فوائد العلاج بالضوء الأحمر وتأثيره على البشرة

الكاتب - أخر تحديث 11 أكتوبر 2023

تمثل البشرة الجميلة والصحية هدفاً يسعى إليه العديد منا، وعلى مر السنين، شهدنا تقدماً ملحوظاً في مجالات العناية بالبشرة والتجميل، ومن ضمن هذه التطورات يأتي "العلاج بالضوء الأحمر"، والذي يعتبر تقنية مبتكرة تحمل وعوداً كبيرة لتحسين جمال البشرة وصحتها.

فما هي تقنية العلاج بالضوء الأحمر وما فوائدها للبشرة وهل لها أي آثار جانبية؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

ما هو العلاج بالضوء الأحمر؟

العلاج بالضوء الأحمر "Red Light Therapy" هو إجراء علاجي يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء ذات الطول الموجي القصير، وذلك لعلاج الأمراض الجلدية التجميلية والطبية على سبيل المثال حب الشباب والندبات والتجاعيد، إذ أن هذا الضوء الأحمر يمكن أن يحفز عملية الشفاء في الجسم.

إن هذا الإجراء غير غازٍ وغير مؤلم، كما أنه يحمل مخاطر منخفضة عادةً؛ ولكن لا يزال هناك نقص في الأدلة لتحديد ما إذا كان العلاج بالضوء الأحمر هو علاج فعال حقاً لبعض حالات البشرة.

يعمل العلاج بالضوء الأحمر من خلال التأثير على المتقدرات "Mitochondria" في خلايا الجسم، وهي البنى المسؤولة عن توليد الطاقة للخلية، وبمرور الوقت تنتج هذه المتقدرات كميةً أقل من "ATP" بسبب التغييرات المتعلقة بالشيخوخة والمرض ونمط الحياة.

قد يحسن العلاج بالضوء الأحمر الشفاء في الجسم، وذلك من خلال تحفيز المتقدرات على إنتاج المزيد من "ATP"، بالتالي مساعدة الخلايا على القيام بعملها بشكل أكثر كفاءة؛ مثل إصلاح الجلد، وزيادة نمو الخلايا الجديدة.

يمكن أن يؤدي التعرض للضوء الأحمر أيضا إلى تنشيط الخلايا وتسريع إنتاج مضادات الأكسدة، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الالتهاب عموماً.

الأنواع

يُستخدم الضوء الأحمر لأسباب وحالات مختلفة، وهناك عدة تسميات للعلاج بالضوء الأحمر، بما في ذلك ما يلي:

  • التعديل الحيوي الضوئي
  • العلاج بالليزر منخفض المستوى (LLLT)
  • العلاج بالليزر منخفض الطاقة (LPLT)
  • العلاج بالليزر البارد
  • التحفيز الحيوي
  • التحفيز الضوئي
  • العلاج بالليزر الناعم

فوائد العلاج بالضوء الأحمر

يعتمد هذا العلاج على تعريض الجسم للضوء الأحمر ذي الموجة المنخفضة، ويمكن لهذا الضوء أن يخترق عمق الجلد، حيث يمكن للخلايا امتصاصه واستخدامه، ولكن على الرغم من وجود فوائد عديدة لهذا العلاج إلا أنه لايزال هنالك حاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليته وتحديد تأثيره على الشيخوخة ونضارة البشرة.

ومن الفوائد المحتملة للعلاج بالضوء الأحمر نذكر ما يلي:

١- تحسين صحة الجلد

يمكن أن يساعد العلاج بالضوء الأحمر على تحسين صحة الجلد، حيث تساعد هذه التقنية في تجديد الجلد بواسطة:

  • زيادة إنتاج الكولاجين في الجلد، مما يمنح الجلد المرونة.
  • زيادة إنتاج الخلايا الليفية، مما يساعد على إنتاج الكولاجين وألياف الأنسجة الأخرى.
  • تحسين الدورة الدموية بين خلايا الدم والأنسجة.
  • حماية الخلايا من الضرر.
  • زيادة "mRNA" في الخلايا، مما يساعد على تحفيز الخلية.
  • تحسين نسيج الوجه.
  • تخفيف الخطوط الدقيقة.
  • تقليل شدة التجاعيد.

كما بحثت تجربة سريرية في العلاج الضوئي لبعض المشكلات الأساسية في الجلد، وقد وجد الباحثون أن هذه العلاجات يمكن أن تساهم في: (1)

  • تجديد شباب الجلد
  • تحسين البشرة
  • تحسين ملمس الجلد

٢- تخفيف حب الشباب

ذكرت إحدى المراجعات أن أشكال العلاج الضوئي تعتبر بدائل محتملة لعلاج حب الشباب. (2)

في الواقع يمكن أن يغير ضوء الشمس الطريقة التي تتصرف بها الغدد الدهنية المسؤولة عن إنتاج الزهم (الزيت)، والتي قد تسد المسام وتسبب حب الشباب، ولذلك يمكن أن يساعد ضوء الشمس في تهدئة هذه الغدد.

ولكن أشعة الشمس يمكن أن تسبب مشاكل جلدية مع مرور الوقت نتيجة للأشعة فوق البنفسجية، والتي لها العديد من الآثار السلبية ومنها زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الجلد.

ولذلك فإن العلاج بالضوء الأحمر بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات أخرى مثل العلاج بالضوء الأزرق يمكن أن يكون فعالاً لحب الشباب، حيث يبدو أن الضوء يخترق في عمق الجلد ويؤثر على إنتاج الزهم، بالإضافة إلى تقليل الالتهاب والتهيج في المنطقة.

