قدم الرياضي أو ما يعرف بسَعفة القدم هي عدوى فطرية تصاب بها القدم، وتترافق مع مجموعة من الأعراض المزعجة كالحكة وتقشر الجلد.
سنتعرف في هذا المقال على أسباب هذه الحالة وطرق العلاج والوقاية منها.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبتعريف عدوى قدم الرياضي
يُطلق على أي عدوى فطرية يصاب بها الجلد بالسَّعفة، وبالتالي فإن سَعفة القدم هي عدوى فطرية في القدم.
وتُسمّى هذه الحالة بقدم الرياضي لكثرتها عند الرياضيين، ففي دراسة أجريت على مجموعة من عدائي الماراثون كانت نسب انتشار العدوى بينهم ٢٢%مع وجود ميلان أكبر لإصابة الذكور من الإناث.
لكن هذه العدوى وبشكل عام من الممكن أن تحدث لكل الناس وبكافة الأعمار بمعدل انتشار يصل إلى ١٠%
وسبب هذا الانتشار الواسع هو سهولة انتقال العدوى من شخص لآخر.
تكمن مشكلة هذه العدوى الأساسية بالأعراض المزعجة كالحكة وتقشُر الجلد، ولكنها تستجيب للعلاج بشكل جيد، كما ويمكن الوقاية منها.
أعراض عدوى قدم الرياضي
تظهر أعراض قدم الرياضي بوضوح وتدفع المريض لزيارة الطبيب مباشرة، وتتضمن:
- احمرار
- حكة
- ظهور تقشّرات جلدية
- بقع بلونٍ أبيض بين أصابع القدمين
- الشعور بالوخز أو الحرق
- ظهور بثور
- تغيّر شكل ولون الأظافر
وتختلف الأعراض التي ذكرناها حسب مكان الإصابة على الشكل التالي:
- تتميز الإصابة التي تظهر بين الأصابع (الرابع والخامس)، بحدوث تقشّرات جلدية وتشققات.
- بعض الأنماط تسبب سماكة جلدية بالقرب من العقب في أسفل القدم وقد يترافق مع رائحة قدم كريهة.
- يوجد أيضاً نوع حويصلي يُشاهد به حويصلات وبثرات في أسفل القدم.
أسباب عدوى قدم الرياضي
إن سبب هذه الحالة هو الفطور، وهي عبارة عن كائنات دقيقة، يعيش بعضها بشكل طبيعي على بشرتنا، إلا أنه ضمن ظروف معينة يمكن أن تنتشر وتُسبب عدوى.
حيث تحوي طبقات الجلد على بروتين يُدعى كيراتين، وتتغذى الفطور عليه مما يُساعدها على البقاء والانتشار.
تتضمن شروط انتشار هذه الفطور جو رطب أو دافئ يُمكنها من التكاثر.
بالإضافة لهذه الظروف يلزم أن يكون هناك مجال لكي تخترق الجلد وتسبب العدوى، مثل وجود جرح صغير أو شق.
وتنتقل الفطريات عبر الملامسة المباشرة أو من خلال التقشرات الجلدية الحاوية على الفطور.
عوامل خطورة عدوى القدم الرياضي
يوجد عدّة عوامل خطورة يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى القدم الرياضي ، والتي تتضمن ما يلي:
- الوراثة، فقد كشفت عدة دراسات أن بعض الناس معرضين أكثر لتطور عدوى فطرية لديهم، نتيجة عوامل توارثتها العائلةبالتالي إذا كان هناك إصابة لدى أحد أفراد العائلة تزداد احتمالية الإصابة.
- مشاكل في الجهاز المناعي، وتحدث بسبب بعض الأمراض المؤثِّرة على المناعة، أو بعض الأدوية التي تعمل على تثبيط الجهاز المناعي.
- الإصابة بالتهاب الجلد (الأكزيما) أو الحساسية.
