حلول مؤكدة لتجنب تساقط الشعر خلال اتباع حمية غذائية

الكاتب - أخر تحديث 14 مارس 2024

يعتبر تساقط الشعر خلال اتباع حمية غذائية حالة مؤقتة تحدث كنتيجة لنقص وزن الشخص ونقص العناصر الغذائية في النظام المتبع. ويمكن تجنب هذه الحالة والوقاية منها من خلال العديد من الخطوات التي سنناقشها في هذا المقال.

ما هو تساقط الشعر الكربي؟

إن اتباع حمية غذائية والخوض في رحلة إنقاص الوزن ليس بالأمر السهل، خاصةً بالنسبة للذين لم يسبق لهم الالتزام بممارسة التمارين الرياضية وتناول غذاء صحي. ويمكن في بعض الحالات أن تسبب الحمية الغذائية بعض الآثار الجانبية مثل تساقط الشعر مما قد يؤدي لتراجع الشخص عن الحمية.

ولكن في الحقيقة هذه الحالة شائعة ويمكن تجنبها وعلاجها حيث يُعرف هذا النوع من تساقط الشعر باسم تساقط الشعر الكربي " Telogen effluvium"، وهو سبب شائع لتساقط الشعر. يحدث عادةً بعد حوالي 3 إلى 4 أشهر من فقدان الوزن السريع ويستمر لمدةٍ تصل إلى 6 أشهر.

دورة نمو الشعر وتساقطه

تخضع الشعرة لعدة دورات خلال حياتها، والتي تشكل جزءاً أساسياً من عملية نمو الشعر، وفهمها له دور في الحفاظ على صحة فروة الرأس، وهي كالتالي:

١- مرحلة التنامي "Anagen phase"

مرحلة التنامي "Anagen phase" هي مرحلة نمو بصيلات الشعر. وهي أطول مرحلة من دورة نمو الشعر، وتستمر لمدة تتراوح من سنتين إلى ست سنوات. خلال هذه المرحلة، تكون بصيلات الشعر نشطة في إنتاج شعر جديد. ينمو الشعر بمعدل حوالي 0.3 إلى 0.5 ملليمتر في اليوم.

تقسم مرحلة التنامي إلى ثلاث مراحل:

  • مرحلة التنامي المبكرة: تبدأ بصيلات الشعر في نمو شعر جديد.
  • مرحلة التنامي المتوسطة: ينمو الشعر بمعدله الأسرع.
  • مرحلة التنامي المتأخرة: يتباطأ نمو الشعر.

٢- مرحلة التراجع "Catagen phase"

مرحلة التراجع "Catagen phase" هي مرحلةٌ انتقاليةٌ قصيرةٌ مدتها بضعة أسابيع. تبدأ بصيلات الشعر في الانكماش ويصبح الشعر أضعف. وقد يتراجع الشعر فيها قليلاً ويختفي عن بعض الأماكن.

خلال مرحلة التراجع تضعف الصلة بين بصيلات الشعر وساق الشعر كما ينفصل ساق الشعر عن البصيلة ويتساقط في النهاية. وتعتبر هذه المرحلة جزء طبيعي من دورة نمو الشعر. ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تطول مرحلة التراجع، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر.

٣- مرحلة الانتهاء "Telogen phase"

مرحلة الانتهاء "Telogen phase" هي المرحلة الأخيرة من دورة نمو الشعر. وهي مرحلة راحة قصيرة تستمر لمدة تتراوح من 3 إلى 4 أشهر. خلال هذه المرحلة، يتوقف الشعر عن النمو ويبقى في بصيلات الشعر حتى يسقط.

خلال مرحلة الانتهاء تتوقف الخلايا في بصيلات الشعر عن الانقسام، مما يؤدي إلى توقف نمو الشعر. يصبح الشعر أضعف وأكثر عرضة للتساقط.

يحدث تساقط الشعر عندما يتأثر الجسم بالضغط الناتج عن عوامل متعددة، بما في ذلك فقدان العناصر الغذائية الضرورية نتيجة لاتباع حمية غير متوازنة. ويؤدي هذا التأثير إلى توقف نمو الشعر ودخوله في مرحلة التراجع في وقت مبكر، حيث ينتقل الشعر إلى مرحلة الانتهاء ويتساقط قبل الأوان.

المراحل الثلاث في دورة حياة الشعرة
المراحل الثلاث في دورة حياة الشعرة

أسباب تساقط الشعر خلال اتباع حمية غذائية

يحدث تساقط الشعر خلال اتباع حمية غذائية وهو ما يعرف بتساقط الشعر الكربي نتيجةً لنقص العناصر الغذائية في النظام الغذائي والتأثيرات التراكمية لفقدان الوزن على الجسم. وخاصةً إذا كان فقدان الوزن ناتجاً عن اتباع نظامٍ غذائيٍّ قاسٍ، أو الخضوع لجراحةٍ لفقدان الوزن، أو اتباع نظامٍ غذائيٍّ مقيدٍ بأنواعٍ محدودةٍ من الغذاء.

