7 أسباب لتغير براعم التذوق لديك

الكاتب - أخر تحديث 21 فبراير 2024

يمتلك الإنسان حوالي 10 آلاف برعم من براعم التذوق، يقع معظمها على اللسان مباشرةً، وتساعد على الاستمتاع بنكهة الأطعمة، ولكن يمكن أن تؤثر عوامل وأسباب مختلفة في إدراك التذوق، فما هي؟

براعم التذوق

تعد براعم التذوق "Taste Buds" أعضاء حسية صغيرة تسمح بالاستمتاع بنكهات الأطعمة والمشروبات، وتقع على سطح اللسان، وسقف الفم والحلق وداخل الخدين.

ويحتوي كل برعمٍ ذوقي على حوالي 50 إلى 100 خلية متخصصة، تسمى بمستقبلات التذوق كما يمكنها اكتشاف الأنواع المختلفة من الأذواق: مثل الحلو، والحامض، والمالح، والمر، والأومامي (طعم مرق اللحم).

تُرسل هذه المستقبلات إشاراتٍ إلى الدماغ، حيث يعمل على معالجتها وتحليلها لتمييزها كأذواق مختلفة.

ولا تقتصر وظائف براعم التذوق على منحنا متعة تذوق الطعام، بل تمتد لتشمل ضمان بقائنا على قيد الحياة، لأنها تساعد على تجنب الأطعمة الفاسدة أو السامة، وتسهم في تنظيم الشهية والتغذية.

أسباب تغير براعم التذوق

يحدث تغير براعم التذوق أو خلل الذوق " Dysgeusia" نتيجة اضطراب يجعل الأطعمة ذات مذاق غريب. وفي معظم الحالات يختفي هذا التغير في حاسة التذوق تلقائياً.

ويمكن لفيروس مثل كوفيد-19 أو نزلات البرد أن يؤدي إلى هذا الخلل. كما يمكن أن تكون هذه الحالة ناجمةً أيضاً عن أحد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو الأدوية الأخرى.

وفيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تغير براعم التذوق:

1- العدوى الفيروسية أو الجرثومية

يمكن أن تسبب عدوى الجهاز التنفسي العلوي أعراضاً مثل احتقان الأنف وسيلانه، تقلل من عمل حاسة الشم، وينتج عنها تغيراً في التذوق.

إذ يبدو الأمر للمريض أن براعم التذوق تتوقف عن العمل عند الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا. لكن الحقيقة هي أن حاسة التذوق لا تعمل جيداً دون حاسة الشم.

2 - بعض الحالات الطبية

توجد بعض الحالات الطبية تسبب تغيراً في عمل براعم التذوق، كالاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي وتؤثر في أعصاب الفم أو الدماغ، مثل ما يلي:

  • مرض باركنسون "Parkinson’s disease"
  • التصلب المتعدد "multiple sclerosis"
  • مرض الزهايمر "Alzheimer’s disease"

بالإضافة إلى ذلك يمكن لبعض اضطرابات الجهاز غير العصبي مثل مرض السرطان أن تسبب تغيراً في إدراك التذوق، خاصةً أثناء الحصول على العلاج الإشعاعي. (1)

وتشير دراسة طبية إلى أن 76% من المرضى الذين يتلقون علاجاً للسرطان يبلِّغون عن تغيراتٍ في التذوق، وما يصل إلى 45% يبلغون عن تغيراتٍ في الشم.

كما يمكن أن تؤثر أي حالةٍ طبيةٍ خاصة بالدماغ أو الأنف أو الفم في حدوث تغير في براعم التذوق.

3- نقص الفيتامينات والمعادن

يؤدي نقص بعض الفيتامينات والمعادن المختلفة، الناتج عن سوء التغذية، إلى فقدان حاسة التذوق، مثل:

  • فيتامين A
  • فيتامين B6
  • فيتامين B12
  • الزنك
  • النحاس

4- تلف الأعصاب

تشكل الأعصاب المُمتدة على طول المسار من الفم إلى الدماغ شبكة معقدة تُعد أساس وظيفة براعم التذوق واستشعار النكهات المختلفة.

ويؤدي تلف هذه الأعصاب، جراء الإصابة أو المرض، إلى تغيرات في قدرة الفرد على التذوق.

