هل لاحظت ظهور بقع حمراء صغيرة على بشرتك مع ارتفاع درجات الحرارة؟ قد يكون ذلك علامة على الطفح الجلدي الحراري.
يُعد هذا النوع من الطفح الجلدي ظاهرة شائعة خاصةً في فصل الصيف حيث تسبب حرارة الجو وزيادة التعرق انسداد مسام الجلد. لذلك سنستكشف ما هو الطفح الجلدي الحراري وأعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبما هو الطفح الجلدي الحراري؟
يعد الطفح الجلدي الحراري "Heat rash" أو (الدخنيات) "Miliaria" حالة جلدية شائعة وغير ضارة تتميز بظهور بقع حمراء صغيرة تسبب الحكة تصيب المناطق التي يتراكم فيها العرق بكثرة مثل الإبطين والظهر. وتنتج عن فرط التعرق خاصة خلال فصل الصيف أو في المناخات الحارة.
أعراض الطفح الجلدي الحراري
تتضمن أعراض الطفح الجلدي الحراري ما يلي:
- ظهور نتوءات أو بقع صغيرة على الجلد
- إحساس بالحكة أو الوخز
- تهيج الجلد
- تورم خفيف
ومن أبرز مظاهر الطفح ما يلي:
- على البشرة الفاتحة: تظهر البقع بلون أحمر واضح
- على البشرة الداكنة: يصعب ملاحظة البقع بالعين المجردة لكن باستخدام منظار الجلد تظهر على شكل كرات بيضاء تحت الجلد مع وجود هالات داكنة تحيط بها
ومن أبرز المناطق التي يظهر فيها الطفح الجلدي الحراري ما يلي:
- الوجه
- الرقبة
- تحت الثديين
- تحت كيس الصفن (كيس جلدي ثخين يحيط بالخصيتين ويحميهما)
- منطقة الفخذين
- تجاعيد المرفق
- المغبن (المنطقة بين البطن والفخذ على جانبي الجسم وعلى جانبي منطقة العانة)
- خلف الركبتين
- الخصر
- الظهر
- الصدر
- منطقة المعدة
- تحت الإبطين
- ثنايا الجلد
وتجدر الإشارة إلى أنه إذا هاجمت الجراثيم الغدد العرقية المسدودة يمكن الإصابة بالالتهاب والعدوى.
الأسباب
يحدث الطفح الجلدي الحراري عند انسداد قنوات الغدد العرقية بما يمنع خروج العرق من المسام. وتوجد بعض الأسباب التي تؤدي إلى ذلك مثل ما يلي:
1- أسباب مؤقتة
- البيئة الحارة والرطبة
- النشاط البدني
- الحمى
- ارتداء الأقمشة الصناعية
- لصق ضمادات طبية على الجلد لا تحتوي على فتحات أو مسامات صغيرة بما يمنع خروج العرق
- الراحة في الفراش لفترات طويلة
2- أسباب طبية
- العلاج الإشعاعي الذي يؤثر في الغدد العرقية
- الحالات المرضية مثل انحلال البشرة السام (Toxic Epidermal Necrolysis) وهو اضطراب جلدي يهدد الحياة يتميز بتقرحات وتقشير الجلد (1)
- تطور الغدد العرقية وهو شائع عند حديثي الولادة
- بعض الأدوية خاصة التي تقلل خروج العرق من المسام
العلاج
يختفي الطفح الحراري تلقائياً في بعض الحالات خلال أيام قليلة. كما تتوفر بعض الخطوات المنزلية التي يمكن تجربتها للمساعدة في تخفيف الحكة وتبريد الجلد مثل ما يلي:
1- استخدام الكمادات الباردة
يعد تبريد الجلد من أفضل الطرق لتخفيف الطفح الحراري حيث يمكن وضع كماداتٍ باردة مثل كيس الثلج أو قطعة قماشٍ باردة على منطقة الجلد المتهيج لتقليل الاحمرار والحكة والتورم.
وينبغي تجنب وضع كيس الثلج على الجلد مباشرة إذ يمكن لفه في منشفةٍ لحماية الجلد ووضعه في منطقة الطفح الجلدي لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 10 دقائق. كما يفضل تطبيق هذه الكمادات الباردة عدة مرات.
2- الحصول على حمام بارد
يؤدي الاستحمام بماءٍ باردٍ إلى تهدئة الحكة. كما يسهم استخدام مقشر لطيف للجلد في فتح المسام.
3- استخدام المراوح أو مكيفات الهواء
يمكن أن تساعد المراوح ومكيفات الهواء في الحفاظ على درجة حرارة منخفضة داخل المنزل ومساعدة الجسم على البقاء بارداً خاصة لمن يستريحون على الأسِرّة لفترات طويلة.
كما ينبغي الحرص على نقل الأشخاص قليلي الحركة بانتظام خاصة المرضى المقعدين في الفراش للتأكد من حصول كل أجزاء الجسم على هواء بارد.
