تعتبر الغدة الدرقية واحدةً من الغدد الهامة في جسم الإنسان حيث تلعب دوراً هاماً في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية للجسم.
ما هي الغدة الدرقية
الغدة الدرقية جزء من جهاز الغدد الصم في جسم الإنسان، الذي يتكون من غددٍ تنتج الهرمونات وتخزنها، ثم تطلقها في مجرى الدم حتى تصل إلى خلايا الجسم المختلفة.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبتقع الدرقية في مقدمة العنق أسفل تفاحة آدم (أسفل الحنجرة)؛ وهي غدة على شكل فراشة تتكون من فصين يقعان على جانبي الرغامى.
عادةً لا تكون الغدة الطبيعية مرئية ظاهريًا ولكن يمكن الشعور بها إذا ما تم الضغط بالإصبع على العنق.
ما هي هرمونات الدرقية؟
تفرز الغدة الدرقية 3 أنواع من الهرمونات تؤدي دورًا في العديد من الأنظمة المختلفة في جميع أنحاء الجسم. وهي:
- هرمون الثيروكسين (T4)
- ثلاثي يودوثيرونين (T3)
- هرمون الكالسيتونين
هرمونا الثيروكسين وثلاثي يودوثيرونين يعتبران ضروريين من أجل عمل كافة خلايا جسم الإنسان بشكل طبيعي، في حين يعمل الكالسيتونين بشكل أساسي على تنظيم الكالسيوم.
من أجل الحفاظ على مستويات T4 وT3 ضمن حدود معينة تعمل كل من الغدة النخامية والوطاء معاً بشكل مستمر.
حيث ينتج الوطاء الـ TRH وهو الهرمون المطلق لموجهة الدرق والذي يحرض الغدة النخامية على إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH)، والذي بدوره يحرض الدرقية على إنتاج هرمونات T3 وT4؛ أو التقليل من إنتاجهما عبر عكس العملية السابقة.
بكلماتٍ أخرى عندما تكون مستويات T3 وT4 منخفضة في الدم، تفرز الغدة النخامية المزيد من TSH لإخبار الدرقية بإنتاج المزيد من هرموناتها.
وإذا كانت مستويات T3 وT4 مرتفعة، فإنَّ الغدة النخامية تطلق كمية أقل من TSH إلى الدرقية لإبطاء إنتاج تلك الهرمونات.
أما بالنسبة لهرمون الكالسيتونين، يزداد إفراز الدرقية له عندما تزداد مستويات الكالسيوم في الدم، وبالمقابل ينخفض إفرازه عند تدني مستويات الكالسيوم في الدم.
وظائف الغدة الدرقية
تقوم الغدة الدرقية بمختلف الوظائف المهمة داخل الجسم، حيث أنّ أهم دور لهرموني T3 وT4 يتمثل في التحكم في عملية الاستقلاب. وهي العملية التي تحول الطعام إلى طاقة يستخدمها الجسم للحفاظ على عمل العديد من أجهزته بشكلٍ صحيح.
كما يؤثر هذان الهرمونان في:
- معدل ضربات القلب
- وزن الجسم
- قوة العضلات والتحكم فيها
- عملية التنفس
- درجة حرارة الجسم
- مستويات الدهون في الدم
- الدورات الطمثية
- الجهاز العصبي المركزي (CNS)
بينما تتمثل وظيفة هرمون الكالسيتونين الرئيسية في خفض مستويات الكالسيوم في الدم (وليس العظام)؛ ويتم ذلك بطريقتين رئيسيتين:
تحدث مع طبيب الآن
- يثبط الكالسيتونين نشاط الخلايا التي تحطم أنسجة العظام (ناقضات العظم)، عندما تقوم ناقضات العظم بتحطيم العظام يُطلق الكالسيوم من العظام إلى مجرى الدم.
- يمكن أن يقلل الكالسيتونين من كمية الكالسيوم التي يعاد امتصاصها في الكليتين (لتحررها مرة أخرى في مجرى الدم)، بالتالي يتسبب في انخفاض مستوياته في الدم.
