حمية أتكنز: المبادئ الأساسية والفوائد

الكاتب - 21 يوليو 2023

أطلق حمية أتكنز "Atkins diet" الطبيب روبرت أتكنز عام 1972 وقد سميت الحمية باسمه. وتعتبر هذه الحمية من الحميات الغذائية المنخفضة السكريات أو الكربوهيدرات، وهي تشبه في هذه الخاصية حمية الكيتو "Keto diet".

وانطلاقاً من كون السكريات المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، فإن هذه الحمية تعتمد في مبدئها على تقييد استهلاك السكريات من قبل الشخص، مما يدفع الجسم للبحث عن مصدر آخر للطاقة كالشحوم والبروتين المخزنة فيه.

مراحل الحمية

تمر حمية أتكنز بمراحل عديدة:

١- المرحلة الأولى أو مرحلة الحث:

يُسمح للشخص في هذه المرحلة باستهلاك كمية قليلة من الكربوهيدرات لا تتجاوز 20 غرام. ومن المفضل الحصول على هذه الكربوهيدرات عن طريق الخضار والفواكه المسموح تناولها في هذه الحمية، والابتعاد قدر الإمكان على السكريات الصنعية أو المحليات.

ولا بد من الإشارة إلا أن غذاء الشخص في هذه المرحلة يعتمد بشكل أساسي على الأطعمة الغنية بالبروتين والشحوم.

٢- المرحلة الثانية أو مرحلة فقدان الوزن:

تسمح هذه المرحلة بالإدخال التدريجي للسكريات، والتي يفضل الحصول عليها عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالألياف والعناصر الغذائية كالمكسرات، البذور، والخضروات.

ولكن بشكلٍ عام فإن كمية السكريات المسموح بتناولها لا بدّ أن تكون مضبوطة قدر الإمكان:

  • 20-25 غرام من الكربوهيدرات خلال الأسبوع الأول للحمية
  • 30 غرام من الكربوهيدرات خلال الأسبوع الثاني للحمية
  • 30 غرام من الكربوهيدرات لكل أسبوع، حتى يتباطأ فقدان الوزن لحوالي 1-2 رطل في الأسبوع

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشخص يجب أن يستمر بالمرحلة الثانية من الحمية، حتى يتقارب وزنه من الوزن المثالي الذي يريد الوصول إليه. أي يتبقى له حوالي 5-10 أرطال حتى يصل إلى الوزن المثالي.

٣- المرحلة الثالثة أو مرحلة الصيانة الأولية:

يتم في هذه المرحلة زيادة استهلاك الكربوهيدرات بمعدل 10 غرامات لكل أسبوع، وغالباً ما يتم الاستمرار بهذه الحمية حتى الوصول إلى الوزن المثالي.

٤- المرحلة الرابعة أو الصيانة طويلة الأمد:

يسمح في هذه المرحلة تناول كميات مختلفة وأكبر من السكريات مقارنةً بالمراحل السابقة، ولكن لا بد من المراقبة الدقيقة في هذه المرحلة للتأكد من الحفاظ على الوزن المثالي الذي وصل إليه الشخص.

مضمون حمية أتكنز

 إن كلاً من حمية الكيتو وحمية الأتكنز تعتمدان بشكل أساسي على الحد قدر الإمكان من استهلاك السكريات، والاعتماد على الشحوم والبروتين مصادراً للطاقة بدلاً عنها، ولكن لابد من التنويه إلى أن حمية الكيتو في غالبية الحالات تمنع استهلاك السكريات أو الكربوهيدرات بشكل كامل. بينما تعتمد حمية أتكنز نفس الطريقة السابقة، مع السماح بإدخال كميات بسيطة من السكريات تدريجياً إلى النظام الغذائي للفرد تبعاً لمرحلة الحمية.

وتبعاً لذلك، تختلف أصناف حمية أتكنز تبعاً لكمية الكربوهيدرات المسموح تناولها في كل منها، فعلى سبيل المثال حمية أتكنز 20 تعني أن كمية السكريات الصافية التي يتناولها الفرد يجب ألّا تتجاوز 20 غرام، وكذلك الأمر في بقية أنماط الحمية.

كذلك لابد من الإشارة إلى أن الأطعمة المسموح تناولها تختلف تبعاً للنمط المتبع من الحمية، وتتنوع الأنماط على الشكل التالي:

١- حمية أتكنز 20

يمكن الاعتماد على هذه الأطعمة المسموح تناولها على شريطة ألا تتجاوز كمية الكربوهيدرات 20 غرام هي:

  • الخضروات: كالبروكولي، والخيار، والسبانخ.
  • الأطعمة الغنية بالبروتين: كالبيض، والدجاج، ولحم البقر.
  • الأسماك
  • الزبدة وزيت الزيتون
  • بعض أصناف الجبنة كجبنة الشيدر، والبارميزان والجبنة السويسرية
٢- حمية أتكنز 40

إضافة للأطعمة الموجودة في حمية أتكنز 20، فمن الممكن الاعتماد على الأطعمة التالية بشرط ألا تتجاوز كمية الكربوهيدرات الصافية 40 غرام، ومن هذه الأطعمة:

  • المكسرات والبذور
  • البقوليات
  • الحبوب الكاملة كالشعير والرز
  • الفواكه
  • الخضروات النشوية كالقرع، البطاطا، والشمندر
٣- حمية أتكنز 100

يسمح هذا النمط من الحمية باستهلاك أي صنف طعامي ممكن ولكن بشرط أن تكون كمية الكربوهيدرات الصافية فيه أقل من 100 غرام.

