الأطفال يتعافون دون علاج.
الأعراض
تتطور هشاشة العظام ببطء، وقد لا يعرف الشخص أنه مصاب به إلى أن يعاني من كسر مفاجئ بعد حادثة بسيطة كالسقوط.
ويمكن حتى للسعال أو العطاس أن يسبب كسراً في العظام المصابة؛ وغالباً ما تحدث الكسور في الفقرات أو الرسغين.
كما يمكن أن يؤدي الكسر في الفقرات إلى:
- ألم حاد دائم
- تغييرات في وضعية المصاب
- إلى انحناء العمود الفقري
- قد يلاحظ البعض أيضاً انخفاضاً في الطول أو في تغير مقاسات ملابسهم
- قد يشعر المريض أيضاً بضيقٍ في التنفس، وبألم في أسفل الظهر
تشخيص حالة هشاشة العظام
عادةً ما يقوم الأطباء بتشخيص هشاشة العظام أثناء الفحص الروتيني للمرض؛ ومن المفضل إجراء فحص عند(1):
- النساء فوق سن 65 عاماً
- النساء في أي عمر ممن لديهم عوامل تزيد من فرصة الإصابة بهشاشة العظام
بعد أخذ القصة المرضية، قد يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي يتضمن التحقق من:
- خسارة الطول والوزن
- التغيرات في الوضعية
- التوازن وطريقة المشي
- قوة العضلات، مثل القدرة على الوقوف من وضعية الجلوس دون استخدام الذراعين
بالإضافة إلى ذلك، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار يقيس كثافة المعادن في العظام (BMD) في منطقة معينة.
والتي عادةً ما تكون العمود الفقري والورك؛ ويمكن استخدام اختبار كثافة العظام من أجل:
- تشخيص هشاشة العظام
- الكشف عن انخفاض كثافة العظام قبل تطور الحالة
- توقع مخاطر الإصابة بكسور في المستقبل
- مراقبة فعالية العلاج المستمر
ويعتبر مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (DXA) الاختبار الأكثر شيوعاً لقياس كثافة المعادن في العظام.
وهو اختبار سريع وغير مؤلم، وهو يستخدم مستويات منخفضة من الأشعة السينية.
إذا أظهرت نتائج الاختبار أنَّ المريض مصاب بهشاشة العظام، أو إذا كانت كثافة العظام لديه أقل من مستوى معين ولديه عوامل خطر أخرى للكسور، فقد يوصي الطبيب ببعض الاستراتيجيات والأدوية لتعزيز صحة العظام ولتقليل فرصة الإصابة بالكسور.
تحدث مع طبيب الآن
في بعض الأحيان، قد يطلب الطبيب فحص بالموجات فوق الصوتية الكمية (QUS) للعقِب (كعب القدم)، والذي يقيم العظام ولكنه لا يقيس كثافة المعادن.
يجب الانتباه إلى إجراء فحص ترقق العظام Bone Density بعد كل كسر، حيث يكون هنالك إمكانية لحدوث كسر ثاني بنسبة ٤٠٪ أكثر من الطبيعي.
الخيارات العلاجية
يهدف العلاج في الواقع إلى:
- إبطاء أو منع تطور هشاشة العظام
- الحفاظ على كثافة المعادن في العظام وعلى كتلة العظام
- الوقاية من حدوث الكسور
- التخفيف من الألم
- تمكين الشخص الاستمرار في أنشطة حياته اليومية قدر الإمكان
يمكن للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور استخدام تدابير وقائية في نمط حياتهم وتناول المكملات الغذائية وبعض الأدوية لتحقيق هذه الأهداف.
١- العلاج الدوائي
تشمل الأدوية التي يمكن أن تساعد في الوقاية من هشاشة العظام وعلاجها ما يلي:
- تناول الكالسيوم بشكل دائم، وقد يصف الطبيب معه فيتامين د في حال وجود نقص.
- البايفوسفونات: تعمل على إبطاء فقدان العظام وتقليل خطر الكسور.
- منبهات ومناهضات الإستروجين: يعتبر رالوكسيفين أحد الأمثلة عليها؛ ويمكن أن تقلل من مخاطر كسور العمود الفقري عند النساء بعد سن اليأس.
