لطفل أكثر ذكاءً: 10 فوائد مدهشة من ممارسة التمارين الرياضية

الكاتب - 7 مارس 2024

تسهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بدءاً من المراحل العمرية المبكرة في نمو الأطفال صحياً وجسدياً.

لذلك سنغوص في رحلة لاكتشاف أهمية التمارين الرياضية للأطفال ونسلط الضوء على تأثيراتها الإيجابية على صحتهم الجسدية والنفسية، ونقدم حلولًا عملية لجعلها تجربة ممتعة ومفيدة.

أهمية التمارين الرياضية للأطفال

يعدّ حبّ اللعب والنشاط سلوكاً فطرياً لدى الأطفال حيث يشكل عنصراً هاماً لنموهم وتطورهم. ولا يقتصر النشاط البدني للأطفال على الرياضات المنظمة بل يشمل أي حركة أو تنقل مثل المشي والجري واللعب مع الأصدقاء بما يضفي مزيداً من المرونة والمتعة للطفل خلال ممارسته للرياضة.

وتوصى الدراسات الطبية بضرورة حصول الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 5 سنوات على 60 دقيقة من النشاط البدني يومياً للحفاظ على صحتهم الجسدية والعقلية.

وتشير الإحصائيات إلى أن أقل من 1 من كل 4 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 14 عاماً يحصلون على 60 دقيقة من النشاط البدني يومياً.

لذلك تقع مسؤولية تشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني على عاتق جميع أفراد المجتمع بدءاً من الوالدين والمربين وصولاً إلى المؤسسات التعليمية والمجتمعية لضمان نمو جيلٍ يتمتع بصحةٍ جيدةٍ ونشاطٍ وحيوية.

فوائد التمارين الرياضية

توجد عدد من الفوائد الصحية والجسدية والنفسية من ممارسة الطفل للتمارين الرياضية مثل ما يلي:

1- النمو البدني للطفل

تلعب التمرينات الرياضية دوراً محورياً في نمو الطفل بدنياً حيث تسهم في بناء عضلات وعظام أكثر قوة.

كما يساعد تأسيس قاعدة بدنية متينة منذ الصغر للطفل في أن تصبح عظامه أكثر كثافةً وكتلةً بما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض عند الكبر مثل هشاشة العظام "osteoporosis".

2- التمتع بلياقةٍ جسدية

تعود ممارسة الرياضة بالكثير من الفوائد على الطفل مثل القدرة على المشي لمسافاتٍ أطول دون تعب وأداء المهام اليومية بكفاءة عالية فضلًا عن تعزيز مرونة الحركة وتوازن الجسم والتمتع بلياقة جسدية.

3- تحسين المهارات الحركية

يساعد النشاط البدني للطفل على تطوير مهاراته الحركية وإتقان الحركات الأساسية التي يحتاجها في حياته اليومية.

ويسهم تطور المهارات الحركية للطفل في بدء الاعتماد على نفسه دون مساعدة والديه والقدرة على أداء بعض المهام الحياتية مثل ما يلي:

  • تناول الطعام
  • ربط الحذاء
  • كتابة الواجبات المدرسية
  • تحضير حقيبة المدرسة
  • ارتداء الملابس بمفرده

4- تعزيز صحة العمود الفقري

يعد تحدب الظهر مشكلة صحية شائعة بين الأطفال بينما تعمل التمارين الرياضية كأداة فاعلة لتعزيز صحة العمود الفقري من خلال تقوية عضلات الظهر والبطن.

كما تساعد التمارين الرياضية على الحفاظ على وضعية سليمة للظهر طوال حياة الإنسان وتقلّل من خطر تشوّه العمود الفقري.

علاوة على ذلك تسهم التمارين الرياضية في الحدّ من آلام الجسم التي قد تنتج عن الجلوس أو الوقوف بوضعية خاطئة. لذلك ينصح بتشجيع الأطفال على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتعليمهم أهمية الحفاظ على وضعية صحيحة للجسم.

5- الوقاية من السمنة

يعد النشاط البدني أداةً فعالةً لحرق السعرات الحرارية بما يجعله عنصراً أساسياً في الحفاظ على وزن صحي. بينما قد يرغب الآباء في تدليل أطفالهم بالسماح لهم بتناول الطعام دون قيود إلا أن الوزن الزائد في مرحلة الطفولة يشكل خطراً بالغاً للإصابة بالسمنة المفرطة لاحقاً.

6- الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية

تسهم ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي لدى الأطفال حيث يشكل الوزن الزائد خطراً كبيراً على صحة الطفل بما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ما يلي:

  • ارتفاع الكوليسترول
  • أمراض التمثيل الغذائي مثل السكري من النوع الثاني

كما يمكن أن تظهر أعراض هذه الأمراض السابقة في وقت لاحق من حياة الطفل أو حتى في سن مبكرة بما يعيق نموه الطبيعي ويؤثر سلباً في جودة حياته.

7- التطور المعرفي

يُثري النشاط البدني الدماغ ويحفز الخلايا العصبية في مناطقٍ حيويةٍ مثل الحصين (المنطقة المتعلقة بالذاكرة) والقشرة الدماغية أمام فص الجبهة بما يعزز تكوين اتصالاتٍ فاعلة بين هذه الخلايا.

كما يسهم النشاط البدني في تحسين التركيز والأداء المعرفي وهي مهارات جوهرية لنجاح الأطفال في مسيرتهم الدراسية.

8- تحسين الصحة النفسية

يساعد النشاط البدني على تخفيف الإجهاد والقلق كما يتسبب في ارتفاع معدل هرمون الدوبامين (Dopamine) نتيجة الشعور بالرضا.