اضطرابات الغدة الدرقية
نظراً للتعقيد في آلية عملها فمن السهل تخيل احتمالات كثيرة لحدوث مشكلة الغدة.
فيمكن أن تنتج اضطرابات الغدة من أمراض تؤثر فيها نفسها أو الوطاء أو الغدة النخامية أو بروتينات الدم، أو حتى نتيجة الاضطرابات التي تؤثر في تعامل أنسجة الجسم مع هرموناتها.
اضطرابات الدرقية شائعة حيث يعاني حوالي واحد من كل 20 شخصٍ من نوعٍ من الاضطرابات، والتي قد تكون مؤقتة أو دائمة. ويمكن أن تصيب الجميع ولكنها تميل إلى الحدوث بشكل رئيسي عند النساء
عمومًا، قد تتسبب اضطرابات الدرقية في:
- ضعف في وظيفتها (قصور)
- فرط نشاط
- الدراق وهي حالة تضخم الغدة
- سرطان الغدة الدرقية
يمكن لأي من الحالات السابقة أن تكون خطيرة للغاية وتحتاج لاستشارة الطبيب.
الأعراض المرافقة للاضطرابات
يمكن أن تختلف أعراض اضطرابات الغدة الدرقية تمامًا من فرد لآخر؛ وغالبًا تشمل الأعراض الشائعة لقصورها ما يلي:
- الجلد الجاف
- انخفاض معدل ضربات القلب
- الكسل
- تغيرات الجلد
- تساقط الشعر
- الخمول
- الانتفاخ وزيادة الوزن
- عدم تحمل البرودة
بينما تشمل الأعراض الشائعة لفرط نشاطها ما يلي:
- تسرع النبض
- جفاف العينين
- الحساسية للضوء
- الأرق والعصبية
- الشعر الرقيق
- الضعف
- الارتعاش
- عدم تحمل الحرارة
تشخيص اضطرابات الدرقية
تشخيص اضطرابات الغدة قد يتطلب إجراء العديد من تحاليل الدم المتعلقة بهرمونات الغدة مع إمكانية إجراء تحاليل أخرى عند الاشتباه بوجود مشكلة معينة.
من الأمور الأساسية في التشخيص هي تقييم العلاقة بين الغدتين النخامية والدرقية. ويتم ذلك عبر قياس مستويات هرموني T3 وT4 الحرين في الدم إضافة لمستويات هرمون TSH.
إن قراءة التحاليل قد تكون معقدةً بعض الشيء ولا يجب أن تقوم بتقييم النتائج لوحدك دون أخذ رأي الطبيب.
فعندما تكون مستويات TSH منخفضة ومستويات T4 الحر مرتفعة قد يشير ذلك لفرط نشاط في الدرقية وفي ذات الوقت قد يعني وجود مشكلة في الغدة النخامية.
وفي حال كانت مستويات TSH مرتفعة ومستويات T4 الحر منخفضة يمكن أن يعني الأمر وجود قصور في وظيفة الدرقية، ولكنه قد يشير إلى ورم في الغدة النخامية.
هل يمكن علاج اضطرابات الغدة الدرقية؟
يصعب الإجابة عن هذا السؤال بسبب الاختلافات بين فكرة «العلاج» و«الشفاء التام»؛ ولكن عمومًا يمكن علاج أمراض الدرقية، وعودة وظائفها الطبيعية.
باختصار، إنَّ أهم جانب من جوانب اضطرابات الدرقية يكمن في توفر علاجات فعالة يمكنها إعادة وظيفة الدرقية إلى وضعها الطبيعي، حتى لو لم يعالج السبب الكامن وراء ذاك الاضطراب.
وبمجرد تشخيص مرض الدرقية، يحتاج جميع المرضى إلى متابعة طبية مدى الحياة لضمان بقاء وظيفة الدرقية لديهم في أفضل نطاق ممكن.