وتشمل بعض الأسباب المحتملة لتلف الأعصاب، الذي يمكن أن يؤثر في تغير حاسة التذوق ما يلي:

  • عدوى الأذن
  • عمليات جراحية في الأذن
  • الإجراءات المتعلقة بطب الأسنان
  • العمليات الجراحية الخاصة بالفم
  • خلل في وظيفة العصب الوجهي
  • إصابات الدماغ

5- بعض الأدوية الطبية

تغير بعض الأدوية عمل براعم التذوق، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين "ACEi" التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

كما تسهم بعض الأدوية في حدوث تغيرات في حاسة التذوق، من خلال تأثيرها في إفراز اللعاب، مما يسبب جفافاً بالفم، ويعيق قدرة براعم التذوق على تمييز المواد الكيميائية.

وتشمل بعض الأدوية الشائعة التي تسبب جفافاً بالفم ما يلي: (2)

  • المضادات الحيوية " antibiotics"
  • مضادات الاكتئاب
  • مضادات الفطريات
  • مضادات الهيستامين
  • خافضات ضغط الدم
  • مضادات الالتهاب
  • مضادات الذهان
  • مضادات الفيروسات
  • أدوية الجهاز العصبي المركزي
  • مدرات البول
  • المرخيات العضلية
  • أدوية الغدة الدرقية

6- الشيخوخة

يبدأ عدد براعم التذوق في التناقص، وتغير وظيفتها أيضاً، مع التقدم في العمر. ويصعب استشعار النكهات المختلفة، بالتزامن مع انخفاض حجم وحساسية البراعم المتبقية.

كما تؤثر بعض الأمراض، وفقدان حاسة الشم، لدى كبار السن، على إدراك التذوق.

7- التدخين

يعدّ التأثير في حاسة التذوق أحد مخاطر التدخين، حيث تغيّر المواد المسرطنة والقلويدات الموجودة في السجائر، المستقبلات في براعم التذوق، مما يقلل من استشعار النكهات.

وأظهرت دراسة طبية أن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين لاحظوا تغيرات في إدراكهم للتذوق.

وربطت الدراسة بين ارتفاع معدلات النيكوتين وانخفاض حساسية التذوق لدى المشاركين فيها. ولاحظ الباحثون تحسناً في وظائف براعم التذوق خلال أقل من أسبوعين بعد خفض مستويات النيكوتين.

علاج تغير براعم التذوق

يحدد العلاج بناءً على الحالة الأساسية التي تسببت في فقدان التذوق.

على سبيل المثال، ينتظر الأطباء في الحالات البسيطة الناتجة عن نزلات البرد أو الأنفلونزا، حتى تهدأ العدوى، إذ تعود حاسة التذوق بمجرد زوال المرض.

لكن تشير الأدلة الطبية إلى أن مشكلات الشم والتذوق قد تستمر بعد الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 المسبب لمرض الكورونا.

كما يوصي الأطباء الذين يعانون من العدوى الجرثومية، وتسببت في فقدان التذوق، بتناول المضادات الحيوية.

من ناحية أخرى تتطلب الأزمات الصحية الأكثر خطورة، مثل اضطرابات الجهاز العصبي، أو إصابات الرأس، خطة علاجية خاصة.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للشخص الذي يشعر بتغيرات في حاسة التذوق، اتخاذ خطواتٍ للمساعدة في تحسينها، مثل:

  • الإقلاع عن التدخين
  • الاهتمام بنظافة الأسنان عن طريق التنظيف بالفرشاة والخيط واستخدام غسول الفم الطبي يومياً
  • استخدام مضادات الهيستامين أو البخاخات المتاحة دون وصفة طبية لتقليل الالتهاب في الأنف

نصائح

قد يصعب الوقاية من فقدان حاسة التذوق، إذ تعود بعض الحالات إلى أمراض كامنة تتطلب علاجاً طبياً متخصصاً.

لكن يمكن للأفراد تقليل خطر فقدان التذوق الناتج عن العدوى، عبر اتباع بعض التدابير الوقائية، مثل:

  • تناول نظام غذائي صحي
  • الحفاظ على ترطيب الجسم
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة
  • غسل اليدين جيداً
  • ارتداء قناع للوجه في الأماكن العامة
  • السيطرة على الإجهاد