يلعب فيتامين B6 دوراً حيوياً في العديد من العمليات الحيوية بدءاً من إنتاج الطاقة وصولاً إلى دعم وظائف الجهاز العصبي، فما هو هذا الفيتامين وما هي مصادره؟
فيتامين B6
يعد فيتامين B6 المعروف أيضاً باسم البيريدوكسين "pyroxidine" عنصراً غذائياً ضرورياً يذوب في الماء ويلعب دوراً محورياً في العديد من وظائف الجسم الحيوية. ويوجد هذا الفيتامين بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة المتنوعة.
ويسهم فيتامين B6 في عملية أيض البروتينات والكربوهيدرات والدهون بما يعزز عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة.
ويلعب دوراً هاماً في الحفاظ على مستويات طبيعية من الهوموسيستين "Hcy" وهو حمض أميني قد يؤدي ارتفاع مستوياته إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية.
كما يدعم هذا الفيتامين عمل أكثر من 100 إنزيم في الجسم بما يسهم في تعزيز الوظائف الحيوية في الجسم.
ويعد بيريدوكسال 5 فوسفات (PLP) الشكل النشط من هذا العنصر في الجسم. ويستخدم كمؤشر رئيسي لتحديد مستويات هذا الفيتامين في الدم بما يساعد على تقييم الحالة الغذائية للفرد.
كميات فيتامين B6 المسموح بالحصول عليها
تختلف احتياجات الإنسان لفيتامين B6 يومياً تبعاً لعوامل متعددة نظرًا لتأثيره على جوانب متعددة من عملية التمثيل الغذائي. ووفقاً لمكتب المكملات الغذائية ODS فإن الكميات الموصى بها للحصول عليه ما يلي: (1)
| الفئة العمرية | الذكور | الإناث |
| الرضع حتى 6 أشهر | 0.1 ملغ | 0.1 ملغ |
| الرضع ما بين 6 إلى 12 شهر | 0.3 ملغ | 0.3 ملغ |
| الأطفال من سنة إلى 3 سنوات | 0.5 ملغ | 0.5 ملغ |
| الأطفال من 4 إلى 8 سنوات | 0.6 ملغ | 0.6 ملغ |
| الأطفال من 9 إلى 13 سنة | 1.0 ملغ | 1.0 ملغ |
| المراهقون من 14 إلى 18 سنة | 1.3 ملغ | 1.2 ملغ |
| البالغون من 19 إلى 50 سنة | 1.3 ملغ | 1.3 ملغ |
| كبار السن الذين تجاوزوا 50 سنة | 1.7 ملغ | 1.5 ملغ |
| الحوامل | 1.9 ملغ | |
| المرضعات | 2.0 ملغ |
الفوائد
يوجد عدد من الفوائد الصحية التي يقدمها فيتامين B6 مثل ما يلي:
1- تعزيز المناعة
يلعب هذا الفيتامين دوراً هاماً في صنع الأجسام المضادة وهي خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى بأنواعها مثل الفيروسات والأمراض المختلفة.
2- صحة الأعصاب
يسهم في الحفاظ على وظائف الأعصاب بما يساعد على نقل الإشارات العصبية بكفاءة.
3- نقل الأكسجين
يشارك هذا الفيتامين في صنع الهيموجلوبين وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
4- استقلاب البروتين
يساعد على تحطيم البروتينات وتحويلها إلى الأحماض الأمينية وهي عملية ضرورية خاصة مع اتباع نظام غذائي غني بالبروتين.
5- تنظيم سكر الدم
يسهم هذا الفيتامين في الحفاظ على مستويات السكر في الدم (الغلوكوز) ضمن المعدلات الطبيعية.
نقص فيتامين B6
يعد نقص فيتامين B6 في الجسم غير شائع لكن قد يحدث لدى بعض الأشخاص الذين يعانون سوء الامتصاص أو يحصلون على هرمون الاستروجين أو الستيروئيدات القشرية أو يتناولون مضادات التشنجات.
