تأثير التدخين والكحول على صحة القلب والأوعية الدموية

الكاتب - 11 سبتمبر 2023

يعتبر تدخين التبغ وتناول الكحول من أكثر العادات انتشاراً على مستوى العالم على الرغم من كون هذه المواد تصنف كمواد ضارة ومسببة للإدمان، حيث أن تأثير التدخين وتناول الكحول يطال كل أنحاء الجسم وبشكل خاص صحة القلب والأوعية الدموية، فما هي هذه التأثيرات؟ هذا ما سنكتشفه في هذا المقال.

لمحة عن الكحول

الكحول "Alcohol" عبارة عن مادة كيمائية تنتج عن عملية تخمير "Fermentation" المواد السكرية الموجودة في الخضار والفواكه. وتكون نتيجة هذا التخمير هو مادة سائلة تعرف بالكحول.

هنالك العديد من أنواع الكحول والتي تختلف في التركيب الكيمائي. والنوع الذي يستخدم في المشروبات الكحولية التي يتم استهلاكها يعرف باسم الإيثانول "Ethanol".

يصنف الكحول على أنه مادة مثبطة "Depressant" ذات تأثير نفسي وعقلي، بالإضافة لتسببها بالإدمان. ويتضمن تأثير الكحول بشكل عام ما يلي:

  • شعور بالاسترخاء والسعادة عند استهلاك كميات صغيرة.
  • إبطاء وإضعاف الاتصال ونقل التنبيهات في الأعصاب والخلايا العصبية.
  • تثبيط نقل الرسائل العصبية بين الدماغ والجسم.
  • التأثير على السلوك والتفكير والمحاكمة المنطقية عند الشخص.

تصبح هذه التأثيرات في حال التعود والإدمان على تعاطي الكحول غير قابلة للتراجع كما وتسبب ضرر وخلل دائم على مستوى الجسم واعضاءه المختلفة. حيث لا ينحصر تأثير الكحول على المستوى العصبي فقط. بل يتعداه ليسبب ضرراً على مستوى الجهاز الهضمي، وصحة القلب والأوعية الدموية ومعظم أعضاء الجسم الأخرى.

ووفقاُ لمنظمة الصحة العالمية فإن ادمان وتعاطي الكحول يعتبر عامل خطر ومسبب مباشر أو غير مباشر لأكثر من 200 مرض وحالة صحية مختلفة.

تأثير الكحول على صحة القلب

يرفع استهلاك المشروبات الكحولية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث له تأثيرات مشابهة للتدخين في الضرر والأعراض التي يسببها، وتتضمن أبرز تأثيرات الكحول على صحة القلب ما يلي:

١- يزيد استهلاك الكحول من خطر الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني

أظهرت دراسة عام 2014 ارتباط التناول المزمن للكحول بتطور ارتفاع التوتر الشرياني حيث تساهم التأثيرات التي يسببها الكحول سواء على الجهاز العصبي، والكليتين وعملهما أو نتيجة التأثير على جدران الأوعية الدموية في تطور ارتفاع الضغط.

٢- يؤثر استهلاك الكحول على معدل ضربات القلب وحدوث اضطرابات النظم القلبية

حيث تبين وجود ارتباط بين استهلاك الكحول المستمر والمزمن ومعدل ضربات القلب، ولوحظ زيادة احتمال حدوث تسرع في عدد ضربات القلب عند من يشربون الكحول.

إضافة لذلك يؤثر شرب الكحول على جهاز التنبيه الكهربائي للعضلة القلبية ويمكن أن يسبب عدم انتظام في ضربات القلب مثل حدوث بطء في القلب "Bradycardia" أو تطور الرجفان الأذيني "Atrial Fibrillation" وغيرها.

٣- تطور قصور العضلة القلبية "Heart failure"

يسبب الكحول زيادة احتمال ضعف العضلة القلبية واصابتها بالفشل والقصور، بالتالي هذا يعني عدم قدرة القلب على ضخ الدم وتوفير التروية الدموية لأعضاء الجسم بفعالية، وذلك بفعل تأزر التأثيرات السلبية للكحول على الضغط والقلب والأوعية الدموية.

٤- زيادة خطر حدوث الجلطة القلبية "Heart Attack"

يرفع استهلاك الكحول من نسبة الشحوم الثلاثية "Triglyceride" في الدم ومن نسبة الكوليسترول السيئ "LDL"، وهذا الأمر يساهم في تطور تصلب الشرايين والاصابة بالتضيق الشرياني على مستوى الشرايين المغذية للقلب مما يرفع احتمالية الإصابة بالجلطة القلبية

لمحة عن التبغ والتدخين

التبغ "Tobacco" عبارة عن نبات ورقي يتم زراعته ومن ثم تجفيف أوراقه بعد نضجها، ليتم بعدها تقطيع هذه الأوراق ومعالجتها كيميائياً لتصبح بالشكل الذي نعرفه وهو السجائر.