٣- المساعدة على التئام الجروح

تظهر الأبحاث أن العلاج بالضوء الأحمر قد يساعد في التئام الجروح بعدة طرق، على سبيل المثال: (3)

  • تقليل الالتهاب في الخلايا
  • تحفيز تشكل أوعية دموية جديدة
  • زيادة الخلايا الليفية المفيدة في الجلد
  • زيادة إنتاج الكولاجين في الجلد

٤- تحفيز نمو الشعر

اكتشفت دراسة تأثير الضوء منخفض المستوى على الأشخاص الذين يعانون من الحاصة (فقدان الشعر الموضَّع). وقد كشفت الدراسة أن كثافة الشعر قد تحسنت عند الأشخاص الذين تلقوا العلاج بالضوء الأحمر. (4)

لاحظ الباحثون أن فائدة العلاج عند تطبيق الضوء في الأطوال الموجية 665 نانومتر و808 نانومتر.

٥- تقليل الألم

يمكن أن يكون الضوء الأحمر علاجاً فعالاً للألم لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة، حيث أشار بحثٌ إلى أن الضوء الأحمر يمكن أن يقلل بشكل فعال من الألم لدى البالغين الذين يعانون من اضطرابات عضلية مختلفة. (5)

ويلاحظ الباحثون أن فعالية العلاج تزداد عند الذين يلتزمون بتوصيات الجرعة المحددة.

٦- تحسين صحة العظام

تبحث إحدى المراجعات في إمكانية علاج عيوب عظم الوجه عن طريق العلاج بالضوء الأحمر، وتشير النتائج إلى أن الضوء الأحمر قد يساعد في الواقع في تسريع الشفاء بعد علاج عيوب عظم الوجه، وتقليل الالتهاب والألم.

٧- فعاليته كمضاد للالتهاب

يحمل العلاج بالضوء الأحمر تأثيرات كبيرة كمضاد للالتهابات في الجسم. ويوضح الباحثون أن الآثار المفيدة المضادة للالتهابات للضوء الأحمر والاستخدامات المحتملة لهذا العلاج كثيرة. (6)

ومن الجدير بالذكر أن إجراء المزيد من الأبحاث قد يساعد في فهم ما إذا كان الضوء الأحمر يمكن أن يساهم في علاج الحالات الالتهابية المزمنة مثل:

  • داء الزهايمر
  • البدانة
  • مرض السكري من النمط الثاني
  • الثعلبة البقعية " Alopecia areata"
  • التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي
  • الصدفية
  • التهاب المفاصل
  • التهاب الأوتار

ولكن البحث لا يزال في مراحله الأولى، ومع ذلك فإن التأثير المضاد للالتهابات للضوء الأحمر يبدو واعداً للغاية.

الآثار الجانبية

إن العلاج بالضوء الأحمر عملية طبيعية تماماً، تعتمد على تعريض الجلد إلى مستويات من الضوء غير الضار، على عكس ضوء الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس.

ولذلك فإنه لا يوجد أي خطر للتعرض للضوء الأحمر، ولكن الكادر الطبي الذي لا يتمتع بالخبرة الكافية يمكن أن يعرض نفسه لكثير من هذا الضوء وقد يسبب ذلك أضراراً في الأنسجة والخلايا. كما تتوفر منتجات منزلية قد يؤدي سوء استخدامها إلى أضرارٍ جلدية أو حروق أو تلف العينين.

العلاجات البديلة

باعتبار أن الدراسات البشرية على العلاج بالضوء الأحمر كانت تُجرى على مجموعات صغيرة فهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد سلامة وفعالية العلاج عند معظم الناس.

ومن هذا المنطلق يمكن أن يقترح الطبيب علاجات أخرى قد تفيد في الحالات الجلدية، وتتضمن بدائل العلاج بالضوء الأحمر ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات: حيث قد تساعد بعض الأطعمة في خفض أو الوقاية من الالتهاب المزمن، والذي يُعتقد أنه يسبب العديد من الأمراض المزمنة.
  • العلاج بالحجامة: وهي ممارسة قديمة تعمل على تحفيز تدفق الدم، وتساعد على تخفيف الالتهاب وعلاج بعض حالات الصحة العقلية.
  • العلاج بالإبر: حيث يساعد هذا العلاج على التقليل من الألم المزمن، وتحسين مظهر الجلد.
  • تسحيج الجلد: وهو إجراء يعتمد على جهاز تقشير يعمل على إزالة الطبقات الخارجية للجلد؛ فعند إزالة طبقات الجلد التالفة ينتج الجسم بالتالي خلايا جلدية جديدة.
  • تسحيج الجلد الدقيق: يتم عن طريق فرك بلورات ناعمة في الجلد باستخدام جهاز، ويستغرق ذلك حوالي 30 دقيقة، يجب تنفيذه بين 5 إلى 16 مرة لرؤية نتائج دائمة. وقادر أن يحسن لون الجلد، والبقع الشمسية، وندوب حب الشباب.
  • حقن البوتوكس: يتم بحقن مادة البوتولينوم (الذيفان الوشيقي) في عضلات الوجه، ويساعد ذلك على تحسين الخطوط الدقيقة والتجاعيد في الوجه. يعتمد البوتوكس على شل العضلات مؤقتاً، بالتالي يحسن من التجاعيد ويليّنها، ويحسن مظهرها، وتستمر النتائج من 3 إلى 6 أشهر.
  • التقشير الكيميائي: وهو يمكن أن يعالج البقع الشمسية، وندوب حب الشباب، والتجاعيد، ويحسن لون البشرة بشكل عام. يتم هذا الإجراء بتطبيق محلول كيميائي على الجلد، ويؤدي إلى تقشير الطبقة العليا من الجلد. وعندها يظهر الجلد أسفله أصغر سناً، وبلون أفضل، ويكون أكثر إشراقاً.