أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء وكيفية تحسينها

الكاتب - أخر تحديث 6 فبراير 2024

تعتبر الرغبة الجنسية جزءاً مهماً من حياة الإنسان والعلاقات الشخصية، ولكن، قد تواجه بعض النساء صعوبة في الحفاظ عليها مما يُؤثر سلبًا على حياتهن الشخصية، ويُشكل عبئًا على علاقاتهن. في هذا المقال، سنناقش أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء بشكل أعمق. وسنبحث في العوامل النفسية والجسدية والبيئية التي تُؤثر على الرغبة الجنسية، ونُحلل تأثيرها على مشاعر النساء ورغباتهن.

انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء

تُعدّ الرغبة الجنسية عنصرًا أساسيًا في العلاقات الحميمة، وتلعب دورًا هامًا في حياة الإنسان.

وتُشير بعض الإحصائيات إلى أن حوالي 1 من كل 5 رجال وأكثر من ذلك عند النساء يعانون من انخفاض الرغبة الجنسية في مرحلة ما من حياتهم.

ويُمكن أن يُعزى هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل، مثل الإجهاد العملي والشخصي، أو الأحداث المهمة في الحياة مثل الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية، أو الحالة النفسية.

وقد يُؤثر انخفاض الرغبة الجنسية على العلاقات مع الشريك، خاصةً عندما يستمر لفترة طويلة أو يظهر بشكل متفاوت كل فترة.

وعند مواجهة هذه المشكلة، يُنصح بمراجعة الطبيب لمناقشة الأسباب المحتملة والحلول المناسبة، وذلك للحفاظ على صحة العلاقة بين الشريكين.

الأعراض

نظراً لأن الرغبة الجنسية عند النساء تتأثر بالعديد من التغيرات في الحياة، فإن العديد من العوامل النفسية والجسدية تلعب دورًا في تحسين الرغبة وممارسة الجنس.

يمكن أن تتضمن أعراض ضعف الدافع الجنسي عند النساء ما يلي:

  • قلة الاهتمام بالنشاطات الحميمية:
    • قلة الاهتمام بممارسة الجنس أو حتى التقرب من الشريك.
    • قلة الرغبة في المبادرة باللفتات الرومانسية أو العاطفية.
  • تغيرات في التفكير والمشاعر:
    • انخفاض أو انعدام الخيالات الحميمية أو التفكير في الجنس.
    • الشعور بالضيق أو القلق بسبب قلة الرغبة في النشاط الجنسي أو الأفكار الجنسية.
  • صعوبات في الاستجابة الجنسية:
    • صعوبة في الوصول للنشوة الجنسية.
    • قلة الشعور بالمتعة أو الإثارة خلال النشاط الجنسي.

من المهم التأكيد على أن هذه الأعراض لا تعني بالضرورة وجود مشكلة صحية خطيرة، ولكنها قد تدل على وجود بعض العوامل التي تؤثر على الرغبة الجنسية.

إذا كنتِ تعانين من أي من هذه الأعراض، فمن المهم التحدث إلى طبيبتكِ أو معالجكِ النفسي لتحديد السبب وعلاجها.

أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء. تتضمن هذه الأسباب العوامل النفسية والجسدية والاجتماعية. إليك بعض الأسباب الشائعة:

  • انقطاع الطمث
  • التقدم في العمر
  • المشاكل الطبية مثل السرطان، ومشاكل المثانة أو الأمعاء
  • المشاكل العاطفية أو النفسية
  • الضغط النفسي
  • القلق
  • أدوية معينة مثل مضادات الاكتئاب (1)
  • التعب والإجهاد في العلاقة
  • حادثة اعتداء جنسي سابقة
١- العوامل الطبية

في بعض الأحيان قد تنخفض الرغبة الجنسية بسبب حالةٍ طبية، مثل:

  • تناول مجموعة معينة من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، أو أدوية ضغط الدم. وفي حال كانت الأدوية هي السبب في التأثير على الرغبة الجنسية قد يقترح الطبيب تبديل الدواء، ولكن من المهم عدم إيقاف الأدوية أو تغييرها بدون موافقة الطبيب.
  • زيادة الوزن أو السمنة، والتي قد تؤثر على ثقة المرأة بنفسها وبجسدها بالتالي يؤثر على الرغبة الجنسية. (2)
  • الحالات الصحية المزمنة مثل مرض السكري، وقصور الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل، وفقر الدم أو اضطرابات الغدد الصماء وغيرها.
  • ألم الفرج، الذي يجعل ممارسة الجنس مؤلماً (3)
  • الاكتئاب والقلق فلهما تأثير سلبي على الرغبة
  • نقص تدفق الدم إلى المهبل والرحم
  • التغييرات الهرمونية: التغييرات في مستويات الهرمونات، سواء خلال فترات مثل انقطاع الطمث أو بعد الولادة أو حتى خلال فترة الرضاعة الطبيعية، يمكن أن تؤثر على الرغبة
  • سلس البول، وهو فقدان القدرة على التحكم في المثانة
  • إصابة الأوعية الدموية أو الأعصاب بعد استئصال الرحم أو الجراحات الأخرى المتعلقة بالأعضاء التناسلية
٢- العوامل الشخصية

