اختبار البارفوفيروس (Parvovirus B19)

الكاتب - 8 فبراير 2024

البارفوفيروس "Parvovirus" هي أحد عائلات الفيروسات التي تصيب فقط الحيوانات وبشكلٍ أساسي القطط والكلاب ولا تصيب الإنسان. ونوع واحد فقط من هذه العائلة وهو "Parvovirus B19" الذي يصيب الإنسان فقط ولا يصيب الحيوانات. يساعد اختبار البارفوفيروس B19 في تشخيص حالات الإصابة بهذا الفيروس وتحديد العلاج الأمثل للمريض.

أعراض الإصابة بفيروس البارفوفيروس

ينتقل فيروس البارفوفيروس B19 بين البشر عن طريق الاتصال الوثيق عبر القطيرات التنفسية، كما أنّه ينتقل عن طريق الدم ومن الأم الحامل إلى جنينها. كما أنه أكثر انتشاراً بين الأطفال الصغار.

تختلف أعراض الإصابة بهذا الداء من شخص لآخر تبعاً لمجموعة من العوامل كالجنس، والعمر، والحالة الصحية وغيرها.

ويعتبر الداء الخامس أو الحمامى المعدية من أهم المظاهر السريرية للمرض. وهو عبارة عن طفح جلدي مميّز يظهر لدى الأطفال المصابين بفيروس B19 حيث يأخذ هذا الطفح شكلاً مميزاً على الخدين يشبه صفع الخدين.

وعلى الرغم من أنّ أغلب حالات الإصابة بهذا الفيروس تكون لدى الأطفال، إلًا أنّه قد يصيب البالغين، مسبباً في بعض الحالات متلازمة القفازات والجوارب. وهي متلازمة تسبب التهاب وتورّم مؤلم في اليدين والقدمين أسفل الرسغ والكاحلين.

الأكثر عرضة للإصابة

هنالك مجموعة من الأشخاص المؤهلين أكثر من غيرهم للإصابة بفيروس البارفوفيروس B19 والذين ينصح أن يجروا الاختبار وهم:

  • الأشخاص الذين يعانون من فقر دم بعوز الحديد إضافة إلى غيره من المشاكل التي تؤثر على بنية الكريات الحمراء لدى الشخص. على سبيل المثال: التلاسيميا "Thalassemia" وفقر الدم المنجلي "Sickle cell disease". حيث أنّ الإصابة بفيروس B19 يؤثر بشكلٍ سلبي على إنتاج الكريات الحمراء في نقي العظام، وهذا ما قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بفقر الدم الحاد.
  • النساء الحوامل وذلك لأنهن ينقلن الإصابة بالفيروس إلى أطفالهن خلال فترة الحمل. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ أغلب حالات الإصابة لدى الأجنّة ستكون حالات خفيفة، ولكن في حالات خاصة تسبب الإصابة بالفيروس مجموعة من المضاعفات مثل: 
    • التهاب العضلة القلبية"Myocarditis"
    • قصور القلب الاحتقاني لدى الجنين
    • موه الجنين"Hydrops fetalis" وهي حالة تسبب تراكم السوائل في جسم الجنين
    • ولادة جنين ميت في بعض الحالات
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز المناعي، على سبيل المثال الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري (الإيدزAIDS ) أو الأشخاص الخاضعين لعمليات زرع الأعضاء أو الأشخاص الخاضعين للعلاج الكيميائي للسرطان.

اختبار البارفوفيروس (Parvovirus B19) والتشخيص

هناك مجموعة من الاختبارات المستخدمة في تشخيص الإصابة بفيروس البارفوفيروس B19 وتساعد بالتالي في تحديد العلاج الأنسب لتفادي المضاعفات الخطرة ومن أهمها:

١- تحري الإجسام المضادة للفيروس في الجسم:

وهي عبارة عن مجموعة من البرويتنات التي ينتجها الجهاز المناعي للجسم في التصدي للعوامل الغريبة الداخلة إليه (فيروس B19). وهناك نمطان أساسيان من هذه الأجسام المضادة في الدم، هما IgG و IgM.

ارتفاع مستويات الأجسام المضادة من نمط IgM غالباً ما يرافق المراحل المبكرة من العدوى بالفيروس، حيث أنّ هذه الأجسام سترتفع لفترة معينة من الزمن بعد بدء العدوى، لتبدأ بعدها بالتناقص شيئاً فشيئاً.

في حين أنّ الاجسام المضادة من نمط IgG ترافق الحالات المزمنة أو طويلة الأمد من الإصابة.

٢- تحري المادة الوراثية للفيروس في الجسم:

يتم في هذا الاختبار البحث عن المادة الوراثية DNA لفيروس B19 في الجسم.