من ناحية أخرى يفضل وجود مكيف للهواء خلال أداء التدريبات الرياضية في الأماكن المغلقة. بينما يمكن ممارستها في الهواء الطلق خلال فترات النهار غير الحارة أو في الظل لتقليل التعرق الزائد.
4- ارتداء ملابس قطنية فضفاضة
يساعد ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة والخفيفة على وصول الهواء للجسم للحفاظ على برودته. لذلك يفضل عدم ارتداء الملابس ذات الأقمشة الصناعية.
5- استخدام غسول كالامين
يسهم استخدام غسول كالامين "Calamine lotion" في تخفيف الحكة. (2) لكن قد يسبب هذا المستحضر الجفاف الشديد للجلد لذلك يفضل استخدام مرطب معه لمنع حدوث التهيج.
تحدث مع طبيب الآن
6- الحصول على حمام دقيق الشوفان
يساعد دقيق الشوفان على علاج مشكلات الجلد حيث يحتوي على الأفينانثراميدات "Avenanthramides" التي تتمتع بخصائص مضادة للأكسدة تفيد في تهدئة الحكة. (3) لذلك يمكن نقع الجسم في حمام دقيق الشوفان لتخفيف حدة تهيج الجلد عبر إضافته إلى حوض الاستحمام.
7- تناول مضادات الهيستامين
تسهم مضادات الهيستامين الفموية في تخفيف الحكة والتورم، ومن أبرزها ما يلي:
- هيدروكسيزين "Hydroxyzine"
- ديفينهيدرامين "Diphenhydramine"
وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه الأدوية قد تسبب النعاس لذلك يفضل تناولها ليلاً.
8- استخدم كريم هيدروكورتيزون
يساعد كريم هيدروكورتيزون " Hydrocortisone" في تخفيف الحكة الناتجة عن الطفح الحراري. ويمكن استعمال الكريم مرتين إلى ثلاث مرات يومياً عند ظهور الطفح خاصة لدى الأطفال.
من ناحية أخرى ينبغي عدم استعمال كريمات الستيرويد لعلاج الطفح الجلدي الحراري في منطقة الحفاضات لدى الأطفال. (4)
9- الاستحمام في صودا الخبز
تساعد إضافة صودا الخبز أو بيكربونات الصوديوم "Sodium bicarbonate" إلى حوض الاستحمام في تهدئة تهيج الجلد.
وأظهرت إحدى الدراسات الطبية التي أجريت على 31 مصاباً بالصدفية تتراوح حدتها ما بين الخفيفة إلى المعتدلة، تحسناً في مناطق الجلد المتهيج نتيجة استعمال صودا الخبز. لكن كشفت دراسة طبية أخرى أجريت على 30 شخصاً عدم فاعلية استخدام صودا الخبز في مناطق الصدفية.
لذلك لا تزال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث حول دور صودا الخبز في تخفيف تهيج الجلد.
10- استخدام جل الألوفيرا
تتميز المادة الجلاتينية الموجودة في نبتة الألوفيرا (Aloe Vera Gel) بتأثيراتٍ مضادة للالتهابات تساعد على تهدئة الحكة والتهيج نتيجة الطفح الجلدي الحراري. (5)
11- استخدام قطران الصنوبر
يحتوي قطران الصنوبر "Pine tar" على خصائص مضادة للالتهابات تساعد على تخفيف الحكة الناتجة عن الطفح الجلدي الحراري. (6)
نصائح
نقدم بعض النصائح التي تساعد على الوقاية من حدوث الطفح الحراري الجلدي مثل ما يلي:
1- تجنب ارتداء الأطفال للحفاضات البلاستيكية
تسهم الحفاضات البلاستيكية التي يرتديها الأطفال في حبس العرق داخل ثنايا الجلد بما يسبب الطفح الحراري. لذلك يفضل عدم ارتداء الطفل للحفاضات خاصة في فترات النهار.
2- استخدم الحفاضات القطنية
يمكن تجربة استخدام حفاضات القطن للأطفال خاصة في الأجواء الحارة حيث يسمح القطن بمرور الهواء لجلد الطفل.
3- تجنب الأجواء الحارة
يفضل عدم تعرض الجسم للأجواء الحارة كما يمكن للأشخاص الذين تتطلب أعمالهم الوقوف تحت أشعة الشمس الحصول على فترات منتظمة من الراحة والجلوس داخل الأماكن التي يوجد بها مكيفات للهواء.
من ناحية أخرى يمكن البحث عن أماكن الظل والحصول على مشروبٍ بارد لتجنب الجفاف.
كما يفضل عدم ممارسة التدريبات الرياضية في الأجواء الحارة خاصة خلال فترات النهار أو أدائها في الظل مع استخدام الكمادات الباردة وشرب المياه بانتظام لمنع ارتفاع درجة حرارة الجسم.
4- الاستحمام بالماء البارد
يسهم الاستحمام بالماء البارد في ترطيب الجسم وعدم ارتفاع درجة حرارته فضلاً عن التخلص من إفرازات العرق التي تسد المسام.