- كالسيتونين: والذي يساعد في منع حدوث كسر في العمود الفقري عند النساء بعد سن اليأس ويمكن أن يساعد في تخفيف الألم بعد حدوث كسر.
- هرمون الغدة جار الدرقية: يمكن استخدامه عند الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالكسور باعتباره يحفز تكوين العظام.
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: وهي علاجات مناعية يأخذها بعض المصابات بهشاشة العظام بعد سن اليأس.
2- العلاج بالخلايا الجذعية
قد يستخدم الأطباء العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج هشاشة العظام في المستقبل.
حيث وجد الباحثون أنَّ حقن نوع معين من الخلايا الجذعية في الفئران قد عكس هشاشة العظام وفقدان الكتلة العظمية، مما قد يفيد البشر أيضاً يوماً ما.(2)
يعتقد العلماء أن العوامل الوراثية تتدخل بشكل كبير في كثافة العظام، ومن هذا المنطلق فإنّ البحث مستمر في الجينات المسؤولة عن بناء وهدم العظام على أمل أن يقدم ذلك علاجاً جديداً لهشاشة العظام في المستقبل.(3)
الوقاية من هشاشة العظام
مكن أن تقلل بعض التغييرات في نمط الحياة من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
١- تناول الكالسيوم وفيتامين D
تعتبر منتجات الألبان مصدراً غنياً بالكالسيوم، مما يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
حيث أنَّ الكالسيوم ضروري للعظام، وعلى الجميع أن يحرصوا على تناول كمية كافية منه يومياً.
يجب أن يحصل البالغون الذين تبلغ أعمارهم 19 عاماً فما فوق 1000 ميليغرام من الكالسيوم يومياً.(4)
بينما يجب أن تحصل النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 51 عاماً وجميع البالغين من ٥٠ عاماً فما فوق على 1200 ميليغرام يومياً.
تشمل المصادر الغذائية للكالسيوم:
- منتجات الألبان مثل الحليب والجبن واللبن
- الخضار الورقية الخضراء مثل الكرنب والبروكلي
- الأسماك ذات العظام اللينة، مثل السلمون والتونة
إذا لم يكن الشخص يتناول ما يكفي من الكالسيوم، فيمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية كخيار بديل.
يلعب فيتامين D أيضاً دوراً رئيسياً في الوقاية من هشاشة العظام حيث يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، وتشمل المصادر الغذائية الأطعمة المدعمة وأسماك المياه المالحة والكبد.
ومع ذلك، فإن فيتامين D لا يأتي من الطعام، بل من التعرض لأشعة الشمس، لذلك يوصي الأطباء بالتعرض لها بشكل معتدل ومنتظم.
٢- نمط الحياة
تشمل بعض الطرق الأخرى لتقليل المخاطر ما يلي:
- تجنب التدخين، والذي يمكن أن يقلل من نمو العظام الجديدة ويقلل من مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء.
- الحد من تناول الكحول، وذلك لتعزيز صحة العظام وتجنب السقوط.
- ممارسة تمارين تحمل الوزن بانتظام كالمشي مثلاً، حيث يعزز ذلك صحة العظام ويزيد من دعم العضلات لها.
- ممارسة التمارين التي تعزز المرونة والتوازن كاليوغا، والتي يمكن أن تقلل من مخاطر السقوط والكسور.
- بالنسبة للأشخاص المصابين بالفعل بهشاشة العظام، فإن التغذية والتمارين الرياضية وتقنيات الوقاية من السقوط تلعب دوراً رئيسياً في الحد من مخاطر الكسور ومعدل فقدان العظام.
٣- الوقاية من السقوط
تتضمن نصائح الوقاية من السقوط ما يلي:
- إجراء فحوصات منتظمة للعين والرؤية
- تركيب قضبان للإمساك في الحمام مثلاً
- إضاءة المنزل جيداً
- ممارسة التمارين التي تساعد على التوازن، مثل التاي تشي
- الطلب من الطبيب مراجعة الأدوية لتقليل خطر الإصابة بالدوخة