اختبار البيكربونات (Bicarbonate Test)

الكاتب - 6 سبتمبر 2023

البيكربونات من المركبات الكيميائية الهامة في جسم الإنسان، ولها دور أساسي في الحفاظ على توازن الحمض والقاعدة (الحموضة والقاعدية) في الدم والأنسجة. ويُعد اختبار البيكربونات -ويسمى أيضا اختبار غاز CO2 في الدم- من الفحوصات الطبية المهمة التي تساعد بقياس مستوى البيكربونات في الدم كما تساعد في تقييم ومراقبة صحة الجسم ووظيفة الجهاز الهضمي والجهاز الكلوي.

أهمية اختبار البيكربونات

إن التوازن الحمضي القاعدي للدم يعتبر أمراً بالغ الأهمية في الحفاظ على وظائف الجسم ضمن المستوى الطبيعي، فدرجة الحموضة أو ما يسمّى PH تتراوح قيمها بين 0 وهي القيمة الأكثر حموضة إلى 14 وهي القيمة الأكثر قاعدية أو قلوية. وتتراوح درجة حموضة الدم في الحالات الطبيعية بين 7.35 – 7.45 لذلك يعتبر الدم قاعدياً (قلوياً) بعض الشيء.

لذلك فإن اختلال التوازن الحمضي للجسم واتجاهه نحو الحوضة أو القاعدية بشكل شديد يعتبر أمراً بالغ الأهمية يتطلب المراقبة والعلاج المناسبين لإعادة حالة الجسم إلى التوازن قدر الإمكان.

يتم الحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي في الجسم بشكل أساسي عبر الرئتين والكليتين. فالكلية تنتج مادة تعرف باسم البيكربونات بينما تطرح الرئتان غاز ثاني أكسيد الكربون من الجسم، بالتالي فإن التوازن بين العمليتين السابقتين يساهم في الحفاظ على درجة الحموضة ضمن مستوياتها الطبيعية.

يساهم اختبار البيكربونات في قياس كمية هذه المادة في الدم كما يساعد في تشخيص العديد من الحالات المرضية ولا سيّما المشاكل المتعلقة بخلل التوازن الحمضي القاعدي وتوازن الشوارد في الدم.

أسباب إجراء اختبار البيكربونات

قد يتم إجراء اختبار البيكربونات كجزء من الفحص الروتيني للشخص، ولكن بشكل عام فإن أكثر الحالات التي تستدعي إجراءه هي الحالات التي تشير إلى وجود مشكلة أو اضطراب في التوازن الحمضي للجسم، ومن الأعراض الشائعة في حالة خلل التوازن الحمضي في الجسم:

  • الغثيان والإقياء
  • صعوبة التنفس
  • ضيق النفس
  • الارتباك والشعور بالتعب

إضافةً لذلك يستخدم هذا الاختبار لمراقبة العلاج من الحالات التي قد تؤثر على توازن الشوارد في الدم.

شروط الاختبار

لا يتطلب اختبار البيكربونات أي تحضيرات أو شروط خاصة به، ولكن لا بد من اتباع إرشادات الطبيب فيما يتعلق باستهلاك الأدوية قبل إجراء الاختبار وذلك بحسب حالة المريض والصحية والأمراض المزمنة التي قد يعاني منها.

العوامل المؤثرة

هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على نتائج اختبار البيكربونات وتعتبر الأدوية أحد أهم تلك العوامل.

بعض الأدوية قد ترفع من قيم البيكربونات في الدم، ومن ضمنها:

  • الفلودروكورتيزون"Fludrocortisone"
  • الباربيتيورات"Barbiturates"
  • البيكربونات"Bicarbonates"
  • الهيدروكورتيزون"Hydrocortisone"
  • المدرات البولية"Diuretics"
  • الستيروئيدات"Steroids"

بينما تنقص بعض الأدوية من قيمة البيكربونات، ومن أهمها:

  • الميتسيللين"Methicillin"
  • النتروفورانتوئين"Nitrofuramtoin"
  • التتراسكلين"Tetracycline"
  • المدرات التيازيدية"Thiazide Diuretics"
  • التيرياميترين"Triamterene"

نتائج اختبار البيكربونات

قد تختلف نتائج اختبار البيكربونات من مختبر لآخر، كما يمكن أن تختلف أيضا تبعاً للعمر والجنس. ولكن بشكل عام فإن كمية البيكربونات الطبيعية لدى البالغين تتراوح بين 23 – 29 mEq/L (ميلي مكافئ / ليتر)

١- قيم منخفضة في الاختبار

إذا أظهرت نتيجة اختبار البيكربونات أن قيم البيكربونات منخفض في الدم فهذا يشير إلى العديد من الحالات الصحية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، نذكر منها:

  • داء أديسون"Addison disease"  ويسمى كذلك بقصور الغدة الكظرية
  • الإسهال
  • التسمم بالكحول الإيتيلي
  • الحماض الكيتوني"Ketoacidosis" أحد أشد وأخطر الاختلاطات التي قد ترافق الداء السكري
  • الداء الكلوي
  • الحماض الاستقلابي"Metabolic acidosis"
  • القلاء التنفسي"Respiratory alkalosis"
  • الحماض الأنبوبي الكلوي والذي ينجم عن سوء وظيفة النبيبات الكلوية
  • التسمم بالساليسيلات"Salicylate" هي حالة تحدث عندما تتراكم كميات زائدة من المركبات المعروفة باسم الساليسيلات في الجسم. وتتواجد بمختلف المواد والأدوية على سبيل المثال الأسبرين
٢- قيم مرتفعة في الاختبار

إذا أظهرت نتيجة اختبار البيكربونات أن قيم البيكربونات مرتفعة، فهذا يترافق مع بعض الأعراض والحالات الصحية نذكر منها:

  • الإقياء
  • الحروق
  • متلازمة بارتر"Barter syndrome" من الأمراض الوراثية التي قد تسبب مشاكلاً على مستوى الكليتين.
  • المشاكل التنفسية
  • متلازمة كوشينغ"Cushing syndrome" وهي فرط كمية الكورتيزول في الدم.
  • فرط الألدوستيرونية"Hyperaldosteronism"  أو فرط هرمون الألدوستيرون الذي يفرز من الغدتين الكظريتين.
  • التهابات الطرق التنفسية
  • التعرق الزائد
  • القلاء الاستقلابي"Metabolic alkalosis"
  • الحماض التنفسي"Respiratory acidosis"
  • متلازمة الإفراز غير المتلائم من الهرمون المضاد للإبالة"Syndrome of inappropriate diuretic hormone secretion" تتصف هذه المتلازمة بإفراز زائد من الهرمون المضاد للإبالة "ADH" المفرز من الغدة النخامية.

الاختبارات الإضافية

قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الاختبارات الإضافية في سبيل الوصول إلى التشخيص الأنسب لحالة المريض، ومن أهم هذه الاختبارات:

  • اختبار غازات الدم الشرياني
  • اختبار الشوارد كالصوديوم، والبوتاسيوم، والكلور
  • درجة حموضة البول
  • فجوة الأنيونات (فجوة الصواعد): وهي الفجوة بين كمية الشوارد الموجبة (الصوديوم والبوتاسيوم) والسالبة (الكلور والبيكربونات) في الدم