عدوى نوروفيروس: الأعراض والمضاعفات

الكاتب - أخر تحديث 4 يوليو 2023

نوروفيروس هي عدوى فيروسية معدية للغاية، ، إذ تنتشر بسهولة من خلال الأطعمة والأسطح الملوثة، ويمكن أن تسبب أعراضاً مختلفة كالإقياء والإسهال، وفي حال استمرار الأعراض قد تسبب مجموعة مختلفة من المضاعفات. وفي هذا المقال سنتعرف على هذه العدوى وكيف يتم تشخيصها وعلاجها.

ما هي عدوى نوروفيروس؟

تنتمي نوروفيروس "Norovirus" إلى عائلة الفيروسات الكأسية "Caliciviridae family"، وتعد هذه الفيروسات مسؤولةً عن حوالي 90% من أسباب انتشار التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي.

قد يكون من الصعب القضاء على هذا الفيروس لأنه يمكن يعيش في درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة. كما أنه مقاوم للعديد من المطهرات، ويمكنه أيضا البقاء على قيد الحياة في وسط يحوي الكلور بتركيز 10 أجزاء في المليون، وهي مستويات أعلى بكثير من تلك المتوفرة في أنظمة المياه الحالية.

يتعرض نوروفيروس للتغيرات الوراثية باستمرار، ولذلك يمكن أن يُصاب البشر به أكثر من مرة خلال حياتهم، إلا أن الأعراض تكون أقل حدة في كل مرة.

أعراض عدوى نوروفيروس

يمكن أن تتضمن أعراض الإصابة بعدوى نوروفيروس ما يلي:

  • الغثيان
  • الإقياء
  • الإسهال
  • آلام المعدة
  • الصداع
  • الحمى
  • آلام في الجسم

عادةً ما تظهر الأعراض بعد حوالي 12 إلى 48 ساعة من التعرض للفيروس، وتستمر من يوم إلى 3 أيام. أما الإسهال يمكن أن أن يستمر لفترة أطول من 3 أيام في بعض الحالات.

وخلال فترة وجود الأعراض قد يشعر المريض بالتوعك الشديد ويعاني من الإقياء عدة مرات في اليوم، والذي غالباً ما يكون عنيفاً ومفاجئ.

عادةً ما تكون الأعراض نفسها عند الأطفال والبالغين، ولكن يمكن أن يعاني البالغون من الإسهال أكثر من الأطفال. أما بالنسبة إلى الإقياء فإن الأطفال عادةً يعانون من التقيؤ أكثر من البالغين. ومن الجدير بالذكر أن الشخص يمكن أن يظل معدياً بعد انتهاء أعراض المرض لمدة أسبوعين.

وبعد عدوى نوروفيروس يشكل الشخص مناعةً مؤقتةً لها، إلا أنها تستمر لمدة 2 إلى 3 سنوات فقط.

طرق الانتشار

ينتشر نوروفيروس في براز وقيء الأشخاص والحيوانات المصابين بالعدوى، حيث أن الشخص يلتقط العدوى عن طريق ما يلي:

  • تناول الأطعمة الملوثة
  • شرب الماء الملوث
  • لمس الفم بنفس اليد التي لامست شخصاً مصاباً أو سطحاً ملوثاً

تحدث حوالي 70% من حالات انتشار العدوى الغذائية بنوروفيروس بسبب التلوث المباشر للطعام من قبل العاملين في تحضير الطعام. غالباً ما كان انتشار المرض مرتبط بالأطعمة الباردة، بما في ذلك السلطات والشطائر والمخبوزات.

كما أبلغت السلطات عن المواد الغذائية السائلة كأسباب لتفشي العدوى، مثل صلصة السلطة وكساء الزينة الذي يوضع على الكعك؛ بالإضافة لذلك فإن المحار المأخوذ من المياه الملوثة له دور في الإصابة أيضا.

كما يعتقد أن تلوث الآبار والمياه الترفيهية مثل مياه السباحة والغطس وغيرها بمياه الصرف الصحي له دور في انتشار الفيروس.

