يعتبر الكولاجين مكوناً أساسياً للعديد من الوظائف الحيوية في الجسم، حيث يشكل نسيجاً هيكلياً يدعم مرونة العظام والبشرة والمفاصل. مع تقدم العمر وتأثير العوامل البيئية، يمكن أن يتضاءل إنتاج الكولاجين في الجسم، مما يؤدي إلى مشاكل مثل فقدان مرونة الجلد وتقوية العظام. تُعد مكملات الكولاجين الحل السحري الذي يثير اهتمام الكثيرين في تحسين جودة العظام والبشرة.
في هذا المقال، سنكتشف الفوائد المحتملة لمكملات الكولاجين، وكيف يمكن أن تكون هذه المكملات جزءًا فعّالًا من روتين العناية بالصحة.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيببروتين الكولاجين وأنواعه
يشكّل البروتين حوالي ثلث وزن الجسم، فهو يتواجد في مجمل الخلايا، ويعتبر الكولاجين بدوره البروتين الأكثر وفرة في الجسم. تشكّل سلاسل الكولاجين بنية مستقرة ومشدودة تمنح خلايا الجلد القوة، وتساعدها على الالتصاق بعضها ببعض.
ولكن لسوء الحظ، تتناقص جزيئات الكولاجين شيئاً فشيئاً مع التقدّم بالعمر، حيث يبدأ غالبية الأشخاص بخسارة الكولاجين بدءاً من عمر العشرين، فهو عادةً ما يتناقص بنسبة 1% في السنة.
هناك أنواع عديدة من الكولاجين (تصل لحوالي 28 نوع)، ولكن الأنماط الأربعة هي الأكثر شيوعاً:
- النمط الأول: يعتبر النمط الأكثر شيوعاً من بين الأنماط الأخرى، فهو يدخل في تركيب كامل النسج الضامة الموجودة في الجسم.
- النمط الثاني: يوجد بشكل أساسي في المفاصل والأقراص الفقرية وهي الوسائد التي تفصل ما بين فقرات العمود الفقري وتساعده في تخفيف الصدمات.
- النمط الثالث: يكوّن الألياف الشبكية الداخلة في تركيب الجلد والأوعية الدموية.
- النمط الرابع: يوجد في كل من الكليتين، الأذن الداخلية وعدسة العين.
تتنوع وتختلف أنماط جزيئات الكولاجين تبعاً لاختلاف مصدره، وفق ما يلي:
- الكولاجين البقري: يتألف من النمطين 1 و 3.
- الكولاجين البحري المستخرج من الأسماك: يحتوي على النمطين 1 و2 من الكولاجين.
- الكولاجين المستخرج من الدواجن: يحتوي على النمط الثاني من الكولاجين.
- كولاجين قشرة البيض: يتألف من الكولاجين نمط 1 و 5.
المصادر الطبيعية
يتوافر الكولاجين في العديد من المصادر الطبيعية التي يمكن استهلاكها، ولكن لا تكون تراكيز الكولاجين عالية فيها بالمقارنة مع تناول المكملات الغذائية.
يمكن الاعتماد على المصادر التالية للحصول على الكولاجين بشكل مباشر من الطعام:
- المرق العظمي: يعد مصدرًا غنيًا بالكولاجين.
- اللحوم الحمراء: تحتوي على كمية جيدة من الكولاجين.
- الدجاج: يُعد مصدرًا جيدًا للكولاجين، خاصةً جلد الدجاج.
- البيض: يحتوي على كمية جيدة من الكولاجين، خاصةً بياض البيض.
- الأسماك: تحتوي على كمية جيدة من الكولاجين، خاصةً سمك السلمون والسردين.
أشكال مكملات الكولاجين
مكملات الكولاجين تتوفر بشكل أساسي في أشكال مختلفة ويمكن العثور عليها في الأسواق بعدة تركيبات. إليك بعض الأشكال الدوائية الشائعة لمكملات الكولاجين:
- كبسولات أو أقراص: يُعد تناول مكملات الكولاجين على شكل كبسولات أو أقراص من بين الأشكال الدوائية الأكثر شيوعًا. يكون في هذه الحالة الكولاجين معبأً في كبسولات سهلة الابتلاع أو أقراص يمكن تناولها بسهولة مع الماء.
- مسحوق: يمكن العثور على مكملات الكولاجين في شكل مسحوق، حيث يتم تخليط المسحوق مع الماء أو العصائر أو السوائل الأخرى. يُعد هذا الشكل مناسبًا للذين يفضلون تناول المكملات عن طريق الشرب.
- سوائل ومشروبات: بعض مكملات الكولاجين تأتي في شكل سوائل أو مشروبات جاهزة للاستهلاك. يمكن أن تكون هذه المشروبات محلاة ومعطرة لتحسين الطعم وجعلها أكثر جاذبية للبعض.
