تحليل الفيروسات (Viruses tests)

الكاتب - 12 فبراير 2024

يأتي تحليل الفيروسات كأداة أساسية في مجال تشخيص الأمراض الفيروسية. حيث تعتبر الفيروسات من الكائنات الدقيقة التي تعتمد على الخلايا الحية للتكاثر، وتشكل تحديات كبيرة للصحة العامة نظرًا لقدرتها على التسبب في أمراض متنوعة من الزكام البسيط إلى الأمراض الخطيرة.

تحليل الفيروسات أصبح أداة أساسية لتحديد وجود العدوى والتشخيص المبكر، مما يمكن الأطباء من اتخاذ القرارات الطبية السليمة وتوفير العلاج المناسب. يشمل هذا التحليل مجموعة متنوعة من الإجراءات التقنية التي تهدف إلى كشف وتحديد الفيروسات المسببة للأمراض، والتي تتراوح من تقنيات الفحص الجزيئي إلى تقنيات الزراعة الخلوية.

ما هي الفيروسات؟

الفيروسات "Viruses" هي إحدى أنماط الأحياء الدقيقة أو البكتريا التي تهاجم خلايا الجسم المختلفة، مسبّبة مجموعة من الأعراض المزعجة للمريض والتي قد تكون خطيرة ومهددة للحياة في بعض الحالات.

تهاجم الفيروسات خلايا الجسم المتنوعة كي تستطيع التكاثر والبقاء، فهي غير قادرة على العيش خارج الخلايا المضيفة لها. 

بالتالي فإن تكاثر الخلايا المضيفة سيترافق مع الازدياد في أعداد الفيروسات الموجودة في الجسم، ومع مرور الوقت ستهاجم هذه الفيروسات الخلايا المضيفة لها مسببة موتها والقضاء عليها، ومن هنا تأتي الخطورة الأساسية للفيروسات على صحة الشخص.

تتركب غالبية الفيروسات من حمضٍ نووي (RNA أو DNA) محاط بمحفظة بروتينية خارجية، تؤمن الحماية لتلك المادة الوراثية.

ومن أشهر الفيروسات التي تحوي الحمض النووي RNA:

  • فيروس الحصبة"Measles"
  • فيروس كورونا"Coronavirus"
  • فيروس التهاب الكبد نوع أ "Hepatitis A Virus (HAV)"
  • فيروس التهاب الكبد نوع سي"Hepatitis C Virus (HCV)"
  • فيروس الإيبولا"Ebola Virus"
  • فيروس الانفلونزا"Influenza"
  • فيروس نقص المناعة المكتسب"Human Immunodeficiency Virus (HIV)"

أمّا فيما يخص الحمض النووي DNA فإن أشهر الفيروسات التي تحتوي عليه:

  • فيروسات الحلأ"Herpesviruses"
  • فيروس الجدري"Smallpox Virus"
  • الفيروسات الغدية"Adenoviruses"
  • فيروس التهاب الكبد نوع ب"Hepatitis B Virus (HBV)"

الأنواع المختلفة لتحاليل الفيروسات

يتم الكشف عن العدوى الفيروسية في الجسم بالاعتماد على الفحص السريري للمصاب، بالإضافة لمجموعة من الفحوص المخبرية مثل اختبارات الدم وغيرها

ومن أهم تحاليل الفيروسات المستخدمة في تشخيص الإصابة الفيروسية:

١- تعداد الكريات البيضاء في الدم"White Blood Cell Count (WBCs)"

تشكل الكريات البيضاء عنصراً هاماً في الجسم، فهي تملك العديد من الوظائف بكونها أحد أقسام الجهاز المناعي للشخص. وتهاجم هذه الخلايا الأجسام الغريبة الداخلة إلى الجسم (كالجراثيم، الفيروسات، الطفيليات وغيرها..).

وبناءً على ما سبق، ينتج الجسم كميات متزايدة من الكريات البيضاء للتصدي للحالة الإنتانية التي يمر بها الجسم سواء أكانت جرثومية، فيروسية، لذلك فإن اختبار تعداد الكريات البيضاء في الدم يعد مفيدا في تحليل الفيروسات.

وهناك خمسة أنماط أساسية من الكريات البيضاء الموجودة في الدم، وهي:

  • العدلات"Neutrophils"
  • اللمفاويات"Lymphocytes"
  • وحيدات النوى"Monocytes"
  • الحمضات"Eosinophils"
  • الأسسات"Basophils"

لا بدّ من التنويه إلى أن الكريات البيضاء ترتفع بشكل عام في كلٍّ من الإصابات الجرثومية والفيروسية، ولكن تميل اللمفاويات "Lymphocytes" لأن ترتفع بشكل أكبر في الإصابات الفيروسية، بينما تميل العدلات"Neutrophils" للارتفاع في الإصابات الجرثومية.

٢- تحليل البروتين الارتكاسي التفاعلي"The C-reactive Protein (CRP)"

يساعد البروتين الارتكاسي التفاعلي في التصدي للأجسام الغريبة كالفيروسات التي تهاجم الجسم، حيث يكشف هذا التحليل عن كمية بروتين CRP في الدم، وهو بروتين ينتج من قبل الكبد. 

بالتالي يفيد تحليل CRP في تشخيص الإصابات الالتهابية والإنتانية، ولكن يعجز عن تحديد نوع هذه الإصابة فيما إذا كانت جرثومية أو فيروسية.

٣- تفاعل البوليميراز المتسلسل"Polymerase Chain Reaction (PCR)"

يفيد تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل في الكشف عن المادة الوراثية للأحياء الدقيقة الموجودة في الجسم.

