السمنة عند الأطفال: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

يعاني كثير من الأطفال من مرض السمنة، ويؤثر ذلك سلباً على حياتهم، حيث يُصاب بالسمنة 1 من كل 5 من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC

فما هي السمنة عند الأطفال وما هي الأعراض المصاحبة لها، وكيف يمكن أن تؤثر السمنة عند الأطفال في الإصابة بالأمراض المزمنة، وما هي طرق الوقاية منها.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ما هي السمنة عند الأطفال؟

تُعدُّ السمنة عند الأطفال (childhood obesity) زيادةً في نسبة دهون الجسم عن الحد الطبيعي أو زيادة غير مناسبة لطول الطفل.

فقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الأطفال من عمر 5 إلى 18 سنة، أن نسبة الدهون المصاحبة للسمنة تبلغ 25٪ أو أكثر عند الذكور و 30٪ عند الإناث.

وأوضَّح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن السمنة يمكن أن تُقاس عن طريق مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وذلك إذا كان مؤشر كتلة الجسم في الشريحة المئوية بين 95 وأعلى فإن الطفل يعاني السمنة.

وبيَّن المركز أن نسب الإصابة بالسمنة في الولايات المتحدة الأمريكية، للأعمار ما بين سنتين إلى 19 سنة، في عام 2017 إلى 2021 بلغت 19.7٪، وأثرت في حوالي 14.7 مليون طفل ومراهق.

وكانت وفقاً للأعمار على النحو التالي (1):

  • نسب الإصابة لدى الأطفال في سن سنتين إلى خمس سنوات بلغت 12.7٪
  • نسب الإصابة لدى الأطفال في سن ست سنوات إلى 11 سنة بلغت 20.7٪
  • نسب الإصابة لدى المراهقين في سن 12 سنة إلى 19 سنة بلغت 22.2٪

كما لوحظ زيادة انتشار الإصابة بالسمنة لدى المجموعات العرقية، على النحو التالي:

  • الأطفال من الأصول اللاتينية بنسبة (26.2%)
  • الأطفال من العرق الأسود بنسبة (24.8%)
  • الأطفال من العرق الأبيض بنسبة (16.6%)
  • الأطفال الآسيويين بنسبة (9.0%)

الأعراض المصاحبة للسمنة عند الأطفال

توجد أعراضاً عدة لدى الأطفال المصابين بالسمنة، وتكون مصاحبة لها، مثل ما يلي:

  • حدوث ضيق في التنفس
  • تعب عام
  • زيادة في التعرق
  • توقف التنفس في أثناء النوم
  • الشخير
  • ألم في المفاصل
  • ظهور طفح جلدي وتهيُّج
  • التثدي عند الأطفال الذكور
  • إمساك
  • ارتجاع المريء (GERD)
  • البلوغ المبكر عند الفتيات
  • تأخر البلوغ عند الذكور

أسباب السمنة عند الأطفال

توجد أسباب عدة تجعل الأطفال يعانون السمنة، وهي على النحو التالي:

1- العادات الغذائية

تعد العادات الخاطئة في النظام الغذائي للطفل من أهم أسباب الإصابة بالسمنة، مثل عدم وجود أطعمة غير صحية غنية بالدهون والدسم والسكريات.

2- الخمول البدني

تُعد قلة النشاط الحركي وعدم ممارسة التمارين الرياضية لدى الأطفال من أبرز أسباب الإصابة بالسمنة.

3- العامل الوراثي

إذ يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالسمنة حال إصابة أحد الأبوين أو كلاهما.

كما أظهرت الدراسات الطبية أن الجينات تسهم في الإصابة بالسمنة لدى الأطفال.

حيث تتسبب بعض الجينات الموروثة التي تحمل اضطرابات استقلابية في تكوين الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة.(2)

4- الفلورا المعوية

تعد الفلورا المعوية أو ما يعرف بالنبيت الجرثومي المعوي كائنات دقيقة وجراثيم داخل الجهاز الهضمي، تلعب دوراً هاماً في المساعدة على الهضم.

كما تعتمد آلية عمل الفلورا المعوية بالطريقة الصحية للإنسان أو الضارة حسب النمط الغذائي المتبع.

بالتالي فإن نمط الغذاء الذي يستهلكه الطفل عند بداية حياته، يحدد نمط النبيت الجرثومي المعوي. (3)

كما كشفت دراسة عام 2018 ، ارتباط السمنة بنوع محدد من الجراثيم، يؤثر في عمل الأمعاء والنظام المناعي، وإنتاج المستقلبات القادرة على استهداف الأعضاء الأخرى بما في ذلك الأنسجة الدهنية والكبد (4)

5- الحالات المرضية

يمكن أن تؤدي بعض الحالات المرضية التي تصيب الأطفال إلى الإصابة بالسمنة، مثل:

  • قصور الغدة الدرقية: حيث تنقص إفرازات هرمونات الغدة، التي تلعب دوراً مهماً في الاستقلاب وتنظيم دهون الجسم بحسب دراسة عام 2017.
  • متلازمة كوشينغ: حيث يحدث خلال هذه المتلازمة ارتفاعاً في نسب الكورتيزول المسؤول عن زيادة الوزن في الجزء العلوي من الجسم والوجه وبين الكتفين بحسب دراسة عام 2021.