- جيلاتين الماء هو شكل طبيعي للكولاجين، ويمكن استخدامه كمصدر لمكملات الكولاجين. يمكن تضمينه في وصفات الحلويات أو العصائر أو السلطات.
- كريمات ومستحضرات تجميل: بالإضافة إلى الأشكال الداخلية، يمكن العثور على مكملات الكولاجين في صورة كريمات أو مستحضرات تجميل موضعية. تُستخدم هذه المنتجات لتحسين مظهر البشرة وتعزيز إشراقتها.
فوائد مكملات الكولاجين
تُعتبر مكملات الكولاجين مشهورة بعدد من الفوائد المحتملة للصحة والجمال. إليك بعض الفوائد المعروفة لاستهلاك مكملات الكولاجين:
١- الحفاظ على صحة البشرة
تعد مكملات الكولاجين من الخيارات الرائجة التي يبحث عنها الكثيرون للحفاظ على صحة وجمال بشرتهم. ويرجع ذلك إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الكولاجين في بنية الجلد، حيث يُشكل مكوناً رئيسياً يدعم مرونة الجلد ويمنحه تماسكه. مع تقدمنا في العمر وتأثير العوامل الخارجية مثل التلوث والتعرض لأشعة الشمس، يبدأ إنتاج الكولاجين في الجسم بالتناقص، مما يؤدي إلى فقدان مرونة الجلد وظهور علامات الشيخوخة.
تساعد مكملات الكولاجين في الحفاظ على صحة الجلد من خلال:
أ- زيادة مرونة ورطوبة الجلد:
إن استخدام منتجات الكولاجين يساعد الجسم في تعزيز إنتاج مركبات الإيلاستين، وهو بروتين يظهر تأثيرات إيجابية على الصحة العامة وخاصة على خلايا الجلد. يعزز الإيلاستين مرونة الجلد، مما يجعله أكثر امتلاءً ويحافظ على صحة البشرة بشكل فعّال بالتالي يخفف من ظهور علامات تقدم السن كزيادة التجاعيد. (1)
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أن تناول مكملات تحتوي على الكولاجين وفيتامين C يساعد في تحسين مرونة الجلد. تجدر الملاحظة أيضا أن الكولاجين من النوعين الأول والثالث هما النوعان الأساسيان في الحفاظ على مرونة وثبات الجلد.
ب- حماية البشرة الرقيقة أو الهشة:
يؤدي تراجع تراكيز الكولاجين في البشرة مع التقدم بالعمر إلى تغيرات عديدة على مستوى الجلد كأن تصبح رقيقة وهشة.
وبناء عليه، فقد تساعد مكملات الكولاجين في تثبيت طبقة الأدمة لدى الشخص (طبقة الجلد الأساسية) وتساعد بذلك في الحفاظ على ثبات الجلد، وزيادة سماكته.
ج- زيادة رطوبة الجلد:
جفاف الجلد يعتبر من أكثر العوامل التي تزيد من ظهور التشققات الجلدية لدى الشخص، وهذه التشققات تزيد من خطورة إصابة الجلد بالأمراض والتعرض للعوامل الممرضة كالجراثيم أو الفطور أو الفيروسات التي قد تخترق هذه التشققات لتصل إلى خلايا الجلد.
د- المساهمة في شفاء الجروح
تلعب مكملات الكولاجين دورًا مهماً في دعم عمليات شفاء الجروح وتعزيز تجديد الأنسجة الندبية. حيث يساهم الكولاجين في تحسين مرونة الجلد، بالتالي تصبح البشرة أكثر مرونة وتقل فرص تكوُّن ندب دائمة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد الكولاجين في تقوية بنية الجلد والأنسجة الرابطة، مما يعزز قوة البشرة ويجعلها أكثر تحمُّلاً. كما أن لهذا البروتين دوراً في تقليل التورم والالتهابات المترافقة مع الجروح، مما يسهم في توفير بيئة مثلى لعملية التئام الجروح. (2)
تحدث مع طبيب الآن
٢- الحفاظ على صحة العظام
يلعب الكولاجين دوراً أساسياً في بناء عظام قوية، كونه عنصراً رئيسياً في تركيبها. ولهذا الدور الحيوي، تبرز أهمية مكملات الكولاجين في الحفاظ على صحة العظام وتعزيز قوة الجهاز العضلي الهيكلي. (3)
مع تقدم العمر، يواجه الجسم نقصاً في مستويات الكولاجين وغيرها من المركبات الأساسية، مما يؤثر سلباً على كثافة المعادن في العظام، ويضعفها ويجعلها أكثر عرضة للكسور.
وتزداد أهمية تناول مكملات الكولاجين لدورها في تخفيف أعراض هشاشة العظام، مثل الألم والتيبس، عبر تعزيز قوة ومرونة النسيج العظمي.
