الفيروس الحليمي البشري: طرق الانتقال والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

الفيروس الحليمي البشري "Human papillomavirus" أو اختصاراً "HPV"، هو فيروس يصيب الإنسان ويمكن أن يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم.

هناك أكثر من 100 نوع من الفيروس الحليمي البشري، بما في ذلك سلالات تسبب الثآليل على اليدين والقدمين والوجه وما إلى ذلك. كما أن هنالك حوالي 30 سلالة من الفيروس تصيب الأعضاء التناسلية، كالفرج، والمهبل، وعنق الرحم، والقضيب، وكيس الصفن، وكذلك المستقيم والشرج.

إن أغلب سلالات فيروس الورم الحليمي البشري التناسلية غير ضارة، وهذا يشمل النوع الذي يسبب الثآليل التناسلية. إلا أنه توجد بعض السلالات التي يمكن أن تكون شديدة الخطورة، وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان مثل سرطان عنق الرحم، ولكن عادةً ما يساعد التشخيص والعلاج المبكرين لهذه الحالة من الوصول إلى مرحلة السرطان.

أعراض الفيروس الحليمي البشري

يمكن أن تظهر أعراض الإصابة بالفيروس الحليمي البشري بعد سنوات من التعرض الأولي للفيروس.

تظهر الثآليل على شكل نتوء جلدي صغير واحد في المنطقة التناسلية أو مجموعة من النتوءات أو نتوءات تشبه الجذع؛ ويمكن أن تختلف هذه الثآليل في الحجم والمظهر، كما قد تسبب هذه الثآليل الحكة وإحساساً بالحرق والانزعاج. ويختلف شكلها كالتالي:

  • كبيرة أو صغيرة
  • مسطحة أو على شكل قرنبيط
  • بيضاء أو وردية أو حمراء أو بنية أرجوانية أو بلون الجلد

ويمكن أن تتشكل على مناطق مختلفة مثل:

  • الفرج
  • عنق الرحم
  • القضيب
  • كيس الصفن
  • فتحة الشرج
  • منطقة الفخذ

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يسبب الفيروس الحليمي البشري ما يلي:

  • الثآليل الشائعة: نتوءات خشنة ومرتفعة تتكون عادةً على اليدين والأصابع والمرفقين.
  • الثآليل الأخمصية: عبارة عن أورام محببة صلبة تتكون غالباً على القدمين، كما يمكن أن تتشكل على عقِب القدم (الجزء الخلفي من أسفل القدم) أو على كرة القدم (منطقة اتصال الأصابع ببقية القدم).
  • الثآليل المسطحة: تكون مسطحة ومرتفعة قليلاً، كما تكون أغمق من الجلد المحيط بها، وغالباً ما تظهر على الوجه أو الرقبة.

طرق الانتقال

يمكن الإصابة بالفيروس الحليمي البشري من خلال:

  • ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي مع شخص مصاب بالفيروس
  • التلامس اللصيق للجلد مع الجلد أثناء ممارسة الجنس
  • مشاركة الألعاب الجنسية

علماً أن الشخص المصاب بالفيروس يمكن أن ينقل العدوى إلى الآخرين حتى عند غياب علامات أو أعراض الإصابة.

وقد تظهر الأعراض بعد سنوات من ممارسة الجنس مع شخص مصاب، مما يجعل من الصعب معرفة متى التقط الشخص العدوى. كما لا يحتاج الشخص إلى الاتصال الجنسي مع الكثير من الناس كي يصاب بالفيروس الحليمي البشري، بل يمكن له أن يلتقط العدوى من المرة الأولى التي يمارس فيها الجنس.

مضاعفات الإصابة بالفيروس الحليمي البشري

تزيد العدوى بالفيروس الحليمي البشري من خطر الإصابة بالسرطان، وخاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة؛ حيث يمكن للفيروس تغيير الطريقة التي تتواصل بها الخلايا مع بعضها البعض، مما قد يتسبب في نموها بطريقة عشوائية.

يمكن للجهاز المناعي أن يتغلب على الخلايا غير المرغوب فيها، وفي الحالات التي لا يستطيع فيها التغلب على هذه الخلايا، يمكن عندها للخلايا البقاء في الجسم والاستمرار في النمو وتؤدي مع مرور الوقت إلى الإصابة بالسرطان. ووفقاً للمعهد الوطني للسرطان "NCI" قد يستغرق تطور الورم من 10 إلى 20 عاماً.

وبطبيعة الحال يمكن أن تزيد العدوى بالفيروس الحليمي البشري من خطر الإصابة بالسرطان في الأعضاء التالية:

  • عنق الرحم
  • الفرج
  • المهبل
  • القضيب
  • فتحة الشرج
  • البلعوم، بما في ذلك قاعدة اللسان واللوزتين

قد يساعد الفحص الروتيني في الوصول إلى التشخيص المبكر، ويمكن أن يؤدي تلقي العلاج الفوري إلى منع انتشار السرطان؛ إذ يعتمد اختيار العلاج الأفضل على نوع السرطان ومرحلته وعمر الشخص وصحته العامة.