إضافةً إلى ما سبق، هناك بعض المتلازمات الوراثية، التي تصاحب زيادة الوزن، ومنها:

  • متلازمة برادر- ويلي (Prader-Willi syndrome)‏
  • نقص برو أفيوميلانوكورتين (Proopiomelanocortin (POMC) deficiency) كما اوضحت دراسة عام 2021.
  • متلازمة بارديت بيدل (BBS). (5)
  • نقص مستقبلات اللبتين (Leptin receptor deficiency).
6- الأدوية

توجد بعض الأدوية التي تتسبب زيادة في الوزن، مثل:

  • الستيروئيدات
  • مضادات الاكتئاب
  • أدوية السكري، بما في ذلك الأنسولين والسلفونيل يوريا (Sulfonyl urea) وثيازوليدينديون (Thiazolidinedione)‏
  • الأدوية المضادة للصرع مثل كاربامازيبين (Carbamazepine) وفالبروات الصوديوم (Sodium Valproate)

عوامل خطورة السمنة عند الأطفال

توجد عوامل عدة تزيد من فرص الإصابة لدى الأطفال، ويمكن تقسيمها على النحو التالي:

1- عوامل سلوكية

  • الاعتماد على الأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية والعناصر الغذائية المنخفضة، مثل الوجبات السريعة والحلوى والمشروبات الغازية
  • قِلة الحركة
  • الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات
  • عدم ممارسة الرياضة

2- عوامل بيئية

  • صعوبة الحصول على الطعام الصحي الغني بالعناصر الغذائية المتعددة
  • قِلة الأماكن الخاصة بممارسة الرياضة
  • عدم وجود عدد من المعارف أو الأصدقاء، للمساعدة في ممارسة التمارين الرياضية
  • تسبب النمط الغذائي العائلي المُتَّبع ضمن إطار العائلة في زيادة الوزن
  • التعرَُّض اليومي للإعلانات التي تسوِّق للوجبات السريعة وألعاب الفيديو، وقلة النشاط البدني

3- عوامل نفسية

حيث تتسبب العوامل النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب في إقبال الأطفال بشراهة على الطعام؛ لمواجهة المشاعر السلبية.

4- عوامل اجتماعية واقتصادية

حيث تتسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية، في فرض ظروف معينة تؤدي إلى زيادة الوزن، مثل شراء نوعية من الطعام غير الصحي، وعدم القدرة على الذهاب إلى أماكن التجمعات الرياضية.

المضاعفات

تتسبب السمنة عند الأطفال في حدوث مجموعة من المضاعفات، منها ما يحدث خلال فترة الطفولة، وهي كالتالي:

  • داء السكري من النوع الثاني
  • ارتفاع ضغط الدم
  • ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم
  • أمراض الكبد، مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي
  • آلام العظام والمفاصل، مثل تنكس المفاصل
  • اضطرابات تنفسية، مثل الربو
  • اضطرابات في الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره.

كما يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من مشكلات اجتماعية، مثل:

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

  • التعرض للمضايقة والتنمر
  • ضعف المهارات الاجتماعية
  • قلة احترام الذات
  • الشعور بالعزلة

كما يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من مشكلات نفسية، مثل:

  • القلق
  • الرهاب الاجتماعي
  • الاكتئاب، وقد تصل في مراحل خطيرة إلى محاولات الانتحار

تشخيص السمنة عن الأطفال

تعد الطريقة الأكثر استخداماً لتشخيص السمنة، هي حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو ناتج قسمة الوزن بالـ(كغ)/ طول الطفل (بالمتر مربع)

كما يوجد مخطط لنسب محددة موزَّعة حسب العمر والجنس، يُمكن من خلالها تشخيص الإصابة بالسمنة.

علاج السمنة

تجدر الإشارة إلى أن العلاج من السمنة لدى الأطفال سابقاً كان يعتمد على خطة تستهدف نقص وزن الطفل والوالدين معاً، تتركز على:

  • التغذية: حيث اختيار الأنماط الصحية والمفيدة من الطعام
  • التثقيف الذهني حول عادات الطعام والأنشطة الصحية
  • التعزيز السلوكي لكل من الطفل والوالدين

إلا أن دراسة حديثة، أثبتت أن استهداف الوالدين فقط بالعلاج، يمنح نتائج مماثلة تستهدف إنقاص الوزن لكل من الأطفال والوالدين. (6)

لذلك نستعرض لكم طرق العلاج من السمنة، وهي كالتالي:

1- العلاج متعدد التخصصات

حيث أوضحت دراسة مدى فاعلية العلاج متعدد التخصصات في التأثير على مؤشر كتلة الجسم (BMI)، (7) وهو ما يلي:

