اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية (ACTH Stimulating Test)

الكاتب - 28 فبراير 2024

اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية (ACTH) هو اختبار تشخيصي يستخدم لتقييم وظائف الغدد الكظرية بعد تحفيزها بالهرمون الموجه الذي تنتجه الغدة النخامية.

والغدد الكظرية هي غدتان صغيرتان تقعان على قمة كل كلية. تنتج هذه الغدد العديد من الهرمونات المهمة، بما في ذلك الكورتيزول والألدوستيرون.

ما هو هرمون”ACTH”؟

هرمون"ACTH"  أو الهرمون الموجه للغدة الكظرية"Adrenocorticotropic Hormone" من الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية لتنظيم عمل الغدد الكظرية.

فالغدة النخامية من الغدد المهمة في جسم الانسان لأنها تفرز العديد من الهرمونات المسؤولة عن تنظيم عمل بقية الغدد كالغدة الدرقية والغدد الكظرية وغيرها.

يخضع إفراز الهرمون الموجه للغدة الكظرية لنمطٍ خاص يدعى بالإفراز النبضي. حيث أن إفراز الهرمون يكون أعلى ما يمكن في الصباح الباكر، ليتناقص هذا الإفراز شيئاً فشيئاً خلال اليوم، ليصل إلى أدنى مستوياته خلال النوم.

إن وظائف هرمون"ACTH" الأساسية هي ارتباطه بمجموعة من المستقبلات الخاصة به، والتي تتوضع على الغدة الكظرية، ويسمح  هذا الارتباط للهرمون ببدء عمله في تحفيز الغدة الكظرية لإنتاج المزيد من الكورتيزول"Cortisol". 

الكورتيزول هو هرمون التوتر الأساسي في الجسم، فهو يرتفع عند الشعور بالخطر، وهو المسؤول عن الوظائف التالية:

  • ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب
  • توتر العضلات
  • تأمين الطاقة اللازمة للعضلات عبر تفكيك الغلوكوز
  • الحفاظ على توازن الماء والملح
  • تنظيم وظائف الجهاز المناعي

طريقة إجراء اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية

يعتمد اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية "ACTH" على إعطاء جرعة من الهرمون للشخص. ويتم ذلك بحقن جرعة في العضل أو الوريد، وغالباً ما تكون الحقنة عضلية في الكتف.

 ومن ثم يراقب الفريق الطبي رد فعل الجسم على هذا الهرمون. حيث تستغرق العملية حوالي 30 – 60 دقيقة، حتى تبدأ الغدة الكظرية بالاستجابة، وتفرز كميات زائدة من الكورتيزول إلى الدم.

بعد ذلك يتم قياس التغيرات في مستويات الكورتيزول لتحديد مدى قوة استجابة الغدة الكظرية. ويتم تحليل النتائج بناءً على ارتفاع مستويات الكورتيزول بعد حقن "ACTH".

ومن ثم واستناداً إلى هذه النتائج، يمكن تقييم أداء الغدة الكظرية وتحديد وجود أية مشكلات أو اضطرابات.

أهمية اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية

يساعد اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية في تشخيص العديد من الأمراض المتعلقة بالغدة الكظرية من الجسم، وبشكلٍ خاص أمراض القصور الكظري.

حيث يسمح بتمييز سبب القصور الكظري الحاصل في الجسم أو القصور في إفراز هرمون الكورتيزول: 

  • القصور الكظري الأولي"Primary Adrenal Insufficiency"  أو ما يسمّى بداء أديسون"Addison Disease" حيث تكون الغدة الكظرية عاجزة عن إفراز الكورتيزول إلى الدم.
  • القصور الكظري الثانوي "Secondary Adrenal Insufficiency": في هذه الحالة تكون الغدة الكظرية طبيعية، ولكن المشكلة تكون في الغدة النخامية، حيث تكون غير قادرة على إنتاج هرمون "ACTH" المسؤول عن تحفيز الغدة الكظرية للقيام بوظائفها.

أسباب إجراء الاختبار

يتم اجراء اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية "ACTH"  للأشخاص الذين لديهم قيماً منخفضة من الكورتيزول، حيث يتم اجراؤه كاختبارٍ مكمل لاختبار كورتيزول الدم.

كذلك يتم إجراء هذا الاختبار لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض نقص الكورتيزول في الجسم أو عند الإصابة بإحدى أنماط القصور الكظري، مثل:

  • فقدان الوزن
  • فقدان الشهية
  • تبدلات المزاج
  • الضعف العضلي
  • التعب العام
  • انخفاض ضغط الدم
  • انخفاض مستوى سكر الدم
  • ألم البطن
  • ظهور تصبغات جلدية داكنة حيث تترافق هذه التّصبغات بشكل شائع مع الإصابة بداء أديسون، وتغيب في القصور الكظري الثانوي، بالتالي فهي تفيد في التمييز بين نمطي القصور الكظري الأولي والثانوي.
  • بعض الأعراض الهضمية مثل الغثيان والإقياء والإسهال.

شروط اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية

غالباً ما يتطلب اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية التخفيف قدر الإمكان من الأنشطة المرهقة ومحاولة الراحة والاسترخاء قدر الإمكان قبل إجرائه، بالإضافة إلى ذلك يجب للامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالنشويات والكربوهيدرات قبل إجراء الاختبار ب 12 – 24 ساعة. كما قد يتطلب هذا التحليل في بعض الحالات الصيام عن الطعام بشكل كامل قبل 6 ل 8 ساعات من إجرائه.

وذلك ليستطيع الطبيب الحصول على قيم دقيقة للكورتيزول في الجسم، دون التأثر بالعوامل الخارجية التي قد تؤثر على مستوياته.

قبل إجراء اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية، يجب على المريض:

  • إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها، بما في ذلك الأدوية العشبية والمكملات الغذائية.
  • التوقف عن تناول بعض الأدوية التي قد تتداخل مع نتائج الاختبار، مثل الكورتيكوستيرويدات.
  • الصيام عن الطعام والشراب لمدة 8 ساعات قبل الاختبار.

النتائج

في الحالة الطبيعية وعند اجراء اختبار التحفيز بالهرمون الموجه للكظرية سيرتفع مقدار الكورتيزول في الدم استجابة لجرعة الACTH الذي أخذها المريض، وهذا ما يدل على أن الغدة الكظرية لدى الشخص سليمة.

ولكن في حال وجود اضطراب أو خلل في الغدة الكظرية لدى الشخص، لن تكون هذه الغدة قادرة على إنتاج مستويات جيدة من الكورتيزول بالتالي لن يرتفع هذا الهرمون في الدم بالمستوى بالمطلوب، وهذه الحالة تسمّى بالقصور الكظري"Adrenal Insufficiency" .

ولا بد من التنويه إلى أنّ مستويات الكورتيزول قد ترتفع قليلاً في الدم في بعض حالات الإصابة بالقصور الكظري الثانوي مما يشير إلى أن الغدة الكظرية لا تزال تحتفظ بشيء من وظائفها الطبيعية، حيث أنّ المشكلة في هذه الحالة تكون في الغدة النخامية وليس في الكظر.

الاختبارات الإضافية

قد يطلب الطبيب المشرف إجراء مجموعة من الاختبارات الإضافية، كي يستطيع أخذ فكرة أشمل عن وضع الغدة الكظرية في الجسم، ومن هذه الاختبارات:

  • اختبار هرمون "ACTH" في الدم.
  • اختبار الكورتيزول"Cortisol"  في الدم.
  • اختبار الكورتيزول "Cortisol" في البول.
  • اختبار 17 هيدروكسي كورتيكوستيروئيد في البول.