التشخيص

في حال كانت الثآليل أو الآفات ظاهرةً يمكن للطبيب عادةً تشخيص الإصابة بالفيروس الحليمي البشري من خلال الفحص البصري، كما يمكن أن تؤكد بعض الاختبارات وجود الفيروس كذلك.

وتتضمن الاختبارات التي يمكن إجراؤها ما يلي:

  • مسحة عنق الرحم (لطاخة بابانيكولاو): يتم جمع الخلايا من سطح عنق الرحم أو المهبل واختبارها، حيث يمكن أن تكشف عن وجود أية تشوهات خلوية قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
  • اختبار الحمض النووي: والذي يمكن أن يقيِم أنواعاً عالية الخطورة من الفيروس الحليمي البشري.
  • أخذ خزعة: حيث يتم أخذ عينة من الجلد المصاب وفحصها في المختبر، وتعتبر الخزعة ضرورية إذا كشف اختبار ما وجود تغيرات غير طبيعية في الخلايا.

أما بالنسبة إلى الذكور فلا يوجد حالياً فحص روتيني للإصابة بالفيروس، ولكن يدعو الخبراء إلى إجراء الاختبارات، خاصةً عند الرجال الذين يمارسون الجنس مع غيرهم من الرجال، حيث من الممكن إجراء مسحةٍ من الشرج.

بالإضافة إلى ذلك هناك اختبار يمكن إجراؤه في المنزل لتشخيص الإصابة بالفيروس، ولكن من المهم مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص بعد ذلك، ومن الجدير بالذكر أن الاختبار المنزلي لا يستطيع الكشف عن السرطان.

علاج الفيروس الحليمي البشري

هناك بعض الأدوية الموضعية للثآليل التناسلية الخارجية، والتي يمكن تطبيقها من قبل الطبيب وغيرها من قبل المريض. حيث يمكن تطبيق مجموعة من الأدوية في المنزل مثل:

  • كريم إميكويمود "Imiquimod"، وهو يحسن المناعة، ويحفز إنتاج مواد الجهاز المناعي لتقليل الفيروسات.
  • محلول أو جل بودوفيلوكس "Podofilox"، يوقف انقسام الخلايا ويؤدي إلى تدمير أنسجة الثآليل.
  • السينيكاتيكينات "Sinecatechins"، وهي نوع من مستخلص الشاي الأخضر، يُعتقد أنها تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة وتزيد النشاط المناعي.

كما قد يلجأ الطبيب إلى إجراءات علاجية مثل:

  • العلاج بالتبريد باستخدام النيتروجين السائل أو مسبار لتجميد الثآليل
  • الاستئصال الجراحي وذلك باستخدام أدواتٍ خاصةٍ للثآليل
  • العلاج بالليزر
  • الجراحة الكهربائية
  • حمض ثلاثي كلورو أسيتيك "Trichloroacetic acid" أو حمض ثنائي كلورو أسيتيك "Dichloroacetic acid"، اللذان يحرقان الثآليل كيميائياً

أما بالنسبة للثآليل التناسلية الداخلية فيمكن علاجها بما يلي:

  • التبريد بالنيتروجين السائل
  • الاجتثاث بالليزر
  • الاستئصال الجراحي
  • حمض ثلاثي كلورو أسيتيك، أو حمض ثنائي كلورو أسيتيك
  • الإنترفيرون الموضعي

الوقاية

لتقليل خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري يمكن للشخص:

  • أخذ لقاح الفيروس الحليمي البشري
  • استخدام أساليب الحماية الحاجزية عند ممارسة الجنس
  • عدم ممارسة الجنس مع شركاء متعددين
  • عدم ممارسة الجنس أثناء وجود الثآليل التناسلية

كما أن هنالك بعض النصائح التي يمكن اتباعها للمساعدة في منع انتشار الثآليل يجب:

  • تجنب لمس الثؤلول
  • غسل اليدين في حال لمس الثؤلول
  • تجنب الحلاقة في منطقة الثؤلول
  • في حال كانت الثآليل موجودة على القدمين يجب استخدم الأحذية في الأماكن العامة مثل حمامات السباحة وغرف تبديل الملابس
  • علاج الثؤلول وتغطيته حتى يختفي
  • تجنب مشاركة المناشف والأغراض الشخصية الأخرى

لقاح الفيروس الحليمي البشري

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" بأخذ اللقاح في سن 11 أو 12 عاماً، وذلك لتقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وغيره. ويؤخذ اللقاح على مرحلتين، يفصل بينهما 6 إلى 12 شهراً.

وتتوفر حالياً ثلاثة لقاحات للفيروس الحليمي البشري:

  • غارداسيل "Gardasil"
  • سيرفاريكس "Cervarix"
  • غارداسيل 9

ويجب على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 26 عاماً ولم يتلقوا اللقاح أن يستشيروا أطبائهم حول التلقيح. كما أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و45 عاماً والذين لم يحصلوا على اللقاح مؤهلون للتلقيح بلقاح غارداسيل 9.

كما أنه من المهم معرفة أن المرأة الحامل يجب أن تنتظر حتى انتهاء الحمل والولادة لتلقي اللقاح.