  • التثقيف الغذائي: حيث يوصي الأطباء بحمية معينة، تكون قادرة على تعويض العناصر الغذائية، دون أي آثار سلبية على الوزن
  • التدريب البدني: حيث ممارسة التمارين الرياضية، وتجنُّب الاعتياد على الجلوس لساعات طويلة دون أي نشاط بدني
  • التدرب مع مجموعات: حيث يستهدف هذا التدريب سلوك الطفل المصاب بالسمنة، للتخلُّص من أي عادات ضارَّة
  • جلسات علاجية عند طبيب نفسي: لتجاوز بعض المشكلات النفسية، نتيجة وزن الطفل الزائد
  • جلسات تدريب أسبوعية في المنزل: لممارسة النشاط البدني، والتخلُّص من الأطعمة قليلة العناصر الغذائية
  • الأدوية: لم تصنف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) دواء من أجل علاج السمنة عند الأطفال الذين لم تبلغ أعمارهم 12 عاما. وفي المقابل، يعد الأورليستات من الأدوية التي تُعطى للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12-16 عاماً بحسب دراسة عام 2019

على الرغم من قِلة الأبحاث السريرية التي أجريت على العلاجات المخصصة للسمنة، إلا أن أورليستات من الأدوية القليلة التي قدمت نتائج جيدة في إنقاص الوزن، حيث يعمل على التقليل من امتصاص الدهون الموجودة في الأطعمة.

كما يعد علاج بعض الحالات الصحية، مثل السكري وقصور الغدة الدرقية جزء من برنامج إنقاص الوزن عند الطفل.

2- جراحة إنقاص الوزن

تعد العمليات الجراحية التي تستهدف المعدة والأمعاء، من أجل تخفيف الوزن، خياراً علاجياً بالنسبة للمراهقين فقط دون الأطفال.

كما تحتاج الجراحة إلى موافقة الطبيب المختص المسؤول عن الحالة المرضية.

وبالتأكيد؛ لن تحل الجراحة محل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، بل هي خطوة أولية تساعد المراهق على بدء برنامج إنقاص الوزن.

الوقاية من السمنة عند الأطفال

تعد الوقاية من السمنة عند الأطفال من الأمور الهامة التي تقع على عاتق الوالدين.

كما توجد مجموعة من الخطوات البسيطة التي تسهم في الوقاية من السمنة، وهي كالتالي:

1- نمط الطعام

حيث توجد ممارسات عدة يجب أن تكون في النمط الغذائي للطفل، وهي:

  • الاعتماد على الطهي في المنزل قدر الإمكان وتجنُّب تناول الطعام بالخارج، وبشكلٍ خاص في مطاعم الوجبات السريعة
  • تناول الطفل مجموعة متنوعة من الخضروات والفواكه
  • إضافة الحبوب الكاملة إلى الطعام مثل البرغل والشوفان
  • التحكم في أحجام الوجبات، وعدم إجبار الطفل على إنهاء كل الطعام
  • تناول الأطعمة قليلة الدسم والخالية من الدهون
  • استبدال المشروبات الغازية بالماء والعصير الطبيعي 100% والحليب قليل الدسم

2- النشاط البدني

تؤثر ممارسة التمارين الرياضية في صحة القلب والأوعية الدموية والعظام.

في الغالب يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 5 سنوات نشيطين بدنيًا طوال اليوم.

بينما يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 17 عاماً إلى ممارسة 60 دقيقة على الأقل يومياً من النشاط البدني، مثل:

  • المشي مع الحيوانات الأليفة
  • ركوب الدراجة
  • السباق مع الأصدقاء
  • لعب كرة القدم في المدرسة والحي
  • غسيل السيارة
  • ترتيب وتنظيف الغرف
  • جرف أوراق الشجر

3- تحديد روتين نوم ثابت

حيث ربطت الدراسات الطبية بين نقص النوم والإصابة بالسمنة عند الأطفال، فضلاً عن الأمراض الأخرى مثل السكري من النوع الثاني وقلة التركيز والانتباه.

لذا ينبغي وضع مواعيد ثابتة لنوم الأطفال حتى في عطلات نهاية الأسبوع، حتى يكونوا بكامل نشاطهم وحيويتهم.

حيث يحتاج الطفل في سن ما قبل المدرسة إلى 11-13 ساعة من النوم يومياً.

كما يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و 12 عاماً إلى 9-12 ساعة من النوم المتواصل.

بينما يحتاج المراهقون من سن 13 إلى 18 عاماً إلى 8-10 ساعات من النوم.

4- قضاء وقت أكبر مع العائلة

حيث يقضي الأطفال أوقات طويلة في مشاهدة التلفاز أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر، بما يؤثر سلباً على وزن الطفل.

لذا ينبغي على الأهل ضبط عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الشاشات.

ويفضل إيجاد أنشطة بديلة مع العائلة، تتمتع بالتسلية والمرح للأطفال.

وفي النهاية، لا بدّ من التأكيد على أهمية دور الأهل في إنقاص وزن الطفل، وينبغي استشارة أخصائي التغذية أو طبيب الأطفال حال وجود أمر غير واضح بخصوص النظام الغذائي أو وزن الطفل.