اختبار كثافة العظام (Bone Density Test)

الكاتب - 4 سبتمبر 2023

يعد اختبار كثافة العظام من الاختبارات الهامة التي تفيد في معرفة صحة العظام وتحديد مخاطر حدوث هشاشة العظام بالإضافة لتحديد العديد من المشاكل التي قد تصيبها.

فالعظام عنصر أساسي في حركة الجسم بالإضافة لدورها في تأمين الحماية للعديد من أعضاء الجسم تجاه الصدمات والعوامل الخارجية التي قد تؤثر عليها. كما تعتبر مخزناً أساسياً لأهم معادن الجسم، حيث تحوي ما يقارب 99% من الكالسيوم المخزن في الجسم، إضافة لحوالي 85% من الفوسفور و40-60% من المغنيزيوم.

آلية اختبار كثافة العظام

تتألف العظام بشكل أساسي من منطقتين هما: الخلايا العظمية "Bone Cells" والمطرق خارج الخلوي "Extracellular Matrix".

وبشكل عام فإن الخلايا العظمية تشكل حوالي 10% من حجم العظام، بينما يشكل المطرق خارج الخلوي الكمية الأكبر والتي تقدر بحوالي 90%. ويوصف هذا المطرق على أنّه مجموعة من الخلايا والألياف والمعادن التي تساهم في تشكيل البنية الخارجية الصلبة للعظم. 

ويعتمد اختبار كثافة العظام في مبدئه على استخدام جرعة منخفضة من الأشعة السينية، والتي تساهم في قياس مدى قوة أو كثافة العظام في الجسم. حيث كلما احتوى العظم على كمية أكبر من المعادن كانت بنتيه أقوى، بالتالي كانت نتائج الاختبار أعلى.

لا بدّ من التنويه أيضا إلى أن اختبار كثافة العظام من الممكن إجراؤه على مختلف عظام الجسم، ولكن تعتبر عظام الحوض والعمود الفقري المناطق الأكثر شيوعاً بإجراء هذا الاختبار.

أهمية اختبار كثافة العظام

هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على صحة عظام الجسم، كالأدوية والعمر، والإصابة بالأمراض. وانطلاقاً من ذلك، يساهم اختبار كثافة العظام في تشخيص العديد من الأمراض التي تؤثر بشكل سلبي على بنية العظام. وتعتبر هشاشة العظام "Osteoporosis"  أحد أهم تلك الأمراض فهي تسبب خللاً في بنية العظام، بالتالي تسبب سهولة تعرضها للكسور والرضوض المتنوعة.

بالإضافة إلى أن هذا الاختبار يساعد في تشخيص الإصابات العظمية وينصح بإجرائه بشكل دوري للأشخاص المصابين أو المؤهلين للإصابة بمرض هشاشة العظام. حيث تساهم الاختبارات الدورية في تقييم حالة المريض، وتحديد فيما إذا كان يستجيب للعلاج أم لا.

أسباب إجراء الاختبار

هنالك مجموعة من الأسباب المختلفة التي قد تدفع الطبيب لطلب اختبار كثافة العظام، خاصةً في حالة المرضى المؤهلين للإصابة بهشاشة العظام، وبشكل أكثر تحديداً النساء الأكبر من 65 عام والرجال الأكبر من 70 سنة. حيث تعتبر النساء أكثر عرضةً للتعرض لهشاشة العظام عند التقدم بالعمر عند تواجد مجموعة من عوامل الخطر والتي تشمل:

  • كسر في العظم بعد سن الخمسين عام
  • قصة عائلية سابقة للإصابة بهشاشة العظام
  • الخاضعين لعلاج سابق لسرطان الثدي
  • المصابين سابقاً بإحدى الأمراض التالية:
    • الحمى الرثوية"Rheumatoid Arthritis" وهي من أشهر الأمراض المناعية التي قد تصيب الجسم.
    • الداء السكري
    • القهم العصبي"Anorexia Nervosa" وهو أحد الأمراض النفسية التي يمتنع فيها الشخص عن تناول الطعام، بسبب هوسه الشديد ورغبته الملحّة في فقدان الوزن.
    • مشاكل الغدة الدرقية
    • انقطاع الطمث الباكر لدى النساء
  • الاستهلاك المديد لبعض الأدوية، مثل: الكورتيكوستيروئيدات"Corticosteroids"، الهرمونات الدرقية"Thyroid Hormones"، ومثبطات الأروماتاز"Aromatase Inhibitors"
  • وزن الجسم المنخفض (الأقل من 57 كيلوغرام) أو مشعر كتلة الجسم المنخفض (BMI) الأقل من 21.
  • قصر القامة
  • التدخين لفترات طويلة
  • الاستهلاك المفرط للكحول
  • نقص النشاط الفيزيائي
  • عدم الحصول على كميات كافية من الفيتامين D والكالسيوم

شروط الاختبار

عادة لا يتطلب اختبار كثافة العظام تحضيرات خاصة سابقة له، ولكن لا بدّ من ضرورة تجنب مركبات ومكملات الكالسيوم خلال اليوم السابق لإجراء الاختبار.

إضافةً لذلك فلا بدّ من اتّباع نصائح الطبيب فيما يخص آلية استهلاك الأدوية قبل الاختبار، كما ينصح بتجنب ارتداء المجموهرات أو الملابس الحاوية على الاكسسوارت حيث قد تؤثر على الصورة الشعاعية ويمكن أن يطلب المختبر ازالتها.

النتائج

عند ظهور نتيجة اختبار كثافة العظام فقد تكون إحدى الشكلين التاليين:

  • T-score: يتم في هذا النمط مقارنة كثافة العظم التي أظهرها الاختبار مع كثافة العظم لدى شخص سليم من نفس الجنس.
  • Z-score: تتم المقارنة في هذا النمط مع كثافة العظم لدى الأشخاص السليمين الآخرين (المختلفين بالعمر، الجنس، والعرق).

ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّه في كلا الشكلين السابقين، كلّما ارتفعت نتيجة الاختبار، كلّما كان العظم أقوى وأكثر كثافة. وبناء عليه فإن قيم الاختبار تساهم في تشخيص حالة المريض، حيث أنّ:

  • T-score الذي يتراوح بين -1 و +1 غالباً ما يشير إلى كثافة العظام الطبيعية.
  • T-score الذي يتراوح بين -1 و -2.5 تشير إلى أن الشخص يعاني من نقص في كثافة العظام أو ما يسمى قلة العظم "Osteopenia". وهي عبارة عن مرحلة تسبق الإصابة بهشاشة العظام، ويقدّم الطبيب في هذه الحالة مجموعة من النصائح بحيث يتجنب الشخص قدر الإمكان الإصابة بالهشاشة مستقبلاً. كأن يتّبع حمية غذائية معينة أو يتّبع نمط حياة صحي.
  • T-score الأقل من -2.5 غالباً ما تترافق هذه الحالة مع الإصابة بهشاشة العظام، وتشير هذه القيمة إلى أن الشخص يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة بكسور العظام. ولا بدّ من التنويه إلى أنّ هذه الحالة تتطلب المراقبة من قبل الطبيب، فقد يصف مجموعة من الأدوية والمكملات الغذائية التي تساهم قدر الإمكان في زيادة كثافة العظام على سبيل المثال مركبات الكالسيوم والفيتامين D.

كما يمكن لبعض الحالات الصحية أن تؤثر على نتائج الاختبار مثل السمنة المفرطة والإصابات السابقة بكسور العظام، لذلك ينصح باستشارة الطبيب وتحديد النتائج الطبيعية بحسب الحالة الصحية للمريض.