يحوي التبغ مادة كيمائية هي النيكوتين "Nicotine" وهي المادة الرئيسية المسببة للإدمان والتي تدفع الأشخاص للاستمرار في التدخين. حيث يسبب النيكوتين ما يلي:

  • إحساس مؤقت بالاسترخاء والسعادة.
  • زيادة ضربات القلب.
  • إطلاق مواد كيميائية في الدماغ تعرف باسم الاندورفينات (Endorphins) تساعد في تخفيف التوتر.
  • تنبيه وتحفيز الجهاز العصبي والشعور بالنشاط.

هذه التأثيرات تجعل النيكوتين والتدخين عادة مدمنة بشدة، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن تأثيرات التدخين مؤقتة وتتراجع مع التعاطي المستمر للتبغ مما يدفع بالمدخن لزيادة كميات التدخين المعتادة للحصول على نفس التأثيرات، بالتالي يتعرض بشكل أكبر للنيكوتين ونتائج احتراق التبغ والتي تعتبر مادة سامة ومضرة.

تأثير التدخين على صحة القلب

تدخين السجائر واستهلاك منتجات التبغ لها تأثير ضار على الجسم بشكل عام وعلى الجهاز القلبي الوعائي بشكل خاص. حيث من تأثيرات التدخين على صحة القلب نذكر ما يلي:

١- رفع سرعة ضربات القلب.
٢- رفع استهلاك العضلة القلبية للأوكسجين.
٣-ارتفاع مستمر ومزمن للضغط الشرياني:

تسبب التغيرات الهرمونية والتأثير المحرض والمنبه للنيكوتين الموجود في التبغ لرفع ضغط الدم عند التدخين. حيث يمكن لتدخين سيجارتين في الساعة زيادة ضغط الدم بمقدار 5 ملم زئبقي، كما أنه ومع استمرار التدخين بشكل مزمن يصبح هذا الارتفاع في ضغط الدم دائم.

وأظهرت دراسة عام 2021 أن المدخنين لديهم ضغط شرياني أعلى مقارنة بغير المدخنين، والسبب في ذلك هو التأثير المنبه للنيكوتين الذي يطلق هرمونات هي الأبنفرين "Epinephrine، والنورإيبنفرين "Norepinephrine" وهي هرمونات تنشط في وضع التنبيه والشدة للجسم وتسبب تقبض في جدران الأوعية الدموية.

٤- تضرر جدران الأوعية الدموية:

يسبب التدخين تخرب وضرر في جدران الأوعية الدموية وهذا الأمر يساهم في تطور مرض تصلب الشرايين عند الأشخاص المدخنين، حيث تترسب المواد الشحمية في جدران الشرايين المتضررة وتسبب تضيقات وانسدادات فيها مع الزمن بالتالي يساهم في ظهور أمراض نقص التروية الدموية التي تتضمن:

  • نقص التروية القلبية والذبحة الصدرية نتيجة تضيق الشرايين الاكليلية المغذية للقلب.
  • نقص التروية الدماغية نتيجة إصابة وتضيق الشرايين التي تغذي الدماغ.
  • أمراض الشرايين المحيطية (peripheral arterial disease) عندما تصاب الشرايين التي تغذي الأطراف في الجسم.
  • نقص كمية الأوكسجين الواردة للأنسجة في الجسم. وذلك بآليتين هما: تضيقات الشرايين من جهة واستنشاق غاز احادي أوكسيد الكربون "carbon monoxide" من جهة أخرى بفعل التدخين، حيث يرتبط هذا الغاز مع خضاب الدم في الكريات الحمراء ويمنعه من أداء وظيفته في نقل الأوكسجين بشكل فعال.
٥- يزيد التدخين من ميل الدم للتخثر وتشكيل الجلطات وهذا يرفع نسبة حدوث الجلطات القلبية والدماغية عند المدخنين.

يعد التدخين واستهلاك الكحول المفرط عادات مضرة وذات تأثيرات سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية إضافة لصحة الجسم بشكل عام، لذلك يجب الابتعاد عن هذه العادات واتباع نمط حياة صحي قدر الإمكان، حيث أنه ولحسن الحظ تتراجع الكثير من الأضرار والمخاطر الصحية في حال ترك هذه العادات والسماح للجسم بالتعافي.