يمكن أن تؤثر ضغوط الحياة اليومية وبعض المراحل في الحياة على الدافع الجنسي، بما في ذلك الحالات التالية:

أ- الحمل

تعاني العديد من النساء من قلة الرغبة الجنسية أثناء وبعد الحمل (4) وتشمل الأسباب المرتبطة بهذه الحالة ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية المتوافقة مع فترة الحمل والولادة تؤثر على الاندفاع الجنسي عند المرأة.
  • يمكن أن يؤثر تغير شكل الجسم بمرور الوقت أو بعد الولادة على ثقة المرأة بنفسها بالتالي يؤدي لنقص الرغبة الجنسية عند النساء.
  • الانشغال بالمسؤوليات الإضافية والتركيز على الأطفال أكثر من الزوج.
ب- الضغط النفسي

يمكن أن يؤثر إجهاد العمل سلباً على الدافع الجنسي، وخاصةً عند من يقوم برعاية الأسرة؛ وليس من الغريب أن يكون النوم هو الأولوية عند نهاية اليوم بدلاً من ممارسة الجنس.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يسبب التعامل مع الضغوط من خلال التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات إلى انخفاض الرغبة الجنسية أيضا.

كما أن تأثيرات الثقافة والمجتمع والتوقعات الاجتماعية يمكن أن تلعب دوراً في تشكيل الرغبة الحميمية.

ج- العوامل القائمة على الشريك

إن جودة العلاقة مع الشريك تعتبر إحدى أقوى العوامل التي تؤثر على الرغبة الجنسية عند النساء.

وتتضمن المشاكل التي قد تؤثر على الحياة الجنسية ما يلي:

  • الرغبة في معاقبة الشريك أو السيطرة عليه عن طريق الامتناع عن ممارسة الجنس
  • التعرض للخيانة
  • القضايا والمشاكل في العلاقة التي لم يتم حلها منذ فترة طويلة
  • الاستيقاظ الجنسي: حيث أن بعض النساء قد يحتجن إلى مزيد من الاستثارة أو المداعبة الجنسية لزيادة الرغبة.

علاج انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء

غالباً ما يعتمد علاج انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء على السبب الأساسي الذي أدى إلى حدوث المشكلة في المقام الأول.

١- تغيرات في نمط الحياة

هناك العديد من التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في تحسين الرغبة الجنسية عند النساء. نذكر من الاقتراحات:

  • ممارسة الرياضة بانتظام تعزز تدفق الدم وتحسن اللياقة البدنية والتواصل الجسدي، بالتالي يمكن أن تؤثر إيجابياً على الرغبة الجنسية.
  • تناول وجبات صحية وغنية بالعناصر الغذائية الأساسية يمكن أن يساعد في تحسين الصحة العامة وزيادة الرغبة الجنسية.
  • الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من الأمراض المزمنة وزيادة الثقة بالنفس.
  • التعامل بفعالية مع الضغوط والتوتر يمكن أن يساعد على تقليل التأثير السلبي على الرغبة الجنسية.
  • الاسترخاء والتدليل ضروريان لتحسين التقارب الحميمي بين الشريكين. وقد تشمل هذه الأمور تدليل النفس بالعناية الشخصية والاستمتاع بأنشطة مثل الاستحمام والمساج.
  • النوم الجيد والحصول على ما يكفي من الراحة يساعد على تجديد الطاقة والحيوية وتنظيم الهرمونات.
  • الحد من تناول الكحول والتدخين أو الاقلاع التام عنها
  • تعلم تقنيات جديدة قد تساعد في تعزيز الرغبة والرضا.
  • يمكن أن يساعد العلاج بالحديث أو العلاج الجنسي على تدبير الحالة، ولا سيما بالنسبة إلى الأشخاص الذين تعرضوا لصدمةٍ جنسية، مما قد يحسن من احترامهم لذاتهم، ويعزز علاقتهم مع الشريك.
  • وقد وجدت الأبحاث أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يمكن أن يكونا مفيداً لبعض النساء المصابات بانخفاض الدافع الجنسي. يمكن أن تساعد هذه العلاجات المرأة على التركيز على المتعة والمشاركة وتقليل الأفكار السلبية حول الجنس.