بالإضافة إلى ذلك فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة منخفضة من الحديد والزنك قد تتسبب في تساقط الشعر بشكل أكبر. وذلك لأن الزنك يعتبر مهماً لصحة الجلد والشعر. ويمكن أن تنقص مستوياته في حالات الإصابة بفقدان الشهية ومرض سوء الامتصاص أو اتباع نظام غذائي نباتي.

كما يمكن أن يؤثر نقص البروتين على الجلد والشعر والأظافر لأنه المركب الأساسي فيها وهو ضروري لنمو الشعر. بالتالي فإن نقص البروتين الصحي يمكن أن يسبب تكسر خصلات الشعر.

ومن العناصر الهامة أيضا التي يمكن لفقدانها أن يؤدي إلى تساقط الشعر نذكر الأحماض الدهنية والسيلينيوم وفيتامين D فهو يحفز نمو بصيلات شعر جديدة، لذلك يعتقد الخبراء أن نقصه يمكن أن يسبب تساقط الشعر أو ترققه.

تساقط الشعر الناجم عن جراحة فقدان الوزن

يمكن لجراحة الوزن أن تؤثر على دورة نمو الشعر وتسبب نقصاً في العناصر الغذائية ناتج عن انخفاض الوزن الإجمالي للشخص.

ففي إحدى الدراسات التي شملت 50 شخصاً قد خضعوا لعملية تكميم المعدة لاحظوا حدوث تساقط الشعر عند أكثر من النصف. يمكن أن يكون سبب تساقط الشعر في هذه الحالة هو نقص العناصر الغذائية، وخاصةً الحديد والزنك، اللذان يعتبران مهمين لصحة الشعر. كما يمكن أن يؤثر نقص البروتين على تساقط الشعر، حيث أن البروتين ضروري لنمو الشعر. (1)

كما وجدت دراسةٌ أجريت عام 2021 شملت 112 امرأة خضعن لعملية تكميم المعدة أن ما يقارب 75٪ منهنَّ تعرضن لتساقط الشعر بعد 3 إلى 4 أشهر من الجراحة. (2)

علاج تساقط الشعر الكربي

تركز جهود الوقاية والعلاج من تساقط الشعر الكربي على ضرورة تحسين التغذية والالتزام بنظام غذائي صحي.

يعتبر الحفاظ على توازن النظام الغذائي مع تجنب الأنظمة القاسية أمراً مهماً لفقدان الوزن على المدى الطويل، بالإضافة إلى تجنب الإصابة بتساقط الشعر الكربي.

في حال كان الشخص يعاني بالفعل من هذه الحالة ولم يعد يسعى لفقدان الوزن، فقد يجد الحل في معالجة نقص العناصر الغذائية من خلال تحسين نظامه الغذائي، مع إمكانية اللجوء إلى المكملات الغذائية إذا اقتضت الحاجة.

كما يجب الإشارة إلى أهمية استشارة اختصاصي تغذية إذا كان الفرد غير متأكد من المستويات الملائمة لهذه المغذيات وكيفية تضمينها في نظامه الغذائي بشكل فعال.

وفي حالة اتباع نظام غذائي محدود من المهم تضمين الأطعمة الغنية بالحديد والزنك والمهمة للحفاظ على صحة الشعر والأظافر والجلد، مثل:

  • المحار
  • البذور
  • المكسرات
  • البيض
  • الألبان
  • البقوليات
  • السبانخ
  • الديك الرومي
  • البروكلي
  • السمك
  • الكاجو
  • الدجاج

الوقاية من تساقط الشعر خلال اتباع حمية غذائية

عندما يؤدي فقدان الوزن إلى تساقط الشعر فإن التأثيرات تكون مؤقتةً فقط، ولكن إذا تم إهمالها فقد تؤدي إلى الصلع في بعض الأحيان.

فيما يلي نذكر بعض النصائح لمنع تساقط الشعر الناجم عن فقدان الوزن:

  • تحديد أعراض فقدان الوزن وتساقط الشعر: عند رؤية بقعٍ صلعاء مرئيةٍ مباشرةً بعد بدء نظام غذائي ومحاولة فقدان الوزن يجب التصرف حيال ذلك ومراجعة الطبيب.
  • استشارة اختصاصي تغذية واتباع أسلوب حياة صحي مناسب لطبيعة الجسم إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية الخاصة التي ينصح بها المدرب.
  • تجنب المعسكرات التدريبية السريعة لفقدان الوزن: حيث يمكن أن يساعد ذلك على إنقاص الوزن في وقتٍ أقل، ولكن يمكن أن يكون له آثار جانبية طويلة الأمد على الجسم.
  • تجنب جراحة فقدان الوزن لأنها يمكن أن تسبب تساقط الشعر من فروة الرأس.
  • تضمين الأطعمة الغنية بالبروتينات وأحماض أوميغا 3 الدهنية في النظام الغذائي، لأنها تساعد في تغذية الشعر.
  • الحفاظ على رطوبة الجسم لأن الجفاف يمكن أن يزيد من تساقط الشعر.
  • تنظيم الوزن من خلال متابعته كل أسبوع، والتأكد من عدم فقدان كميةٍ كبيرةٍ من الوزن خلال وقت قصير جداً.