دراسة جديدة: التعرض للضوء الأحمر يقلل مستويات السكر في الدم

الكاتب - أخر تحديث 2 مارس 2024

كشفت دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة لندن عن التأثيرات الإيجابية للتعرض للضوء الأحمر على مستويات السكر في الدم.

ما هو العلاج بالضوء الأحمر؟

يعد العلاج بالضوء الأحمر "Red Light Therapy" تقنية طبية حديثة تعتمد على استخدام موجات ضوئية حمراء لتحفيز عملية الشفاء في الجسم. وتستخدم لعلاج العديد من الأمراض الجلدية سواء كانت تجميلية مثل حب الشباب والندبات والتجاعيد أو طبية مثل الصدفية والإكزيما.

آلية عمل العلاج بالضوء الأحمر

يُحفز الضوء الأحمر عملية إنتاج الطاقة داخل الميتوكوندريا أو المتقدرات (مراكز الطاقة الصغيرة داخل خلايا الجسم).

حيث تنتج هذه المتقدرات كمية أقل من الطاقة بسبب التغييرات المتعلقة بالشيخوخة والمرض ونمط الحياة غير الصحي.

كما يعمل العلاج بالضوء الأحمر على تنشيط هذه المتقدرات بما يؤدي إلى زيادة إنتاج الطاقة وتحسين وظائف الخلايا.

دراسة تربط الضوء الأحمر بمستويات السكر

نشرت مجلة بيوفوتونيكس (Journal of Bio photonics) دراسة طبية تسلط الضوء على إمكانية تطوير استراتيجيات غير جراحية مبتكرة لإدارة مرض السكري خاصة بعد تناول الطعام من خلال تقليل التقلبات الضارة في نسبة الجلوكوز في الدم. (1)

وأجريت الدراسة الطبية لمدة 9 أيام على 30 شخصاً سليماً متوسط أعمارهم 40 عاماً وقسموا إلى مجموعتين. حيث تعرض النصف الأول منهم للضوء الأحمر عن طريق تسليطه للجلد العاري بطول موجي يبلغ 670 نانومتر لمدة 15 دقيقة وبعد 45 دقيقة شربوا 75 غراماً من السكر في 150 مل من الماء. بينما النصف الآخر من المجموعة شربوا مشروباً سكرياً لكنهم لم يتعرضوا للضوء الأحمر.

وأجرى المشاركون في الدراسة اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم وتم قياس نسبة الجلوكوز في الدم لديهم كل 15 دقيقة خلال الساعتين التاليتين.

وبعد فترة المراقبة للمشاركين أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تلقوا العلاج بالضوء الأحمر كان لديهم انخفاض في مستويات السكر في الدم بعد تناول الجلوكوز بنسبة 27.7٪ مقارنة بالذين لم يتعرضوا للضوء الأحمر.

كما أظهرت الدراسة أنه عندما طلب من المرضى شرب الماء المحلى بالسكر أدى التعرض للضوء الأحمر إلى خفض بنسبة 7.3٪ في إجمالي مستويات الجلوكوز في الدم التي لوحظت مع مرور الوقت.

ويعلق الدكتور مايكل باونر أستاذ جامعي في علم الأعصاب في جامعة لندن والمؤلف الرئيسي للدراسة قائلاً إن جرعة واحدة من الضوء الأحمر في الشخص السليم يمكن أن تقلل من مستوى السكر في الدم.

كما رأى أن هذه التقنية ستفتح الباب أمام استخدام الضوء الأحمر كوسيلة لإدارة مرض السكري دون الحاجة إلى الأدوية. لذلك تمهد هذه الدراسة الطريق لخيارات علاجية جديدة لمرضى السكري من النوع الثاني.

خطر التعرض للضوء الأزرق

تسلط الدراسة الطبية الضوء على المخاطر الصحية المترتبة على التعرض لفترات طويلة للضوء الأزرق خاصة من مصادر الإضاءة الحديثة.

وأفاد الباحثون بأنه على الرغم من أن ضوء الشمس يحتوي على مزيج من الضوءين الأحمر والأزرق إلا أن الناس يتعرضون لكميات كبيرة من الضوء الأزرق المنبعث من مصابيح (LED) بما في ذلك شاشات الكمبيوتر والهواتف المحمولة.

ويقول المؤلف المشارك البروفيسور جلين جيفري من معهد طب العيون بجامعة كاليفورنيا إن التعرض المفرط للضوء الأزرق يمكن أن يكون قنبلة صحية محتملة.

لذلك يشدد الباحثون على أهمية تحقيق توازن بين الضوءين الأحمر والأزرق في الحياة اليومية. كما دعت الدراسة إلى التعرض لضوء الشمس الطبيعي أو تعديل طيف الإضاءة الاصطناعية لتحسين الصحة العامة.