وتأتي أهمية هذا التحليل في إمكانية تحديد نوع الجرثوم أو الفيروس على سبيل المثال فيروس الانفلونزا"Influenza" أو فيروس كورونا"Coronavirus" أو نقص المناعة المكتسب"HIV" الموجودة في الجسم. وهذا الأمر الذي تعجز عنه الاختبارات السابقة تعداد الكريات البيضاء"WBCs" وتحليل البروتين الارتكاسي"CRP" فهي تحدد وجود إصابة فيروسية  فقط دون تحديد نوع الفيروس المسبب لتلك الإصابة.

إضافةً لما سبق، لا بدّ من التنويه إلى إمكانية إجراء تحليل "PCR"على عينات مختلفة من جسم الإنسان كالدم أو اللعاب أو المخاط بالإضافة لبعض النسج.

٤- مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالأنزيم "Enzyme-Linked Immunosorbent Assay (ELISA)"

تفيد طريقة مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالأنزيم في البحث عن المستضد الفيروسي أو أضداد الفيروسات في الدم. وهي مجموعة من المواد البروتينية التي ينتجها الجهاز المناعي لمقاومة الفيروسات الغريبة الداخلة إلى الجسم.

٥- خزعة الجلد"Skin Biopsy"

تفيد الخزعة الجلدية في تشخيص بعض الإصابات الفيروسية، حيث يبين التشريح المرضي تأثير العدوى الفيروسية على خلايا الجلد المصابة.

أسباب إجراء تحليل الفيروسات

يمكن للفيروسات أن تصيب أي عضو من أعضاء الجسم، مسببة أعراضاً متنوعة تبعاً لوظيفة العضو المصاب. ومن هنا تأتي أهمية إجراء تحاليل الفيروسات عند ظهور الأعراض التالية:

١- أعراض التهاب الطرق التنفسية"Respiratory Tract Infection (RTI)"

تترافق أغلب الإنتانات التنفسية مع مجموعة من الأعراض التالية التي في حال ظهورها ينصح باجراء تحليل الفيروسات وهي تشمل:

  • السعال
  • الدوار
  • سيلان الأنف
  • الصداع
  • ألم الحلق
  • آلام العضلات
  • ضيق النفس
  • ارتفاع الحرارة
٢- أعراض الالتهابات المعوية"Bowel Infection"

تشمل أعراض الالتهابات المعوية التي في حال ظهورها ينصح باجراء تحليل الفيروسات ما يلي:

  • الإسهال
  • الألم البطني
  • الغثيان والإقياء
  • ارتفاع الحرارة
  • الصداع
٣- أعراض الأمراض المنتقلة بالجنس"Sexually Transmitted Infection (STIs)"

تترافق الأمراض المنتقلة بالجنس في غالبية الحالات مع مجموعة من الأعراض:

  • سيلان غير اعتيادي لمفرزات مختلفة من القضيب أو المهبل، والشرج
  • ألم عند التبول
  • النزف المهبلي الغير اعتيادي
  • ظهور آفات جلدية في المنطقة المحيطة بالشرج والأعضاء التناسلية (كالبثور والتقرحات، والكتل.
٤- أعراض الإنتان الخلقي"Congenital Infection"

يعتبر الفيروس المضخم للخلايا Cytomegalovirus (CMV) من أشهر الفيروسات المسببة لإنتانات خلقية لدى الإنسان. 

ولا بدّ من التنويه إلى أن الأعراض المرافقة لهذا الداء تختلف من شخص لآخر، حيث أنها قد تسبب:

  • الطفح الجلدي
  • اليرقان أو اصفرار الجلد والعينين
  • صغر حجم الرأس
  • ضخامة الكبد والطحال
  • التهاب شبكية العين

النتائج

تختلف نتائج تحليل الفيروسات باختلاف التحليل الذي تم اجراؤه حيث تكون النتائج بحسب التحاليل كما يلي:

١- تعداد الكريات البيضاء"WBCs"

إن القيمة الطبيعية لتعداد الكريات البيضاء في الدم، تتراوح بين 4500 وحتى 11000 كرية في الميكروليتر من الدم (أو 4.5 - 11 x 109/L).

بالتالي بالاعتماد على نتائج التحليل الذي تم إجراءه، يستطيع الطبيب التوجًه نحو حالة المريض، حيث تترافق غالبية الإصابات الفيروسية بارتفاعٍ في تعداد الكريات البيضاء.

٢- البروتين الارتكاسي التفاعلي"CRP"

القيم الطبيعية من هذا التحليل تختلف من مختبر لآخر تبعاً للقيم المعيارية لكل منها، ولكن بشكلٍ عام فإن القيم بين 0.8-1 mg/dL تعتبر قيماً طبيعية في غالبية الحالات.

٣- تفاعل البوليميراز التسلسلي"PCR"

تأتي نتيجة الاختبار بإحدى الشكلين التاليين:

  • النتيجة السلبية تعني غياب الحمض النووي للعامل الممرض في الجسم.
  • النتيجة الإيجابية، وهي تشير لاحتواء الجسم على الحمض النووي للعامل الممرض RNA أو DNA، حيث يعتبر هذا التحليل من أهم التحاليل المستخدمة في تشخيص الإصابات الإنتانية ولاسيّما الفيروسية منها.
٤- مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالأنزيم"ElISA"

إن وجود المستضد الفيروسي أو الأجسام المضادة لهذه الفيروسات في الدم يساهم في تشخيص الإصابة الفيروسية لدى الشخص المصاب.