تتميز الثآليل بصغر حجمها، وهي أجزاء نامية من الجلد، تظهر بأشكال مختلفة، منها ما يكون مرض جلدي ومنها ما يعكس مرض جهازي معين في الجسم.
فما هي الثآليل وما أسبابها وطرق العلاج المتبعة؟
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبتعريف الثآليل
هي نمو حميد (غير سرطاني) يصيب الجلد أو الأغشية المخاطية، ويظهر على شكل كتل صغيرة صلبة عادةً، إلا أن أشكاله تختلف حسب نوع الثؤلول.
يسببه الفيروس الحليمي البشري (HPV)، والذي ينتقل بسهولة من شخص لآخر أو من مكان لآخر لنفس الشخص.
ولا تعد هذه الحالة مشكلة خطيرة بحد ذاتها، إلا أنها قد تظهر بأماكن تكون مزعجة للمريض.
كما أنه من الممكن أن تزول الثآليل من تلقاء نفسها أو قد تحتاج لتدخل الطبيب.
وتنتشر بشكل كبير بين جميع الفئات العمرية، إلا أنها تظهر بكثرة خلال مرحلة الطفولة، ففي إحدى الدراسات كانت نسبة إصابة الأطفال بالثآليل حوالي ٣٣%.
في حين تتراوح نسب الإصابة عند البالغين بين ٢-٣ % مع ميل لإصابة الذكور. (١- ٢)
أنواع الثآليل
يوجد أكثر من ١٠٠ نوع فرعي للفيروس الحليمي البشري (HPV)، وحسب النوع الفرعي يكون نوع الثؤلول.
وتظهر الثآليل بأشكال متنوعة تختلف عن بعضها بالشكل ومكان الظهور بالإضافة لتفاصيل أخرى، ومن أبرز أنواعها:
١- الثآليل الشائعة
هي الشكل المعروف، حيث تكون على شكل نمو جلدي يتراوح حجمه من رأس الدبوس لحجم حبة البازلاء، وتتميز بكون سطحها خشن الملمس.
كما تظهرغالباً على الوجه الظاهري لليدين والأصابع بالإضافة للقدمين، وقد تصل للأظافر.
٢- الثآليل الأخمصية
تظهر عادًة على الوجه الأخمصي (الداخلي) للقدم أو الكاحل، وتكون عكس شكل الثؤلول المُعتاد منخمصة أي كأنها تنمو للداخل، وذلك لكونها تتحمل وزن الجسم كاملاً. الأمر الذي يسبب حدوث ألم.
٣- الثآليل المسطحة
تكون ناعمة بلون بني فاتح، قليلة الارتفاع وصغيرة الحجم (لا يتجاوز عرضها عدة مليمترات).
تتوضع على الوجه بشكل شائع، وخاصًة على الجبهة والخدين، ومن الممكن على اليدين والقدمين.
٤- الثآليل الفسيفسائية
هي من النوع صغيرة الحجم، وتظهر على الوجه الداخلي للقدم وفي أسفل الأصابع.
ومن الممكن أن تكون كثيرة العدد بحيث أنها تغطي كامل الوجه الداخلي للقدم.
٥- الثآليل الخيطية
تأتي بشكل قريب من الخيط، وتظهر على الوجه لذلك تكون مزعجة بسبب مظهرها الواضح.
٦- الثآليل التناسلية
هي عبارة عن نمو لكتلة صلبة وخشنة الملمس في المناطق التناسلية، وتنتقل عبر الاتصال الجنسي.
أعراض ظهور الثآليل
تكون الثآليل عادةً غير مؤذية ولا تكون لها أعراض خاصة مزعجة.
إلا أن بعض الحالات قد تترافق ببعض الأعراض، أو تتصف بعدة صفات سريرية مميزة على الشكل التالي:
- الحكة
- قد تظهر بعض النقاط السوداء على الثآليل الأخمصية.
- الألم، وبشكل خاص للثآليل الأخمصية.
- وقد تأتي بشكل مجموعات مثل الفسيفسائية.
الأسباب
إن السبب الأساسي لظهور الثؤلول هو العدوى بالفيروس الحليمي البشري (HPV)، والذي ينتقل بسهولة بين الأشخاص وخاصة في البيئات الرطبة والدافئة أوالمُغلقة.