٣- تقليل آلام المفاصل
الكولاجين يعتبر جزءًا أساسيًا في بنية الغضاريف المفصلية، وتأتي هذه الغضاريف بأهمية بالغة في جسم الإنسان. إنها تسهم في تسهيل حركة المفاصل وتعمل كوسادة، تقلل من الضغط المتكون على الأسطح المفصلية، بالتالي يحمي المفاصل من التآكل الزائد والشد الزائد أثناء الحركة. (2)
وبناء عليه، فقد تبيّن أنّ استهلاك مركبات الكولاجين قد يفيد في تخفيف الأعراض السريرية المرافقة لهشاشة العظام لدى الشخص.
٤- تحسين البنية العضلية
غالباً ما تنقص الكتلة العضلية بشكل تدريجي مع التقدم بالعمر كغيرها من التغيرات الجلدية والعظمية المرافقة للشيخوخة.
لذلك فإن استهلاك مكملات الكولاجين قد يزيد بدوره من الكتلة العضلية لدى الشخص، ويحدّ من التراجع العضلي لديه بعد التقدّم بالعمر.
ولكن لا بدّ من التنويه، إلى أنّ الاستفادة الأمثل من هذه المكملات تظهر عندما يتم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل مترافق مع استهلاك الكولاجين.
٥- تحسين صحة الأمعاء والقلب
يساعد استهلاك مكملات الكولاجين في إنقاص خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي (الشرايين المغذية للقلب).
كما تساعد هذه المكملات في تخفيف الأعراض المرافقة للعديد من أمراض الجهاز الهضمي كتراكم الغازات. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الفوائد لا تزال تحتاج للمزيد من الأبحاث والدراسات حتى تثبت صحتها بشكل كامل.
٦- تعزيز بنية الشعر والأظافر وتقويتها
تعتبر مكملات الكولاجين من الخيارات الشهيرة لتحسين صحة الشعر والأظافر. يلعب الكولاجين دوراً حيوياً في هيكل الشعر والأظافر، حيث يعتبر مكوناً رئيسياً في تركيبهما.
باستهلاك مكملات الكولاجين، يمكن تحفيز نمو الشعر وتعزيزه، مما يجعله أكثر قوة ومرونة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد في تعزيز بنية الأظافر، مما يقلل من التشقق والتكسر. تحتوي هذه المكملات على الأحماض الأمينية التي لها دوراً في بناء البروتينات الحيوية الموجودة في الشعر والأظافر، مما يسهم في تحسين مظهرهما وتقويتهما. (4)
٧- الحفاظ على صحة الدماغ
يعتبر الكولاجين جزءًا أساسيًا في بنية الأوعية الدموية والغمد الذي يحيط بالأعصاب. لذلك فهي تسهم في دعم وتقوية هذه الهياكل، مما يعزز تدفق الدم وتحسين تغذية الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الكولاجين على أحماض أمينية مثل الجلوتامين والآرجينين، والتي لها دور في تحفيز وظائف الدماغ وتقويته.
بالتالي وباستخدام مكملات الكولاجين بانتظام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة للدماغ ويساهم في الحفاظ على وظائفه الحيوية.
٨- تحسين عملية الاستقلاب
لا تزال الأبحاث حول تأثير مكملات الكولاجين على عملية الاستقلاب وخسارة الوزن محدودة، وتحتاج إلى مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات الأولية إلى احتمالية وجود بعض الفوائد:
- تساعد مكملات الكولاجين على زيادة الشعور بالشبع، مما قد يُقلل من كمية الطعام المُتناولة على مدار اليوم.
- تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الكولاجين قبل الوجبة قد يُؤدي إلى تقليل كمية السعرات الحرارية المُتناولة.
- بما أن تناول الكولاجين يساعد على زيادة الكتلة العضلية خاصة عند ممارسة الرياضة، بالتالي فإن هذه الزيادة في كتلة العضلات تزيد من معدل حرق السعرات الحرارية في الجسم بالتالي يساعد على خسارة الوزن.
الجرعات
بشكل عام يعتبر تناول 2.5 إلى 15 غرام يومياً من بروتين الكولاجين كمية آمنة وفعالة للحصول على فوائده.
فبحسب دراسة عام 2019 فإن تأثير بروتين الكولاجين على الجلد والبشرة يبدأ بجرعة 2.5 غرام وحتى 10 غرام.
كما تبين أن تأثيره على العظام والمفاصل يبدأ من جرعة 5 غرام (5) أما الجرعة المفيدة للعضلات وتحسين قوتها وتخفيف الألم بعد التمارين الرياضية فهي 15غرام (6)
مصادر
- Biochemistry, Collagen Synthesis
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK507709/ - Physiology, Connective Tissue
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK542226/ - Collagen
https://www.hsph.harvard.edu/nutritionsource/collagen/ - Collagen: A review on its sources and potential cosmetic applications
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29144022/