وغالباً ما يتم إجراء الاختبار على عينة من الدم الوريدي للشخص، ولكن لا بدّ من الإشارة إلى إمكانية إجراء الاختبار على عينة من نقي العظم (دم الحبل السري للجنين أو السائل الأمنيوسي).

طرق الاختبار

يُمكن إجراء اختبار فيروس البارفوفيروس B19 بطرق مختلفة، وتشمل:

1. اختبار الدم:

  • هو أكثر الطرق شيوعًا لاختبار الفيروس.
  • يُمكن الكشف عن وجود الأجسام المضادة للفيروس في الدم، والتي تُشير إلى إصابة الشخص بالفيروس في الماضي أو الحاضر.
  • تُشير الأجسام المضادة من نوع IgM إلى إصابة حديثة، بينما تُشير الأجسام المضادة من نوع IgG إلى إصابة سابقة.

2. اختبار اللعاب:

  • يُمكن استخدامه للكشف عن الفيروس في اللعاب.
  • يُستخدم هذا الاختبار بشكل خاص عند الأطفال.

3. اختبار مسحة الأنف:

  • يُمكن استخدامه للكشف عن الفيروس في الأنف.
  • يُستخدم هذا الاختبار بشكل خاص عند الأطفال.

4. اختبار PCR:

  • هو اختبار دقيق للغاية للكشف عن الحمض النووي للفيروس في الدم أو اللعاب أو مسحة الأنف.
  • يُستخدم هذا الاختبار لتشخيص الإصابة بالفيروس بشكل قاطع.

من المهم استشارة الطبيب قبل إجراء أي اختبار من اختبارات فيروس البارفوفيروس B19.

أسباب الاختبار

غالباً ما يتم إجراء اختبار البارفوفيروس B19 لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض سريرية توجّه نحو إصابتهم بالفيروس.

وتتنوّع الأعراض المرافقة لحالات الإصابة بفيروس B19 من شخص لآخر. حيث أنّ بعض الأشخاص قد لا يعانون من أي أعراض سريرية للإصابة في حين أنّ أشخاصاً آخرين قد يعانون من أعراض سريرية متوسطة أو شديدة للإصابة بالفيروس. وقد تشمل الأعراض:

  • الحمى وارتفاع الحرارة
  • الصداع
  • السعال
  • ألم الحلق والبلعوم
  • الطفح الجلدي فغالباً ما يأخذ الطفح الجلدي المرافق لفيروس B19 شكلاً مميزاً على الوجه ولا سيّما على الخدين. كذلك فلا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الطفح من الممكن أن ينتشر بشكلٍ لاحق إلى أماكن متعددة من الجسم مثلاً الظهر أو البطن أو الصدر وغيرها.
    • مع التنويه إلى أنّ الطفح الجلدي المرافق لفيروس B19 يظهر بشكلٍ أوضح لدى الأطفال الصغار مقارنةً مع الأشخاص البالغين.
  • آلام المفاصل: يعاني الشخص في هذه الحالة من آلام في اليدين أو القدمين أو الركبتين. مع التنويه إلى أنّ آلام المفاصل أكثر ما يصيب البالغين وبشكل خاصٍ النساء المصابات بالفيروس.

نتائج اختبار البارفوفيروس B19

يناقش الطبيب نتائج الاختبارات حتى يستطيع الوصول إلى تقييم جيد لحالة المريض. فارتفاع تركيز الأجسام المضادة في الدم قد يشير إلى أنّ الشخص مصاب بالمرض أو أنّه قد أصيب به بشكلٍ سابق وذلك تبعاً للارتفاع في تراكيز كل من نمطي الاجسام المضادة IgM  و IgG.

كما يمكن أن ترتفع تراكيز الأجسام المضادة للفيروس لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاحاً للمرض.

في حين أن غياب الأجسام المضادة في الدم، يشير في غالبية الحالات إلى أنّ الشخص غير مصاب بالفيروس.

وكذلك الأمر بالنسبة لتحري المادة الوراثية للفيروس في الجسم. حيث أنّ نتيجة الاختبار الإيجابية غالباً ما تشير إلى إصابة الشخص بالمرض، في حين أنّ النتيجة السلبية غالباً ما تساهم في نفي الإصابة لدى الشخص.

الاختبارات الإضافية

غالباً ما يطلب الطبيب إجراء اختبار تعداد الدم الكامل"CBC" ، حيث يبيّن هذا الاختبار تعداد خلايا الدم الرئيسية في الجسم مثل الكريات الحمراء"RBCs" والبيضاء "WBCs" ، والصفيحات"Platelets".

ولا سيّما لدى الأشخاص المصابين بفقر الدم أو غيره من أمراض الدم، كالداء المنجلي أو كثرة الكريات الحمر الوراثية وغيرها من الأمراض.

كذلك فلا بدّ من التنويه إلى ضرورة إجراء اختبار "CBC" لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشريHIV -الإيدزAIDS .