ما هو مرض اليد والقدم والفم؟
إن مرض اليد والقدم والفم هو مرض فيروسي خفيف شائع عند الأطفال دون سن 10 سنوات، ولكن يمكن أن يصيب المراهقين والبالغين أيضاً.
يكون أكثر شيوعاً في فصل الصيف وأوائل الخريف، ويظهر بأعراض نزلة البرد كمعظم الأمراض الفيروسية، بينما يتميز بالطفح الجلدي في اليدين والقدمين وتقرحات الفم.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبيمكن الإصابة بمرض اليد والقدم والفم أكثر من مرة، لكن تكون الأعراض أخف بتكرار الإصابة.
أعراض مرض اليد والقدم والفم
يظهر المرض غالباً بأعراض خفيفة لمدة 7 إلى 10 أيام، وتكون متشابهة عادةً لدى البالغين والأطفال، لكن يمكن أن تكون أسوأ عند الرضع والأطفال دون سن الخامسة. وتشمل الأعراض:
١- تظهر أعراض شبيهة بنزلة البرد بعد ثلاثة إلى ستة أيام من الإصابة بالفيروس، تتضمن:
- الحمى والصداع
- نقص الشهية
- التهاب البلعوم
- الشعور بتوعك
٢- قد تظهر بعد يوم أو يومين من بدء الحمى حويصلات في الفم محاطة بهالة حمراء. وتتحول لتقرحات مؤلمة "الذباح الحلئي" لها قاعدة صفراء رمادية وحافة حمراء، وهي تسبب ألماً أثناء البلع، ونستدل عليه عند الطفل من خلال:
- رفض الأكل أو الشرب
- سيلان اللعاب
- الرغبة في شرب السوائل الباردة فقط
٣- يمكن أن يحدث طفح جلدي على راحتي اليدين وباطن القدمين، وقد يظهر على الركبتين أو المرفقين أو الأرداف أو منطقة الحفاض.
يكون عادةً على شكل بقع حمراء مسطحة وأحياناً تترافق ببثور، وقد تتقشر البثور وتكون القشرة بلون بني تاركةً تقرح، وهذه البثور لا تسبب الحكة على عكس بثور الجدري.
إذا كان الطفل يعاني من "أكزيما"، يمكن أن يتسبب المرض في تفاقمها واحتمالية إصابة الآفات بالبكتيريا.
تحدث مع طبيب الآن
أسباب مرض اليد والقدم والفم
يسبب المرض عادةً مجموعة فيروسات "كوكساكي" من عائلة الفيروسات المعوية، والأكثر شيوعاً فيروس "كوكساكي A16".
وهناك العديد من الفيروسات الأخرى اللي يمكن أن تكون سبباً في هذا المرض ومنها فيروس "كوكساكي A6" وتكون أعراضه أكثر شدةً. (1)
بالإضافة للفيروس المعوي "71 (EV-A71" الذي ارتبط في العديد من الدراسات بالإصابة العصبية. (2)
عدوى مرض اليد والقدم والفم
يكون المرض شديد العدوى حيث ينتشر بسرعة في المدارس والحضانات ومراكز الرعاية.
يمكن للمريض أن ينقل العدوى حتى قبل أن تظهر الأعراض، وعادةً ما يكون الأشخاص المصابون بمرض اليد والقدم والفم أكثر عدوى خلال الأسبوع الأول من المرض. حيث ينتقل الفيروس من خلال:
- الاتصال المباشر مع الشخص المصاب عن طريق اللمس او العناق والتقبيل او مشاركة الأدوات الشخصية.
- تنتشر قطيرات من الجهاز التنفسي تحتوي على جزيئات فيروسية.
ويستمر نشر الفيروس أقل من 4 أسابيع عن طريق مفرزات الجهاز التنفسي عبر السعال والعطاس ومخاط الأنف. - توضع القطيرات على الأشياء مثل مقابض الأبواب أو الألعاب فتنتقل بلمس هذه الأسطح الملوثة ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم.
- السائل من البثور الجلدية يحتوي على الفيروس لذا فهي تكون معدية حتى تجف وتتشكل القشرة.
- البراز: فمثلاً في حال تغيير حفاضات الطفل ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم، ويستمر تواجد الفيروس في البراز حوالي 6 أسابيع.
تشخيص مرض اليد والقدم والفم
من المهم مراجعة الطبيب في حال:
- عدم استهلاك ما يكفي من السوائل، وذلك يكون لدرجة الجفاف والذي يظهر بجفاف الفم.
- عدم تبول الطفل لمدة 4 - 6 ساعات للرضع والأطفال الصغار، و6 - 8 ساعات للأطفال الأكبر سناً
- العيون الغائرة ونقص كمية الدمع عند البكاء
- استمرار الحمى أكثر من 3 أيام
- وجود حالة تسبب ضعف في جهاز المناعة
- عدم تحسن الأعراض بعد 10 أيام
- الأطفال أقل من 6 أشهر
- عدم القدرة على التركيز والتعب المفرط
- نوم الطفل كثيراً وصعوبة الاستيقاظ
- الحوامل
ويعتمد الطبيب على الفحص وملاحظة الأعراض بما فيها الطفح الجلدي وتقرحات الفم وعمر المريض. كما قد يجمع الطبيب أحياناً عينات من البلعوم والبثور أو البراز، ثم يرسلها إلى المختبر لتحري وجود الفيروس.