تحدث مع طبيب الآن
إلا أن الثؤلول لا يتطور فور الانتقال، ومن الممكن ألا يظهر أبداً، ويعود ذلك إلى عدة عوامل تزيد من احتمالية ظهور الثؤلول والتي تضم:
- الوراثة: بحسب البيانات فإن العديد من الجينات المشاركة في الاستجابة المناعية قد تلعب دوراً مهماً في تسهيل عملية عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). (٣)
- الاضطرابات في الجهاز المناعي
- الأشخاص في سن الشباب مقارنة بالكبار أو الأطفال مقارنة بالبالغين
- قضاء وقت كبير في الحمامات المشتركة أو الغرف مُحكمة الإغلاق
- مشاركة الحاجيات الشخصية مع الآخرين
- التعرُّق الزائد، سواءً أكان بشكل عفوي أو بسبب ارتداء أحذية أو ملابس ضيقة
- يختلف نوع الثؤلول وسببه حسب نوع الفيروس، فمثلاً يختلف الفيروس المُسبب للثؤلول الشائع عن الأخمصي وعن التناسلي.
التشخيص
يستطيع طبيب الجلدية أن يكشف وجود الثآليل فقط من النظر إليها بسبب شيوعها ومظهرها المُميز.
إلا أنه في حالات نادرة قد يطلب أخذ خزعة، حيث يستأصل الطبيب كامل الثؤلول من أجل دراسته تحت المجهر لنفي أيّة مشاكل جلدية أخرى محتملة.
العلاج
تختفي بعض الثآليل من تلقاء نفسها دون أي تدخل علاجي، وقد يتجنّب البعض العلاج خوفاً من الآثار الجانبية التي قد يحملها.
وتتضمن الطرق العلاجية ما يلي:
العلاج المنزلي
١- الشريط اللاصق:
يعتبر خياراً شائعاً، ويساعد على التخلُّص من الثؤلول ومنع انتشاره.
إلا أنه حسب مقال نُشر في مجلة طبيب العائلة الكندية (Canadian Family Physician) فإن الدلائل حول فعاليّة الشريط اللاصق لاتزال قيد الدراسة.
ويستخدم الشريط اللاصق على الشكل الآتي:
- يوضع الشريط على الثؤلول.
- يُزال بعد ٤ -٧ أيام.
- ينظف الثؤلول جيّداً، وتُزال بقايا الجلد الميّت.
- يوضع شريط آخر بعد ١٢ ساعة.
- تستمر هذه الآلية لمدة ٤ - ٦ أسابيع.
٢- الأدوية:
يمكن للمريض أن يحضر من الصيدلية أحد العلاجات المُتَّبعة للتخلص من الثؤلول، والتي لا تحتاج وصفة طبية مثل العلاجات التي تحوي حمض الساليسيليك أو حمض اللاكتيك، التي يتم وضعها بشكل مباشر على الثؤلول.
يمكن أن يُستخدم خل التفاح ولكن لا يوجد الكثير من الأبحاث التي تدعم فعاليته إلا بعض الدراسات التي أكدت دوره المضاد للجراثيم والمشابه لتأثير حمض الساليسيليك. (٤)
ولاستخدام هذه الأدوية أو خل التفاح هناك عدة خطوات، تشمل:
- نقع المنطقة التي تحيط بالثؤلول بماء دافئ (فاتر) لمدة ٥ إلى ١٠ دقائق
- فرك الثؤلول بلطف عبر مِبرد أظافر
- وضع الدواء على الثؤلول مع الانتباه بعدم الاقتراب من المنطقة السليمة
- الانتظار حتى جفاف المادة الدوائية ثم وضع شريط لاصق
العلاج في العيادة:
- العلاج بالتبريد: ويسمّى أيضاً العلاج بالتجميد، ويتم عبره كي الثؤلول بالبرودة من خلال تعريضه لسائل شديد البرودة من النيتروجين.
- الكي أو الليزر: حيث يتم تعريض الثؤلول لحرارة أو يستأصل عبر أشعة الليزر بعد التخدير الموضعي ويعد خياراً بعيداً لتسببه بالندوب.