- ممارسة بعض الرياضات مثل الجري أو السباحة، حيث يتطلب الجري ارتداء الحذاء لفترة طويلة مع تعرق القدمين، بينما تتطلب السباحة المشي حفاة الأقدام في بيئة رطبة.
- التعرق الزائد في القدمين.
- اضطرابات في التروية الدموية للقدمين، كما في مشاكل تضيق الأوعية أو داء السكري.
- المهن التي تتطلب ارتداء حذاء متين ومغلق لساعات طويلة.
مضاعفات عدوى قدم الرياضي
يعد ظهور المضاعفات أمر نادر في عدوى قدم الرياضي، إلا أنه ممكن في بعض الحالات وتتضمن ما يلي:
١- إصابة الأظافر:
قد تصل العدوى الفطرية للأظافر في بعض الحالات التي لم يتم علاجها، ما يؤدي لحدوث سماكة ظفرية وتغيُّر في اللون بالإضافة لإمكانية تفتت وتكسر الظفر.
٢- عدوى جرثومية ثانوية:
حدوث عدوى جرثومية أمر وارد خاصة في حال حدوث حرارة مفاجئة في منطقة القدم بالإضافة للتورم والألم.
٣- إصابة الجهاز الليمفاوي:
يمكن أن تصل العدوى للجهاز اللمفاوي، ومن الممكن أن يحدث التهاباً في الأوعية أو العقد اللمفاوية.
تحدث مع طبيب الآن
٤- التهاب النسيج الخلوي:
ويعد من المضاعفات الخطيرة التي تتطلب علاجاً فورياً، حيث تصل العدوى للطبقات العميقة من الجلد والنسيج الشحمي والأنسجة الرخوة، وقد تصل الإصابة للعظام أو الدم (إنتان دم).
٥- الحساسية
قد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه المكون الفطري للعدوى.
تشخيص عدوى قدم الرياضي
يصل الطبيب للتشخيص عادًة من خلال الأعراض والعلامات السريرية المُميزة للإصابة الفطرية، بالإضافة للفحص السريري الذي يُمكن الطبيب من رؤية علامات سَعفة القدم.
قد يلجأ الطبيب لفحصٍ استقصائي من أجل تأكيد وجود سعفة قدم، ونفي الإصابات المُشابهة، فيأخد الطبيب عينة من الآفة الجلدية ويرسلها للفحص تحت المجهر، فإذا تم مشاهدة الفطور يتم تأكيد التشخيص أو يتم اللجوء إلى أحد الفحوصات التالية:
١-الفحص عبر هيدروكسيد البوتاسيوم (KOH):
توضع العينة المأخوذة تحت المجهر، ويضاف لها هيدروكسيد البوتاسيوم، الذي يملك قدرة على تفكيك الفطور، مما يتسبب بظهور خيوط منفصلة في العينة وهي توجه للإصابة الفطرية.
٢- الزرع:
يتم كشف وجود الفطريات، عبر وضعها ضمن بيئة تسمح لها بالتكاثر، وكشف الفطر ونوعه.
وحسب دراسة أجراها العلماء للمقارنة بين الفحصين المذكورين أكدت أن حساسية الفحص عبر هيدروكسيد البوتاسيوم فعال بنسبة ٧٣,٣ ٪أكثر من الزرع الفعال بنسبة ٤١,٧٪.
علاج عدوى قدم الرياضي
تتطلب حالات عدوى قدم الرياضي تدخلاً علاجياً فمن النادر أن تتحسن وحدها، ويصف الأطباء مضادات فطرية تعمل على إيقاف تكاثر الفطريات والقضاء عليها، والتي يمكن أن تُستخدم بعدة طرق على الشكل التالي:
١- العلاج الموضعي:
أي أن نضغ المضاد الفطري مباشرةً على المنطقة المُصابة،
والذي يوجد أيضاً بأشكال مختلفة، مثل الكريمات أو البخاخات أو حتى على شكل سائل نمسح به على منطقة السَعفة،
أما بالنسبة للمضاد المُستخدم فيكون أمام الطبيب عدة خيارات هي:
- كلوتريمازول: يستخدم ٢ إلى ٣ مرات يومياً ولمدة أربعة أسابيع على الأقل.