عوامل الخطورة

قد تزيد عوامل الخطورة التالية من احتمال إصابة الشخص بعدوى نوروفيروس:

  • ضعف الجهاز المناعي، كما يحدث عند الأشخاص الذين خضعوا لزراعة الأعضاء، والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية
  • العيش مع أفراد لا يهتمون بنظافة الطعام بشكل صحيح
  • وجود طفل يذهب إلى مركز رعاية أو حضانة
  • الذهاب إلى فندق أو سفينة سياحية أو منتجعٍ فيه تجمع للكثير من الناس
  • العيش في مجتمع مغلق أو شبه مغلق، مثل دار رعاية المسنين أو المستشفى أو مركز التقاعد

مضاعفات عدوى نوروفيروس

غالباً يُشفى المريض من عدوى نوروفيروس تلقائياً دون مشاكل؛ ولكن في حالات قليلة قد تحدث بعض المضاعفات مثل:

  • سوء التغذية
  • الإمساك
  • سوء الهضم
  • القلس أي مرور محتويات المعدة إلى المريء
  • التجفاف، حيث يكون بعض الناس غير قادرين على شرب ما يكفي من السوائل لاستبدال السوائل المفقودة نتيجة الإقياء أو الإسهال، مما يتطلب عناية طبية خاصة

التشخيص

عادةً ما يتم تشخيص عدوى نوروفيروس بناءً على الأعراض. ويمكن أيضا أخذ عينة من البراز وفحصها في المخبر لتشخيص الإصابة بالفيروس. إذ أن سلطات الصحة العامة تطلب إجراء هذا الاختبار أحياناً للمساعدة في السيطرة على تفشي المرض.

السبل العلاجية

يتمثل العلاج الأفضل لعدوى نوروفيروس في الراحة وتجنب التجفاف الذي يمكن أن يحدث بسبب الإقياء والإسهال، ولا سيما عند المسنين والرضع.

ولذلك فإنه من المهم شرب الكثير من السوائل، مثل محلول الإماهة الفموي والذي يمكن شراؤه من الصيدلية. كما يجب الانتباه إلى شرب العصائر والمشروبات الغازية تحوي على نسبة مرتفعة من السكر، مما يمكن أن يجعل الإسهال أسوأ.

وفي حال عدم توفر مشروب الإماهة يمكن شرب العصير أو المشروب الغازي بعد تمديده، ويتم ذلك بخلط 40 مل من المشروب مع 160 مل من الماء.

وفي الواقع لا يوجد دواء متوفر لعلاج العدوى بنوروفيروس، ويجب فقط أخذ الأدوية المضادة للإقياء والمضادة للإسهال إذا وصفها الطبيب للمريض.

الوقاية

صحيح أن نوروفيروس يتمتع بميزات بقاء هامة، ولكن ينصح الخبراء أن تدابير النظافة الشخصية والغذائية البسيطة يمكن أن تقلل بشكل كبير من انتقال الفيروس. وللمساعدة في الوقاية من العدوى يجب اتباع النصائح التالية:

  • غسل اليدين بالمياه الجارية والصابون بعد استخدام المرحاض أو تغيير الحفاضات
  • غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام أو التعامل معه
  • غسل الطعام قبل الأكل وخاصةً المحار والفواكه والخضروات
  • غسل الفراش والملابس إذا كانت ملوثة بالإسهال أو القيء
  • تنظيف الأسطح المنزلية الملوثة وتطهيرها بماء جافيل مخفف
  • تنظيف المفروشات أو السجادات الملوثة بالماء الساخن والمنظفات ومن ثم تنظيفها بالبخار

وفي حال تأكد الإصابة بعدوى نودوفيروس يجب أن يبقى المريض بعيداً عن العمل أو المدرسة أو دار رعاية الأطفال، وذلك حتى اختفاء الأعراض بحوالي 48 ساعة. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد لقاح بعد للوقاية من عدوى نوروفيروس.