- العلاج المناعي: عبارة عن مجموعة أدوية تقوي الجهاز المناعي لمهاجمة الفيروس وتكمن مشكلته أنه يحتاج وقت ويسبب حكة.
الوقاية
كون الثآليل مرض فيروسي ينتقل بالعدوى لذلك يمكننا الوقاية من حدوثها عبر عدة إجراءات تضم:
- تجنّب لمس ثآليل الآخرين
- غسل اليدين جيّداً بعد لمس الثؤلول
- عدم استخدام مناشف أو أي حاجيات خاصة للآخرين
- تجنّب ارتداء أحذية أو جوارب الآخرين
- عدم خدش الثؤلول
- ترك الحذاء خارجاً عند الدخول لأماكن السباحة العامة
- عند تقليم الأظافر تجنّب استخدام نفس الأدوات للأظافر المصابة بالثآليل مع الأظافر الطبيعية
الثآليل عند الأطفال
تنتشر الثآليل بكثرة عند الأطفال نظراً لسهولة العدوى سواءً أكان في المدرسة أو في أماكن النشاطات الرياضية وغيرها.
كما يعد الأطفال الذي يقرضون أظافرهم أكثر عرضةً للإصابة كونهم يفتحون مجالاً لدخول الفيروس والتسبُب بالعدوى.
بالإضافة للجروح الصغيرة التي تنتج عن اللعب خارجاً ومشاركة الأدوات مع الأطفال الآخرين.
لذا يجب على الوالدين المبادرة بتنظيف الجرح فور حدوثه، بالإضافة إلى توعية أطفالهم حول مخاطر العدوى.
ويجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب في حال:
- كان الطفل صغير العمر أو رضيع
- ظهرت الثآليل على الوجه أو المناطق التناسلية
- لم يكن الوالدين متأكدين من أنهم ثآليل
- ظهرت الثآليل في أماكن جديدة من الجسم
- إذا أصبح الثؤلول أو الجلد المحيط به: مؤلم - نازف - محمر- ينز قيحًا - متورم.
تختفي الثآليل لدى معظم الأطفال لوحدها، وقد أجرى العلماء دراسة في عام ٢٠١٣ على مجموعة من طلاب المدارس مصابين بالثآليل، وقد شُفي نصف هؤلاء الأطفال خلال عام وعولجت الحالات المشبوهة والمزعجة فقط. (٥)
الفرق بين الثآليل والدمامل
يعد كل من الثآليل والدمامل من المظاهر الجلدية الشائعة، كما إنهما يأتيان نتيجة العدوى.
ولا يسببان أي مشاكل عادةً، إلا أن المضاعفات واردة في الحالتين.
أما بالنسبة للفروقات، فهي:
- تحدث الثآليل نتيجة عدوى فيروسية تصيب البشرة بالفيروس الحليمي البشري (HPV)، أمّا الدمامل فهي عدوى جرثومية بالعنقوديات المُذهَّبة تصيب جريب الشعرة.
- تكون الثآليل بمظهر خشن ناتج عن فرط نمو في البشرة، أما الدمامل تكون عبارة عن نتوء في البشرة نتيجة انتفاخ جريب الشعرة وامتلاءه بالقيح.
- قلّ ما تظهر المضاعفات على الثآليل وتتمثل بالألم والالتهاب في حالات نادرة، أما الدمامل تكون المضاعفات أكثر وروداً وتتمثل بحدوث خرَّاج أو انتشار العدوى للدم.
الملخص
لا شك أن الاعتناء بالنظافة الشخصية مهم جداً في تجنُّب أي ضرر حتى ولو كان بسيطاً لذلك فلنحافظ على أجسامنا سليمةً معافاة من كل داء عبر الاعتناء بها وعدم إهمالها.
كما يجب الانتباه لأي علامات وأعراض تظهر على الجلد واستشارة الطبيب المختص في حال أثارت قلق المريض.
مصادر
- https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/warts
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279586/#i2697_sources
- https://www.docdoc.com/medical-information/conditions/warts
- https://www.nhs.uk/conditions/warts
- https://www.aad.org/public/diseases/a-z/warts
- https://kidshealth.org/en/parents/wart.html