ويرتبط نقص هذا الفيتامين غالباً بانخفاض مستويات فيتامينات B أخرى مثل B12 والفولات. ومن أبرز عوامل الخطر لنقص هذا العنصر ما يلي:
- الإفراط في تناول الكحول على المدى الطويل
- قصور الغدة الدرقية
- مرض السكري
كما تتضمن علامات وأعراض نقص فيتامين B6 ما يلي:
- اعتلال الأعصاب المحيطية مع وخزٍ وتنميلٍ وألمٍ في اليدين والقدمين ويمكن أن تستمر هذه الأعراض مدى الحياة
- التشنجات: تستمر عند الرضع حتى بعد تناول الأدوية المضادة
- فقر الدم
- الاكتئاب
- الهذيان
- ضعف جهاز المناعة
بينما يؤدي نقص هذا العنصر في حالاتٍ نادرةٍ إلى أعراض تشبه مرض البلاغرا "Pellagra" مثل:
- التهاب الجلد الدهني
- التهاب اللسان
- التهاب وتشقق الشفاه
من ناحية أخرى يوجد بعض الأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة لانخفاض مستويات B6 في الجسم مثل:
- الأشخاص الذين يشربون كمياتٍ كبيرةٍ من الكحول
- المصابين بالسمنة
- الحوامل أو المرضعات
مصادر فيتامين B6
يوجد فيتامين B6 في مجموعةٍ متنوعةٍ من الأطعمة الحيوانية والنباتية مثل ما يلي:
- لحم كبد البقر
- سمك التونة
- سمك السلمون
- حبوب الإفطار المدعمة
- الحمص
- الدواجن
- الفواكه مثل الموز والبابايا والبرتقال والشمام والقرع
- الخضراوات مثل البصل والسبانخ
- الديك الرومي
- البرغل
- الجبنة
- الأرز
- الزبيب
المكملات الغذائية لفيتامين B6
تتوفر المكملات الغذائية لفيتامين B6 على شكل كبسولاتٍ أو أقراص.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد دليل على أي تأثير سلبي نتيجة تناول مستويات عالية من هذا العنصر في الطعام.
ومع ذلك أظهرت الدراسات الطبية أن تناول ما بين 1 إلى 6 غرام من البيريدوكسين عن طريق الفم يومياً لمدة 12 إلى 40 شهراً يرتبط بالإصابة بالاعتلال العصبي الحسي المتقدم وفقدان السيطرة على حركة الجسم.
بينما توصي المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين للفترة ما بين 2015 إلى 2020 بالحصول على معظم العناصر الغذائية من الأطعمة.
الآثار الجانبية
يعد استهلاك فيتامين B6 عبر النظام الغذائي آمناً حتى لو بكميات عالية تتجاوز الاحتياجات اليومية المسموح بها. ومع ذلك، قد يسبب الإفراط في تناول هذا الفيتامين عبر المكملات الغذائية بعض الأعراض الجانبية مثل:
- نقص في التحكم العضلي أو تنسيق الحركات
- صداع
- صعوبة في التركيز
- تهيج عصبي
- اضطرابات في النوم أو الأرق
- اعتلال عصبي محيطي
- عدم ثبات المشي (الترنح)
- تنميل وفقدان الإحساس (ضعف حسي تدريجي)
- حساسية للضوء
وفي حال ظهور أيٍّ من الأعراض السابقة ينصح باستشارة أخصائي الرعاية الصحية على الفور لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.
التداخلات الدوائية المحتملة
ينبغي الحذر من استخدام مكملات فيتامين B6 مع بعض الأدوية مثل ما يلي:
1- أدوية تقلل مستويات الفيتامين في الجسم
يجب الحصول على ما يكفي من هذا العنصر في النظام الغذائي عند تناول الأدوية التالية:
- سيكلوسيرين "Cycloserine" وأيزونيازيد "Isoniazid" لعلاج مرض السل
- هيدرالازين "Hydralazine" الذي يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم
- بنسيلامين "Penicillamine" الذي يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي
- ثيوفيلين "Theophylline" الذي يستخدم لعلاج الربو
2- التتراسيكلين
يتداخل فيتامين B6 مع امتصاص وفعالية المضاد الحيوي التتراسيكلين "Tetracycline" لذلك يجب تناول التتراسيكلين في أوقاتٍ مختلفةٍ عن فيتامين B6 وفيتامينات B الأخرى.
3- مضادات الاكتئاب
قد تحسن مكملات فيتامين B6 فعالية بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل نورتريبتيلين (nortriptyline) خاصةً عند كبار السن. بينما قد تقلل مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs) من مستويات هذا العنصر في الدم.
4- أميودارون
يستخدم أميودارون "Amiodarone" لعلاج عدم انتظام ضربات القلب وقد يزيد تناول فيتامين B6 مع هذا الدواء من خطر الإصابة بحروق الشمس أو التقرحات أو الطفح الجلدي.
5- العلاج الكيميائي
قد يقلل فيتامين B6 من بعض الآثار الجانبية لـ 5-فلورويوراسيل (5-fluorouracil) ودوكسوروبيسين (doxorubicin) اللذان يستخدمان لعلاج السرطان.
6- الإريثروبويتين
يقلل العلاج بالإريثروبويتين "Erythropoietin" من مستويات فيتامين B6 في خلايا الدم الحمراء.
7- ليفودوبا
يقلل فيتامين B6 من فعالية ليفودوبا "L-dopa" وهو دواء يستخدم لعلاج مرض باركنسون لذلك يجب تناولهما تحت إشراف الطبيب.
8- الفينيتوين
يجعل فيتامين B6 الفينيتوين "Phenytoin" الذي يستخدم لعلاج التشنجات ونوبات الصرع أقل فعالية في الجسم.