علاج مرض اليد والقدم والفم
يتحسن معظم المصابين بالمرض من تلقاء أنفسهم في غضون 7 إلى 10 أيام. ولا يوجد علاج طبي محدد لأمراض اليد والقدم والفم.
ويمكن اتخاذ بعض الخطوات لتخفيف الأعراض والوقاية من الجفاف منها:
- تناول أدوية لتخفيف الحمى والالتهاب والألم الناجم عن تقرحات الفم مثل "باراسيتامول" أو "ايبوبروفين".
- لا يجب إعطاء ايبوبروفين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، ولا يجب إعطاء أسبرين للأطفال أيضاً في هذه الحالة.
- شرب كمية كافية من السوائل.
- تناول الأطعمة اللينة مثل اللبن أو "الزبادي"، وتجنب الأطعمة الحارة والساخنة والحمضيات.
- الحفاظ على نظافة البثور عن طريق غسل الجلد بالماء الفاتر والصابون وتركها حتى تجف وحدها دون محاولة ضغطها أو إخراج السائل منها.
- في حال تقرحت البثور يجب وضع القليل من مرهم مضاد حيوي للمساعدة في منع العدوى وتغطيتها بضمادة صغيرة.
- يمكن استخدام الغسولات المهدئة لقرحات الفم بعد استشارة الطبيب حول نوع الغسول المناسب لأن الغسولات العادية تسبب الألم ولا ينبغي أن تحتوي على مادة "بنزوكائين" التي يمكن أن تكون ضارة للأطفال.
- بالنسبة للأطفال من 1 إلى 6 سنوات توضع بضع قطرات في فم الطفل أو تمسح بقطعة قطن.
- أما بالنسبة للأطفال فوق 6 سنوات تعطى ملعقة صغيرة (5 مل) وتترك على البثور لأطول فترة ممكنة قبل بصقها.
الوقاية
- يجب أن يبقى الطفل في المنزل أثناء ظهور أعراض المرض إذا كانت حالته لا تسمح بالذهاب المدرسة أو في حال وجود العديد من البثور المفتوحة.
- غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، وفي حال عدم توفر الماء والصابون يمكن استخدام معقم اليدين الكحولي، خاصة بعد:
- بعد تغيير الحفاضات
- بعد استخدام المرحاض
- بعد نفث الأنف أو السعال أو العطس واستخدام المناديل الورقية لذلك
- عند رعاية شخص مريض
- التنظيف والتطهير الجيد للأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر بما في ذلك الألعاب ومقابض الأبواب.
- تجنب لمس العينين والأنف والفم حيث تحدث الإصابة بالمرض إذا تواجد الفيروس على اليدين ثم لمس الشخص هذه المناطق.
- تجنب الاتصال الوثيق مع المرضى بالعناق أو التقبيل.
- عدم مشاركة المناشف أو الأدوات المنزلية مثل الأكواب أو أدوات المائدة والملابس كالجوارب والأحذية.
المضاعفات
يكون المرض عادةً غير خطير ومن النادر حدوث مضاعفات لكن توجد بعض الاحتمالات الممكنة تتضمن:
- التجفاف: حيث قد يصاب بعض الأشخاص وخاصةً الأطفال الصغار بالجفاف إذا لم يتمكنوا من شرب كمية كافية من السوائل بسبب تقرحات الفم المؤلمة.
- فقدان أظافر اليدين والقدمين: معظم التقارير تشير إلى احتمال فقدان أظافر اليدين والقدمين عند الأطفال. وعادةً ما يحدث ذلك بعد أسابيع قليلة بعد المرض ثم يعاود الظفر النمو من تلقاء نفسه. (3- 4)
- الإصابة العصبية: مثل التهاب السحايا الفيروسي "العقيم" لا سيما في حال كان سبب المرض فيروس "EV-71"، وعلى الرغم من ندرته الشديدة إلا أنه يحدث أحياناً ويظهر بالحمى أو الصداع أو تصلب الرقبة أو آلام الظهر. وقد يتطلب دخول الشخص المصاب إلى المستشفى لبضعة أيام.
- كما قد يصاب المريض أيضاً بالتهاب الدماغ والرنح المخيخي الحاد والشلل الرخو الحاد وارتفاع ضغط الدم الحميد داخل الجمجمة ومتلازمة "غيلان باريه". (5)
- الحوامل: تم الإبلاغ في دراسات عن عدد قليل من حالات الإجهاض وتشوهات الأجنة. (6)
- أظهرت الدراسات أنه نادراً ما تحدث مضاعفات قلبية رئوية مثل التهاب عضلة القلب ووذمة الرئة والالتهاب الرئوي الخلالي.