المسموح والممنوع في حمية أتكنز

هناك مجموعة من الأطعمة التي ينبغي تجنبها أثناء اتباع حمية أتكنز، كما تختلف هذه الأطعمة تبعاً لنمط الحمية الذي يتبعه الشخص:

١- الأطعمة المسموحة
  • الفواكه: وبشكل خاص الفواكه الحاوية على كميات مرتفعة من السكريات كالأناناس، والمانجو
  • الخضروات النشوية: كالبطاطا
  • الحبوب الكاملة
٢- الأطعمة الممنوعة في حميتي أتكنز 40 و100
  • الكربوهيدرات والسكريات الصنعية
  • الخبز الأبيض
  • المعجنات
  • الأطعمة الغنية بالسكريات

إضافةً لما سبق فهناك مجموعة من الأطعمة والمشروبات التي يفضل الاستغناء عنها أثناء تطبيق حمية أتكنز، ومنها:

  • عصائر الفواكه
  • المشروبات الكحولية
  • العسل
  • المشروبات السكرية
  • الفواكه كالتوت

الأشخاص المؤهلين لاتباع الحمية

هنالك أشخاص مؤهلين لاتباع كل نوع من حمية أتكنز وهم على الشكل التالي:

١- حمية أتكنز 20
  • الأشخاص الذين يرغبون بفقدان أكثر من 18 كغ من وزنهم.
  • محيط الخصر الأكبر من 88 سم لدى النساء، وأكبر من 101 سم لدى الرجال.
  • الأشخاص المصابين بالنمط الثاني من الداء السكري أو الذين يعانون من مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري
٢- حمية أتكنز 40
  • الأشخاص الذين يرغبون بفقدان أقل من 18 كغ من وزنهم
  • النساء الحوامل والمرضعات
  • الأشخاص الذين يرغبون باتباع حمية غذائية غير شديدة (تسمح باستهلاك أنماط متنوعة من الأطعمة)
٣- حمية أتكنز 100
  • الراغبون بالحفاظ على وزنهم الحالي
  • النساء الحوامل
  • النساء المرضعات واللواتي يرغبن بالحفاظ على وزنهم الحالي

وأخيراً لا بد من استشارة طبيب مختص حيث أنه سيقدم الطريقة الأنسب لجسمك، وبشكل خاص لدى الحوامل والمرضعات اللواتي يرغبن باتباع حمية أتكنز.

الأشخاص غير المؤهلين لاتباع الحمية

  • المصابون بإحدى الأمراض الكلوية وبشكل خاص حصيات الكلى.
  • المصابون بمشاكل على مستوى العظام، كالإصابة بهشاشة العظام والذين يعانون من نقص في الكثافة العظمية.
  • النساء الحوامل: من الضروري استشارة الطبيب لتحديد المرحلة المثالية للحمية التي من الممكن أن تخضع لها الحامل، ولكن بشكل عام فإن الحوامل عادة ما يخضعون للمرحلة 4 من الحمية (مرحلة الصيانة).
  • الرياضيون: لا بد من أخذ مشورة الطبيب، حيث أن الرياضيين عادة ما يتطلبون كميات كبيرة من الكربوهيدرات كي يتمكنوا من الحصول على الطاقة الكافية لممارسة تمارينهم الرياضية، وهذا ما يتعارض مع مبدأ حمية أتكنز.

فوائد الحمية

تبعاً لمبدأ هذه الحمية في الاعتماد على الشحوم والبروتين بدلاً من السكريات مصادراً للطاقة. فإن هذه الحمية تهدف بشكل أساسي إلى ما يلي:

  • فقدان الوزن: عبر تحفيز الجسم لتفكيك كميات من الشحوم المخزنة فيه للحصول على الطاقة.
  • الحفاظ على الوزن: حيث أن المرحلتين 3 و4 من الحمية تهدفان إلى الحفاظ على الوزن المثالي الذي وصل إليه الشخص، وبنفس الوقت تسمحان باستهلاك أصناف متنوعة من الأطعمة.
  • تحسين الحالة الصحية للشخص والوقاية من الإصابة بالأمراض.
  • ضبط مستويات السكر في الدم ومحاولة الحفاظ عليها ضمن قيم طبيعية.
  • المساهمة في علاج الداء السكري، والتقليل قدر الإمكان من استهلاك أدوية السكري. حيث أن هذه الحمية تساهم في تحسين المقاومة تجاه الأنسولين (السبب الأساسي للإصابة بالداء السكري من النمط الثاني).
  • الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • إنقاص كمية الكولسترول الضار "LDL" وزيادة الكولسترول المفيد "HDL" في الجسم.

النقاط السلبية في حمية أتكنز

على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدّمها هذه الحمية، إلّا أنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية، مثل:

  • زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام
  • زيادة خطر الإصابة بحصيات الكلى
  • التشنجات العضلية
  • الصداع
  • نقص بعض العناصر الغذائية

حمية أتكنز كبقية الحميات الأخرى تمنع الشخص من استهلاك كامل العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه، ومن أهم هذه العناصر: الألياف الغذائية، والفيتامينات، ومضادات الأكسدة والتي توجد بشكل أساسي في الفواكه.