- ميكونازول: يستخدم مرتين يومياً إلى أن تعود المنطقة الجلدية المُصابة لطبيعتها، ويستمر العلاج ١٠ أيام إضافية بعد التحسن.
- إيكونازول: مرتين يومياً حتى تعود المنطقة الجلدية المُصابة لطبيعتها.
- كيتوكونازول: يجب أن يطبقه المريض مرتين يومياً لمدة سبعة أيام، ويمكن أن تستمر مدة العلاج أكثر من ذلك في الحالات الأكثر شدة.
- تيربينافين: مرة أو مرتين يومياً ولمدة سبعة أيام.
- حمض الأنديسيلينيك: يستخدم مرتين يومياً إلى أن تعود المنطقة الجلدية المُصابة لطبيعتها، ومن ثم يطبق ٧ أيام إضافية.
قد تخف الأعراض بعد مدة قصيرة من تطبيق العلاج، إلا أنه يجب الالتزام بالمدة الموصى بها من الطبيب، تجنُّباً لعودة العدوى من جديد نتيجة العلاج القصير.
كما أنه يفضل الابتعاد عن الكريمات الحاوية للستيروئيدات أو ما يعرف بالكورتيزون، والتي رغم أنها تخفف الأعراض والحالة الالتهابية إلا أنها تعجّل انتشار العدوى بشكل أكبر.
لذا فالعلاج المفيد والوحيد لهذه الحالة هو المضادات الفطرية، وينصح باستشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء وذلك لاختلاف العلاج بالاعتماد على شدة الاصابة وعمر المريض وحالته الصحية.
العلاج الجهازي:
وهي الأدوية التي تؤخذ عبر الفم أو الوريد، فهنالك بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الموضعي، فالحالات الشديدة يمكن أن تتم معالجتها عبر الأقراص المضادة للفطور، وتؤخذ مرة يومياً لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع عادةً.
يوجد عدة خيارات لهذه الأقراص، مثل:
- الغريزفولفين
- التيربينافين
- إيتراكونازول
كما أن هناك بعض الحالات التي يفضل خلالها عدم استخدام هذه العلاجات مثل النساء الحوامل أو من يعانون من الأمراض الكبدية أو الأطفال، لذلك يفضل استشارة الطبيب المختص دوماً قبل البدء بأي علاج.
الوقاية
يمكن لبعض الخطوات أن تُساعد بشكل كبير على الوقاية من حدوث عدوى قدم الرياضي، وتتضمن هذه الخطوات:
- تجفيف القدمين جيّداً بعد غسلهما، خاصةً بين الأصابع.
- غسل المناشف بشكل دوري.
- الاعتماد على الجوارب القطنية والأحذية المصنوعة من مواد طبيعية.
- تبديل الجوارب بشكل يومي والأحذية كل يومين على الأقل.
- تجنّب المشي حفاة الأقدام في الحمامات المشتركة وغرف تبديل الملابس.
- عدم مشاركة الجوارب أو المناشف أو الأحذية مع الآخرين.
- تجنُّب وضع مرطب جلدي بين أصابع القدمين.
الملخص
في الختام لابد أن من التأكيد على أهمية العناية بالنظافة الشخصية للوقاية من أشكال العدوى المُختلفة ومنها عدوى قدم الرياضي (سَعفة القدم).
وأيضاً أهمية استشارة الطبيب المختص في حال ظهور أي أعراض على القدمين أو اليدين، والالتزام بالعلاج للمدة المحددة وذلك للحصول على النتيجة المرجوة والتخلص من العدوى الفطرية بشكل كامل.