٢- العلاج الدوائي

هناك بعض العلاجات الدوائية التي يمكن استخدامها لتحسين الرغبة الجنسية عند النساء. إلا أنه يجب أن يتم استخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبي ووفقاً لتقدير الطبيب المعالج، حيث يجب أن تراعي الفوائد المحتملة والآثار الجانبية. بعض العلاجات الدوائية تشمل:

  • فياغرا للنساء (Sildenafil): هذا الدواء قد يساعد في زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض لدى النساء، مما يمكن أن يزيد من الإثارة الجنسية.
  • فليبانسرين (Flibanserin): يستخدم هذا الدواء لعلاج انخفاض الرغبة الجنسية النسائي أو اضطراب الرغبة الجنسية النسائي. وهو يعمل على تعزيز الأنشطة الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالرغبة الجنسية.
  • أوسيرميترين (Osphena): يستخدم هذا الدواء لعلاج جفاف المهبل والألم أثناء العلاقة الجنسية، مما يمكن أن يساهم في تحسين الرغبة الجنسية.
  • دواء O-Shot: يتوفر دواء يدعى "O-shot"، وهو محلول من البلازما الذي يحقنه الطبيب في المهبل. يساعد على تحسين تدفق الدم والدورة الدموية، ولكن لا يزال الإجراء جديداً ولم تتم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) بعد.
  • دواء فايليسي (Vyleesi) يعتبر هذا الدواء حديثاً، وقد وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء (FDA) عند النساء قبل انقطاع الطمث. ينشط هذا الدواء المستقبلات في الدماغ، لكن الباحثين لا يعرفون بالضبط سبب عمله على زيادة الرغبة الجنسية.
  • الهرمونات البيولوجية: في بعض الحالات، يمكن أن يتم توصية بعلاج بالهرمونات مثل الاستروجين للنساء اللواتي يعانين من انخفاض الرغبة الجنسية بسبب تغيرات في مستويات الهرمونات.

بالإضافة إلى ذلك وفي حال كان انخفاض الرغبة الجنسية ناتج عن تناول دواء معين، فيمكن للطبيب تحديده وتقديم مناسبة له، ومن المهم ألا يتم إيقاف أو تبديل أي دواء قبل استشارة الطبيب المختص.

٣- العلاج الهرموني

قد يصف الطبيب علاجاً بهرمون الاستروجين بسبب انخفاض الرغبة الجنسية نتيجة انقطاع الطمث أو غيرها من الأسباب الهرمونية، على الرغم من أن الأبحاث لم تثبت بعد أنها فعالة.

ومن أنواع العلاج بالاستروجين نذكر:

  • الاستروجين الجهازي، والذي يتمثل في حبوب منع الحمل التي ترفع مستويات هرمون الاستروجين في جميع أنحاء الجسم.
  • كما يتوفر الاستروجين الموضعي، الذي يمكن أن يأتي على شكل كريم أو حلقة مهبلية، وهو يساعد في تخفيف الأعراض المهبلية، مثل جفاف المهبل.

استخدام هرمون الاستروجين لتحسين الرغبة الجنسية عند النساء يمكن أن يكون له آثار جانبية محتملة. كما أن هذه الآثار الجانبية تختلف من شخص لآخر، وقد لا تظهر جميع هذه الآثار على النساء اللواتي يتلقين العلاج. ولذلك من الأفضل مراجعة الطبيب حول مخاطر العلاج الهرموني أولاً.

ومن الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر خلال العلاج بهرمون الاستروجين نذكر:

  • تورم الثدي: قد يؤدي استخدام الاستروجين إلى زيادة حجم وتورم الثدي.
  • احتباس الماء: قد يشعر بعض الأشخاص بزيادة في احتباس الماء والانتفاخ.
  • تغيرات في الدورة الشهرية: قد تحدث تغيرات في نمط الدورة الشهرية، مثل الاضطرابات الشهرية.
  • الغثيان والقيء: يمكن أن يسبب الاستروجين الغثيان والقيء في بعض الحالات.
  • اضطرابات في الهرمونات: قد تحدث تغيرات في مستويات الهرمونات في الجسم.
  • الآثار على الرحم: يمكن أن يؤثر الاستروجين على الرحم وقد يسبب تغيرات في الأنسجة الرحمية.
  • الاكتئاب والتغيرات المزاجية: قد تؤثر الهرمونات على المزاج وتسبب اكتئاباً أو تغيرات مزاجية.