9- تعزيز الثقة بالنفس

يعد احترام الطفل لذاته أحد أهم الأهداف التربوية من ممارسة التمارين الرياضية. حيث يسهم إتقان رياضة معينة في اكتساب الطفل مهارات جديدة بما يعزز ثقته بنفسه وشعوره بالإنجاز.

بالإضافة إلى ذلك تتيح الرياضة للطفل فرصة تكوين صداقات جديدة والشعور بالانتماء بما يزيد من إحساسه بالقبول والاحترام من الآخرين.

بناء على ما سبق يمكننا القول إنّ للرياضة إسهامات فاعلة في بناء شخصية قوية للطفل.

10- تنمية المهارات الاجتماعية

تنمي التمارين الرياضية المهارات الاجتماعية لدى الطفل حيث تتيح الأنشطة الجماعية فرصاً لتطوير مهارات التواصل الفعّال مثل ما يلي:

  •  قراءة لغة الجسد
  • تعزيز العمل الجماعي
  • التعاون مع أعضاء الفريق
  • تحمل المسؤولية
  • أداء أدوار قيادية

وتعدّ هذه المهارات ضرورية لنجاح الطفل في حياته الشخصية والعلمية. ومن أبرز الأنشطة التي تنمّي المهارات الاجتماعية ما يلي:

  • الألعاب الرياضية الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة
  • الألعاب التعاونية مثل ألعاب الطاولة وألعاب حلّ الألغاز
  • الأنشطة الفنية مثل الرسم والموسيقى والمسرح
  • الأنشطة التطوعية مثل المشاركة في تنظيف الحدائق ومساعدة كبار السن

كيفية تحفيز الطفل على ممارسة التمارين الرياضية

مع ازدياد الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات تواجه الأسر تحدياً تجاه تحفيز أطفالهم على النشاط والحركة. ومن أهم الإرشادات لتحفيز الطفل على ممارسة النشاط البدني ما يلي:

1- اختيار الأنشطة المفضلة

  • حدد الأنشطة التي تناسب عمر طفلك واهتماماته مثل كرة القدم أو السباحة أو ركوب الدراجة
  • اجعل تجربة الأنشطة ممتعة وشيقة لضمان استمرارية اهتمام طفلك

2- تنويع الأنشطة

  • شجع طفلك على تجربة أنشطة جديدة لاكتشاف مهاراته واهتماماته
  • ساعد طفلك على اكتشاف الرياضة التي يحبها من خلال تجربة مجموعة متنوعة من الأنشطة

3- دمج النشاط في الروتين اليومي

  • خصص وقتاً للنشاط البدني في روتين طفلك اليومي مثل المشي إلى المدرسة أو مساعدتك في أعمال المنزل
  • اربط التمارين الرياضية بأنشطة ممتعة مثل اللعب مع الأصدقاء أو زيارة الحديقة

4- استخدام التحفيز الإيجابي

  • كافئ طفلك على جهوده المبذولة في ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية
  • استبدل وقت الشاشة بوقت للنشاط كنوع من التحفيز والمكافأة

5- تقديم الدعم والتشجيع

  • عبر عن فخرك بطفلك عندما يبذل جهداً خلال ممارسته الرياضة
  • شجّع طفلك على مواصلة النشاط وتقديم الدعم اللازم لضمان استمراريته

6- القدوة الحسنة

  • مارس الرياضة مع طفلك وشارك في الأنشطة العائلية التي تتطلب الحركة
  • أظهر لطفلك أهمية النشاط البدني من خلال ممارستك له في حياتك اليومية

7- ابتعد عن الشاشات الإلكترونية

  • يفضل عدم قضاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 12 عاماً أكثر من ساعتين يومياً أمام الشاشات
  • لا ينبغي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى 5 سنوات قضاء أكثر من ساعة واحدة يومياً أمام الشاشات
  • يجب منع الأطفال دون سن الثانية من مشاهدة الشاشات تماماً

مدة النشاط البدني للأطفال

تبين الإرشادات الأسترالية أن مدة النشاط البدني التي يوصى بها يومياً تختلف حسب العمر مثل ما يلي: (1)

الفئة العمريةنوع النشاط البدني ومدته
الرضع أقل من سنة◦ توفير فرصٍ كافية لهم للعب على الأرض لتعزيز النمو الحركي
الأطفال الذين لا يستطيعون النهوض◦ قضاء 30 دقيقة يومياً على البطن لتقوية عضلات الرقبة والظهر
الأطفال من 1 إلى 3 سنوات◦ ضمان 3 ساعات على الأقل من اللعب النشط يومياً لتنمية المهارات الحركية والاجتماعية
الأطفال من 3 إلى 5 سنوات◦ ممارسة 3 ساعات على الأقل من النشاط البدني بما في ذلك ساعة واحدة من اللعب النشط كحد أدنى
الأطفال من 5 إلى 18 عام◦ دمج ساعة على الأقل من النشاط البدني المعتدل إلى النشاط المكثف في الروتين اليومي
◦ توفير فرص لممارسة النشاط البدني الخفيف لفترات أطول
◦ التركيز على أنشطة تقوية العضلات والعظام لمدة 3 أيام على الأقل في الأسبوع
الشباب الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً◦ ممارسة ساعتين ونصف إلى 5 ساعات من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً أو قضاء ما بين 1.25 إلى 2.5 ساعة من النشاط المكثف أسبوعياً
◦ دمج النشاط البدني في الروتين اليومي لتحقيق الفائدة المرجوة
◦ تخصيص يومين على الأقل في الأسبوع لأنشطة تقوية العضلات
جدول يوضح نوع النشاط البدني ومدته بحسب الفئات العمرية المختلفة