تأثير الأرق على الصحة العامة وجودة الحياة

الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

يعتبر الأرق مشكلةً شائعة، ولا يستطيع الشخص المصاب به النوم أو البقاء نائماً أو الحصول على قسط كافٍ من النوم المريح، مما قد يؤدي إلى مشاكل وحالات صحية مختلفة. فما هي أسبابه؟ وكيف يتم علاجه؟

تأثير الأرق على الصحة

يعاني الشخص المصاب بالأرق من صعوبة في النوم أو في البقاء نائماً، وقد يستيقظ باستمرار في وقت مبكر جداً، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عديدة مثل:

  • النعاس والخمول في وقت النهار
  • الشعور بالتوعك العقلي والجسدي
  • تغيرات المزاج والتهيج والقلق

كما يمكن أن تساهم المشاكل السابقة في الأرق كذلك، أي أنها قد تكون أسباباً للأرق أو تأثيرات ناجمة عنه أو كليهما. قد يلعب الأرق أيضاً دوراً في الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك:

  • البدانة
  • مرض السكري
  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  • الاكتئاب

من ناحية أخرى يمكن للأرق أن يضعف أداء الشخص في المدرسة أو العمل ويحد من قدرته على القيام بالأنشطة اليومية.

كما يمكن للأرق أن يأتي بشكل متقطع أو قد يكون مستمر وطويل الأمد؛ وهناك نوعان رئيسان للأرق:

  • الأرق قصير الأمد: يستمر بضعة أيام أو أسابيع وغالباً ما ينجم عن الإجهاد.
  • الأرق المزمن: يحدث عندما يواجه الشخص صعوبات في النوم ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر. ويعتبر الأرق المزمن من المضاعفات المحتملة للأرق قصير الأمد.

أسباب الأرق

في بعض الأحيان لا يوجد سبب واضح للأرق، وتسمى هذه الحالة بالأرق البدئي، وفي بعض الأحيان يكون هناك سبب أساسي مثل الحالات الصحية العامة أو القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات النوم، وهذا ما يسمى بالأرق الثانوي.

يمكن أن تتفاقم هذه الحالة نتيجة هذه الأسباب:

  • عادات النوم السيئة
  • الكافيين والنيكوتين والكحول والأمفيتامينات وبعض الأدوية.
  • الإجهاد الناتج عن مشاكل العمل أو المشاكل المالية أو مشاكل العلاقات أو الحزن.
  • المشاكل الطبية، وخاصةً الحالات التي تسبب الألم، والتغيرات الهرمونية (مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي عند انقطاع الطمث)، والمشاكل التنفسية أو البولية أو الهضمية.
  • مشاكل الصحة العقلية، حيث قد يكون الأرق من أعراض القلق أو الاكتئاب أو غيرها.
  • اضطرابات النوم، بما في ذلك انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الساعة البيولوجية الناتجة عن أنماط النوم غير المنتظمة، ومتلازمة تململ الساقين واضطراب حركة الأطراف الدورية.
  • التقدم في العمر، حيث يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالأرق.
  • العمل بنظام الورديات، فغالباً لا ينام الأشخاص الذين يعملون في ورديات مختلفة مثل أولئك الذين يعملون لساعات محددة أثناء النهار فقط.

الأعراض

بالإضافة إلى اضطراب النوم يمكن أن يؤدي الأرق إلى حدوث مشاكل أخرى مثل:

  • التعب أو النعاس أثناء النهار
  • التهيج أو الاكتئاب أو القلق
  • أعراض هضمية
  • انخفاض الدافع أو الطاقة
  • ضعف التركيز
  • ضعف في التنسيق مما يؤدي إلى حدوث أخطاء أو حوادث
  • القلق بشأن النوم
  • اللجوء إلى الأدوية أو الكحول للنوم
  • صداع التوتر
  • صعوبة في التواصل الاجتماعي

التشخيص

لا يوجد اختبار محدد لتشخيص هذه الحالة، حيث يجري الطبيب فحصاً جسدياً ويطرح أسئلةً لفهم حالة المريض وأعراضه جيداً، ويراجع سجله الطبي والأدوية التي يتناولها لمعرفة ما إذا كانت تؤثر على نومه.

من الممكن كذلك إجراء ما يلي:

  • اختبارات الدم: لاستبعاد بعض الحالات الطبية مثل مشاكل الغدة الدرقية أو انخفاض مستويات الحديد التي يمكن أن تؤثر سلباً على النوم.
  • كتابة الملاحظات: قد يطلب الطبيب من المريض تدوين أنماط نومه لمدة أسبوع إلى أسبوعين، ويشمل ذلك وقت النوم ووقت الاستيقاظ والقيلولة وتناول الكافيين وما إلى ذلك.
  • إجراء دراسة النوم (مخطط النوم): وتعتبر غير ضرورية لتشخيص الأرق، ولكن قد يطلبها الطبيب إذا شك بأن صعوبة النوم ناتجة عن انقطاع النفس أثناء النوم أو عن اضطراب نوم آخر.

العلاج

هناك علاجات عديدة يمكن اللجوء إليها في حال الإصابة بالأرق، ومنها:

  • التثقيف: في حالة الأرق قصير الأمد يقدم الأطباء معلومات حول الأرق 7 ويشرحون الخطوات التي يجب اتخاذها إذا لم تهدأ الأعراض، وقد يناقشون الضغوط التي قد تسببت في حدوث صعوبة النوم.
  • العلاج المعرفي السلوكي للأرق (CBT-I): يعتبر الخبراء أن هذا العلاج هو العلاج الأولي المفضل للأرق المزمن، وهو يساعد على التحكم في القلق الذي يشعر به المصاب بشأن مشاكل نومه وبناء عادات نوم أفضل.
  • أدوية النوم: قد يوصي الطبيب بتناول الأدوية عندما يعاني الشخص من أعراض شديدة، وقد تساعد هذه الأدوية على النوم وتقلل من القلق بشأن مشاكل النوم ومن الخمول أثناء النهار.

هنالك مجموعة من النصائح التي تساعد في تخفيف الأرق وعلاجه وتشمل:

  • تجنب الشخص الذهاب إلى الفراش وهو جائع، فيمكن مثلاً تناول وجبة خفيفة صحية قبل النوم.
  • تجنب تناول وجبة دسمة قبل الذهاب إلى الفراش (بحوالي ساعتين).
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع لتعزيز الصحة العامة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن ليس قبل وقت النوم.
  • ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء خاصة قبل النوم.
  • عدم النوم أثناء النهار.

الوقاية

غالباً ما يساعد إدخال تغييرات وإجراء تحسينات في نمط الحياة وروتين وقت النوم على النوم بشكل أفضل، ويكون ذلك باتباع النصائح التالية:

  • تجنب الوجبات الكبيرة والكافيين والكحول قبل النوم.
  • تقليل كمية الكافيين المتناوية، بما في ذلك القهوة والمشروبات الغازية والشوكولاتة، طوال اليوم.
  • ممارسة النشاط البدني أثناء النهار، ولاسميا في الخارج.
  • الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
  • ترك الهواتف الذكية والتلفزيون والحاسوب المحمول والشاشات الأخرى بعيداً قبل 30 دقيقة على الأقل من موعد النوم.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • التأكد من كون غرفة النوم مظلمة وهادئة.
  • الاسترخاء وممارسة التأمل وقراءة الكتب.